د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

هدم الاقصى هل بات وشيكا ؟؟ لمعرفة التفاصيل تفضلوا بقراءة هذه الخطبة

الملتقى العام

أما بعد أيها المسلمون:

في الأيام الماضية تحولت باحات المسجد الأقصى المبارك وبواباته إلى ساحات لتجمهر عشرات آلاف الفلسطينيين ، الذين تنادوا من كل حدب وصوب وجاءوا من مختلف أرجاء ارض فلسطين للذود عن مسجدهم ومقدساتهم ، والوقوف في وجه اليهود المتطرفين الذين حاولوا اقتحامه ،استعدادا لهدمه وبناء هيكل سليمان المزعوم ..
فما هي قصة ذلك الهدم ؟؟ وهل هي حقيقة أم خيال ؟؟ وهل ما يحدث هذه الأيام هي مجرد احتجاج على تسليم المستوطنات ، أم أن هناك دوافع أخرى ؟؟

الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها ستكون مدار الخطبة في هذا اليوم بإذن الله تعالى

أيها الإخوة: إن اليهود في العالم وليس في إسرائيل فقط يسابقون عقارب الساعة الآن لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان عليه السلام ..قبل أن يحل عام 2000 والذي يصادف عندهم ذكرى مرور ثلاثة آلاف عام على بناء مدينة القدس ، وتأسيس مملكة إسرائيل الأولى ، وعندما تحل هذه الذكرى تكون دورة الزمان قد اكتملت عندهم ، ليبدأ زمان جديد ـ تشير إليه توراتهم ـ وهو زمان الهيمنة اليهودية ، ولن يكون لهذه الهيمنة أي صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود والمسمى ( هيكل سليمان ) والذي هدم قبل ألفي عام ، ويزعمون أن دعوات أنبياء بني إسرائيل ، قد انطلقت منه ، و ستنطلق منه ـ كما يعتقدون ـ دعوة نبي اليهود المنتظر ، الذي يعتقدون أن بناء الهيكل سيعجل من خروجه ..

وهاهو عام ألفين قد مضى وانتهى ، والعالم يعيش عام 2005 للميلاد ، والوقت يمضي ، ولم يتحقق حلمهم المنتظر .. لذلك فهم يشعرون بالضيق والقهر من تأخر موعودهم القديم وهو بناء هيكل سليمان عليه السلام ، ويسعون لتحقيقه في اقرب وقت ممكن .

والهيكل أيها الإخوة : تسمية قديمة للمكان المختار للعبادة قبل الإسلام ..والذي كان قبلة للمسلمين منذ بنائه في عهد إبراهيم عليه السلام مرورا بالأنبياء بعده حتى تحولت قبلتهم في السنة الثانية للهجرة النبوية ..

إن هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل هو الحلم إلي يسعى اليهود الآن لتحقيقه ..والمتوقع في ظل الظروف الراهنة ، أن اليهود سيستمرون في مشروع هدم المسجد وبناء المعبد اليهودي مكان المسجد..

ويخطئ من يظن أن اليهود ينتظرون الأقدار مثل المسلمين ..حتى يرزقهم الله بحدث سعيد يعيد لهم مجدهم ويقيم لهم ملكا..

إن اليهود يغالبون السنين ..وكأنهم يصنعون الأقدار..ويبرزونها للوجود ..إنهم لا يتركون شيئا للمصادفات..كما هو الحال لكثير من المسلمين .

ولعل من ابرز الدلائل على جديتهم في هدم المسجد الأقصى وما بعده ما يلي :

أولا: تكوين عدد من التنظيمات والجماعات التي تسعى وتعاون للهدم ثم بناء الهيكل ..وذلك لتهيئة الشعب اليهودي وتشجيعهم لتحقيق الحلم ..إضافة إلى توزيع الأدوار بين تلك الجماعات..

وقد ذكرت مجلة الأهرام العربي في السادس عشر من الشهر الثاني لعام ثمان وتسعين ميلادي أنه قد بلغ عدد الجماعات في الأرض المغتصبة أكثر من مائة وعشرين جماعة ، توصف بأنها متطرفة ..ومنها مالا يقل عن خمس وعشرين جماعة متخصصة في هدم المسجد وبناء الهيكل ..ومن أشهر تلك الجماعات ..جماعة بناة الهيكل ..,جماعة أمناء الهيكل ..وحركة إعادة الهيكل .

ومن الملاحظ انه هذه الجماعات تشكل تحالفات فيما بينها ومن أبرزها (رابطة القدس ).. ومن أنشطة هذه الجماعات المتطرفة أيضا القيام بإعمال عدائية ضد المسجد الأقصى ..وقد بلغ عدد المحاولات أكثر من مائة اعتداء منها اثنين وسبعين محاولة منذ توقيع معاهدة الاستسلام في اسلوا وحتى منتصف عام 98م.

ولقد أصبحت أعمال تلك التنظيمات مكشوفة وتهدد بالاعتداء الأكبر على المسجد الأقصى ..حتى أعلن ذلك في الصحف اليهودية وغيرها ..ومن ذلك ماكشفته مجلة( فورن ريبورت ) البريطانية في الأول من سمبتبر عام 98 م( أن جهاز الشاباك الإسرائيلي لديه معلومات وثيقة ، بان المتعصبين اليهود المنخرطين في تنظيمات سرية يدبرون لاعتداءات قريبة على المسجد الأقصى ..)

ونشرت جريدة معاريف الإسرائيلية في 30/8/98 م مقالا بعنوان ( نقاش طارئ تحسبا لتفجير المسجد الأقصى ) ونشرت جريدة ( يدعوت احرنوت ) في عدد الصادر في 1/9/98هـ خبرا بعنوان ( يهودي مجنون قد ينسف الأقصى أو قبة الصخرة ) .. بل انه قد عقد في القدس في تاريخ 17/9/98 ولأول مرة المؤتمر السابع لرابطة ( إعادة بناء الهيكل ) بمباركة ومشاركة من الحكومة اليهودية..وضم ما يقارب سبعة آلاف يهودي ..من مختلف التنظيمات..

ثانيا : ومن الدلائل على عزم اليهود على هدم المسجد الأقصى .. كثرة الحفريات تحت المسجد ،بداية منذ عام 67م حتى يومنا هذا ..وتهدف إلى تفريغ الأرض تحت المسجد الأقصى ومسجد الصخرة ، لترك المسجدين قائمين على فراغ ..ليكونا عرضة للانهيار السريع بفعل أي عمل تخريبي..أو حتى اهتزازات أرضية طبيعية أو صناعية..وهم يظهرون للناس أن الهدف هو البحث عن أثار الهيكل القديم ..

ايها الاخوة : ومن الدلائل على عزم اليهود على هدم المسجد الأقصى .. شق الأنفاق وهي عمليات تشترك مع الحفريات في أنها تهدد أساسات المسجد الأقصى في المرحلة الحالية..ولعل افتتاح نفق ( الحشمو نائيم ) في سمبتبر عام 96 م إشارة إلى البدء الرسمي لتحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي..حيث يمكن لليهود أن يؤدوا صلواتهم في الدور الأسفل ..حتى يتاح لهم الانتقال إلى الأدوار العليا..

رابعا : ومن الأدلة على العزم على تنفيذ المخطط الاستعدادات الفعلية للبناء الهيكل ما يلي :
أولا : تجهيز الحجارة التي سيتم بناء الهيكل بها ..فلقد وضع الحجر الأساس للهيكل في 16/10/89م بالقرب من مدخل المسجد الأقصى ، وقال زعيم جماعة أمناء الهيكل ( أن وضع حجر أساس الهيكل يمثل حقبة تاريخية جديدة ، نريد أن نبدأ عهدا جديدا من الخلاص للشعب اليهودي ..ذكرت هذا الخبر جريدة الشرق الأوسط الصادرة في 16/10/89م ..

وبعد أن وضع الحجر الأساس انطلقت الجماعات اليهودية لجمع الحجارة التي سيبنى بها الهيكل ..وقد أذاعة وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا في أوائل شهر أغسطس جاء فيه ( أن المتطرفين اليهود في القدس اعدوا كل شيء وفق طقوسهم لبناء الهيكل ..وجاءوا بأحجار تم قطعها من صحراء النقب وغيرها ، ليتم صقلها في القدس ، وذلك لاستخدامها في بناء الهيكل .وسيحتاج المشروع وفق التقرير إلى ستة ملايين حجر ..

وقد نبه التقرير انه لم يعد سرا..أن الهيكل تم تصميمه الهندسي في الولايات المتحدة الأمريكية على يد مهندسين من يهود أمريكا..وقد وضع تحت تصرف الحكومة الإسرائيلية الآن..كما تم إعداد فريق متكامل من عمال البناء سيظلون رهن الإشارة للعمل عندما يحين الوقت.
.
ومن الجدير بالذكر أن الجماعات اليهودية الذين يقومون بإعداد هذه الحجارة ، يشعرون بأنهم يقومون بمهمة مقدسة ولا بد من إتمامها..يقول احد زعماء تلك الجماعات ( عندما المس هذه الحجارة واحملها اشعر بان شيئا من الجنة يتحرك فيها ) ..

ومن الدلائل على الاستعداد لبناء الهيكل ..

أن اليهود يُجرون الاستعداد لتجديد وإحياء التقاليد والطقوس التي ستمارس في الهيكل ، مثل مذابح الحيوانات التي ستقدم ضمن الشعائر اليهودية ، والمعدات التي ستستخدم في معالجة الرماد بعد التضحية بالقرابين ، والآنية والنبيذ المقدس ومفروشات العبادة ..وهذه وغيرها أصحبت جاهزة ..

كما أن الحاخامات يقومون بإعداد وتخريج من يقوم على رعاية تلك الطقوس في معهد يقال له ..معهد الهيكل بمدينة القدس ..وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية التي ذكرت الخبر إلى أن هولاء ينطلقون من رؤية مفادها : أن الهيكل ينبغي أن يكون جاهزا بشكل تام قبل الأحداث الكبرى ، التي ستسبق نزول المسيح...

كما أن الشمعدان المقدس عندهم ، والذي يرون ضرورة إيقاده داخل الهيكل ، قد تم صنعه في أمريكا من ذهب خالص ، بتكلفة تقدر بخمسة عشر مليون دولار أمريكي ، ثم اهدي إلى دولة اليهود إضافة إلى خيمة العهد ..أو خيمة الاجتماع كما يسميها اليهود ، والتي صنعت خيوطها من الذهب الخالص..ويرون ضرورة وضعها داخل الهيكل ..

أيها الإخوة في الله ..هذه نبذ موجزة عما يراد القيام به قبل حلول عام ألفين ..فما هي وضعهم بعد ذلك التاريخ ، لا شك أن الاستعدادات اكبر من ذي قبل ، والرغبة في تحقيق الحلم اكبر من ذي قبل ..والخطر الداهم اشد من ذي قبل .نسال الله ان يرد كيدهم في نحورهم .

وهنا ترد في الذهن أسئلة مهمة ؟ هل الدول الإسلامية تعلم بما يحدث ؟ ثم لماذا لا تهتم وسائل الإعلام بنشر تلك التصرفات والتركيز عليها ؟ ثم ماهو دورنا تجاه ما يحدث ؟

هذا ما سيدور الحديث عنه بعد قليل ..اسأل الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين انه على كل شيء قدير ..
0
570

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️