(¨`•.عـلامـات الـسـاعـه. •´¨)

ملتقى الإيمان

(¨`•.عـلامـات الـسـاعـه. •´¨)

وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيها ذكر جملة من أشراط الساعة وعلاماتها

ومن ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور بحديث جبريل، حيث سئل فيه صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان ووقت الساعة، وفيه قال جبريل

عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم { ... فأخبرني عن الساعة؟ فقل صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها؟، قال

: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان }

ومنها حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: { أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة أدم فقال: " اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس
، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم
ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا
، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم

وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا }

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: { لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة
، وحتى يبعث كذابونقريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم
، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر فيكم
المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه
: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول
: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من
مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت
من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا }


ومنها حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: { طلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: " ما تذاكرون "؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: " إنها لن تقوم حتى تروا
قبلها عشر آيات ". فذكر الدخان والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها
، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف
: خسف بالمشرق وخسف
بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد
الناس إلى محشرهم }

إلى غير ذلك من الأحاديث، وهي كثيرة جدا.

وهذه العلامات منها ما هو قريب من قيام الساعة،
وهو ما يسمى بعلامات الساعة الكبرى، مثل: نزول عيسى عليه السلام،
وخروج الدجال،
وطلوع الشمس من مغربها وغيرها،
ومنها
ما يكون قبل ذلك وهو ما يسمى بعلامات الساعة الصغرى.

أقسام أشراط الساعة

لقد تكلم العلماء رحمهم الله تعالى عن أشراط الساعة وقسموها إلى عدة أقسام:

1 - فبعضهم اعتبر خروج الأشراط وزمانها فقسمهما إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

من الأشراط: ظهر وانقضى وفق ما أخبر به رسول الله

ومنها: بعثته عليه الصلاة والسلام وموته، وفتح بيت المقدس،
وظهور نار الحجاز،

وغيرها من الأشراط التي وقعت وانقضت.

القسم الثاني:

أشراط ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار وهي كثيرة منها:

كثرة الزلازل،
وتضييع الأمانة،
وتوسيد الأمر إلى غير أهله،
واتخاذ المساجد طرقا،
ورفع العلم، وكثرة الجهل

وغيرها من الأشراط الكثيرة.

القسم الثالث:

العلامات العظام والأشراط الجسام التي لم تظهر بعد والتي يعقبها قيام الساعة، ومنها:

خروج المسيح الدجال،
ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام
، وخروج يأجوج ومأجوج،
والدابة
، وخروج الشمس من مغربها،

ونحو ذلك

المطلب الأول:

بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أخبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن بعثته
علامة من علامات الساعة ودليل على قرب قيامها، حيث إنه صلى الله عليه وسلم
خاتم النبيين ولا نبي بعده.
وقد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة الواردة عنه عليه الصلاة والسلام.
منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { بعثت أنا والساعة كهاتين - يعني أصبعين - }

هذه الأحاديث وغيرها مما هو في معناها تدل على أن بعثته صلى الله عليه وسلم أول أشراط الساعة، فهو خاتم النبيين وآخر المرسلين ولا نبي بعده، وإنما يليه قيام الساعة، كما يلي في الأصابع السبابة الوسطى، .

المطلب الثاني:

انشقاق القمر:

. (قال الله تعالى إقتربت الساعة وأنشق القمر ).

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره " قد كان هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن
انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان إحدى المعجزات
الباهرات "

وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: وقد جعل الله انشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة كما) وكان انشقاقه بمكة قبل الهجرة .

وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن القمر انشق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: { بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " اشهدوا }
ومنها حديث أنس رضي الله عنه { أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر }


المطلب الثالث:

نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى :

وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين أن من علامات الساعة خروج نار من أرض الحجاز تضيء منها أعناق الإبل ببصرى

فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى }

قال النووي - رحمه الله -: " خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام
وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة "وهذه النار غير النار التي تخرج في آخر الزمان وتحشر الناس وتبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا،

المطلب الرابع:

الفتن:

بمعنى الابتلاء والامتحان،وأما الفتن التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه
، وأن أمته سوف تبتلى بالكثير منها، وأنها ترسل عليها إرسال القطر فهي من قبيل الاختبار
والامتحان؛ ليتبين حال الإنسان فيها من الخير والشر وتعلقه بها،

كقوله: {انما اموالكم واولادكم فتنه )

وتستعمل في الإكراه على الرجوع عن الدين كقوله تعالى: {ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا }

واستعملت أيضا في الضلال والإثم والكفر
والعذاب،

نصوص كثيرة صحيحة على أن من علامات الساعة كثرة الهرج، وهو القتل واللغط وظهور الفتن وانتشارها ونزولها في البلاد وكبر بلائها وهولها، حتى يمسي المرء المسلم من شدة وقعها
كافرا، ويصبح مؤمنا، ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا، وتجيء الفتنة تلو الأخرى فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتظهر أخرى، فيقول هذه هذه

إلى أن يشاء الله، فلا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، وكلما طال الزمان بأهله وبعد بهم كانت الفتن أشد ومصائبها أعظم، كما شهدت بذلك نصوص الشرع، ودلت عليه الحوادث

والوقائع، فعن الزبير بن عدي قال: { أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقي من الحجاج فقال: " اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته
من نبيكم صلى الله عليه وسلم }

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: { كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل ومنا من هو
في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل
أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن
فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم
الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.)..

وعن حذيفة قال: { كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله
بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟، قال: " نعم "، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: " نعم، وفيه دخن "، قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم
وتنكر "، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها "، قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: " هم من جلدتنا ويتكلمون
بسنتنا "، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم "، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو

أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك }


المطلب الخامس:

خروج الدجالين الكذابين أدعياء النبوة:

خروج الدجالين الكذابين، الذين يدعون النبوة ويثيرون الفتنة بأباطيلهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عدد هؤلاء قريب من ثلاثين فقال
صلى الله عليه وسلم { لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله }

النبوة وقد تحققت ووقعت هذه الآية، والعلامة من علامات الساعة، فخرج كثير من أدعياء قديما وحديثا، ولا يستبعد أن يظهر دجالون آخرون إلى أن يظهر الدجال الأعور الكذاب -
نعوذ بالله من فتنته
فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: { إنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الكذاب }

" وقد ظهر من هؤلاء عدد كبير في الماضي، فادعى النبوة في آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

الأسود العنسي
في اليمن حيث كانت ردته أول ردة في الإسلام على عهد رسول الله
وقد تحرك بمن معه من المقاتلين واستولى على جميع أجزاء اليمن، وبعد أن علم رسول الله بما حدث، بعث برسالة إلى المسلمين هناك يحثهم فيها
على الوقوف في وجهه ومقاتلته، فاستجابوا لذلك وقتلوه في منزله بمعاونة زوجته التي تزوجها قسرا بعد أن قتل زوجها، وقد كانت مؤمنة بالله ورسوله وبمقتله ظهر الإسلام وأهله،
وكتبوا إلى رسول الله وقد أتى إليه الخبر في ليلته من السماء فأخبر أصحابه، وقد دامت فترة ملك هذا الكذاب من حين ظهوره إلى أن قتل ثلاثة أشهر، وقيل أربعة أشهر


ومنهم طليحة بن خويلد الأسدي
الذي قدم على النبي في وفد بني أسد سنة 9 هـ وأسلموا ورجعوا إلى بلادهم وقد تنبأ طليحة هذا في حياة الرسول فوجه إليه ضرار بن الأزور
عاملا على بني أسد وأمرهم بالقيام على من ارتد، فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه فضربه بالسيف، فلم يصنع فيه شيئا، فظهر بين الناس أن السيف لا يعمل فيه، فكثر جمعه،
ومات النبي وهم على ذلك، ولما قام أبو بكر الصديق بأمر الخلافة، أرسل إليه جيشا بقيادة خالد بن الوليد فالتقى الجيشان، فهزم جيش طليحة ففر بعدها مع زوجته إلى
الشام، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، ولحق بجيش المسلمين وأبلى في الجهاد في سبيل الله بلاء حسنا واستشهد بنهاوند
ومنهم

مسيلمة الكذاب
الذي وفد على رسول الله

في العام التاسع الهجري مع جماعة من بني حنيفة، وبعد عودة الوفد إلى اليمامة، ارتد عدو الله

وتنبأ وقال: إني

في العام التاسع الهجري مع جماعة من بني حنيفة، وبعد عودة الوفد إلى
اليمامة، ارتد عدو الله وتنبأ وقال: إني قد أشركت في الأمر معه -
أي مع رسول الله - وكان
يزعم أن الوحي يأتيه في الظلام، وقد أرسل له أبو بكر الصديق جيشا
ا بقيادة خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة فاستقبلهم
مسيلمة بجيش كان قوامه

أربعين ألف مقاتل ودارت بينهم معارك حاسمة كانت الدائرة فيها على مسيلمه
وجيشه، وقتل مسيلمة بيد وحشي بنحرب
وانتصر الحق وارتفعت راية التوحيد

ومنهم سجاح بنت الحارث التغلبية،

كانت من نصارى العرب، وقد ادعت
النبوة بعد موت الرسول فالتف حولها أناس كثير من قومها ومن غيرهم
وغزت بهم القبائل المجاورة

حتى وصلت إلى بني تميم، فاصطلحوا معها، وسارت حتى وصلت اليمامة والتقت بمسيلمة وصدقته وتزوجها، ولما قتل مسيلمه
رجعت إلى بلادها وأقامت في قومها بني تغلب،

ثم أسلمت وحسن إسلامها، ثم انتقلت بعد ذلك إلى البصرة وماتت بها
وأما في عصر التابعين وما بعده فظهر

المختار بن أبي عبيد الثقفي
الذي تظاهر
بالتشيع أولا فالتف حوله جماعة كثيرة من الشيعه) وكان يقول بإمامة محمد بن الحنفية
، وكان يدعو الناس إليه، وزعم أن جبريل عليه السلام ينزل عليه
، وقد استولى على الكوفة ونواحيها وقتل كل من كان بالكوفة من الذين قاتلوا الحسين
بن علي بكربلاء، وقد دارت بينه وبين مصعب
بن الزبير عدة معارك كانت الدائرة فيها عليه والغلبة لمصعب
، فقتل المختار، وفرح المسلمون بذلك

ومنهم
الحارث بن سعيد الكذاب
الذي أظهر التعبد والتنسك في دمشق ثم زعم أنه
نبي، ولما علم أن الخبر وصل إلى الخليفة عبد الملك بن مروان اختفى وجهل الناس خبره
، فاستطاع رجل من أهل البصرة أن يعرف مكانه وتظاهر له بالتصديق فأمر الحارث
ألا يحجب منه هذا الرجل متى ما أراد الدخول عليه، فاتصل هذا الرجل بعبد الملك
وأخبرهالخبر، فسير معه جنودا من العجم وتم القبض عليه وجيء به إلى عبد الملك
، فأمر عبد الملك رجالا من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويعلموه أن هذا من
الشيطان، فأبى أن يقبل منهم،
فصلبه عبد الملك بعد ذلك
وفي العصر الحديث قبل أكثر من قرن ظهر

بالهند رجل يدعى
ميرزا غلام أحمد القادياني
- لعنة الله عليه -

ادعى النبوة، وكان يزعم أنه يتلقى الوحي من السماء، كما زعم أن الله أخبره

بأنه سيعيش ثمانين سنة، وقد صار له أتباع وأعوان فانبرى له كثير من العلماء

وردوا عليه وبينوا أنه دجال من الدجالين، وكان منهم العالم الكبير ثناء الله الأمر

تسري الذي كان من أشد

العلماء عليه حتى إنه في عام 1326 هـ تحدى القادياني الشيخ

ثناء الله هذا، بأن الكاذب المفتري من الرجلين سيموت، ودعا

الله أن يقبض المبطل في حياة صاحبه ويسلط عليه داء مثل


الهيضة والطاعون يكون فيه حتفه، وبعد ثلاثة عشر شهرا وعشرة أيام تقريبا أصيب القادياني


بدعوته. وقد ذكر أبو

زوجته نهايته بقوله: ولما اشتد مرضه أيقظني فذهبت إلى حضرته

ورأيت ما يعانيه من الألم فخاطبني قائلا: أصبت بالكوليرا ثم لم ينطق

بعد هذا بكلمة صريحة حتى مات


وهكذا سيستمر خروج هؤلاء الكذابين الدجالين واحدا بعد الآخر، حتى تستوفي


المطلب السادس:


ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان

من علامات الساعة التي ظهرت وأخبر بها الرسول ولادة الأمة ولد

يكون له السيادة

عليها، وتفاخر الناس بالبنيان الشاهق، وزخرفة البيوت بعد أن كانوا

حفاة يعيشون في

خيام الشعر ويرعون الشياه والبعير، كما دل على ذلك الحديث المشهور

عن عمر بن

الخطاب في حديث جبريل الطويل وسؤاله عن الإسلام والإيمان

والإحسان والساعة، { قال

له جبريل عليه السلام:... فأخبرني عن الساعة؟ فقال رسول الله

" ما المسؤول عنها

بأعلم من السائل "، قال: فأخبرني عن أماراتها؟، قال: " أن تلد الأمة ربتها

، وأن ترى

الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }). ومضمون
كأن يصبح الولد سيدا ومولى لأمه، ويحدث هذا عندما يتسع الإسلام

، ويكثر السراري، ويتخذ

الناس السراري ويكثر منهن الأولاد، فيكون الرجل من أمته في معنى السيد لأمه

، إذا

كانت مملوكة لأبيه، وملك الأب راجع إلى الولد، وكذلك ابنتها؛ لأنها

في الحسب كأبيها. وكذلك


بالنسبة للحفاة العراة رعاء الشاء، أهل الجهل والجفاء عندما تختل الموازين

بكثرة الأموال



بين أيديهم، يصبحون هم رؤوس الناس فيتطاولون في البنيان ويتنافسون على

وجه التفاخر والخيلاء،

في زخرفة العمارات وعدد أدوارها بعد أن كانوا أهل تنقل وترحال

لا تستقر بهم دار.


يقول العلامة حمود التويجري - رحمه الله تعالى -: " والتطاول في البنيان يكون بتكثير طبقات البيوت


ورفعها إلى فوق، ويكون بتحسين البناء وتقويته وتزويقه، ويكون بتوسيع البيوت



وتكثير مجالسها ومرافقها، وكل ذلك واقع في زماننا


ويقول الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في معنى ذلك، قال ابن


التين: اختلف فيه



المطلب السابع:

قبض العلم وظهور الجهل.


من علامات الساعة التي أخبر بها رسول الله قبض العلم وظهور الجهل

، فعن أبي موسى وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -

قالا: قال رسول الله { إن بين يدي الساعة

لأياما ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج: القتل }

وعن أبي هريرة عن النبي قال: { يتقارب الزمان، وينقص العمل

، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله

، أيم هو؟، قال: القتل القتل }

قال ابن العربي " وأما ذهاب العلم، قال المشيخة: فيكون بوجوده، إما بمحوه من القلوب

، وقد كان في الذين قبلنا، ثم عصم هذه الأمه

فذهاب العلم منها بموت العلماء، وقد قال جماعة من الناس:


إن ذهاب العلم يكون أيضا بذهاب العمل به، فيحفظون القرآن


ولا يعملون به فيذهب العلم... والذي عندي أن الوجوه الثلاثة في هذه الأمة، فقد يذنب الرجل

حتى يذهب ذنبه علمه، وقد يقرؤه ولا يعمل به، وقد يقبض بعلمه فلا ينتفع أحد به،

أو يمنع من بثه فيذهب لوقته "

وعن أبي أمامة الباهلي قال: { لما كان في حجة الوداع؛ قام رسول الله وهو يومئذ

مردف الفضل بن عباس على جمل آدم، فقال:

" يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم "

( ). قال: فكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته واتقينا ذلك حين أنزل الله ذلك على نبيه. قال: فأتينا

أعرابيا، فرشوناه بردا، فاعتم به، حتى رأيت حاشيته خارجة من حاجبه الأيمن،

قال: ثم قلنا له: سل النبي. فقال له: يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف، وقد

تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا؟ قال: فرفع النبي

رأسه وقد علت

وجهه حمرة من الغضب، قال: فقال: " أي ثكلتك أمك، هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم

المصاحف، لم يصبحوا يتعلقون منها بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وأن من ذهاب العلم

أن يذهب حملته (ثلاث مرات) }.

يقول الحافظ النووي أثناء شرحه لحديث عبد الله بن عمرو السابق: " هذا الحديث يبين أن المراد

بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس محوه من صدور حفاظه ولكن معناه: أن

يموت حملته ويتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون

وقد وقع ما أخبر به الرسول في زمان من قبل فكيف بزماننا،


المطلب الثامن:


تكليم السباع والجماد للإنس:

من أشراط الساعة التي أخبر بها الرسول تكليم السباع الإنس، وإخبار فخذ الرجل بما يحدث أهله


بعده، وكلام النعل والسوط لصاحبهما.



عن أبي هريرة قال: { صلى رسول الله الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: " بينا رجل يسوق


بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث، فقال الناس:

سبحان الله بقرة تكلم؟ فقال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم، وبينما رجل في غنمه

إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب

يا هذا: استنقذتها مني فمن لها يوم السبع؟ يوم لا راعي لها غيري ! فقال الناس: سبحان الله !

ذئب يتكلم؟ قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم }

فهذه أخبار عن رسول الله كلها أمارات للساعة، وإن كانت أمورا خارقة للعادة جارية على غير

المألوف إلا أنه يجب الإيمان بها وتصديقها لثبوتها عنه



المطلب التاسع:


قطع الأرحام وسوء الجوار وظهور الفساد:

من علامات الساعة التي أخبر بها الرسول


قطيعة الرحم وسوء الجوار وظهور الفساد والفحش، ومن الأحاديث الدالة على ذلك: ما رواه عبد الله بن عمرو بن


العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله قال: { لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش


والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة }


وقد وقع ما أخبر به الرسول فنرى الفساد ظاهرا بين الناس كما نرى

التقاطع وسوءالجوار حاصلا بينهم

وحل التباغض والتنافر بينهم محل المحبة والصلة والمودة

، حتى إن

الجار لا يعرف جاره، والقريب لا يعرف عن بعض أرحامه هل هم من الأموات أم من

الأحياء، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.


المطلب العاشر:


كثرة الزلازل وظهور الخسف والقذف والمسخ:

الذي يعاقب الله به بعض هذه الأمة

.
من علامات الساعة وأماراتها التي أخبر بها الرسول كثرة الزلازل، وظهور الخسف،


والقذف، والمسخ، وقد دل على هذا الأحاديث الثابتة عنه
فعن أبي هريرة قال: قال

رسول الله { لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل... }


يقول الحافظ ابن حجر: " وقد وقع في كثير من البلاد الشمالية والشرقية والغربية كثير من الزلازل،


ولكن الذي يظهر أن المراد بكثرتها شمولها ودوامها وقد كثرت الزلازل في عصرنا

الحاضر في أماكن متعددة، وهذا مصداق لما أخبر به رسول الله

.
وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي أنه قال: { يكون في آخر هذه الأمة خسف


ومسخ وقذف " قالت: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم، إذا ظهر

الخبث }وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله { إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما،
والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه

وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم


أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه


الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع

كنظام بال قطع سلكه فتتابع }

فهذه الأحاديث السابقة التي فيها ذكر الخسف والقذف والمسخ فيها وعيد شديد للعصاة من أهل

المعازف وشاربي الخمور بأن يعاقبهم الله تعالى بهذه العقوبات أو ببعضها على عصيانهم


وتمردهم، وهي في نفس الوقت من أمارات الساعة التي كلما يقترب وقوعها يزداد ظهور المعاصي
والذنوب؛ لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق والله أعلم

إذا عجبكم الموضوع كملت
7
919

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاميرة الشهري
نفع الله بك الأمه ....
وجزآك الله خيرآ وكثر الله من امثالك ...
لاتحرمينا من هذه المواضيع النافعه ..
كل الشكر لك.......
وأسعدك الله في الدارين....
ام جمون ومرمور
مشكوره أخت الاميره الشهري على مرورك على الموضوع
بارك الله فيك
مرج
مرج
جزاك الله خير حبيبتي
حلاها في حياهاا
جزاك الله خير
وجعله بموازين حسناتك
قلب منكسر
قلب منكسر
جزاك الله خيرا
الله يحسن خاتمنتا
ويرزقنا وأياكم الجنان