=☀= دائماً نتطلع للنهاية .. وحينما نصل يشدنا حنين للماضي ! =☀=

الأسرة والمجتمع










WIDTH=400 HEIGHT=350





"عش ماشئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه"


ها نحن وصلنا لنهاية عامٍ دراسي انطوى بما حمله من اجتهاد وحرص ومشقة وهموم وتطلع



مشاعر كثيرة امتزجت بداخل كل واحدة منا


بالأمس كنت أبكي وعورة الطريق وصعوبته وبعد الأهل وحياة جديدة سأخوضها


واليوم أبكي فراق أحبة سكنوا القلب


طالباتي ذوات الـ 13 ربيعاً .. كن والله مثابة الأخوات الصغيرات


أحمل لهن بداخلي حب وحرص زاد بمرور الأيام


كيف لاوقد كن مثالاً لطالبات العلم المتفانيات .. فبالرغم من صعوبة الحياة التي يعشنها

- فهن يعشن ببادية بعيدة المكان وحتى الزمان ! –


إلا أن ذلك لم يثبط حب العلم والتعلم في نفوسهن


طالباتي الصغيرات علمنني الكثير من معاني القوة والصبر والتحدي والمثابرة


علمنني بأنه لا مستحيل مع العزيمة القوية


علمنني بأن الحياة ستعطيك بقدر ما تعطينها


علمنني أن ابتسم حتى بأصعب الظروف


علمنني الكثير .. الكثير

كل يوم استرجع شريط هذا العام الدراسي .. ولحظاته التي عشتها معهن


لا أخفيكن بداية العام كنت كالذي يتخبط نهوضاً تارة وتعثراً تارة أخرى


فكيف سأشرح مادة "الحاسب" لطالبات لم يرينه بحياتهن قط!!


كيف سيستوعبن ما سأقول بدون توفر أي إمكانية لذلك


هم وعزيمة حملتهما بداخلي .. وعشت صراعهما بداية العام

لحظات تمر أجزم بأني سأنجح ولحظات أخرى أشعر بأنه المستحيل بعينه فأتخاذل

حتى جاء ذلك اليوم الذي فآجئتني فيه مديرتي الغالية بشراء جهاز كمبيوتر مكتبي

يا الله !! ما أروعها من مفاجأة .. يوم لا ينسى حين رأيت طالباتي الخمس

محلقات بشاشة الكمبيوتر وضحكاتهن تملأ المدرسة

نعم .. جهاز واحد .. وطالبات خمس

لكن العزيمة التي ملأت قلبي وقلوبهن تعدت الحدود

بتوكلنا على الله ثم إصرارنا وجهازنا الصغير

حلقنا مبدعات .. ونجحنا بتفوق على كل الصعوبات

حتى أنني بنهاية العام كدت أجزم بأن طالباتي هن الأفضل على مستوى المنطقة !

هكذا كان عامنا الدراسي مشبع بالإصرار والتفاؤل .. مزين بالنجاح والتميز

وها أنا .. الآن .. أختمه بغصات الوداع

صعب علي والله أودع صغيراتي .. لكنها الحياة .. لقاء وفراق

بآخر حصة جمعتني بهن .. جلست بينهن .. تأملت معهن السبورة وماكتب عليها


"الحاسب الآلي"

كان بالأمس عقبة .. وها هو اليوم إنجاز حققناه معاً

أخبرتهن كم أنا فخورة بهن .. وكم أحمل لهن من محبة بالقلب
ناديت كل واحدة باسمها شكرتها .. وأخبرتها بأجمل صفة لمستها فيها

ولأنني أعلم جيداً ظروف حياتهن وإرغامهن أحياناً على ترك المدرسة


أوصيتهن بالعلم وذكرتهن بفضله .. وأخذت منهن عهداً بعدم قطع المسيرة


والكفاح للوصول لأعلى المراتب


أوصيتهن بوالديهن .. فبرضاهما تزهر الحياة

أوصيتهن بنشر العلم في قريتهن الصغيرة وأوضحت لهن فضل ذلك

أوصيتهن بالحفاظ على ذلك المستوى الرائع من الأدب والاحترام


أوصيتهن بأن لا ينسين معلمتهن التي أحبتهن من قلبها من دعوات بظهر الغيب



وودعتهن بابتسامة أخفي خلفها غصة فراق بالقلب كبيرة


اللهم إني استودعك طالباتي الغاليات وعلمهن وأخلاقهن أمانة عندك يا خيرالحافظين





هكذا ودعت ورداتي البهيات .. فكيف ودعتهن أنتِ؟





1
642

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شباصه مدعوسه
شباصه مدعوسه
ملاحظة: نسخت موضوعي هذا من الواحة العلمية

إلى الحياة الاجتماعية

لنشارك بعضنا أعظم لحظات الوداع التي مرت بنا :(