أطمع أن أموت

قالت بكارة الهلا ليه .

قد كنت أطمع أن أموت ولا أرى

فوق المنابر من أمية خاطباً .

فالله أخر مدتي فتطاولت

حتى رأيت من الزمان عجائباً .

في كل يوم لا يزال خطيبهم

بين الجميع لآل أحمد عائباً .

وهاأنا اليوم أتذكر قولها وأطمع إلى ما طمعت إليه مع فارق في الأسباب .

ففي ذات يوم قالت لي إحداهن عن حلقة في برنامج يُبث على إحدى القنوات فرأت العجب كما تصف ، فطلبت منها أن أشاهد هذه الحلقة طلباً للحقيقة وعدم التسرع فيما سأقول .

وكان لي ذلك بالفعل فإذ بمفاصلي ترتعد وكاد قلبي أن يتوقف وتمنيت أن أغوص في الأرض وأنا أرى شئ لم يعرج بخاطري أن أسمعه فضلاً عن أن أراه .
قد يعتقد من لم يرى ذلك أني مبالغة أما من رأى ذلك فلربما شاطرني هذه المشاعر أو أشد .

لقد كانت الحلقه في هذه القناة المسلمة تتكلم من الجنس الثالث وإذ بفتاة تتوسط الجلسة بصورة نشاز عندما تراها لا تدري أي حالاتها أعجب جرأتها ....لباسها ....منظرها المقزز ....مجاهرتها بما تفعل ...وغير ذلك كثير .

وسيزيد تعجبك عندما تعلم أنها رجل غير ملامحه وطلق رجولته ومسخ لكائن غريب يذكرك مطلعه برؤوس الشياطين يتحدث بكل جرأة ووقاحة عن مغامراته وعلاقاته الغير شرعية بشركائه ويطالب بقوة غير معهودة بحقه المسلوب _أي حق لا أعلم !!

إنه من الذين حفروا الصخور بأضفارهم وتسلقوا الجبال بأيديهم الدامية وباعوا أثمن ما لديهم وضحوا بكل شئ في سبيل .....لا شئ سوى الخزي والهوان والعار .

إنني لا أعتب على ذلك النشاز أو تلك النشاز ولكن عتبي على تلك القناة التي تدنت إلى أسفل سافلين بحواراتها التجاوزيه للدين والمنطق والعقل ، وسمحت لتلك الرذائل بتصدر برامجها .

ولماذا سمحت بتحول الحلقة إلى ذلك المسار الفاضح الغير معهود بجميع الأعراف ؟

وكيف تناست أنها بذلك تفتح باب داء ينهك جسد الأمة ..علاجه عسير ..ما ظهر منه لا يداوى ..وما بطن منه أمكن استئصاله .

بصراحة لا أستطيع أن أقول إلا أن تلك الحلقه كانت مقززة إلى أقصى حد ....حتى أني تمنيت بعدها أن أذهب إلى دورة المياه وأُخرج ما في بطني مع أني لم أشاهد إلا القليل .. فكيف بمن شاهد البرنامج كاملاً ؟

ويبقى السؤال المهم هل نحن بحاجة فعلية لمثل تلك البرامج ...ويا ترى إلى ماذا تطمح ؟

و دمتم برعاية الله .