نعم , ولكن

نعم , ولكن @naam_olkn

عضوة جديدة

العــدوى ..!!

الأدب النبطي والفصيح

أطفأت قنديلي... وأخذت مكاني خلف الستار...
أرقب بألم لا يشبه الألم ..
ذكرى قد بُعثت من مرقدها...

كان هذا ذات ليلة... باردة مظلمة…
بدا قمرها المحدودب الظهر عابساً..
وهو يذرع السماء جيئةً وذهاباً...
فتارةً يشع وتارةً يخبو ويختفي خلف غيماتٍ سوداء ...
و بكل سخرية..
عكس ظِلاله على مكان ... موحش… مخيف...

تملأه الجراح ...
تسكنه الأشباح ...
قد ابتلع ظلامه .. قــــــبــــــراً..


ومنه.. تسللت ...أزاحت أكفانها جانباً...
وطفقت تُفجع صبري على الملأ:

،
،
،

اقبل نحوي...
خفق قلبي بشدة وصعد الدم إلى وجهي ...
سررت برؤيته... اقتربت منه بشوق يخالطه خجل ...
للوهلة الأولى.... ومضت في عينيه اجمل معاني الحب ...
حنين ...شووق ...وجد...لهفة ...
ثم حلت محلها آسى ...حزن ...ألم ...معاناة ...
تسرب القلق إلى نفسي شيئاً فشيئاً...
تكلم بنبرات حزينة سرت في أوصالي :
تعلمين مدى حبي لكِ ...
حباً خالط شغاف قلبي ... وجرى مجرى الدم في عروقي ...

ولم أكن لأتخلى عنكِ ...

لكن...


ما أن سمعت طبول الحرب ...
إلا...
وصهيل الجراح النازفة ...
تعلن إن العدو من ورائناً والموت من أمامناً ...

لأجد نفسي
مبتعداً عنكِ
في ساحة الوغى...
لابساً درعي ...
ومتقلداً سيفي...

وهناك...

مالت كفة العدو ...
لتدُك وتُدمر مدافعه الكثير من حصوني...

واطرق برهة ...


ثم نظر إلي نظرةً تحمل لوعة الهيام ولوعة الفقد ...
وأردف
والعبرات تخنقه:
هذا لقاءنا الأخير ...

و بصوت اقرب إلى الهمس داخلته رجفة خفيفة اكمل:
عزائي الوحيد هو انكِ بمنأى عن العدو ...
و
أنطلق بعدها مسرعاً تحت جُنح الظلام...


شيّعته بنظرات يملؤها الذهول...
وكلماتٍ تعاني سكرات الاحتضار ...
أطبق عليها تابوت الشفاه ...
كان الأمر اكبر من أن أدركه!!!

وببطء…

تسللت برودة إلى أعماقي ...
ارتعدت فرائص جسدي ...
ودبت حمى الألم في أطرافي ...
وما عادت قادرة على حملي ...
شعرت بالموت قبل حلوله...

و بصوت واهن مكلوم بالكاد يصل إلى أذنيّ ناديته :
أنتظر ...أنتظر ...
أريد أن ادفن رفاتي بين أضلعك...
وفي حنايا صدرك ...

فقد نال عدوك مني ...


...
0
338

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️