أسعد الله صباحكم/مسائكم
اليوم موضوعنا عن
فارق السن بين الأزواج ومدي انسجامهم مع بعض
يلا نبدأ
بسم الله
الزواج: هو رباط مقدس يربط بين شخصين
غريبين ويحلل ما بينهما أمام الرب
والعباد وهو العلاقة التي تجمع بين الرجل والمرأة لبناء
أسرة وهذه العلاقة هي الإطار المشروع للعلاقة الجنسية وانجاب الأطفال.
*قال سبحانه وتعالي في سورة الروم
((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل
بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون))
وهنا يذكرنا الله بنعمته علينا في خلقنا علي هذا النحو حيث
خلق فينا هذا الميل لبعضنا البعض وغرس في القلوب
الحب والرحمة بين الزوجين
*عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
{يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه
أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه
بالصوم فانه له وجاء}(رواه الجماعة)
والسن الملائم للزواج هو السن الذي يظهر فيه كل
من الرجل والمرأة درجة من الوعي والقدرة علي تحمل
المسئولية الاقتصادية والتربوية وبالتالي نجد إن التكافؤ بين
الأزواج هو اللبنة الأساسية لبناء أسرة
سعيدة ناضجة متزنة تعيش في سلام....
ولذلك أهم نقطة لتأسيس زواج ناجح هي التقارب
بين الزوجين واندماجهم مع بعض..
** وبالتالي فأن :
فارق السن بين الزوجين والمستوي الاجتماعي
و المالي والثقافي هي أهم العوامل لحدوث هذا التكافؤ....
لذلك سنتحدث هنا
عن فارق السن بين الأزواج ومدي انسجامها
الحياة الاجتماعية تحوي كثيرا من الظواهر أو السلوكيات
التي تواجه إما بالقبول أو الرفض.
ومن هذه الظواهر فارق السن بين الأزواج سواء كان
الزوج هو الأكبر أو العكس وفي العادة يتزوج الرجل
امرأة يكبرها قليلا بحكم انه العائل والمسئول عن كسب
الرزق لإعاشة الزوجة والأولاد ونلاحظ هنا إن فارق
السن يكون 4سنوات وهذا لا يشكل فارق وهو مقبول
اجتماعيا وعندما نقول كلمة فارق نقصد هنا أن الفرق
بين الزوجين أكثر من 10سنوات و هذا لا يمنع نجاح
بعض الزيجات التي كانت الفوارق فيها أكثر من 10 سنوات
ولكن نتحدث هنا عن ظاهرة انتشرت بكثرة في مجتمعاتنا
وفي عالمنا العربي بسبب الظروف الاقتصادية وذلك لأن
الزوج الشاب يكون عاجزا عن توفير المستوي المادي
الذي تطمح له الزوجة الشابة والذي يستطيع توفيره لها
الزوج الذي يكبرها بأكثر من 10 سنوات من حياة
مستقرة أمنة ترضي طموح الزوجة الشابة وأمالها
وأحلامها, وأحيان يصل الفارق بين الزوجين إلي
15 سنة وتكون الزوجة في بداية العشرينات وفي
بعض الأحيان تكون الزوجة اصغر من العشرينات
والزوج في منتصف الأربعينات وهنا تكون العلاقة بينها
في السنوات الأولي من الزواج قائمة علي الحب
والتفاهم ولا توجد مشاكل وهي قريبة من علاقة الأب
بابنته باعتبار إن الزوج اكبر من زوجته بكثير ومع
تقدم العمر تكون الزوجة أكثر حيوية وتفاؤل ونشاط
وإقبال علي الحياة بينما الزوج يكون قد تجاوز هذه
المرحلة لأنه وصل إلي مرحلة الاستقرار ويري
تصرفات زوجته تصرفات طفولية غير ناضجة
وهذا يؤدي إلي احتمالية عدم الانسجام بينهما
لان الانسجام العائلي والتوافق بين الزوجين من
أنجح الوسائل لتحقيق الراحة النفسية وإذا حدثت
خلافات بينهما ممكن تمر أيام وأسابيع بدون
حل الخلاف والوصول إلي مرحلة الصمت القاتل
وبالتالي غلق باب الحوار والتفاهم بينهما ويسود
البرود حياتهم و قد تؤدي هذه
الخلافات في النهاية إلي مرحلة الانفصال ..
وأيضا من المشاكل التي قد تواجه الزوجة هنا
وقوع العبء الأكبر عليها في تربية الأبناء وتنشئتهم
وتوفير المال لهم وذلك باعتبارها هي الأصغر سنا.
وكل ذلك بسبب اختلاف الأجيال والثقافات من جيل
حياة صعبة وشاقة وجادة وتعب وكد إلي جيل
الرفاهية والراحة وسهولة الحياة...
وهنالك أيضا حالة الزوجة التي تكون اكبر من
زوجها وهي أكثر ندرة في مجتمعاتنا
ونجد هنا إن الزوجة تواجها
مشاكل كثيرة مثل استنكار ورفض المجتمع لهذا الزواج
ومحاربته كما يمكن ايضا أن تواجها مشاكل في الإنجاب ...
و حديثنا هذا لا يمنع نجاح بعض الزيجات التي يكون
الفارق فيها كبيرا يصل إلي 20 عاما بين الزوج
والزوجة حيث تكون الزوجة تري في زوجها فرصة
لاكتساب الخبرات والتعرف علي الحياة بأقل مجهود
ووقت وهو أحسن من شاب صغير قريب لها في
الاهتمامات والسن وبالتالي هنا السن لايشكل
مشكلة وإنما نضج الفتاة هو قد يكون سبب نجاح
مثل هذا الزواج....
**وفي نهاية الموضوع لا نقول
إن فارق السن هو العامل الأساسي في الحكم
علي نجاح الزواج أو فشله وإنما الثوابت الدينية
والاتفاق والاحترام والتفاهم والحب والتقدير
والتكافؤ من أهم عوامل نجاح الزواج**
مع تحياتنا
ماقصرتوا والله يوفقكم والله يرزق بنات المسلمين