سوال الملحد عن الحج

الملتقى العام

وَقعَت عينايّ عَلى مقالٍ أو بالأحرَى اقتباسْ كَتبُه الأديبْ المُفكر مُصطَفى مَحمُود فِي كتابهْ .. ,
وُجِهَ إليه سُؤال عَن مَناسِك الحَجّ فِي الدينْ الإسلامِي .. ,
غالباً مَا أرَى اسئلَة شبيهَة بالتالِي : أنتُم المُسلمون تحرمُون عِبادَة الأصنامْ ! وأنتم تعبدُون حجراً
أو أن مناسككمْ وثنيّة لا تختلف عَن ما يفعلهُ اليهُود الآن !
ويكُون الرد غالباً بـ معنى أن تلكَ الأفعَال والمناسِك تكُون لـ ربّ ذاكَ الحجرْ الذي تصفُون .. ! وليسَت الكَعبة نفسهآ !
لكنْ لمَ أرَ حقاً أجمَل من تلكَ الإجابَة التِي تضمنها مُصطفَى محمُود فِي كتابه: حِوار مع صديقِي المُلحد

أترككُم مع المُقال الاقتباسْ



مِن كتاب حوار مَع صديقِي المُلحد :

قَال صاحِبي وهُو يفركُ يديه ارتياحاً , ويبتسمُ ابتسامًة خبيثَة .. تبدي نواجذه ..,
وقَد لمعت عيناه بذلك البريقْ , الذي يبدُو فِي وجه المُلاكم حينما يتأهبُ لتوجيه ضربةٍ قاضيَة :

"
ألا تُلاحظْ مَعِي أنَ مَناسِك الحَجْ عِندكُم وَثنية صَريحَة .. !
ذلك البناء الحَجري الذي تُسمونه الكَعبة و تَتَمسَحُون بِه وَ تَطُوفونَ حَوله ,
ورَجم الشَيطَان …وَ الهَرولة بينَ الصَفا وَ المَروة ,
و تَقبيلِ الحَجَر الأسوَد .. ! وَ حِكاية السَبع طوفَات وَ السَبع رَجمات وَ السَبع هَروَلات
وهِي بَقايَا مِن خُرافة الأرقَام الطَلمَسِية فِي الشَعوذَاتِ القَديمة .., وَ ثَوبُ الاحرَامْ الذِي تَلبسونه عَلى اللحمْ .. !
لا تُؤاخِذني اذا كُنت أجرَحُكَ بِـ هَذهِ الصَراحَة لَكِنْ لا حَيَاءَ فِي العِلمْ ..
"

قُلتُ -فِي هُدوُء- :



ألا تُلاحِظ مَعِي أنتَ أيضاً أنّ فِي قَوانِين المَادَة ; التِي دَرَستَهَ
أنّ
الأصغَر يَطُوف حَولَ الأكْبَر
:

الإلِكترُونْ
فِي الذَرّة يَدُورْ حَولَ النُوَاة .. !
والقَمَر
حَولَ الأرضْ ..
والأرضْ
حَولَ الشَمسْ .. ,
وَالشَمس
ْ حَولَ المَجَرّة ..
وَالمَجَرّة
حَولَ مَجرّةٍ أكبَر ..
إلِى أنْ نَصِل إلَى الأكبَر مُطلَقاً وَهُو
ال
له !
ألا نَقُولْ :
اللهُ أكبَر
؟
أيّ أكبَر مِن كُل شَيء .. ,

وأنتَ الآنَ تَطُوفُ حَولَهُ ضِمنَ مَجْمُوعَتِكَ الشَمسِيَة ..
رغمَ أنفِكَ وَلا تَملِكُ إلا أنْ تَطوفْ !
فَلا شَيء ثابِت فِي الكَونِ إلا
ال
له .. ,
هُو الصّمد الصَامِد السَاكِن وَالكُل فِي حَركَةٍ حَولَه !

وَهَذا هُو
قَانُون الأصغَر وَالأكبَر
الذِي تَعلمته فِي الفِيزيَاء ..
أمّا نَحن ُفنطُوف باختِيارِنَا حَول
بيتِ ال
له
وَهُو أول بَيت اتخذَهُ الإنسَانُ
لِعبادَة ال
له ,
فأصبَحَ مِن ذَلكَ التَاريخ السَحِيق
رَمزاً وبَيتاً ل
له ,



ألا تَطُوفُونَ أنتمْ حَولَ رجُلٍ مُحنّط فِي الكرملينْ .. ,
تُعظمُونه وَتَقولُونَ أنهُ أفادَ البَشَريَة ,

وَلَو عَرفتم
لـِشكسبير
َ قبراً لَتَسابقتُم إلَى زِيَارَتِه ,
بأكثَرِ مِمَا نتسَابَقُ إلى زِيَارَة
مُحمّد عَليه الصَلاة وَالسَلام
!

ألا تَضَعُون باقَةَ وَردٍ عَلَى
نَصب حَجَريّ ؟
وتَقُولونَ أنّه يَرمِز للجُنديّ المَجْهُول .. !
فلمَاذَا تَلومُوننا لأننا نُلقي حَجَراً عَلى
نَصب رَمزِي
نَقُولُ أنّه يَرمِزُ إلَى الشَيطَان
ْ !

ألا تًعِيشُ فِي
هَرولَةٍ
مِنْ مِيلادِكَ إلَى مَوتِكْ ؟
ثمّ بَعدَ مَوتِك
يَبدَأ ابنكَ الهَروَلَة
مِن جَديد !
وَهِي نَفسْ الرِحلَة الرَمزِيَة
مِنَ
الصَفا ، الصَفاء أو الخَواءْ أو الفَراغ رمز للعَدَم
!
إلَى
المَروَة ، وهِي النَبع الذِي يَرمِزُ إلَى الحَياة وَ الوُجُود
ْ !
مِنَ العَدمِ إلَى الوُجودْ ثُم مِنَ الوُجودِ إلَى العَدَم
.. ,
أليسَتْ هَذهِ هِي الحَركَة البَندُولِيَة لِكُلِ المَخْلُوقَات ؟
ألا تَرى فِي
مَناسِك الحَج تَلخيصاً رمزياٍ عميقاً لكلِ هذه الأسرَار ؟



ورَقمْ 7 الذِي تَسخَر مِنه !!
دعني أسألك مَا السِر في أنّ
دَرجات السُلم المُوسيِقي7
صُول لا سِي دُو رِي مِي فَا ... !
ثمّ بَعدَ المَقام السَابع يأتِي جَواب "الصُول" مِن جَديدْ
فلا نَجد
8
وَإنمَا نَعود إلِى سَبعِ دَرجَاتْ أخرَى وَهلم جر
وكَذلكَ دَرجَاتِ
الطَيف الضَوئِي 7
وكَذلكَ تَدُورُ الإلكترُونات حَولَ نُواة الذَرّة فِي نطاقاتٍ 7
والجَنينُ لا يَكتمِل إلا فِي الشَهر 7
وإذا وُلِدَ قَبلَ ذَلكِ يَمُوت
ْ .. !
و
أيّامُ الأسبوعُ
عِندنَا وَعِندَ جَميع أفرَادِ الجِنسِ البَشَرِي 7
وضَعُوهَا كَذلكَ دُونَ أنْ يَجلسُوا وَيتفقُوا .. ,
ألا يَدُلُ ذلكَ عَلَى شَيء ؟
أم أنّ كُل هَذِه العُلوم هِي الأخرَى
شَعوذَاتٍ طَلسمِيَة
؟ ؟

ألا تُقبّل خِطَاباً مِن حَـبـيـبَـتـِكَ .. ؟ هَلْ أنتَ وَثَنِيّ ؟
فــَلِماذا تَلومُنَا إذا قبّلنا ذلِكَ
الحَجَر الأسْوَدْ ؟
الذِي حَمَلَهُ نَبينا مُحَمّد عَليهِ الصَلاةُ والسَلامْ فِي ثَوبِه وَقبّله .. !
لا وَثَنِية فِي ذلك بالمَرة !
لأننا لا نَتجِه بمنَاسِك العِبادة نَحوَ الحِجَارة ذَاتِها ,
وإنما نَحوَ
المَعَانِي العَمِيقَة وَالرُمُوزِ وَالذِكرَيات
,



إنّ مَنَاسِك الحَج :
هِي عِدَة مُناسَباتْ لتَحريكْ الفِكْر
وبَعثِ المَشَاعِر ,
وإثَارَة التَـقوى فِي القَلبْْ

أمّا ثَوبُ الإحرَامْ
الذِي نَلبسُه علَى اللَحمْ !
ونَشتَرِطُ ألا يَكُون مَخيطاً فَهُو
رَمزْ للخُروج
ْ
مِن زينَة الدُنيَا وَللتَجَرِد التَامْ أمَامَ حَضَرِة الخَالِق .. !
تَماماً كَمَا نأتِي إلَى الدُنيا
فِي اللفَة
,
ونَخْرُجُ مِنَ الُدنيا
فِي لَفَة
,
ونَدخُل القَبرَ
فِي لَفَة
.. !

ألا تَشتَرِطُون َأنتُمْ لِبسَ البِدَل الرَسمِية لِمُقابَلة المَلك ؟
ونَحن نَقُول : إنّه لا شَيءَ يَليقُ بجَلالَة الله !
إلا
التَجَردْ وَخلع جَميع الزِينَة
لأنهُ أعظَمُ مِنَ جَميعِ الُملوكْ .. !
ولأنه لا يَصلِحُ في الوقفَة أمامَه إلا
التَواضُع التَامْ وَالَتجَرد
ْ
ولأن هَذا الثَوب البَسِيط الذَيِ يَلبسُه الغَنِي والفقِير ,
والمِهرَاجَا وَالمِلُيونِير أمَامَ الله فِيه مَعنىً آخرَ للأخوّة
رغمِ تَفاوتِ المَراتِبْ وَالثَرَواتْ !



والحَجُ عِندنَا اجتِمَاعٌ عَظِيمْ وَمُؤتَمَر سَنوِيّ
ومِثلُه
صَلاة الجُمعَة وهِي المُؤتَمَر الصَغِير
ْ
الذي نَلتقِي فيهِ كُل أسبُوعْ
هِي كُلهَا معانٍ جَميلة لِمن يُفكر ويتَأمّل
وهِي أبعد مَا تكون عَـــن الوَثَـنية ... !

وَلَو وقفتَ مَعِي فِي
عَرَفة
بينَ عِدَة مَلايينْ ,
يَقُولُونَ
الله أكبَر ويَتَلونُ القُرآن بأكثَرَ مِن عِشرينَ لُغَة
َ !
ويَهتِفُون
لَبيكَ اللهُم لَبيك
ْ وَيَبكُونَ وَيَذُوبونَ شوقاً وَحُباً
لَبكَيتَ أنتَ أيضاً دُونَ أنْ تَدرِي
وَتذوُبْ فِي الجَمع الغَفِير مِنَ الخَلق
وَأحسَستُ بذلكَ الفَنَاءِ وَالخُشُوعِ أمَامْ
الإله العَظيم
ْ
مَالِك المُلك الذِي بِيَدهِ مَقَاليدُ كُل شَيءْ
. . .

رَحِم الله مُصطَفى مَحمُود :"( فعلاً من اجمَل المَقالاتْ التِي قرأتهَا .. ,
والله يُرزقنآ حج البيتْ الحَرآم .. , آمينْ

صُور منْ حَج سَنة 2010 رآئعة



























الصُور عَن 1000 كلمَة وصفْ .. , إن شاء الله قريباً نشُوف صُور هالسنَة :")

دُمتمْ ,

0
361

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️