☀--{رِحــــَــاب وَ حُـــــــــلــــــمُ الــــــــسّـــــرآبْ }--☀

ذوي الاحتياجات الخاصة
















.. سلام الله عليكن ورحمته وبركاته ..

..
مساءكم / صباحكم سعادة ورضا من الله ..
لستُ من رواد القسم ولكن شاء الله أن أكون هنا بينكم ..
علي أقاسمكم همكم , وأتلقن درس الصبر منكم ..
رأيتُ هنا تفانيكم , وحبكم ودعمكم لـ بعضكم البعض ..
ما أجمل القلوب النقية عندما تتكاتف في شدتها والرخاء ..
تأرجحت بين السطور وملامح رحاب تملؤني ..
أرى مكانها هنا بين فئات سكنت قلوبنا وَ قلوبكم ..
تلك ابنة الثامنة , ومهما كبرت سـ تظل براءتها لا تكبر ..
ولدت من عمق الظلام ولكن لم تشعر إلا بـ ضياء متوهج حولها ..
لم تقتل فرحة الوالدان شيء بـ قدوم رحاب ذات القدرات الخاصة { كما أحب والداها أن يسمياها ..
إلا أنه أحاطهما بعض القلق جراء الغموض الذي كان يطوقهما ..
فـ أم رحاب أم جديدة لا تعرف في عالم ذوي الاحتياجات الخاصة أدنى أمورهم ..
إلا أنها لم تفتح المجال للصدمة أن تغتال فرحة ولادتها بـ رحاب ..
وركزت جلّ تفكيرها في تلك الطفلة وكيف تحول من حلم السراب ذاك الذي عاشت به طيلة تسعة أشهر ..
إلى واقع تجسدهـ , واقع تقنع به نفسها , ومن حولها أنها ومهما كانت رحاب ووضيعتها ,
وَ بشتى ظروفها سـ تكون ابنتها كما حلمت بها ..
..
لم تشوهـ صورتها في مخيلتها ..
بل جملتها أكثر بـ بواطن تميز تراهـ في طفلتها وَ لم تراهـ في غيرها ..
كبرت رحاب ... والأمل كبر معها ..
وبقيت الأم تجاهد لـ ترى حلمها في رحاب وتسعى لـ تحقيقه ..
فـ تارة تناديها بـ المبدعة , وأخرى بـ المعلمة , وتارة دكتورة ..
والكثير من المسميات الذي سعت بها أم رحاب أن تنير بها قلب ابنتها ,
وتريها بعض مستقبلها المنتظر ..
ورغم مضي الـ سنون إلا أنها باقية الأم على تلك الصورة لـ مستقبل رحاب الجميل .
ورغم إنجابها لـ ثلاثة أطفال بعد رحاب إلا أن عالم رحاب ظل كما هو ..
لم يتغير فيه شيء , بل اكتسى أملاً وحبًا وإشراقًا ..
رغم ضيق المادة , وصعوبة وجود إمكانيات مساعدة ..
إلا أنها لم تكن حاجزا يقف أمام أم رحاب ..
فـ كانت دوما ما تردد المال مجرد وسيلة لا تصنع الإنسان بل الإنسان من يصنعه ..
إذن أستطيع أن أدير حياتنا بدونه وبإمكاني أن أنهض بابنتي رغم عدمه ...
سعيدة كانت ولا نرى حزنها إلا عندما تبتعد عن ابنتها ..
فلا أبالغ إن قلت أن رحاب بـ الفعل كانت السر خلف سعادة والدتها ..
عظيمة هكذا أم ولكن .... هل تختلف عنكِ غاليتي ..

..


بـ الطبع لا فـ أنتِ مثلها صاحبة قلب كبير وحب لا ينضب ..
تملكين قلبا لا يعرف لأبنائهـ إلا الحب ..
بلا حدود تعطين , وبـ الحنان تغدقين ...
أنتِ ضياء الأمل لـ ابنك اليائس البائس ....
..
..نعم أنتِ..
اصطفاكِ مولاكِ ورزقك بـ طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ..
لـ يكون لكِ بـ هذا فضل وبإذن الله سـ يكون أيضا سبيلك لـ الجــنـــة ..
ما إن ترجمتي بـ الواقع صبرك على ابتلاء الله وامتحانه لكِ ..
و هل هناك ألذ من حلاوة الإبتلاء ..؟
مهما اشتد إلا أنه يكون رحمة من رب رحيم ..
فـ هنيئا لكِ ما أنتِ فيه ..
ميزك الرحمن , ووهبكِ من هداياهـ السماوية والتي ثوابها لا ينقطع ..
فما طفلكِ المعاق إلا نعمة من الله ..
أغناكِ الله بها وضاعف لكِ أجركِ من خلالها ..


..

فـ لتكوني على ثقة أخية أنكِ في خير كبير , ثقي أنك مؤمنة , صابرة قوية ..
فـ افخري بـ نفسك وبابنك , اخرجيهـ للنور وعلميهـ طعم الحياة ..
دعيهـ قلبه ينبض بـ حبكِ , حافظي عليه يا كريمة , واصبري ..
وما إن طوقكِ ثوب العنا الجئي إلى خالقكِ واطلبي العون والصبر منه ..
وكوني بـ الفعل كـ أم رحاب , اجعلي من ابنك سر سعادتك ..
بـ إمكانكِ أن تجعليه صاحب رسالة وغاية ..
يؤسس طموحهـ , ويحدد أهدافهـ منذ نعومة أظفارهـ ..
بـ تعاونكِ معه وتشجيعكِ الدائم له ودعم قدراته وثقته بنفسه
سـ يكون بـ مشيئة الله فردا معطاءا , فعالا في مجتمعه ..
..

..غاليتي ..
الأمر لم يعد بذاك الصعوبة العالم تقدم والعلاجات تطورت ..
سواء كانت نفسية أو جسدية , أو صحية ..
جميعها متوفر لكي يدفع بطفلك إلى الأمام ..
وما عليكِ إلا أن تبادري أنتِ مبكرا لـ تضمني استجابة طفلك للوسائل فيما بعد ..
احتضنيه غاليتي واشعريه بحبكِ بل وبعقابك ..
تعاملي معه كما تتعاملين مع إخوته فهو يريد أن يشعر أنه طبيعي ..
لا يختص عن إخوته بـ شيء ..
واعلمي أخية أن شفقتك عليه تحبطه , وقسوتكِ تقتله ..
فـتوازن المعاملة لـ هكذا طفل مطلوب , حتى يدرك الصواب من الخطأ ..
ويتعلم بـ سبل تربية سليمة ..
..
غاليتي تحدي قدراتك من خلاله ..
وكرري دوما بينك وبين نفسك أنكِ تستطيعين وابنك الإنجاز ..
تستطعين أن ثبتي لـ نفسك مدى صبرك , ومدى حب الله لكِ عندما اختارك ..
وتذكري قوله تعالى " وبشر الصابرين "
لا تنظري لـ مجتمع وجهلهـ , ولا تنتظري الدعم منه ..
فـ جهدك لن يقدرهـ إلا ذاتك التي تضخ الأمومة لـ ابنك ..
فـ ادعمي نفسك وابنك من قلبكِ الكبير ..
وأخيرا ..
لا أملك إلا الدعاء لكم ولأبناءكم ..
شفاهم الله وعافهم ..
وأغدق على قلوبكم صبرا جميلا , وإيمانا عظيما ..







11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غيـمة
غيـمة
:

جزيتِ خيرا أنين على هذا الكلمات الناصحة والمعبرة
واسأل الله أن ينفع بها ياغالية
قلب الأمة
قلب الأمة
جزاك الله كل خير غاليتي على هذه الكلمات الرائعة ..
أسأل الله ان ينفع بما كتبتِ .. وأن تُصَبِّــر كلماتك قلب كل أم عانت مع فلذة كبدها ..

عطر الزمن
عطر الزمن
بارك الله فيك .. كلمات رائعة تجعل الأمل ينبع من جديد ...

ننتظر منك المزيد من الدعم المعنوي لامهات هذه الفئات لانهم بحاجة لهذا الدعم ...


يستحق التثبيت ..
ديالا1
ديالا1
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
اعجبني جدا موضوعك الهااادف يلامس قلوب الامهات او الاهل ببلسم الثقه بالله ثم بروح الامل والاصرار والكفاح
لا توجد معوقات في حياتنا اذا وجدت الاراده نستمد قوتهاا من الرحمن
غاليات .. المومن مبتلى والبتلاء يحتاج للصبر فلا نضيع اجر الصابرين بتسخط والاعتراض على حكمه الله الحمد الله على كل حال (وبشر الصابرين ) بشركم الرحمن بالفردوس الاعلى من الجنه وبشركم بشفاء ذريتكم وكل غالي عليكم من المسلمين والبسكم وياهم ثوب الصحه والعافيه والعفو
أنين الشوق :: غفر الله لك ذنبك وستر عيبك ورزقك الله الزوج الصالح والذريه الصالحه المعافاه وجعلك مفتاح للخير مغلق للشر ورزقك نفسا مطمئنه توقن بوعد الله وترضى بقضائه وتسلم لامره
كل الامل بنتي
كل الامل بنتي
جزاك الله خير
كتبتي فابدعتي