من أروقة المدرسة ( 1 )

الملتقى العام

أروقة المدرسة ماهي الاّ مجموعة قصصية متنوعه فيها الحزين المؤلم وفيها العكس ، نقلب الصفحات ونتأمل الكثير من الغرائب ، ولعل خدمتي الطويلة نوعاً ما في مجال التدريس جعل الأفق أمامي بعيداً ورؤيتي للأشخاص والمشاكل أكثر عمقاً ، فأصبحتُ ملاذاً للكثيرات ، لاأخفيكم بأني أضحيتُ مرهفة المشاعر لدرجة البكاء المستمر وشديدة الحساسية لأي كلمة تُقال ولكن ماذا أفعل ؟ لايوجد حل سوى الإستمرار والإصفاء وأسأل الله العون والأجر ..
طلبتُ من إحدى المعلمات بطاقة العائلة الشخصية لإكمال بعض البيانات المتعلقة بها ، فهالني مارأيت ! شخصَ بصري حين قرأت تاريخ ميلاد رفيق دربها كما يقولون وأي درب يجمع إثنين أحدهما في العشرينات والآخر في الثمانينات ! نظرت إليها وعلامة الإستفهام تغطي ملامحي ؟ إبتسمت إبتسامه باهته وقالت : تتعجبين من عمره ؟ قلتُ وبسرعة : هل عمره كما أرى ؟
قالت : نعم هو في الثانيه والثمانين .
سألتها وقلبي ينفطرُ ألماً لصغر سنها ، مالذي جعلكِ ترتبطين بشخص يكبركِ ب أربعة وأربعين عاماً ؟
قالت : هو النصيب ، قلت : لا ليس نصيباً بلا سبب ، أصدقيني القول ؟
قالت بمراره : تقدّم لخطبتي شاب في عمري وحين رآني هو وأهله تغير رأيهم وطلبوا شقيقتي التي تصغرني بعامين ، رفضت أختي وبشده مراعاة لمشاعري التي أرهقها ذلك الموقف . وتم الرد عليهم نهائياً ، وفي تلك الأثناء تقدم لي زوجي هذا ورفضته لفارق العمر الكبير بيني وبينه وليس ذلك فحسب بل إختلاف المستوى التعليمي والثقافي والإجتماعي ناهيك بإن لديه أبناء بنفس عمري ، ومرت الأيام والطلبات تتدفق لشقيقاتي ووالدي يرفض وبشده الموافقة بحجة وجود الأخت الكبرى وهي أنا ، وفي أثناء ذلك تقدّم زوجي مرات ومرات فأستخرت الله وقررت أن أكون كبش الفداء وأن لا أكون حجر عثرة أمام شقيقاتي فوافقت وتمت الخطبة وخلال ثلاثة شهور تمت خطبة شقيقاتي الثلاث لرجال في مثل أعمارهن وكان هذا عزائي الوحيد الذي هون علي زواجي بذلك الرجل ،
سألتها وكلي ألم: وهل هو طيب ؟ أجابت : الحمدلله يأخذني لبيته نهاية الأسبوع وأعود لأسرتي يوم السبت نظرا لإقامته هو وعائلته بعيداً عن مقر عملي .
حاولت أن أواسيها دون جرح لكبريائها وأذكرها بعظيم أخلاقها وتضحيتها التي لن تُعدم أجرها بإذن الله .
فرحنا كثيراً حين رزقها الله بمولودها الأول ومن ثم مولودها الثاني وكانت أنثى لم يقدر لها أن ترى أباها حيث مات بسكتة قلبية وهي مازالت في بطن أمها في ثلاثة شهور فقط .
طلبت تلك المعلمة نقلاً من مدرستنا واقتربت من منزل أسرتها التي تسكن هي وولديها معهم .
ودعتها وكلي رجاء بإن يجعل الله لها قرة عين في طفليها وأن لايحرمها جزاء صبرها وتضحيتها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
كانت هذه إحدى حكايات الفناء ، ولي معكم قريباً بإذن الله قصة أخرى عايشت أحداثها بنفسي لنتأمل ونأخذ العظة والعبرة وتقبلوا تحياتي ..
11
862

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الفهد
طيف الفهد
❤سبحان الله والحمدلله ولااله الا الله والله اكبر❤
النصيب له اسبابه الله يعوضها بافضل منه وشكرآ اختي احس حزنت عليها
ابلة بدون سبورة
الله المستعان
عجيبة وغريبة
عجيبة وغريبة
جزيت الجنة
المتفائله بأحلامي
الله يعوضها خير يارب ويرزقها ماتتمنى عاجلاغير اجل وصدقيني ربي بيعطيها حتى يرضيها ان شاء الله

وانتي يالمي لاتحزنينا بقصص محزنه كثير جيبي قصص مفرحه الله يسعدك
ألمى القحطاني
طيف الفهد ..
الله يسمع منك ويعوضها .. الله كريم ..