بسم الله الرحمن الرحيم
بما أنني (إمرأة مطلقه) سأتحدث لكم في هذا التقرير عن معاناة حية أعيش نبضها على ارض واقعي
القنبلة المدمرة ( الطلاق) وضرره على الاطفال
بقلم :"غيداء السعيد"
آفه من الافات تدمر الاسر .. وتقطع عرى الروابط وتشتت الابناء يشهدها مجتمعنا بصورة متزايدة في الاونة الاخيرة ويلحق الضررالمجتمع بأسره ..
شراره انطلقت من البيت الاسري تكتوي بها المطلقه.. وكالعادة كبش الفداء هم من لايملك حول ولاقوة (الابناء)
تُرى ماهي نِسب حالات الطلاق مؤخراً بالمملكة العربية السعودية ؟
هذه الظاهره السلبيه تعبر عنها لغة الارقام والتي توضح نسبة الطلاق الصادرة عن وزارة العدل السعوديه كما عبرت عنه صحافتنا المحليه إلى أنه قد بلغ أكثر من 26ألف حالة طلاق في العام 1432 هـ مؤخراً
وإذا تأملنا هذه الأرقام الواردة قد تصاب إحدانا بالذهول من هول المأساة المتوقع حدوثها مستقبلاً بينما
الى وقت قريب كنا في مجتمعاتنا قليلاً مانسمع بطلاق يحدث .لكن الان اصبح من الاخبار المعتادة ان تسمع فلان طلق .
ويكثر هذا الحدث في المتزوجين حديثاً...
ولايخفى على عاقل الآثار السلبية التي يخلفها الطلاق والذي اشبه مايكون بقنبله نوويه يتصدع منها البناء الاجتماعي والنفسي لحجر الأساس وهو الأسرة، وبالتالي على الطفل الذي قد يصاب ب"الاكتئاب" نتيجةً لعدم الاستقرار وتفكك الكيان الأسري
دعونا نسلط الضــوء على علاقة الأطفال بالطلاق، وما يورثه من سلسه مشاكل وأزمات معقدة تهدد الكيان الاجتماعي والنفسي لافراده..
تشير د. ايمان حسين شريف الى ان هناك طفل يبلغ ثلاثة عشر عاما، انفصل والداه وهو ابن سنتين، وبعد الطلاق بفترة وجيزة تزوجت الأم من رجل آخر وتركته في بيت جديه وعمره آنذاك عشر سنوات. بعد مرور سنة على زواج الأم، ظهرت على الطفل اضطرابات جلدية (اكزيما)، ولم يتماثل للشفاء رغم خضوعه للعلاج بالأدوية لفترة تجاوزت ستة أشهر، وقد لاحظ المشرفون أن فشل العلاج يعود إلى تلذذ الطفل بحك المناطق المصابة، لكنه تحسن بالعلاج النفسي. وكان الطفل يتميز بشراهة مرضية عند تناول الأغذية (بوليميا)، وقد علق الطفل على هذا الاضطراب بقوله: إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة !!
وقد لاحظت إحدى الأمهات المطلقات (غ , س)على ابناءها امور عدة تذكر بعضا منها وتقول :
1_احد ابنائي قد أدمن على عادة سيئة ( مـص الاصبع) حيث يلجأ الى تلك العاده في كل الاوقات وحتى عند دخوله دورة المياة _اكرمكم الله_ واحياناً حتى عند تناولة الطعام !! مما اصابني بالذهول فعلاً
وقد بدأت معه هذه العادة الاصبع منذ أن كان رضيعاً وهو لايزال في الشهر السابع من عمره!
حتى هذه اللحظة لازلت احاولت مرارا وتكراراً اقناعة ان تلك العاده مكروهه ولاتليق به كونه قد اصبح في الصف الاول ابتدائي .. الى ان لاحت لي قناعة تامه انه يفرغ شيء ما بداخله لايستطيع التعبير عنه او ربما يبحث بشعوره عن الامان والدعم النفسي بعد ان فشل في فهم مايدور حولة
2_ حاولت التحدث مع ابنائي رغم انهم قد لايدركون بعض المعاني في شيء من حياتنا السابقه وذكرت مواقف والدهم الايجابيه في حياتنا بهدف اشعارهم بالالفه بيننا حتى وان لم نجتمع .. فصدمت من بكاءهما بكاءاً مُراً بطريقة مؤلمة فتوقفت مباشرة عن السرد .. ! مما يدل ان حديثي قد أصاب جرحاً عميقاً ليس بإمكانهم التعبير عنه الا بنوبة بكاء حادة!
3_الاحظ من وقت لآخر تناقض في مشاعرهم تجاهي فالكبير مره يتقرب اليّ ويشعرني بحبه لي ومرة يتهجم علي ويظهر شيء من الحقد والعداوة لي بلاسبب مبرر !
والآخر يتقرب الي كثيراً ويناديني لإحتضانه قبيل نومة ولايرضى ان يكون بعيداً عني .. وبعد أن يستيقظ ينفر مني في اغلب اوقاته الى اللعب أو التصادم مع اخيه ..
هذا التأرجح في المشاعر من اعلى الى اسفل يؤكد تأثرهم بصدمة عنيفة وهزة نفسية لايستطيعون الانفكاك عنها الى تحديد واضح وإتجاة طبيعي
وقد ورد خبر في أحد الصحف عن طفل لم يتجاوز العشر سنوات غادر منزل عمتة التي يعيش معها بعد إنفصال والدية عن بعضهما وزواج كل منهم بآخر , وتم العثور عليه بعد مضي اربعة وعشرين ساعة نائم بمحطة بنزين , وتقول عمتة الى انه قد تعود أن يخرج من المنزل الساعة الثالثة ويعود في العاشرة مساءاً
وتشير الاخصائية الاجتماعيه" خيريه الزبن":
الآثار السلبية التي يخلفها الطلاق على الطفل، هو نشوؤه في المجتمع وهو محبط، يشعر بالظلم والسخط، وقد لا يشعر بالولاء لأسرته، بل ولا يتوقع منه في ظل هذه المشاعر إنتاجية مفيدة، إضافةً إلى اتجاهه إلى الفساد والجريمة
ومن هنا يزرع الوالدان المشكلات النفسية والاجتماعية في طريق أولادهم، فينشؤون عاجزين عن التكيف النفسي والاجتماعي، وقد تمتليء نفوسهم بالحقد والكراهية وعدم الثقة بالنفس..
وأكدت على أن الطفل هو أول من يصاب بآثار الطلاق السلبية، وقالت: أثبت الواقع أن آثار الطلاق تظل ملازمة للأطفال حتى بلوغهم سن الرشد، وأن حالة الطفل تتأزم بعد انفصال والديه، حيث لا يستطيع تجاوز عقدة هذا الانفصال، بل إن من آثاره أن بعض الأطفال إذا وصل سن الزواج قد لا يفكر ملياً في الارتباط بزوجة، وإذا تزوج فإنه لا يرغب في الإنجاب، مشيرةً إلى أن أغلب الأطفال الذين تعرضوا لصدمة طلاق والديهم هم ضحية للانجراف في سلوكيات غير سوية، جراء الوضع النفسي الصعب لاستمرار معاناتهم ومخاوفهم وشعورهم بالضياع، مبينةً أن الطلاق قد يكون سبباً في فساد أخلاق الطفل
وهنالك تأثيرات أخرى يعانيها الاطفال من مظاهر هذا التأثير:
1ـ في كثير من الحالات ينتقل الطفل من مقر الأسرة المتفككة ليعيش غريباً مع أبيه أو أمه فيواجه بذلك صعوبات كبيرة في التكيف مع زوجة الأب أو زوج الأم. وقد يقوم الطفل بعقد عدة مقارنات بين والديه وبين الوالدين الجدد مما يجعله في حالة اضطراب نفسي مستمر.
2ـ يتحتم على الطفل وفقاً لهذا الوضع الجديد أن يتكيف مع بيئات منزلية مختلفة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمستوى الثقافي مما يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة فيخلق منها شخصية مهزوزة غير مستقرة ومتأرجحة.
3ـ يتحمل الطفل كالآباء تماماً عبء التفكير الدائم في مشكلة الانفصال.
4ـ يتعرض الطفل للاضطراب والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء الصراع بين الوالدين أو أسباب محاولة استخدامه ـ من قبل والديه ـ في شن الهجوم على بعضهما البعض واستخدامه كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر.
5ـ يؤدي هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة إلى اضطراب النمو الانفعالي والعقلي للطفل فيبرز للمجتمع فرد بشخصية مهزوزة أو معتلة يعود بالضرر على المجتمع بأكمله.
6-وقد تكون المشاعر السلبيه مكبوته داخل الطفل كـ شعور الاطفال بالغربة، وعدم الانسجام مع الأسرة الجديدة اذا تزوج احد الوالدين. - الشعور بالخوف من ان يترك وحيدا، اذا ذهب احد الوالدين فربما يذهب الآخر ايضا. - الشعور بالغضب من احد الابوين او كليهما بسبب الانفصال. - الاحساس بالذنب والمسؤولية فى انفصال والديه - الشعور بعدم الامان والغضب والرفض - الشعور بالتشتت بين الاب والام
والسؤال الذي يطرح نفسه :
كيف نجنب الاطفال قدر المستطاع آثار الطلاق؟
أولاً /اللجوء الى الله عز وجل والتقرب اليه , كما ينبغي الحرص على الدعاء فالله عز وجل خير المُعين , والدعاء سلاح المؤمن وبه يتقوى على مصاعب الحياة ..
فقد دعا قبلك خير البشر(الانبياء) لذرياتهم كما في قوله تعالى : ( ربِ أصلح لي في ذريتي إنك سميع الدعاء)
(ربِ أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي إنك سميع الدعاء)
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعلنا للمتقين إماماً)
2/ كوني قريبة بإستمرار جانب طفلك من الناحية الجسمية والنفسية وحاولي أن تبتعدي عن الامور التي قد تشغلك عن طفلك مثل الهاتف أو حتى الكمبيوتر أو الجرائد وذلك حتى يشعر أنك تعطينة إهتمامك الكامل ليكون مستعداً للتحدث معك عن مشاعرة بعد الطلاق
3/ايضا على الوالدين ان يذكرا الجوانب الايجابيه السعيده للطلاق , وانه ربما يكون هو الخيار الامثل للحياه الهانئة المريحه وان لاينتقدا الطلاق امام الابناء
4/كوني صبوره فغالب الابناء يعيش بنفسية متوتره مهتزة داخليه لذلك اجعليه واطلبي منه في اوقات صفاءه ان يعبر عما يجد بداخله من مشاعر بكل حريه
5/ اخبري طفلك انه سيرى والده بصورة منتظمه حتى يتطمن داخليا ولايظن انه لن يرى والده
6/ افهمي طفلك انه ليس له علاقه بإنهاء الحياة الزوجيه وان ذلك ليس خطأه على الاطلاق
üفي الختام.. نبشرك ايتها "المنطلقه بإذن الله" الى ان الطلاق ليس هو النهاية فلا تجعليه خندقاً يحاصرك ولا عقبة في طريقك بل ربما كان الخيار الامثل لتربية الابناء في جو يسودة الأمان مليء بالحب بعيداً عن المشاحنات
ليكن بداية الانطلاق نحو الآفاق , ولتعززي من نفسك فأمامك الحياة وبيدك الشيء الكثير ودورك جدٌ كبير
@إعداد المنطلقة - بإذن الله -: @غيداء السعيد
.. حياك الله أختي غيداء ..
وبارك بقلمك وما نبض به ..
لكل المنطلقات الحياة لا تتوقف عند حد ..
ولا تنتهي لـ فقدان شخص ..
الحياة مضمار والعقبات تذلل ما دام
القلب معلق بالله ..
وكلما كانت الهمة عالية والثقة بالله قوية
كلما كانت آثار الطلاق على الأبناء أخف وأيسر ..
سلمتِ يداك .. ووفق الله سعيكِ
بالتوفيق أختي ..