سجل يا تاريخ حديث العراق لسوريا ...

الملتقى العام

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

من أين نبدأ الحكاية ...............

عراق يا أعرق من عرف من حضارات العرب تكالب عليك الشرق والغرب فصرت لقمة سائغة لأفواه متشدقة كشرت عن أنيابها لتفترسك وتستلذ بطعمك الشهي المشبع بنكهة الحضارة العربية الأصيلة العريقة العتيقة
بلد الرشيد صار اليوم تدك عروشه لتسقط خلافته ويسحب من تحته البساط ليهوي راكعا كما هوت باق الحضارات السالفة التي داع صيتها وشهقت قمتها
عراقنا اليوم يأن ويتوجع من ضربات مؤلمة أقضت مضجعه فصار كالأسير الكسير الجناح
عراق العز والشموخ اليوم تقطعت أوصاله وسلبت منه عذريته بعدما استباح حرمته رعاة البقر الأنجاس الأوباش
بلد الرافدين اليوم تسبح في دمائها المختلطة بين دماء غدر ودما ذعر ودماء الشرف ودماء الطائفية التي زادت من ألم وغور جرح عراقنا
عراقنا اليوم تقسم جسده إلى ثلث قطع بين سنة وشيعة وأكراد فصار ينظر لجسده الممزق وهاهو يحاول لملمة شتاته علّه يداوي الجرح ويجبر الكسر ليعود جسده كامل غير ممزق
آه ....يا عراق كم يؤلمني وكم يؤسفني ما صار إليه أبنائك من تمزق وتفكك وشحناء زرعها فيك عدو سلب خيرك وداس على شرفك وأذل بنيك ثم هاهو يرحل أمام العالم لكنه بقي على أرضك بمكره ومخططه بعدما بقر بطنك الذي أنجب الفحول

عراقنا أيها الشامخ الصامد رغم الكروب فليمكروا ما بدا لهم فلن يحيق المكر السيئ إلا بأهله
سيبقى عراقنا شامخا صامدا وسيقوم من تحت الركام والأطلال وسينفض عنه غبار العار والذل ليمسح عن وجهه الدماء والدموع ليرى وجه عراقنا الجميل
عراقنا هيا ارفع عنك الوشاح أيها الفارس المغوار لتبرهن للعالم برمته أنك قوي قوة جدرانك العريقة التي لم تستطع مدافع العدو هدمها أريهم أنك مازلت تتسم بالوسامة رغم الخدوش التي ألحقتها بك مخالب ذئاب الأعداء من الشرق والغرب
هيا قم يا عراق ولا تحني الظهر ولا الجبين إلا لرب العالمين وأخبرهم أنك غدوت أقوى من ذي قبل وأنك تمتلك مفاتيح عدة لأبواب تطل على العز والرفعة والشموخ والإباء وقل لهم أنك لن تركع إلا لله


استجمع عراقنا أنفاسه وابتسم لمحدثه بعدها التفت خلفه فرأى طيف جثة تكاد أن تهوي.
وجهها كسته دماء وعلى ثيابها غبار السفر والتعب
تسأل عراقنا في نفسه مستغربا ترى من هذا الجريح الطريح على الطريق ؟؟؟
تقدم نحوه انحنى قائلا :
أيها الوافد الغريب من أنت وما دهاك ؟
دعني أمسح عن وجهك الدماء والغبار علني بعدها أعرفك
مد عراقنا كفه القوي وبدأ يمسح ما غطى وجه هذا الوافد انجلى عنه الغبار والدم بعدها شهق عراقنا مستغربا إنه يعرف هذا الطريح صاحب العز العتيق

إنه شامنا ........................


سأله عراقنا : أيها الشام الباسل مابك من جرحك من أسال دمك؟
قال شامنا وهو متعب مثخن بالجراح لم يطق حراكا ولا كلاما
أيها العراق أيها الصديق العزيز من أين أبدأ الحكاية ولما أزيد من غور جرحك الذي لم يندمل بعد لكن سأحاول أن أفضفض
وأقول :
أنه أصابني ما أصابك غير أن من أوجعني ومزق أوصالي لم يكن من رعاة البقر بل كان من بني جلدتي وهذا من زاد من ألمي وغربتي بين أحبتي
أيها العراق رجاءا اكفيني مئونة الكلام ودع الدفتر والقلم يحكيان ما دوناه من مواجع وفواجع وأحداث زادت من سطور دفتر التاريخ
وها هو القلم يقول والدفتر يسجل ....فسجل يا تاريخ


شامنا طريح الفراش وهو بين الحياة والموت شامنا اليوم يسبح في حمام من الدماء وأنهار من الدموع
دموع اليتامى والثكالى والأيامى وهاهم أطفاله يئنون ويتوجعون ويتوجسون خيفة من كل خيال يتراء لهم من قريب أو من بعيد خوفا من شبح الموت ومقصلة الذباح
شامنا اليوم شحب وجهه البهي الوسيم الذي زينته ملامح شرقية سورية
سورية اليوم بركان ثائر تتطاير حممه وشرارته لتسحق الجلد
وها هو يرمى بحجارة الغضب على من بأيديهم سياط كأذناب البقر
سورية اليوم ذبلى تترامى هنا وهناك وتستنجد علّها تجد يدا تسعفها وتسعف بنيها وهي تراهم أمام أعينها يذبحون ويقتلون ويزج بهم في السجون ويستباح شرف بناتها ويتطاول حتى على عقيدتها ليكفر بالله

الواحد الأحد ...نستغفر الله من كل ذنب
سورية اليوم تلتفظ أنفاس هي بين الحياة والموت تنتظر يد الخلاص لكن ...
لو ناديت حيا لأسمعته لكن لا حياة لمن تنادي
ويحكي القلم ويخبأ الدفتر سطور يدخرها للتاريخ لتبقى شاهدة على مر العصور على مجازر ارتكبت في حق أمتنا الإسلامية على ربوع وطننا العربي الكبير
ويقول القلم قولته الشهيرة : على الباغي تدور الدوائر
والأيام دول ...
عراقنا وشامنا هيا قوما من تحت الأطلال وارفعا الرأس شموخا وعزة وارفعا أكفكما إلى الله الواحد الأحد مذل الجبابرة فالله سبحانه وتعالى وحده مخلصكما مما أنتما فيه
سبحانه وتعالى رب العزة والجبروت كاشف الضر وسامع الشكوى فإليه نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس
أمتي أبشري سيعود فجرك الباسم وستشرق شمسك بخيوطها الذهبية ليشع النور في الأفق ولينجلي الغبار وتطهر البقاع وتعود الابتسامة للشفاه إن عدنا إلى الله عودة صادقة

بقلم : أم حـازم الجزائرية ظهر يوم
الأربعاء 08 ربيع الثاني 1433هـ
الموافق لـ :2012/02/29مـ
24
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم حازم الجزائرية
سجل القلم كلماته وخبأ دفتر التاريخ سطوره لتبلغ رسالة للأجيال
فهل لأقلمكن هنا كلمة يضيفها القلم على سجل التاريخ ؟
ببسي
ببسي
oum latif
oum latif
إنه شامنا ........................

سوف تنجلي الغمة باذن الله ويبزغ فجر جديد وسوف تنهض شامنا وتعانق سماء الحرية
أم حازم الجزائرية
نعم بذكره سبحانه وتعالى تطمئن القلوب ......
أم حازم الجزائرية
إنه شامنا ........................ سوف تنجلي الغمة باذن الله ويبزغ فجر جديد وسوف تنهض شامنا وتعانق سماء الحرية
إنه شامنا ........................ سوف تنجلي الغمة باذن الله ويبزغ فجر جديد وسوف تنهض شامنا...
والفجر الباسم قادم بإذن الله تعالى