قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل
والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل)
إن الله عزوجل حث و أمر على تعظيم شعائره سبحانه
قال تعالى:"ذلك ومنيعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
وقد ذُكرت التقوى منسوبةً إلى القلب ذلك أن محل التقوى هو القلب
كما قالصلى الله عليه وسلم :"التقوى ها هنا,وأشار إلى صدره"
وإذا خشع القلبوخضع وأتقى,آزرته جميع الجوارح
وانقادت لأوامره في الخضوع والخشوع والتقوى.
وهذه التقوى والتعظيم لشعائر الله لا تصدر إلاّ ممن قدّر الله حق قدره
وممن أقام حدود الله بتطبيق أوامره سبحانه وتعالى
واجتناب نواهيه الواردة في كتابهعزوجل,وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ما هي التقوى,وكيف نكون من الأتقياء؟
التقوى لغةً: من الوقاية وهي الحذر والصون
قال تعالى:"و اتقوا النارالتي اعدت للكافرين"
أي احذروا نار جهنم بإتباع أوامر الله واجتناب نواهيه
والتسابق في فعل الصالحات التي تدخلكم الجنة.
والتقوى اصطلاحاً:حفظ النفس عما يهلكها ويُؤثمها
بامتثال أوامر الحق جلوعلا واجتناب نواهيه تجنباً لعذابه.
قال صلى الله عليه وسلم موضحاً لهذا الأمر:"اتق الله حيثما كنت
واتبعالسيئة الحسنة تمحها,وخالق الناس بخلق حسن".
كيف نصل إلى التقوى؟
ذكرنا أن التقوى هي أن يجعل الإنسان بينه وبين عقاب الله وقاية
وأن يعملبحذر لتجنب غضب الله وسخطه,والفوز برضوانه وجنانه.
ومما يساعد على الوصول إلى هذه الخصلة العظيمة ولزومها مايلي:
1-الحرص على الواجبات:
وذلك بلزوم جميع ما أمر الله به من واجبات في الإسلام
كالقيام بأركانالإسلام,وأركان الإيمان,والإتيان بالإحسان...الخ.
2-ترك المحرمات:
وذلك بمجانبة وترك جميع ما حرّم الله من المهلكات
والموبقات سواءً للنفس أوللمال كشرب الخمر,والربا,والزنا....الخ.
3-مجاهدة النفس:
وذلك بتهذيب النفس,ومحاربة أهوائها ولعلّ أقوى سلاح
يتسلح به المسلملمجاهدة نفسه هو(الصبر).
فمن صبر على جهاد نفسه,وهواه,وشيطانه صار ملكاً
على نفسه يسعى إلى رضوانالله,ومن لم يصبر على مجاهدة النفس
والهوى,والشيطان صار عبداً ذليلاً لهم يردونهالمهالك والعياذ بالله.
4-الدعاء و الالتجاء إلى الله:
وذلك بأن يلجأ الإنسان إلى مولاه وخالقه سبحانه وتعالى
بأن يرزقه ويلزمهالتقوى ومراقبة الله في السر والعلن.
5-المحافظة على فعل الخيرات(النوافل):
وذلك بالاستزادة من الأعمالالصالحة كإعانة المحتاج
وأعمال التطوع,وصلاة الليل,والإكثار من أعمال السر...الخ.
6-هجر المعاصي
وذلك بهجر جميع المعاصي التي يؤدي تراكمها إلى البعد عن اللهكالكذب,والغيبة,والنميمة,وسماع الأغاني....الخ.
7-تذكر الموت والقبر والجنة والنار:
بأن يجعل الإنسان الموت,والقبر,والجنة,والنار نُصب عينيه
وأن يعمل بإخلاصلتجنب الخزي والعذاب الشديد
يوم القيامة,والفوز برضوان الله وثوابه وجناته.
8- صحبة الصالحين:
ذلك أن الرفقة الصالحة ممن يعينون النفس على الخير والصلاح
وبكثرة مجالسةالصالحين تسمو النفس وتسعى للاستزادة
والتنافس على أعمال الخير والتقرب إلى رضوانالله.
ثمرات التقوى
للتقوى آثار وثمرات يحصدها الإنسان التقي في الدنيا والآخرة
وكذلك تنعكسآثار هذه التقوى على المجتمع الذي يعيش
فيه الأتقياء, ومن هذه الثمرات:
1- في الحياة الدنيا:
الشعور بحلاوة الإيمان,السكينة والاطمئنان في النفس
حُسن الخلق والتخلقبأخلاق الصالحين,الحياة الطيبة
المباركة,يسود المجتمع التكافل والتراحم وذلك طلباًلرضا الله.
2- في الآخرة:
التخفيف عند سكرات الموت,السعادة ببلوغ رضوان الله عزوجل.
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكن والمسلمين أجمع
ممن يعظم شعائرالله ويحفظ حدوده، ويقيم كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم.
دمتي بحفظ الله