(بيان) للشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي: في التبرع لمسلمي النيجر/ وأمريكا راعية الإرهاب

الملتقى العام



( بيان ) للشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي: في التبرع لمسلمي النيجر .. وأمريكا راعية الإرهاب



حلت ببلاد النيجر المسلمة كارثة الفقر والمجاعة، وتغافل عن هذه الكارثة جل الحكومات وأكثر المسلمين، وتذرعت بعض الجهات الخيرية ووسائل الإعلام بتذرعات منها خشية وصول المال لغير أهله المستحقين، فما الموقف من ذلك كله ؟

الحمد لله حمداً لا ينقطع ولا ينفد، وصلى الله وسلم على نبيه ومن تعبد .. وبعد :

فالمسلمون في "النيجر" أحوج ما يكونون للصدقة، بل إن الصدقة عليهم الآن فرض على سائر الدول الإسلامية وشعوبها حتى يقوم من يكفي فتسقط عن البقية، وإن من المؤلم والمؤسف حقاً أن تتوالى العطايا والهبات من كل حدب وصوب من الدول الإسلامية والعربية في أول لحظة تصاب فيها أمريكا بإعصار "كاترينا" بينما دولة النيجر تعيش ولا تزال موجة من الفقر المدقع، والمجاعة التي أودت بموت العشرات يومياً، وقد تذرعت بعض وسائل الإعلام العربية بتعذر الصدقة للنيجر، بخشية وصول تلك الأموال لأيدي إرهابية خفية، وتلك حيلة إبليسية من حيل الغرب وأبواقه المصطنعة، لتشتيت الأمة المسلمة وتمزيق لُحمتها، وهل الإنفاق لأمريكا يجوز بل واجب ولأمم الإسلام محرم !

ثم أليست أمريكا هي راعية الإرهاب الدولي بتسلطها على الحكومات والشعوب، وسومهم سوء العذاب ! فأرهبت بإعلامها الشرق والغرب إلا من تمسك بدينه فأصبح على يقين بربه أن أمرها إلى بوار ..

وألا يُخشى من النفقة لأمريكا ما يخشى من النفقة لمسلمي النيجر ؟! أم أن عمل أمريكا وفتكها بالشعوب المسملة رحمة وتخليص، والأمة المسلمة متهمة حتى في فقرها وهوانها .. وهذا ما أورثته أمريكا والغرب كله في قلوب الأمة المسلمة من هزيمة بواسطة إعلامها الأجنبي والعربي، فأصبح المسلم لا يثق بأخيه .. وما الرابط بين من ينفق لأخوانه الضعفاء ونصرة المظلوم والمكلوم وبين التخريب والتدمير ..

فلا ينبغي أن ترهب مؤمنا الدعوات الفارغة التي تحذر من الصدقة والنفقة لمسلمي النيجر خشية تسرب المال لغيرهم، فعلى المسلم الجمع بين البذل والاحتياط .

فيجب على المستطيع مد يد العون لإخوانه المسلمين في "النيجر" باالسبل الآمنة المشروعة، وإن قصرت ونكصت عن ذلك الحكومات فالواجب على الشعوب أن لا يقصروا، فالواجب الكفائي حينما يقصر فيه الجميع يأثم به الجميع ..

والتقصير في حقهم مع أننا نراهم يموتون جوعاً ونحن في سرف وبذخ بل وننفق على أشد الأمم كفراً وعتواً وثراءً لهو الظلم بعينه والعار والشر المستطير الذي نخشى أن ينالنا عقاب من الله لأجل ذلك .

فعلى المسلمين بالنفقة والصدقة فهي من أعظم القربات إلى الله يزكي المرء بها النفس ويطهرها من رذائل الأنانية والأثرة والشح وبهذه التزكية يرتقي الإنسان في معارج الكمال والعطاء قال تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) . وقال تعالى : (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) .

والصدقة من أعظم المكفرات للذنوب والغفلة والتفريط ففي البخاري من حديث حذيفـة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً "فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف"

وهي نماء للمال لا نقصان له قال تعالى: ( لئــن شكــرتـم لأزيـدنكــم ) فالصدقة أعظم الشكر.

وفي الحديث القدسي الصحيح يقول الله تعالى: "يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك".

وقال صلى الله عليه وسلم : "ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها كثرة".

وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".

وقال صلى الله عليه وسلم : "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة؛ فإذا شرجة قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان ـ للاسم الذي سمع في السحابة ـ، فقال له: يا عبد الله لِمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان ـ لاسمك ـ فماذا تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلتَ هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه" وفي رواية: "وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل".

وثبت فى الصحيح عن عدي بن حاتم رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرات ، ثم قال ( أتقوا النار ولو بشق تمره فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة )

وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله ( كل أمري في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس )

وللإنسان من ماله ما قدمه فعن إبي ذر رضي الله عنه قال إنتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: هم الأخسرون ورب الكعبة فقلت : فداك أبي وأمي من هم ؟ قال: هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم ).

ورأى الأحنف بن قيس رضي الله عنه في يد رجل درهم فقال : لمن هذا ؟ قال لي قال : ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو إكتساب شكر وتمثل بقول الشاعر :

أنت للمال إذا أمسكته ** وإذا أنفقته فالمال لك

ونفقه الإنسان لنفسه وهو بظلها يوم القيامة، وقد دعاه داعي الله فليجب ( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) .

والعمل باقي والمال ذاهب، ومن أنفق فلنفسه ومن أمسك فعليها، وصلى الله وسلم على خير خلقه وآله وصحبه .

عبدالعزيز الطريفي

الرياض 5 - 8 -1426

"""""""
3
576

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أنشودة المطر
أنشودة المطر
جزاك الله خيرا ..

جزاك الله خيرا ..

منقولك حل اشكالا باذن الله ..

الله يسعدك وينفع بك دينه وامته ..
بنت الشريف العلوي
أسعدني مرورك أختي الغالية / بنت ساحات الجهاد

وكذلك أختي الحبيبة / أنشودة المطر


"""""""""

أرجو من الجميع الدخول على هذا الرابط للتعرف على مأساة النيجر بالصور والتقارير ولمعرفة كيفية التبرع لهم


http://www.islamway.com/Basateen/niger/index.php


""""""""""