حكاية اليوم يرويها أطفال لا ينطقون ، إنها حكاية مطعم أطفالنا الصم، المصمم على النمط المغربي الأصيل .. إنه اندلسيٌ في جماله ، يغني ألحاناً شرقية بروح معاصرة تتناغم مع حرفية النقش التي أتقنها هؤلاء الأطفال حتى يجدوا مكاناً لهم في هذا المجتمع الصاخب.
هؤلاء الأطفال الذين وإن كبروا يبقوا أطفالنا ، لم يلتفتوا إلى إعاقتهم بل عشقوا التحدي حتى صاروا رمزاً له.. اليوم يواجهون تحدياً من نوع جديد.. اليوم سوف يديرون مطعماً يرتاده أناس يسمعون، فلنصغِ جميعاً لهم.
في حدث فريد من نوعه وبحضور لفيف من الشخصيات البارزة من الوجهاء ورجال الأعمال ومدراء المؤسسات المحلية والدولية افتتحت جمعية أطفالنا للصم مطعم أطفالنا في مدينة غزة حيث يعتبر المطعم الأول في فلسطين والعالم العربي الذي جل العاملين فيه من فئة المعاقين سمعيا.
بدء الافتتاح الرسمي بكلمة من السيد شرحبيل الزعيم، رئيس مجلس إدارة جمعية أطفالنا، شكـر فيها جميع الحضور على مشاركتهم لأسرة أطفالنا هذا الحدت الرائع وتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة دروسس السويسرية على دعمهم لهذا المشروع المبهر، كما عبر عن خالص سعادته وشديد فخره بهذا العمل المميز لا على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى الإقليمي أيضا والذي يدل على مدى إصرار وقدرة الاشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام والصم منهم بشكل خاص على العطاء والتطور إذا توفرت لهم الظروف المواتية.
من جانبها، ألقت السيدة أيات مطير مشرفة المطعم كلمة نيابة عن جميع العاملين الصم في المطعم، شكـرت فيها جميع الحضور ومؤسسة دروسس وإدارة جمعية أطفالنا على الدعم والتشجيع والتوجيه الذي أفضى إلى هذا الإنجاز العظيم. وأعربت عن فخرها بالانجاز الذي وصلت له هي وزميلاتها و زملائها الصم، كما دعت جميع الحضور من خلال مراكزهم ومناصبهم لتسليط الضوء على الأفراد ذوي الإعاقة وإعطائهم الفرصة للتطور وإبراز أنفسهم في المجتمع."
وتقول داليا عمرو مسؤولة العلاقات العامة للمؤسسة إن الشباب الصم هم من أوحوا لمؤسسة "أطفالنا" بالفكرة من خلال حرصهم على تعلم كل جديد في فن الطهي عبر دورات أقيمت لهم في محاولة لخلق فرص عمل تساعدهم على الحياة، في ظل عدم توفر فرص عمل لهذه الفئة مقارنة بغيرها من الفئات بحكم الإعاقة السمعية لديها.
وتضيف داليا عمرو أن المؤسسة استطاعت توفير بعض الفرص لهؤلاء الشباب في عدد من مطاعم قطاع غزة، وفي نفس الوقت بدأ السعي لتمويل مشروع مطعم ليكون مطعمهم الخاص بنكهتهم وعلى طريقتهم، فكان لهم ذلك.
وحول طريقة التفاهم بين زوار المطعم والعاملين تقول إن قائمة الطلبات في المطعم مرقمة بأرقام تميز كل طلب، ومن خلالها يمكن للضيف طلب ما يريد بالإشارة على طلبه الذي سيستطيع قراءة وصفه من خلال نفس القائمة.
وتشير داليا عمرو إلى أن محاسب ومشرفة العاملين يعانيان من ضعف في السمع ولكنهما يستطيعان التواصل مع الزوار في حال طلب الزائر المساعدة.
اترككم مع الصور
