فتيات المستقبل أكثر عدوانية

الأسرة والمجتمع

جريدة عكاظ


امل السريحي (جدة)

بالرغم من الرقة والعذوبة والحنية التي يظهرن بها كشفت دراسة علمية جديدة عن أن الأجيال الجديدة من البنات والفتيات المراهقات أكثر عدوانية من الصبيان. ويعتقد الباحثون في جامعة ايلينوي ويسليان الأمريكية في دراستهم التي ركزت على ما يعرف بالعدوانية الاتصالية وهو مصطلح يستخدم لوصف العزلة والتلاعب للأفراد الضعفاء اجتماعيا حيث لا يترك هذا النوع من العدوانية أثرا خارجيا ولكنه قد يكون مدمرا بشكل أكبر من السلوكيات العدوانية الجسدية للأولاد المراهقين.

وأظهرت الدراسات السابقة أن العدوانية الاجتماعية أو الاتصالية تحدث في المجتمعات التي تركز على تعريف الشخص بنفسه منذ سنوات حياته الأولى كما في الولايات المتحدة وأوروبا ولكنها قد تحدث عند الفتيات في المجتمعات التي تعتبر المحافظة على الانسجام الاجتماعي وتجنب الصراعات الشخصية أمرا مهما كما في اندونيسيا. وقام الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة ''تنمية الطفل'' بمتابعة مجموعة من طلاب الصف الخامس والثامن تراوحت أعمارهم بين 11 - 14 عاما في أمريكا واندونيسيا طلب منهم وصف زملائهم الذين لا يحبونهم والاجابة على أسئلة حول السلوكيات العنيفة والمؤذية التي يتعرضون لها من الآخرين وطبيعة الصراعات التي يواجهونها. ووجد الباحثون أن البنات في كلا البلدين وصفن سلوكيات عدوانية اتصالية أكثر من الأولاد حيث سجلت 20 في المائة من البنات وجود سلوكيات عدوانية عند زميلاتهن مقارنة بخمسة في المائة فقط من الأولاد كما وصفت 30 في المائة من البنات بأنهن ينتهجن سلوكيات نبذ اجتماعي مقارنة بستة في المائة فقط من الأولاد وسجلت 27 في المائة منهن اشاعات خبيثة وحقودة مقابل 11 في المائة من الذكور. ويرى العلماء أن العدوانية الاتصالية قد تختلف تبعا للعادات الاجتماعية والثقافات كما يظهر ذلك جليا بين أطفال المجتمع الأمريكي والإندونيسي من حيث سلوكيات العدوانية الجسدية التي ذكرت بنسبة أكثر بين الأطفال الاندونيسيين.

0
370

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️