نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

طريقه يتم بها تحضير الارواح

الملتقى العام

تحضير الأرواح :

انتشر في عصرنا القول بتحضير الأرواح، و صدق بهذه الفرية كثير من الذين يعدهم الناس عقلاء و علماء.

و تحضير الأرواح المزعوم سبيله ليس واحدا، فمنه ما هو كذب صراح، يستعمل فيه الإيحاء النفسي، و الموروثات المختلفة، و الحيل العلمية، و منه ما هو استخدام للجن و الشياطين للتمثيل والتزوير.

و قد ذكر في كتاب ( الروحية الحديثة ) كثيرا من خداع هؤلاء و تزويرهم للحقيقة فهم لا يجرون تجاربهم كلها في ضوء أحمر خافت و هو أقرب إلى الظلام و ظواهر التجسيد و الصوت المباشر و نقل الأجسام و تحريكها تجري في الظلام الدامس و لا يستطيع المراقب أن يتبين مواضع الجالسين و لا مصدر الصوت و لا يستطيع كذلك أن يميز شيئا من تفاصيل المكان .

وعن ( الخباء ) و هو حجرة جانبية معزولة عن الحاضرين أو جزء من الحجرة التي يجلسون فيها تفصل بحجاب كثيف و هذا المكان المنفصل معد للجلوس الوسيط الذي تجري على يديه ظواهر التجسيد المزعومة متجسدة و إليه تعود بع قليل و لا يسمح للحاضرين بلمس الأشباح .

و يرى الدكتور أن الروحيين لا يعدمون في مثل هذا الجو المظلم قوالب علمية يصبون فيه حيلهم .

و التدليس على الناس بالحيل طريقة قديمة معروفة يضل بها الإنس عباد الله و يطلبون الوجاهة عند الناس فقد ذكر ابن تيمية عن فرقة في عصره كانت تسمى ( البطائحية) : أنهم كانوا يدعون علم الغيب و المكاشفة كما يدعون أنهم يرسلون بعض النساء إلى بعض البيوت يستخبرون عن أحوال أهلها الباطنة ثم يكاشفون صاحب البيت بما علموه زاعمين أن هذا من الأمور التي اختصوا بالإطلاع عليها .

ووعدوا رجلا كانوا يمنونه بالملك أن يروه رجال الغيب فصنعوا خشبا طوالا و جعلوا عليها من يمشي كهيئته الذي يلعب بأكر الزجاج فجعلوا يمشون على جبل المزة و ذلك المخدوع ينظر من بعيد فيرى قوما يطوفون على جبل و هم يرتفعون عن الأرض و أخذوا منه مالا كثيرا ثم انكشف له أمرهم.

و دلسوا على آخر كان يدعى ( قفجق )، إذا أدخلوا رجلا في القبر يتكلم و أوهموه أن الموتى تتكلم و أتوا به إلى المقابر باب الصغير إلى رجل زعموا أنه الشعراني الذي بجبل لبنان و لم يقربوه منه بل من بعيد لتعود عليه بركته و قالوا إنه طلب منه جملة من المال فقال ( قفجق ) الشيخ يكاشف و هو يعلم أن خزائني ليس فيها هذا كله و تقرب قفجق و جذب الشعر فانقلع الجلد الذي ألصقوه على جلده من جلد الماعز .

أن الوسيط شخص يزعم أهل هذا المذهب أن فيه استعداد فطريا يؤهله لأن يكون أداة يجري عن طريقها التواصل وهذا دجلا كبيرا و غشاشا مدلسا، و هؤلاء الوسطاء لا يكون على خلق و لا دين ، بل لا يشترطون في الوسيط شيئا من ذلك .

و أن بعض الحضور يكونوا متواطئين مع المحضرين و يحترس في إنتقاء الذين يسمح لهم بحضور مثل هذه الجلسات و يعللون إخفاقهم إذا وجد في الحضور بعض الأذكياء النبهاء .

تحضير الأرواح دعوة قديمة :

دعوى تحضير الأرواح ليست جديدة، بل هي قديمة، و نقلنا فيما سبق كيف كان الناس يتصلون بالجن بل حفظت لنا كتب الثقات أن بعض الناس كانوا يزعمون أن أرواح الموتى تعود إلى الحياة بعد الموت يقول إبن تيمية، و من هؤلاء ( أي أهل الحال من الكفرة و المشركين و السحرة و نحوهم ) من إذا مات لهم ميت يعتقدون أنه يجيء بعد الموت يكلمهم و يقضي ديونه و يرد ودائعه و يوصيهم بوصايا.

تجــربة معــاصرة :

هذه التجربة حصلت مع الكاتب أحمد عز الدين البيانوني ذكره في كتاب الإيمان بالملائكة حرصت على نقلها بنصها في هذا الموضوع يقول الكاتب:

لقد شغل استحضار الأرواح المزعوم أفكار الناس في الشرق و الغرب فكتبت فيه المقالات بلغات مختلفات نشرت في مجلات عربية و غير عربية و ألفت فيه مؤلفات و بحث فيه باحثون و جربه مجربون اهتدى بعد ذلك العقلاء منهم إلى أنه كذب و بهتان و دعوة إلى كفر و طغيان .

إن استحضار الأرواح الذي يزعمه الزاعمون كذب و دجل و خداع وما الأرواح المزعومة إلا شياطين تتلاعب بالإنسان و تخادعه. و ليس في استطاعة أحد أن يستحضر روح أحد فالأرواح بعد أن تفارق الأجساد تصير إلى عالم البرزخ.

و قد دعيت أنا إلى ذلك من قبل هذه الأرواح و جربته بنفسي تجربة طويلة و ظهر لي أنه كذب و دجل و خداع على أيدي شياطين تتلاعب غرضهم من ذلك تضليل الناس و خداعهم و موالاة من يواليهم....

بدء التجربة :

و يتابع أحمد عز الدين كلامه قائلا:

عرفت منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا رجلا، يزعم أنه يستخدم الجن في أمور صالحة في خدمة الإنسان و ذلك بوساطة وسيط من البشر

ويزعم أنه توصل إلى ذلك بتلاوات و أذكار طويلة قضى فيها زمنا طويلاً دله عليها بعض من يزعم أنه معرفة بهذا العلم

جاءني الوسيط ذات يوم يبلغني دعوة فلان و فلانة من الجن لحديث هام لي فيه شأن عظيم فذهبت في الموعد المحدد متوكلا على الله فرحا بذلك لأطلع في هذه التجربة على جديد .

كيف بدأت المخادعة ؟

" من أول أساليب الخداع التي سلكت معي أن طريقة الاستحضار استغفار و تهليل و أذكار مما يجعل الإنسان لأول وهلة يظن أنه يتحدث مع أرواح علوية صادقة طاهرة .

دخلت بيت الوسيط و خلونا معا في غرفة و جلس هو على فراش و بدأنا بدلالته طبعا نستغفر و نهلل حتى أخذته إغفاءة فأضجعته أنا على فراشه و سجيته بغطاء كما علمني أن أفعل و إذا بصوت خافت يسلم صاحبه عليّ و يظهر حفاوته بي و حبه و يعرفني بنفسه إنه مخلوق و يزعم أنه ليس من الملائكة و لا من الجن و لكنه من خلق آخر و من نوع آخر وجد بقوله تعالىكـن فكان.

و هذا على زعمه أن الجن لا يصدرون إلا عن أمره و أن بينه و بين الله تعالى في تلقي الأوامر خمس وسائط فقط خامسهم جبريل عليه السلام.

و أخذ يثني عليّ و يقول: إنهم سيقطعون كل علاقة لهم بالبشر و سيكتفون بلقائي لأني صاحب الخصوصية في هذا العصر و موضع العناية من الله تعالى و أن الله تعالى هو الذي اختارني لذلك. و وعدني بوعود رائعة فيها العجب العجاب.

و استسلمت لهذه التجربة الجديدة و الدعوة الخادعة متوكلا على الله عز وجل سائلا الله تعالى أن يعصمني من الزلل و أن يهديني إلى الحق المبين.

و لما انقضى اللقاء الأول دعاني إلى لقاء آخر في موعد آخر ثم دلني هو نفسه على تلاوة خاصة لإيقاظ الوسيط من غيبوبته وكان ذلك و جلس الوسيط و عرك عينيه كأنه انتبه من نوم عميق و لا علم له بشيء مما جرى .

رجعت في الموعد المحدد أيضا و تم بيننا بعد لقاءات مدة طويلة و في كل لقاء تتجدد الوعود الحسنة و يوصف لي المستقبل الرائع الذي ينتظرني و النفع العظيم الذي تلقاه الأمة على يدي و تطور الأمر فأخذ كثير من الأرواح يزورونني في كل لقاء بمقدمات من الأذكار و بغير مقدمات فقد أكون مع الوسيط على طعام أو على تناول كأس من الشاي فتأخذه الإغفاءة المعهودة فيميل رأسه إلى الأمام و تلتصق ذقنه بصدره و يحدثني الزائر ، حديثا يغلب عليه طابع الإحترام و الإجلال و التبرك بزيارتي و تبشيري بالمستقبل الزاهر المبارك ثم ينصرف و يجيء عيره و غيره...

زارني فيما زعموا أفراد من الملائكة، و أفراد من الجن، و أبو هريرة رضي الله عنه من الصحابة و طائفة من الأولياء .

و بشروني بزيارة والدي إياي في وقت عينوه و انتظرت الموعد بلهفه و لما كان الموعد المنتظر كلفوني بقراءة سورة الواقعة جهرا فقرأتها و لما فرغت من قراءتها، قالوا:سيحضر والدك بعد لحظات فاسمع ما يقول و لا تسأله عن شيء !!!"

بدء انتباهي :

بعد دقائق جاءني جاء من يزعم أنه أبي فسلم علي و أظهر سروره بلقائي و فرحة بي على صلتي بهذه الأرواح و أوصاني أن أعتني بالوسيط و أهله و أن أرعاه رعاية عطف و إحسان إذ لا مورد له من المال إلا هذا الطريق .

و ختم حديثه بالصلاة الإبراهيمية و أنا أعلم أنه رحمه الله تعالى كان شديد الولع بالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم و لا سيما الإبراهيمية .

و كان من العجب أن لهجة المتحدث شبيهة إلى حد ما بلهجة الوالد ثم سلم و أنصرف .

و أخذت أتسائل في نفسي لم أوصوني أن لا أسأله عن شيء؟ في الأمر سر و لا شك !

السر الخفي الذي أنكشف لي آنذاك أنه ليس بوالدي و لكنه قرينه من الجن الذي صحبه مدة حياته فجاءني يمثل لي صوته و يتشبه بخصوصية من خصوصياته .

أوصوني أن لا أسأله عن شيء لأن القرين من الجن مهما عرف من شأن والدي و حفظ من أحواله فلن يستطيع أن يحفظ كل جزئية يعرفها الولد من أبيه فحذروا أن أسأله عن شيء من ذلك فلا يجيبني فيفتضح الأمر ثم سلكوا معي في لقائي مع الآخرين أن لا يعرفوني بأسمائهم إلا عند إنصرافهم فيقول أحدهم أنا فلان و يسلم و ينصرف على الفور .

و في ذلك سر كما ذكرت فلو أخبرني واحد منهم عن نفسه و هو مشهود له بالعلم فبحثت معه إشكال علمي لعجز عن الجواب و انكشف الأمر .

و قد أتاني آت مرة يناقشني في إباحة كشف وجه المرأة و أنه ليس بعورة فرددت عليه و رد علي ردا ليس فيه رائحة العلم .

و انتهى الجدال إلى غير جدوى ثم أخبرني أنه الشيخ أحمد الترمانيني و إنصرف .

و لم تزل تنكشف لي الحقيقة على وجهها مرة بعد مرة و في تجربة بعد تجربة حتى تحقق عندي أن الأمر كله كذب و بهتان و دجل و طغيان لا أساس له من التقوى و لا قائمة له على دين.

فالوسيط الذي يعتنون بشأنه و يوصون بحسن رعايته و إكرامه تارك صلاة و لا يأمرونه بها.

و ختم الشيخ أحمد عز الدين كلامه على هذه التجربة بقوله:

حاولت هذه الأرواح بعدما انكشف لي أمرها أن تسلك معي مسلك التهديد فلم يزلزل ذلك من قلبي شيئا و الحمد لله.

وكنت كتبت في هذه المدة الطويلة مما حدثوني به ما ملأ دفترين كبيرين جمعت فيهما أكثر ما حدثوني به و لما ظهر الباطل ظهورا لا يحتمل التأويل قطعت الصلة بهم و حكمت عليهم بما حكمت و أحرقت الدفترين اللذين امتلأا بالكذب و الخداع .

فهذه الأرواح التي تدعي أنها أرواح رجال من الصحابة و الأولياء الصالحين كلها شياطين لا ينبغي لمؤمن عاقل أن ينخدع بها. و جميع الصور التي اعتادها مستحضرو الأرواح كذب و باطل .

سواء في ذلك طريقة الوسيط التي ذكرتها و جبتها و طريقة المنضدة و الفناجين التي ذكرها لي بعض من جربها و وصل إلى النتيجة التي وصلت إليها .

و من عجيب الأمر أني قرأت بعد ذلك كتبا مؤلفة في هذا الموضوع فإذا بالمجربين العاقلين وصلوا إلى مثل ما وصلت إليه و حكموا على تلك الأرواح أنها قرناء بني آدم من الجن كما هداني الله تعالى إلى ذلك من قبل و الحمد لله.

و قد أديت بكلمتي هذه النصح الواجب و الله الهادي و الموفق .

خطر هذه الدعوات :

هذه الدعوات التي تزعم أن بإمكانها تحضير الأرواح اتخذتها شياطين الجن و الإنس سبيلا لإفساد الدين فهذه الأرواح التي تحضر و هي في الحقيقة شياطين تتكلم بكلام يحطم الدين و ينسفه و تقر مبادىء و مثلا جديدة تعارض الحق كل المعارضة. ففي واحدة من هذه الجلسات زعمت الروح ( الشيطان ) على لسان الوسيطة أن جبريل قد حضر هذه الجلسة و لما كان الحضور لا يعرفون جبريل قالت : ألا تعرفون جبريل الذي كان ينزل القرآن على محمد؟! إنه يبارك هذا الإجتماع .

و ينقل الدكتور محمد محمد حسين عن مجلة ( عالم الروح ) من مقال لها بعنوان(حديث الروح الكبير هوايت هوك ) ما يأتي: يجب أن نتحد في هذه الحركة في هذا الدين الجديد يجيب أن تسودنا المحبة و يجب أن تكون لنا قدرة على الاحتمال و التفاهم...

رسالتي ( المتحدث هنا الروح أي الشيطان ) أن أواسي المحروم و أساعد الإنسان على تحرره في نفسه من الله تعالى الإنسان إله مكسو بعناصر الأرض ( هكذا ينفخ في الإنسان و يكذب عليه ليضله) و هو لن يدرك ما مقدوره ما لم يحس بجزئه الملائكي الإلهي .... الروحية ستكون لأقدر من غيرها على تأسيس دين جديد واسع للعالم كله .

و ينقل عن هذه المجلة أيضا تعريفا بالمنظمة التي أسست لهذه الغاية أن هذه المنظمة ستكون لكل البشرية و عن طريقها سوف يوضح لنا سكان العالم الروحي طريقة جديدة للحياة يعطوننا فكرة جديدة عن الله و مشيئته أنهم سوف يأتون لنا بالسلام و الطمأنينة الروحية و بسعادة النفس و القلب سوف يحطمون الحواجز بين الشعوب و الأفراد و بين العقائد و الأديان ( هكذا ) ... إن العضوية في هذه المنظمة بدون نظر للوطن أو اللون أو الدين أو المذهب السياسي .

و قد قامت بعض الصحف بحملة دعائية كبيرة و زعمت أن أحد محضري الأرواح في أمريكيا يستطيع أن يقوم بمثل معجزات المسيح فهو يعيد البصر إلى الأعمى و النطق إلى الأبكم و الحركة للمشلول بقي أن تعلم أن الطبيب المزعوم طفل في العاشرة من عمره يدعى ( ميشيل )، و عندما يأتيه المريض يضع أنامله عليه و يتمتم ببعض الأدعية و الكلمات فتحدث المعجزة و يقولون: إن هذا الطفل ورث الموهبة الروحانية عن والده و هو لا يتقاضى شيء من المال عما يقوم به من أعمال .

وهذا كله بهتان وزورا يفترونه اهل الباطل من الملاحدة وعبدة الطاغوت فأحذر هذه الدعوات الجاهلية ولنستمد علمنا من كتاب الله تعالى ولا نحيد عنه لنكون واياكم من الناجين بإذن الله تعالى..

حكم الشريعة في تحضير الأرواح

إن التأمل في النصوص التي وردت في هذا تجعل الباحث يعطي حكما جازما أن ذلك مستحيل فقد أخبرنا الله أن الروح من عالم الغيب الذي لا سبيل إلى إدراكه و يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإسراء 85 .

و أخبر الحق تبارك و تعالى أنه يتوفى الأنفس و أنه يمسك النفوس عند الموت الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) الزمر 42. و قد وكل الله بالأنفس ملائكة يعذبونها إن كانت شقية كافرة و ينعمونها إن كانت صالحة تقية.

و الأرواح إذا كانت ممسكة عند ربها وكل الله بها حفظة أقوياء فلا يمكن أن تتفلت منهم و تهرب لتأتي إلى هؤلاء الذين يتلاعبون بعقول العباد.

و بعض هؤلاء يزعم أنه حضر روح عبد من عبيد الله الصالحين من الأنبياء و الشهداء فكيف يتركون جنات الخلد إلى حجرة التحضير المظلمة فقد أخبرنا الله أن الشهداء أحياء عند ربهم: ( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران 169.

و قد بين الرسول صلى الله عليه و سلم ( أن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل). رواه مسلم

فكيف يزعم الدجالون أنهم يحضرون أرواح هؤلاء ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) الكهف 5.

كتاب عالم الجن
0
580

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️