لم تعد تغريني الدنيا

ملتقى الإيمان





لم تعد تغريني الدنيا









بزُخرفها وبريقها ،


بقصورها وناطحاتِ سحابها !


الدنيا ذاتها التي لهث الكثيرون خلفها ،


فعمروها أكثر مما عمرتها أممٌ قبلهم !


متناسين أنها حطــــــــــــــــام ،




وأنها عند الله لا تساوي جناح بعوضة !



لم يدركوا يوماً أنها ظل زائل لا دوام له


وأن أحدهم فيها كمسافر استظل بشجرةٍ ثم راح وتركها !


يؤلمني حقاً




أن تُعمر دارٌ هي إلى زوال !



لأني أشعرُ أن عُمراً يُسرف حين يُشغل بذلك والله لا يُحِبُ المسرفين !


ترى !



كيف لا يشعر أحدنا بحقارتها ،


وهو يودع في كل يوم حبيب أخذه الموت بأمر الله إلى الدار الباقية ؟


أهي الغفلة ؟


أم طول الامــــــــــــــل ؟


أم لذة البقاء في حياةٍ تنتهي عند أول سكرة ؟


لو أننا نستحضر جمال الجنة في قلوبنا كل يوم لكنا بخـــــــــــــــــير !


بل بخـــــــــــــــــــــــ يرٍ جــــــــــــــــــــــــ ــداً


لو فعلنا ذلك لسقطت الدنيا من أعيننا !


لزهدنا فيها كما لم نزهد من قبل


حـــــــــــــــــــقــاً


لم تعد تُغريني الدنيا !


لم يعد يفعل ذلك سوى الجنة !



الجنة التي تأسرني عند أول خيال يأخذني إليها ،


ولقصورها التي تزينت بلبناتٍ من ذهبٍ وأخرى من فضة !


لحشيشٍ هو الزعفران ،


وخيامٍ هي اللؤلؤ ،


لحياةٍ دائمة لا تشوبها الأحزان ،


ولا الهموم ، ولا تعب الفقد !


لعناق أحبةٍ رحلوا عن دنياي بغتة


فانحنى القلب لهم شوقاً ،


وذبلت العينان عليهم بكاءَ !


للقاءات سرمديه لا نشعر معها بمر الوداع ،


ولا وجع الذكرى ، ولا ألم الغياب !


لسعادةٍ ممتدة لاتنقطع ،


ولحياة لا تعرفُ أيامها النهاية !


يا الله !


وحدها الجنة !


تحثني ذكراها للعمل ،


للصلاة ،


لسجداتِ السحر ،


لصيامِ الهواجر ،


لذكرِ الله ،


لكل شيء يُدنيني منها



عزائي وسلوتي أن لها رياضاً بيننا


هي حِلق يُذكر فيها اسم الله ،


وتتلى فيها آياته ،


ما رتع فيها أحدٌ إلا من سعادة الجنة أخذ ،


ومن نعيمها استلذ ،


ومنها دنى بإذن الله !


فإذا مررتم بها ياصحبُ فارتعوا !


عسى أن يكون ملتقانا في الجنة

سبحان الله وبحمده
2
839

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دموع في عيون جريئة
جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنه