من أجل خلاف جاد ونافع

الأسرة والمجتمع

لكي يكون الخلاف بين الزوجين مفيداً وجاداً ينبغي ألا يصبح مجرد فرصة للتفريج عن النفس وإفراز نواتج الضغط والتوتر لدى كل طرف على حساب الآخر، أو أن يصبح التنازع هادفاً تحطيم معنويات الآخر وإهانته، أو وسيلة لإظهار سلطة أحدهما على الآخر، فمثل هذه الخلافات تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

أما الخلافات الجادة والنافعة هي التي تتيح للطرفين فرصة للاتصال الفعال، والحوار الجاد، وتشكل مجالاً لإظهار الانفعالات الذاتية دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر، ودون محاولة إلصاق أسبابها به.

لا لتجاوز الحدود: وهذا خطأ فادح يقع في الزوجان حين يختلفان، فينتقلون من قضية الخلاف إلى خلافات ثانوية أو وهمية مصطنعة، فأحياناً قد يبدأ الخلاف حول أمور منزلية كالنظافة والترتيب، ثم ينتهي إلى خلاف حول مصاريف الأسرة والزيارات وغير ذلك...

اعتد ألا تقول إلا خيراً: ومن الضروري أيضاً ضبط النفس ومراقبة اللسان والتذكر بأن التراجع عن زلات اللسان وإهانة الآخرين بالكلام الجارح أمر لا ينسى ويبقى عالقاً في الذهن بحيث يصبح من الصعب إزالة آثاره.

قاوم حظوظ النفس واعتذر إن أخطأت: ليكن هدفك أثناء الخلاف، بيان الحق وإيضاحه.. اسأل نفسك دائماً ماذا تريد من وراء رفع الصوت والنقاش.. وماذا تخفي وراء عدوانيتك وانفعالاتك؟؟.. كم هو جميل أن يرجع الإنسان إلى ربه عندما يشعر أن وراء كل هذه الانفعالات حظاً للنفس أو رغبة في البحث عن كبش فداء يحمله المسؤولية، ويتنصل هو منها، أو اتخاذ الخلاف ذريعة للتعبير عن الغضب والتوتر..

لا للشهود والجمهور!!: هناك من الأزواج من يحاول إقحام الآخرين في مشاكله الزوجية وخلافاته ولو كانت بسيطة.. من اجل تحويلهم إلى حلفاء ومساندين له. إن هذا السلوك يؤدي إلى نتائج تهدد العلاقة الزوجية برمتها، تكفي الحالة المؤسفة التي يراهما الآخرون عليها، بل قد يصبح هذا الطرف الثالث مصدر إزعاج للزوجين من خلال تضخيم الخلاف وتحويل الأمر إلى مشكل يصعب حله، ولا ننسى أن وجود شاهد على الخلاف أمر مربك ومخجل للزوجين غالباً، ولا سيما الزوجة.

لا تختصما أمام الأطفال: في حال نشوب الخلاف أمام الأبناء يجب أن لا يقلل أي من الطرفين من احترامه للطرف الآخر.. وأن يتم الحفاظ على الاحترام المتبادل، فكلما نشأ الأولاد وترعرعوا وهم ينظرون إلى الخلافات بين والديهم تتم بأسلوب متحضر، كلما شكل ذلك بالنسبة إليهم رسالة تربوية تعطي للطفل القدوة للتماسك والترابط مع الاحتفاظ بالاحترام المتبادل بالرغم من وجود الخلافات.

اشرح وجهة نظرك كتابة: قد تكون الخلافات عرفت لهجة حادة، والحالة خرجت نسبياً من مجال التحكم. بالرغم من ذلك فلا شيء يمنع بعد هدوء العاصفة من الرجوع إلى الموضوع بكل هدوء وتعقل لتوضيح وجهات النظر، وهناك من يفضل في هذه الحالة اللجوء إلى الورقة والقلم، فالكتابة تهدئ الأعصاب وتخفف التوتر.. ومن يقرأ يحسب أنه غير مهاجم ويكون أكثر استعداداً للتأمل في وجهات النظر الأخرى.

لا لرفع الصوت أمام الأطفال الصغار: إذا كان لديكما أطفال صغار فإن رفع الصوت يفزعهم، ولذلك إذا تحاور الزوجان أمام الأطفال فإن عليهما أن يعودا ليؤكدا أمامهم حب بعضهما بعضاً... لأن الابن يحتاج إلى الشعور بالأمن وأي خلاف بين أبويه يشكل بالنسبة إليه توتراً يؤثر على نموه العاطفي والنفسي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6
781

هذا الموضوع مغلق.

 بنت المدينة
بنت المدينة
موضوع مفيد
جزاك الله خيرا
البرنسيسة
البرنسيسة
مشكورة بنت المدينة وان شاء الله تكونين استمتعتي واستفدتي من الموضوع.
aleece
aleece
اكثر شىء عجبني اشرح وجه نظرك كتابه
جزاك الله خير وفي انتظار المزيد من مواضيعك المميزه
البرنسيسة
البرنسيسة
مشكورة ألف شكر اختي aleece
شدى الزهور
شدى الزهور
موضوع قيم ومفيد لكل اسرة سعيدة .
فعلاً في بعض النقاط حلوة للتعامل في إطار الأسرة منها :
لا للشهود والجمهور : كل ما كانت المرآة كتومة ولا تبيح بمشاكلها للآخرين كلما كانت سعيدة في بيتها من منا لا يوجد عندها مشاكل ولكن كل مشكلة ولها حل وبالحكمة والتفكير وعدم التسرع تحل المشكلة واشراك الآخرين في مشاكلنا يعقد المشكلة والزوجة عندما تبوح بمشاكلها للآخرين لا ترتاح وانما تكون نفسيتها اسوأ من لو حلتها بنفسها .
عدم الإختصام امام الأطفال وعدم رفع الصوت لأن هذا يؤدي الى توتر الطفل مما يجعله غير مستقر حتى عند نومه .
فعلاً شرح وجهة النظر كتابة احلى النقاط او خصوصاً ان االبريد الالكتروني موجود وبإرسال الزوجة رسالة تشرح وجهة نظرها لزوجها وتختم الرسالة بأبيات حب او دردشة حلوة تجعل الزوج ينسى ما بداخله وكأن شيئاً لم يكن وبعيداً عن تدخل الآخرين .
شكراً لك يا برنسيسة وعذراً للأطالة