ماأجمل رداء الصبر وانتظار الفرج من الرحمن الرحيم لمن أُبتلي وحرم في الدنيا

ملتقى الإيمان



.


.




.




.


.





بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

{ المقدمه }
جعل الله تعالى الدنيا دار بلاء وامتحان، ففيها يبتلي عباده بالغنى والفقر، والصحة والمرض، والعطاء والمنع؛ ليعلم صدق إيمان المؤمنين، ولا زينة يتزين بها أهل البلاء كزينة الصبر وانتظار فرج الله، وسؤاله والتوسل إليه بإظهار الحاجة في كشف الكربات.

...,,...

{ الدنيا دار بلاء }
الحمد لله يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء شهيد، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وهو الولي الحميد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرته من خلقه وصفوته من رسله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة حتى تركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثرهم واتبع نهجهم وسلك مسلكهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فأوصيكم -أيها المؤمنون- ونفسي بتقوى الله في السر والعلن؛ فإن تقوى الله أزين ما أظهرتم، وأكرم ما ادخرتم وأفضل ما أسررتم. يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .

ثم اعلموا عباد الله أن من سنن الله الماضيه وحكمته البالغة ومشيئته النافذة أنه جعل الدار الآخرة دار محاسبة وجزاء، وجعل هذه الدار دار عمل واختبار وبلاء يبتلي فيها عباده ويختبر فيها خلقه.
...,,...

{ فضيلة التزين بالصبر }

ألا وإن الصبر أزين ما تزين به المؤمنون فهو الذي أمر الله به خير خلقه وصفوة رسله فقال: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ . وأخبر الله تبارك وتعالى أنه يجزي علية جزاء لا منتهى له فقال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولما كانت هذه الدار دار ابتلاء كان لابد للمؤمن من أن يتجمل برداء الصبر، وإن رداء الصبر وانتظار فرج رب الأرض والسماء لهو رداء عظيم طال ما تزين به الأنبياء واكتسى به الأصفياء والأولياء على مر الدهور وكر العصور. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم كما أخرج الإمام أحمد في مسنده و الترمذي في سننه وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أنه قال: ( قلت: يارسول الله! أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد عليه بلاؤه، وإن كان في دينه رقه ابتلي على حسب دينه)، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( وما يزال البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ). إن طرق البلاء تتباين، وأنواعه تختلف من شخص إلى آخر، وهي على كل حال تظهر مدى صبر العبد ومدى يقينه بفرج رب الأرض والسماء، ومدى إيمانه بقضاء الله وقدرة خيره وشره، فلا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده.
...,,...

{ لمن حرم الولد وانتظر فرج الله ليقر عينه وفؤاده }

كم من زوجين كريمين صالحين مرت عليهما سنين عديدة في الزواج وهما يطمعان في ولد تقر به الأعين، وتزال به الوحشة، فلطالما اشتريا دواء بعد داواء، ولطالما طرقا أبواب الأطباء، ومع ذلك لم ينالا شيئاً ولا حظاً. أيها الزوجان الكريمان: إن انتظار فرج رب الأرباب جل جلاله والصبر على البلاء مما أمركما الله به، وإن لكما في نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام أسوة حسنه بعد أن بلغ من الكبر عتياً، فلما رأى آيات الله القاهرة، وأعطياته المجزلة على مريم بنت عمران طمع ذلك النبي والعبد الصالح في فرج أرحم الراحمين جل جلاله، فدعا الله بقلب نقي وصوت خفي في مكان خلي: رب فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا فتوسل إلى الله بضعفه وعجزه وقد خط الشيب في رأسه، وتبرأ من حوله وقوته، ولجأ إلى حول وقوة رب العالمين جل جلاله قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ، توسل إلى الله الذي أنعم عليه سابقا بأن ينعم عليه لاحقا. أيها المؤمنون! إن التوسل إلى الله بإظهار العبد لفقره وتبرئه من حوله وقوته وطوله، واستناده إلى حول وقوة جبار السموات والأرض جل جلاله، لهو من أعظم الوسائل عند الله جلا وعلا، فإن ذلك مما يرزق الله به العباد ويفرج الله تبارك وتعالى به الشدائد. واعلموا أن ما يدفع الله أعظم وأن ما عند الله من خير هو أبر وأتقى وأكرم، فسبحان الله وبحمده، كم من أب رزق مولوداً قرت به عينه، حتى إذا زالت به الوحشة واطمأنت إليه النفس، وتمنى عليه الأماني، وازدادت فيه الرغبات فجع بموته وأخبر بفقده.



...,,...

يتبع أسعدكم الله


46
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المشتاقة لجنةربها
{ لمن أبتلي بفقد الولد }

أيها المؤمن: تعز بهذا البشارة العظيمة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام الحاكم في مستدركه بسند صحيح من حديث معاوية بن قرة عن أبيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل ذات يوم ومعه ابن له، فقال عليه الصلاة والسلام لذلك الرجل أتحبه؟ فقال الرجل: يا رسول الله! أحبك الله كما أحبه) يبين شدة حبه لولده.
ثم فقده صلى الله عليه وسلم أياماً فسأل أصحابه قال: ما فعل فلان؟ قالوا: يا رسول الله! مات ابنه، فلما وجده صلى الله عليه وسلم قال له: (أما يسرك ألا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته أمامك؟! فقال الصحابة: يا رسول الله! أله خاصة أم لنا كلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم -وهو المخبر عن ربه-: بل لكم كلكم). إن في هذا أعظم العزاء لمن ابتلي بفقد الولد، وإن لله جل وعلا ما أعطى ولله ما أخذ، فالله الله في الصبر وانتظار فرج رب الأرض والسماء.
...,,...

{ لمن أبتلي بالكرب والمرض }

كم من مؤمن قعيد فراشه، أسير بيته، قد يئس منه الأطباء وأقعده المرض، وأشفق عليه الأحبة، وإن له في قول رسول الله صلى عليه وسلم: (إن الرجل لتكتب له عند الله المنزلة فلا يبلغها بعمله، فما يزال الله يبتليه حتى يبلغ به منتهاه) وله في أيوب عليه الصلاة والسلام وما فرج الله عنه، وما حكى الله عنه في كتابه أجزل القدوة وأعظم الأسوة، وله في أبي بكر رضي الله تعالى عنه يوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! كيف الصلاح في الأمة وقد أنزل الله جل وعلا قوله: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ! ألست تحزن؟! ألست تمرض؟! ألست يصيبك اللأواء؟! فذلك ما تجزون به). إن في هذا تفريجاً كبيراً لمن ابتلي بكرب أو مرض من المؤمنين، على أنه ينبغي للعبد أن لا يقنط من رحمة الله وأن لا ييأس من عفوه وفرجه، فليسأل كاشف الغم وفارج الهم، ومجيب دعوة المضطرين أن يرحمه، فإن الله أرحم من سئل وأكرم من أعطى.
...,,...


{ لمن أبتلي بالفقر }

كم من مؤمن كثير العيال، قليل المال، رقيق الحال، تحتبس الدمعة في عينه إذا رأى منظر أولاده مع أولاد الجبران لما يرى من فرق بينهم، ولكنه لا يملك حول ولا قوة. أيها المؤمن! إن الله بنى هذه الدنيا على غنى وفقر، وعلى شدة ورخاء، وعلى عسر ويسر، واعلم أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأريعين عاماً. ولك -أيها المؤمن- في سلوة قوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أهل الجنة: (أهل الجنة ثلاثة)، وقال في آخرهم: (وعفيف متعفف ذو عيال).
...,,...

{ منزلة وفضل الايمان بالقدر ومراتبه }

أيها المؤمنون! إن الصبر على المكاره، وانتظار فرج الله تبارك وتعالى منقبة عظيمة، وخصلة حميدة، واعلموا أنه لا يتم إيمان عبد بقضاء الله وقدره خيره وشره حتى يتم له الإيمان بأصول أربعة: أولها: الإيمان بعلم الله جل وعلا للمعدوم والموجود، وعلم الله للممكن والمستحيل، وأن الله علم ما كان وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، قال تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا . وثانيها: الإيمان بأن الله كتب كل شي قبل أن يخلق الخلائق، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنه) فما من مصيبة تقع إلا وقد كتبها الله أزلاً في اللوح المحفوظ. وثالث ذلك: الإيمان بمشيئة الله الشاملة، وقدرته النافذة، قال تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ . أما رابعها فهو الإيمان بأن الله خالق كل شيء، أوجده وكونه وصيره على هيئته، قال تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . وصفوة القول أن الصبر رداء جميل، فتزينوا به في العسر واليسر، وتزينوا به في السراء والضراء، جعلني الله وإياكم ممن إذا أنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
...,,...

{ لمن أراد الاستماع للمقطع الصوتي }



جزاء الله شيخنا الفاضل صالح المغامسي بما يجزي به عباده الصالحين ,,,

اللهم أغفر لوالدي وأرحمه وعافه وأعفو عنه وتجاوز عنه ووسع له في قبره وأنس وحدته وأسكنه الجنه وأعده من النار وجميع موتى المسلمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إله إلا الله


ارضي السعودية
جزاك الله خير غالتي
وجعلنا وياكي من الصابرين
ربي ياجر كل مبتلي ويرفع البلاء
فهو سبحانه بيده امرنا وفرجنا
اللهم فرج همي وهم كل مهموم وابدل همومنا إلى أفراح يارب
DlOoAt MeEdO
DlOoAt MeEdO
الله يجزاك خير
المشتاقة لجنةربها
رفيقتي وحبيبتي أرضي السعوديه
تجبرني دعواتكـ الصادقة أن أردد
اللهم آمينـ
اللهم آمينـ
اللهم آمينـ
جزيتي خيراً ع مروركـ ودعواتكـ
نورتي
لا إله إلا الله

المشتاقة لجنةربها
غاليتي DlOoAt MeEdO
ولكـ مثل مادعوتي
أسعدني مروركـ الطيب
وأشرق متصفحي
نورتي
لا إله إلا الله