ريم الشاعر
ريم الشاعر
الدرس الثالث
خواطر في شرح المعاني لفهم المثاني لكلمة غافلين

تحدثنا عن خواطر في مجموع عدد أيات سورة يوسف ( 111 ) وكان المجموع رقم ثلاث وكما بينا أن هناك فترتين لإنطلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الإسلام وكلاهما كان فتحا من الله وبركة .
فالإعداد الأول الذي انطلق بعدها الرسول صلى الله عليه وسلم لتثبيت بداية الدين كانت ثلاث سنوات الدعوة السرية وكان إعداد فردي و من ثم ننتقل إلى إعداد إجتماعي فكانت سورة يوسف قد نزلت قبل ثلاث سنوات من الهجرة وتعد إعداد للمجتمع ليواجه الواقع وهكذا فالإشارة هنا أن كل فرد من أمة محمد بحاجة أن يبحث عن نقاط الغفلة في بيته ونفسه حتى يعود الأمن والسعاده والنصر لأمتنا

لنأخذ جوله قصيرة عن سورة يوسف قبل أن نذكر الخواطر
*سورة يوسف إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء، وقد أفردت الحديث عن قصة نبي الله "يوسف بن يعقوب" وما لاقاه عليه السلام من أنواع البلاء، ومن ضروب المحن والشدائد، من إخوته ومن الآخرين، في بيت عزيز مصر، وفي السجن، وفي تآمر النسوة، حتى نجاه الله من ذلك الضيق، والمقصودُ بها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بما مرَّ عليه من الكرب والشدة، وما لاقاه من أذى القريب والبعيد.

*والسورة الكريمة أسلوبٌ فذٌ فريد، في ألفاظها، وتعبيرها، وأدائها، وفي قَصَصها الممتع اللطيف، تسري مع النفس سريان الدم في العروق، وتجري-برقتها وسلاستها- في القلب جريان الروح في الجسد، فهي وإن كانت من السورة المكية، التي تحمل -في الغالب- طابع الإنذار والتهديد، إلا أنها اختلفت عنها في هذا الميدان، فجاءت طريَّةً نَدِيّة، في أسلوب ممتع لطيف، سَلِسٍ رقيق، يحمل جو الأنس والرحمة، والرأفة والحنان، ولهذا قال خالدُ بن مَعْدان : "سورة يوسف ومريم ممَّا يتفكَّه بها أهل الجنة في الجنة" وقال عطاء: "لا يسمع سورة يوسف محزونٌ إلا استراح إليها".

*نزلت السورة الكريمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سورة "هود"، في تلك الفترة الحرجة العصبية من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، حيث توالت الشدائد والنكبات عليه وعلى المؤمنين، وبالأخص بعد أن فقد عليه السلام نصيريه: زوجه الطاهر الحنون "خديجة" وعمَّه "أبا طالب" الذي كان له خير نصير، وخير معين، وبوفاتهما اشتد الأذى والبلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين، حتى عُرف ذلك العام بـ "عام الحُزْن".

*وفي تلك الفترة العصبية من حياة الرسول الكريم، وفي ذلك الوقت الذي كان يعاني فيه الرسول والمؤمنون الوحشة والغربة، والانقطاع في جاهلية قريش، كان الله سبحانه ينزِّل على نبيه الكريم هذه السورة تسليةً له، وتخفيفاً لآلامه، بذكر قصص المرسلين، وكأن الله تعالى يقول لنبيه عليه السلام:لا تحزن يا محمد ولا تتفجع لتكذيب قومك، وإيذائهم لك، فإن بعد الشدة فَرَجاً، وإن بعد الضيق مخرجاً، أُنظر إلى أخيك "يوسف" وتمعَّنْ ما حدث له من صنوف البلايا والمِحَن، وألوان الشدائد والنكبات، وما ناله من ضروب المِحَن: محنة حَسد إخوته وكيدهم له، ومحنة رميه في الجب، ومحنة تعلق امرأة العزيز به وعشقها له، ثم مراودته عن نفسه بشتى طرق الفتنة والإغراء، ثم محنة السجن بعد ذلك العزِّ ورغد العيش!! انظر إليه كيف أنه لما صبر على الأذى في سبيل العقيدة، وصبر على الضر والبلاء، نقله الله من السجن إلى القصر، وجعله عزيزاً في أرض مصر، وملَّكه الله خزائنها، فكان السيد المطاع، والعزيز المكرَّم.. وهكذا أفعل بأوليائي، ومن صبر على بلائي، فلا بدَّ أن توطَّد النفس على تحمل البلاء، اقتداءً بمن سبقك من المرسلين {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} .

* وهكذا جاءت قصة يوسف تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلقاه، وجاءت تجمل البِشْرَ والأنس، والراحة، والطمأنينة لمن سار على درب الأنبياء، فلا بدَّ من الفرج بعد الضيق، ومن اليسر بعد العُسر، وفي السورة دروسٌ وعبر، وعظات بالغات، حافلات بروائع الأخبار العجيبة، والأنباء الغريبة {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} .

*هذا هو جوُّ السورة، وهذه إيحاءاتُها ورموزُها.. تُبشِّر بقرب النصر، لمن تمسَّك بالصبر، وسار على طريق الأنبياء والمرسلين، والدعاء المخلصين، فهي سلوى للقلب، وبلسمٌ للجروح، وقد جرت عادة القرآن الكريم بتكرير القصة في مواطن عديدة، بقصد "العظة والاعتبار" ولكنْ بإيجاز دون توسع، لاستكمال جميع حلقات القصة، وللتشويق إلى سماع الأخبار دون سآمة أو ملل، وأما سورة يوسف فقد ذُكرت حلقاتها هنا متتابعة بإسهاب وإطناب، ولم تكرر في مكان آخر كسائر قَصص الرسل، لتشير إلى "إعجاز القرآن" في المجمل والمفصَّل، وفي حالتي الإيجاز والإطناب، فسبحان المَلِك العلي الوهاب.


خواطر إيمانية حول فقه الواقع من سورة يوسف في ظلال كلمة غافلين

ما الخواطر نحو محور سورة يوسف ؟
*- تعد سورة يوسف سورة تتحدث عن علامات القيامة و آخر الزمن
*- تتحدث السورة عن جوانب مهمة لصلاح النفس و إعدادها
*- تتحدث عن نمطين من الشخصيات التي تتعلق بالواقع وتدور حول صنفين الصنف الأول فريق انشغل بملذات الحياه و أخطأ في النهج والصنف الثاني في من اتبع هدى الله

إذن حلقتنا اليوم عن جملة من الخواطر في فقه سورة يوسف وعلاقتها بالزمن نبدأها بالترتيب التالي
1- فقه معنى مواطن الغفلة وبيان انقسام الناس في هذا المعنى
2- بيان خطوات علامات الساعة في ظلال هذه السورة


الوجه الأل : فقه معنى مواطن الغفلة وبيان انقسام الناس في هذا المعنى
إن من حكمة الله تعالى أن يضع للإنسان أبرز مواطن الفتنه و أهما إذ تعتبر ثغرة يندس خلفها الأعداء إذا انتشرت ضاع الفرد والمجتمع وغابت السعادة وتبدل الحال إلى شقاء وهذه المواطن تعتبر دخيرة الأسرة والمجتمع بل من القواعد الأساسية لهذا الدين وحتى لا أطيل عليكن نبدأ في سرد هذه المواطن وعلى حسب ترتيبها الأولي

أطلب منكن احضار المصحف والفتح على سورة يوسف كما أتمنى منكن أن يكون لك دفتر مخصص بإسم مراوضة النفس في ظلال القران من فقه الواقع حتى تتابعي معي الخطوات لحدوث التغير و الإستفاده أكثر

إن كان معك دفتر أرسمي جدوا بأربع خانات واكتبي فيه التالي

موطن الغفلة ............................................................
درجة الغفلة التي أنا بها ....................................................
نتائجها .........................................................
التغير الذي قررته .........................................................


ثم قومي بكتابة كا موطن من مواطن الغفلة واملئي الخانات

نبدأ على بركة الله قال الله تعالى :
الموطن الأول :

يتجلى هذا الموطن الأول في أهم ركائز المجتمع وهو الأسرة قال تعالى ( {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ(4)قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ(5)وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(6)}


موطن الغفلة في علاقة الوالدين بالإبناء :
يروى لنا القرآن الكريم مكاشفة يوسف عليه السلام لأبيه وإخباره بخبر الرؤيا التي رآها وهو صغير دون الثانية عشرة من العمر ، وهنا نتعلم مدى أهمية مكاشفة الوالدين مع الأبناء ، وإبعاد كل خوف ورهبة بينهما ، فكثير من المصائب وقعت للبنات والأبناء جراء هذه المشكلة ، فعندما يلجأ الولد لأبيه ويخبره بأنه يعاني من كذا أو أن كبيراً يكلمه بعبارات سوء ،( والمشاكل كثيرة ) فيكون لجأ للمكان الصحيح ، فيتصرف الأب أو الأم بحكمة ويحمي ابنه وابنته ، وكثير من القضايا في أزمان عديدة وقعت بسبب الحاجز النفسي الرهيب داخل الأسرة . والمصيبة في زماننا أن الابن أو البنت لو جرب واقترب من والده ليخبره ، فأول ما يهاجم هذا الإبن بالخطأ ويعاقبونه !!!!!
فإن من أهم مواطن الغفلة هي العلاقة بين الأباء والأبناء إذا انهدمت انهدم أول لبنه وصرح للمجتمع
انظري إلى هذا الموطن في حياتك ...؟
نجد إن أغلب العلاقة بين أفراد الأسرة فيها نوع من الصراع و أنا أنسب هذا الخلل إلى الوالدين
أثناء زيارة ميدانية في مجال الطب زرت عائلة أجنبية وكان يسودها الهدوء رغم أن عدد الأطفال أربعة وما أذهلني أنني أثناء ما طلبت من الولد مساعدتي في الكشف عن صدره ليعاين مرضه الطبيب ولم يستمع لنا وصارت مشادة بين الطفل والطبيب تفاجأت أن الأم قامت بالنشيد بكلمات رائع جدا امتثل الطفل تلقائي لأمرها ( يا بني مرضك أعياني إرفع يابطل عن صدرك حتى يذهب ألمك لنعود ونمرح في أجواء البيت هيا يا بني لا تبكيني فأنا حزينة أرجوا منك النهوض لتملأ بيتي بالزهور ) كانت تنشدها وتكررها فأدهشني اصغاء الإبن وهدوء البيت وبعد سؤالها قالت إن حبي لأبنائي يدفعني أن نكون جسد واحد مثلما لا أرغب لنفسي التعاسة لا أرغبها لهم أيضا فإن معظم طلباتنا تتم بهذه الصورة بالنشيد حتى نكون نفس واحده ونتقبل بعضنا بروح من الوئام

لقد سبق الأسلام هذا التصرف فنجد لغة الأنبياء مع أبنائهم تتمثل وتتجسد فيها معنى التحاور والروح الواحده وقبل أن تسألي عن أبنائك وسوء تصرفهم معك ابحث في ذاتك
فها هو يعقوب احتضن ابنه مفسرا له الرويا مبشرا له وقد وضع في عينيه وقلبه مفهوم الثقة بالنفس فقال ( يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك ) إنها سياسة توجيه ملؤها الثقة وتحميل المسؤلية وما أجمل من شعور الإبن وهو يتلقى غرس الثقة من أبيه وماذا كانت ردة فعل يوسف الذي تلقى هذا التعامل من أبيه في نهاية السورة قال الله مبينا نتيجة قوة العلاقة بين الأبناء والأباء ( ورفع أبويه على العرش ) وهذه سياسة وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان

اجلسي مع نفسك ثم انظري بأي أسلوب تتعاملي به مع أسرتك وما حلقة الوصل بينكم وأين تتمثل روح الجسد الواحد في عائلتك ثم انظري كم من الساعات التي تقضيها مع أبنائك وما هي الحوارات التي تدور بينكم وكم هي عدد مرات أسلوب التوبيخ
إن عدم امتثال الأبناء لك لهو مؤشر خطير على الخلل في علاقتك فأبنائك لا يتلقون منذ نعومة أظافرهم معلّم غيرك

هذا هو الدرس الأول من مواطن الغفلة
حاولي أن تفندي وتعرضي مشكلتك بالكتابة وتبحثي عن الخلل , حاولي أن تهتمي اليوم بهذه النقطة وتكتبي خطوات التغير التي تتمنيها لا يهم التطبيق, إنما يهمني التفنيد , حتى إذا تتابعنا معا الحلقات التربوية في مراوضة النفس ستصلين حتما إلى مرادك على ضوء القران والسنة
لأن قضية التغير في القران تبحث في إصلاح الشخص فبل أن يعالج محيطه وهذا هو سر نجاح منهج القران عن باقي العلوم الأخرى التي تهتم في أسس تغير الواقع .
ومتى إعداد النفس و تطويرها و إصلاحها يستطيع المرء بعدها أن يصلح من حوله
لكن ما يهمني هنا عندما نعرض الموطن عليك بعرض زوايا هذا الموطن في نفسك حتى لو لم تصلي إلى حل
التفنيد بالأولويات التي تضعف الإنسان وعلاجها لهو نظام رباني على توسيع فكر الأنسان , وفهمه لمراد الله ,
إذ يلتقي تربيته من كلام الله مباشرة

انقسام الناس في هذا الموطن
1- يكتفي أن يربي أبناءه لأنها سنة الحياة فتعم الفوضى في عائلته
2- ينهض بأولاده ويربيهم ليكون لهم دور فعال في مجتمعهم علما و أخلاقيا و دعويا

الخلاصه
حددي لنفسك هدف ما الذي ترجينه في مستقبل عائلتك فهو الدافع للتغير
إلا أن تبحثي في هذا الموطن بحياتك نلتقي بك على مائدة القران في الموطن الثاني إلى أن ألقاكم أستودعكم الله التي لا تضيع ودائعه
ريم الشاعر
ريم الشاعر
عدنا بإذن الله
الليلة سيتم إكمال المادة وجزاكم الله الخير
ريم الشاعر
ريم الشاعر
لفتات تربويه حول الموطن الأول

وقبل أن نبدأ بالدرس لعلي أترك لكل ابن أو ابنة خاطرة يتفكر بها هذه السورة تتحدث عن مشاعر انسان عن أغلى علاقة في الكون وهي علاقتك مع والديك أباك وأمك
العنصر الإنساني عنصر بارز في القصة، فالقصة تتعلق بالإنسان، بعواطفه، بمشاعره، بمواقفه، بارتفاعه، بانحطاطه، بقوته، بضعفه، بأحزانه وأفراحه، بمآسيه ونكباته، وبمنجزاته، أبرز ما في القصة العنصر الإنساني .
لذلك ما الذي سوف نجده في هذه القصة، نجد الحب الأبوي :
﴿ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾
لا يعرف الحزن إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
لو قرأ هذه القصة أبٌ كريم لذابت نفسه تفاعلاً معها، لأنها تتحدث عن عواطفه تجاه ابنه، في هذه القصة الحب الأبوي في أسمى صوره ﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾
قلق الأب، شوق الأب، فرح الأب، فارتدّ بصيراً، حينما ألقوا عليه قميص يوسف ارتد بصيراً، هذا هو الأب، هذه هي الرحمة التي أودعها الله في قلب كل أب، ولكنها تزيد على مثيلاتها في المؤمن، وتزيد على مثيلاتها في الأنبياء .
إنه الصرح المتين والديك هم من يعطوك أصدق المشاعر فلا تخدش زجاج محبتهما بأفعالك
هم تاج رأسك فإن أهنتهما فأنت مهانة و إن أكرمتهما فأنت مكرمه
هم عنوان وجودك وسر نجاحك ادع الله لهما بالسعادة والهداية والرحمة فإن تحققت لهما شملتك الرحمة
ريم الشاعر
ريم الشاعر
الدرس الرابع
تدبرات حول كلمة غافلين في سورة يوسف
الموطن الثاني من مواطن الغفلة وهو أبرز عدو للإنسان الغيرة والحسد أوسع أمراض البشر انتشاراً، لو أردت أن تحلل معظم المشكلات بين الناس والخصومات، والعداوات، وأنواع الطلاق، والأعمال التي تسبب الأذى لوجدت أنّ السبب الرئيسي هو الغيرة والحسد :
﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
الحسد ينهك البلد والولد ، وهو الذي قتل ابن آدم عليه السلام وهو الذي أخرج إبليس من الدرجة العالية التي كان فيها ، وعلى الرغم من حسد إخوة يوسف لأخويهما ( يوسف وشقيقه بنيامين )
وما نتيجته المباشرة ... سوف نكيد له !!! وكيف ؟
إلا أن غيظهم كان للأول وهلة أشد حتى عميت قلوبهم وفكروا بقتله !!! وعقدوا النيبة على التوبة والإنابة قبل تنفيذ الجريمة !!! إلا أن رأياً منهم اختار رميه بجب البئر ( وهو مثل العتبة في جوف البئر يقف عليها من يجلب الماء إذا قل منسوبه ) لعل قافلة تأتي فتأخذه وترعاه .
وما تبعات هذا الحسد ؟؟
وبداية تخطيط الإيذاء !! وكيف ؟؟
ثم أتوا بحيلة ليقعنوا أباهم بإرسال أخيهم معهم الذي خاف ولكنهم عقدوا له الأيمان وأتوه المواثيق أن يعودوا به ،وشددوا فقالوا : كيف يأكله الذئب ونحن عشرة فتيان أشداء ( إنا إذاً لخاسرون ) كأنهم قالوا بذلك : لا رجولة فينا لو أكله الذئب
التخطيط للإيذاء بإحكام و إخفاء أبعاد كشف الإيذاء ؟؟كيف ؟؟
ثم جاء إخوة يوسف إلى أبيهم وقت العِشَاء يخفون فيه جريمتهم . يتباكون على أخيهم ،
لكن لكل مدبر للإيذاء نصيب من الفضيحه كيف ؟؟؟
وقد فضح المجرمون أمرهم وهم لا يشعرون ، أولا قالوا : أنت لن تصدقنا حتى لو كنا صادقين !! وثانيها أنهم جاؤوا بقميص أخيهم ملطخ بدماء مصطنعة ليثبتوا أن الذئب أكله

ثلاث مواطن من الغفلة
الأول الحسد والغيرة
الثاني الهم بالإيذاء وشحن القلب وعماة العقل
الثالث التمثيل والدجل
وغاليتي قضية الغيرة تنشأ من عدم القناعه بما بين يديك و الإكتفاء بالمقسوم يلي هذي الصفات الدجل والمرآءاة والتمثيل وغيرها من الأمراض التي نسبح بها في مجتمعاتنا وحري بنا أن نصفي حياتنا وقلوبنا من هذا السيل الجارف
غاليتي تأكدي وثقي تماما بما يلي

*- الرازق فقط هو الله فلا تسألي غيره
1- قول الله (﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون﴾ يونس:31،22
2- وقال تعالى: ﴿يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون﴾فاطر:3
3- قال الله تعالى:﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين﴾ هود:6
4- قيل لأبي حازم: أما ترى قد غلا السعر فقال وما يغمكم من ذلك إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء)

*- ثم تيقن بعد ذلك
أن الله هو من قدّر الأحوال فأمن بهذا الأمر حتى يسلم نظرك على غيرك
1- قال تعالى:﴿والله فضل بعضكم على بعض في الرزق﴾النحل:71
2-وقال تعالى:﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر﴾العنكبوت:62
بسط العليم الحكيم الرزق لبعض العباد وضيقه على بعضهم ليعتبروا بهذا التفاوت في الدنيا تفاوت مابينهم في درجات الآخرة،فكما أن الناس في هذه الدنيا متفاوتون ،فمنهم من يسكن القصور المشيدة العالية،ويركب الراكب الضخمة الغالية،ويتقلب في ماله وبنيه في سرور وحبور،ومنهم من لا مأوى له ولامال ولابنون،ومنهم مابين ذلك على درجات مختلفة ؛فإن التفاوت في درجات الآخرة أعظم وأكبروأجل وأبقى
﴿انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا﴾ الإسراء :21

*- تكفل الله برزقك فلا تقلق
و قال الله تعالى:﴿وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم﴾العنكبوت:60

ورزقك قد كتب وقدر
لقد كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات الأرض ، ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمروبن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء" وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلق الله كل نفس وكتب حياتها ورزقها ومصائبها"
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فرغ إلى ابن آدم من أربع : الخلق والخلق والرزق والأجل" رواه الطبراني في الأوسط
وكتب الله رزق عبده أيضاًوهو في بطن أمه:
عن عبدالله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد

*- والمكتوب ستجده
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى تمرة عائرة فأخذها فناولها سائلا فقال: "أما إنك لو لم تأتها لأتتك" رواه الطبراني بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه والبيهقي
ولهذا قال الشاعر:
لَوْ أَنَّ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ صَمًّا مُلَمْلَمَةً مَلْسٌ نَوَاحِيهَا
رِزْقًا لِعَبْدٍ بَرَاهُ اللَّهُ لَانْفَلَقَــتْ حَتَّى تُؤَدِّي إلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا
أَوْ كَانَ تَحْتَ طِبَاقِ الْأَرْضِ مَطْلَبُهَا لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا
حَتَّى تُؤَدِّي الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهُ إنْ هِيَ أَتَتْهُ وَإِلَّا سَوْفَ يَأْتِيهَا


*- ثم اعلمي
أن كل أحداث هذا الكون بيد الله فمهما بلغت بك الغيرة والحسد فإنه مردود عليك لذلك من الأسلم لك سلامة الصدر ولو أن بما حملتيه في قلبك ووجهتيه بالدعاء لحدثت الإجابة ولا تنسي قول الله ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )
وبعد ذلك ...
وبعد أن يعلم العبد :
- أن الله وحده هو المنفرد برزق عباده.
- وكتبها لهم قبل أن يوجدوا.
- وأن رزق كل عبد واصل إليه لامحالة.
بعد أن يعلم كل هذا ويؤمن به إيماناً راسخاً ،إذا به يعيش في هذه الدنيا مطمئن النفس ،هادىء البال،قرير العين ،السعادة تغمر قلبه،وتسكن في جوانحه.

*- الأضرار التي تنبع من هذه المواطن الثلاث ( الحسد والغيره _ الإيذاء والإنتقام _ التمثيل والدجل )
- الانشغال بما تكفل الله به عما خلق العباد لأجله
- التوكل على غير الله تعالى
-التـواكـل
-التنازل عن المبادىء خوفاً على الرزق
- هموم وقنوط وتسخط
-أكل الحرام
- سؤال الخلق
-ســؤ التـصـرف والخٌلق
-كفران النعم
-اعتقاد أن سعة الرزق دليل على محبة الله للعبد
-سؤال السحرة والمنجمين والكهنة عن المستقبل


الخلاصة :
انظر لواقع بيوتنا وجدال نسائنا ومقارنة امتعتنا على أين ينتهي المطاف
لذلك قال يعقوب لإبنه (إن الشيطان للإنسان عدو مبين )

والمطلوب منك أختي أن تفرفي هذي المواطن في ورقة ثم قومي بالتفتيش في حياتك عن المذكور وتخلصي منه بقناعة
ففي شرح صحيح الإمام مسلم" - رحمه الله -: عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنّعهُ اللهُ بما آتاهُ)).



ريم الشاعر
ريم الشاعر
الدرس الخامس في ظلال كلمة غافلين في سورة يوسف
وصلنا للمقطع 22-55
( وَرَآوَدَتْهُ آلَّتِي هُوَ فِي پَيْتِهَآ عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ آلأَپْوَآپَ وَقَآلَتْ هَيْتَ لَگَ قَآلَ مَعَآذَ آللَّهِ إِنَّهُ رَپِّي أحْسَنَ مَثْوَآيَ إِنَّهُ لآَ يُفْلِحُ آلظَّآلِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ پِهِ وَهَمَّ پِهَآ لَوْلآ أَن رَّأَى پُرْهَآنَ رَپِّهِ گَذَلِگَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ آلسُّوءَ وَآلْفَحْشَآء إِنَّهُ مِنْ عِپَآدِنَآ آلْمُخْلَصِينَ وَآسْتَپَقَآ آلْپَآپَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُپُرٍ وَأَلْفَيَآ سَيِّدَهَآ لَدَى آلْپَآپِ قَآلَتْ مَآ چَزَآء مَنْ أَرَآدَ پِأَهْلِگَ سُوءًآ إِلآَّ أَن يُسْچَنَ أَوْ عَذَآپٌ أَلِيمٌ قَآلَ هِيَ رَآوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَآهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ إِن گَآنَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُپُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ آلْگَآذِپِينَ وَإِنْ گَآنَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُپُرٍ فَگَذَپَتْ وَهُوَ مِن آلصَّآدِقِينَ فَلَمَّآ رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُپُرٍ قَآلَ إِنَّهُ مِن گَيْدِگُنَّ إِنَّ گَيْدَگُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَآ وَآسْتَغْفِرِي لِذَنپِگِ إِنَّگِ گُنتِ مِنَ آلْخَآطِئِينَ وَقَآلَ نِسْوَةٌ فِي آلْمَدِينَةِ آمْرَأَةُ آلْعَزِيزِ تُرَآوِدُ فَتَآهَآ عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَآ حُپًّآ إِنَّآ لَنَرَآهَآ فِي ضَلآلٍ مُّپِينٍ فَلَمَّآ سَمِعَتْ پِمَگْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّگَأً وَآتَتْ گُلَّ وَآحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِگِّينًآ وَقَآلَتِ آخْرُچْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّآ رَأَيْنَهُ أَگْپَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَآشَ لِلَّهِ مَآ هَذَآ پَشَرًآ إِنْ هَذَآ إِلآَّ مَلَگٌ گَرِيم قَآلَتْ فَذَلِگُنَّ آلَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَآوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَآسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ آمُرُهُ لَيُسْچَنَنَّ وَلَيَگُونًآ مِّنَ آلصَّآغِرِينَ )
موطن الغفلة هنا كيد النساء وزينتهن
ولنا في هذا المجال أعظم المواعظ إذا فسدت المرأة فسدت الأمة
جوانب فساد المرأة

* الخلوة
(( ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.))

* الإختلاط
فإذا كان هناك اختلاط، وتكشفّ عورات فالمشكلات حينها تتفجّر في البيوت، والإنسان حريص على أن لا يقع في مشكل، لا أستطيع أن أُفصـّل كثيرًا لكن فهمكم يكفي، ما من مشكلة تسحقُ الأسرة، وتدمّره، لو أنك أرجعتها إلى أسبابها لوجدْتها لعدم تطبيق منهج الله عز وجل.
مرَّةً حدّثتني أخي بتلك القصة ، قال لي: أنا ارتكبتُ خطأً كبيرًا جداً بحقّ زوجتي، زوجتهُ تشتري من بائع، بِشَكل غير مقصود قالَتْ له: راعنا نحن جيرانك، لماذا قلبك قاسٍ علينا ؟ فالله ماذا قال ؟
﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32)﴾
هذا البائع فهِمَ شيئًا آخر ! سألها عن مكان البيت، وبعد قليل طرق الباب فلمّا فتِحَ الباب وضعَ رجله في الباب، الزوجة لم تقْصِد إطلاقًا أن يأتيَها هذا البائع للبيت، ولكن من أجل أنّها ألانتْ له القول، وخضَعَتْ له بالقول فطَمِعَ الذي في قلبه مرض.
هي ترتدي ثيابها الكاملة، اسْتنجدَتْ بأولادها، اذهبوا إلى أبيكم، وقولوا له: في بيتنا رجل، ومحـــلّ زوجها قريب من البيت ذهب أحد أولادها وأخبر أباه، فالزوج أخذه الانفعال فأغلق الباب، وقفله وجاء بالشرطة، وكانتْ الفضيحة، وطلّق امرأته ودمَّر أولاده، كلّ هذا من أجل قولها: لماذا قلبك قاسٍ علينا ؟ راعنا فنحن جيرانك، أرأيتم إلى الجهل ؟
إنسان آخر اكتشف أنّ هناك خيانة في بيته، السّبب هو جاره، كيف عرف جاره زوجته كان جالسًا مع جاره، فقال لها زوجها: تعالي اقْعُدي معنا فهذا مثل أخيك !
ما من مشكلة تدمّر البيت، وتفجع الإنسان إلا بسبب مخالفة لمنهج الله تعالى،
((إياكم والدخول على النساء" قيل: يا رسول اللّه أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت"))
لأنّ هذه إنسانة ممكن أن تتكلّم معها وتتكلم معك، وتبتسم بِوَجهها ويبتسم لك، وتمزح معها وتمزح معك، فهناك إذاً كلام، واختلاط، ثم تكون الكارثة.
أيضًا قضيّة ذهاب المرأة إلى الطبيب، يجب أن تختار طبيباً مسلماً ورِعاً يغضّ بصره، لأنّ هناك أطباء لا يعبئون بهذه القيود، وهناك نساء لا يتستَّرن كما ينبغي أمام الطبيب، فقد صارت خلوة، ولا سيما طبيب الأسنان، بكامل زينتها، والطبيب شابّ وهي شابّة، وهناك قُرب شديد بينهما، فهذا أيضًا أحد أسباب الفساد الذي يُصيب نساء المسلمين.
سَفَرَ المرأة من دون محرم، سواءٌ بالسيارة أو بالطائرة، لأنّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم.))

* الركوب مع رجل غريب
هذه مخالفة كبيرة جدًّا تقع بها نساء المسلمين.
كم جريمة وقعتْ في هذه البلدة بسبب رُكوب امرأة وحدها في وقت غير مناسب مع سائق عمومي، بالسنة الواحدة تقع بضع عشرات الجرائم، سائق معه امرأة شابّة ؛ يمكن أن يسرع، ويضلّلها حتى يبتعد بها إلى مكان معزول، فهذه مشكلة كبيرة جدًّا، فلذلك ركوب المرأة مع السائق الأجنبي، والخلوة معه، وعدم التحجّب عنه، وكأنّه من محارمها، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
(( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها.))

* خلع الثياب في أماكن مع الجهل بالمحيط وصور الشخصية في الجوال ؟؟؟
كم امرأة وقعَت في مَطَبّ كبير، خلعَتْ ثيابها في مكان لا ينبغي لها أن تخلعها فيه، الْتُقِطَت لها صورة، وهُدِّدَت بهذه الصورة، وابتزَّها صاحب الصورة إلى أن وقعَت في حبائله.
والله قصص كثيرة جدًّا انتهَت بالطلاق، أحدهم اشترى آلة تصوير فيديو، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( طوبى لِمَن وسِعَته السنّة، ولم تسْتهوه البدعة.))
طوبى لِمَن وسِعَته السنّة، ولم تسْتهوه البدعة، يبقى المؤمن في راحة، وحرز حريز، وفي حصن حصين، ورافع الرأس دائمًا، عندما يكون مطبِّقًا للسنّة، لا يخشى لومة لائم، لا يوجد من يهدِّده، ولا أحد يبْتزّ منه المال، ولا من يعرض صورته على الملأ.
والله كنت بعُمرة من سنَتَين تقريباً، وجدتُ بالفندق قصة مكتوبة، يقولون فيها: اقرأها وأرجعها غدًا، فلمّا أخذتُها وقرأتها، تأثَّرتُ لها تأثُّرًا بليغاً، فتاة بمصر، من عائلة راقيّة، الأب مدرس والبيت إسلامي، جاءَ اتّصال هاتفي طائش، طبعًا بانزعاج شديد أغلقَتْ سمّاعة الهاتف، أُعيد الاتّصال مرّتين أو ثلاثاً ثمّ جاء شابّ انتظرها أمام البيت، وهي في طريقها إلى المدرسة، أسمعها كلمات حلوة، ويبدو أنّه خبير، وتحمّل صدودًا كثيرة منها، وهو مُصِرّ، إلى أن لانَتْ له، بعد أن لانتْ له اسْتدرجها إلى بيت، وقضى حاجته وصوّرها، فصار يؤجّرها، ثمّ هذه الصُّوَر وصَلت إلى أهلها، هربَتْ من بيت أهلها والنتيجة أنّها في ساعة من ساعات الحقد قتلتهُ وهي الآن في سجن القاهرة، وكتبتْ هذه القصّة التي أساسها نظرة فابتسامة فسلام فموعد ولقاء، كما قال الشاعر.
أنا أتمنّى من الآباء والأمّهات توجيه بناتهنّ، معاذ الله أن تقع هذه المشكلة في بيت مؤمن لكن الوعي ضروري جدًّا، فالإنسان المؤمن يضبط بناته، ويعرّفهنّ بحقائق الرّجال، هناك رجال وُحوش، وذئاب، من كلمة من نظرة يسقط الإنسان، أحيانًا يكون البيت بحاجة إلى ساتر أمام الشّرفة فاجعل هذا الساتر حائلاً ويساعد في ضبط البيت، أنا أتمنّى على كل إنسان الاعتناء عناية بالغة جدًّا ببناته وأولاده، حتى ينام قرير العين.
كثرة الخروج من البيت والذهاب إلى الأسواق أمر لا يليق بالمرأة المسلمة، والله تعالى يقول:
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾

* البصر و إطلاق عنانه
إهمال غضّ البصر كذلك أحد أسباب الفساد، كما أنّ الرجل مأمورٌ بِغَضّ البصر، المرأة كذلك مأمورةٌ بغضّ البصر، قال تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾
ثم إن هذه مسألة جديرة بإثارتها: قد يغيبُ عن أذهان الناس أنّ للمرأة عورةً على المرأة، تتوهّم بعض النِّسْوة الجاهلات أنّ هذه امرأة مثلها. لا، فهناك عورةٌ للمرأة على المرأة، فإذا كان هناك تكشّف فقد ينشأ من هذا التكشّف شذوذ، وهو موجود، وسببه التكشّف بين النساء، فهذه نقطة قد تغيب عن أذهان معظم الأُسَر، وقد تلتقي امرأة مسلمةٍ بامرأة فاسقةٍ فاجرة شاردةٍ عن منهج الله، ماذا تفعل هذه المرأة الفاسقة ؟ تصفها للرجال، وكأنّهم يروْنها، فالمرأة التي تظهر محاسنها أمام امرأة بعيدة عن الدِّين وفاسقة، هذه أيضًا مشكلة.
عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
((لا تُباشِرِ المرأةُ المَرأةَ فَتَصِفُها لزَوْجِها كأنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا)
فهذا أيضًا من مخالفات الشرع،

* الخضوع بالقول، ولينُ الكلام
الخضوع بالقول، ولينُ الكلام مع الرّجال الأجانب وهذا حرامٌ ويكثر هذا عند الكلام بالهاتف، مما يؤدّي إلى مشكلات لا تنتهي، تعلّم الحق والصواب من القرآن، قال تعالى:
﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، نقطة وانتهى الكلام ! كلام لا يحتاج إلى جواب، وكيف أنّ سيّدنا موسى سأل وقال: ما خطبكما ؟ ما قال: هل من مشكلة فأُعينكم فيها؟ ولم يتوسع في الكلام، يجب أن تختار الكلمة الجادّة البليغة الموجزة، إذا خاطبْتَ المرأة الأجنبيّة، وهي بالتالي ينبغي أن تخاطبك خطابًا جادًّا موجزًا، أما الكلام الليّن كما يجري بالدوائر بين الموظّفين والموظّفات، وينتقل الموضوع إلى موضوعات غريبة جدًّا، ثمّ من خلال هذه الأحاديث تفتضح البيوت،

نكمل غدا بإذن الله