"الزر" وثقافة الإستسهال

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




"الزر" وثقافة الإستسهال

للأسف انتشر بين رواد الإنترنت والمسلمين عموما ما أحب أن أسميه بـ "ثقافة الإستسهال"...

بضغطة زر يمكنكَ أن تجني الملايين من الحسنات.

بضغطة زر ستغفر ذنوبك جميعها.

بضغطة زر يمكنكَ أن تنصر نبيك... إلخ.

تقول أم عبد الهادي:

"أعتقد أن سببا كبيرا من أسباب ترويج هذه النوعيات من الرسائل هو أن الناس تشعر انها لا تقدم شيئا لدينها ولا لربها، فعندما تصلها مثل هذه الرسائل تجدها فرصة جيدة وصفقة مربحة، ضغطة زر ويصبح لديك رصيد كذا وكذا من الحسنات )أحيانا يحصونها لك أيضا) وبدون تعب، لا وضوء ولا صلاة ولا صدقة ولا صيام

مجرد ضغطة زر.. وتنافس المجاهدين العالمين العاملين

ثقافة الاستسهال برضه

والتيك أواي"

ما أسهل أن نجنيَ العديد من الحسنات ونحن قابعون في أماكننا خلف الشاشة الحاسوبية، وما أصعب أن ننهض ونسعى ونجتهد!

ما أسهل أن نريح ضمائرنا ونعتقد بأننا قد فعلنا الذي علينا دون أن نتحركَ من مواضعنا!

ما أسهل أن نرسل أرقاما للتبرع لمرضى قد يكونون وهميين، وما أصعب أن نتبرع من أموالنا الخاصة لمن يحتاج بحق!

مشكلة هذه النوعية من الرسائل هي بأنها تٌسكت ما بداخلنا من ضمير يصرخ بأننا مقصرون في حق الله وفي حق ديننا وفي حق أنفسنا... هذه الأصوات التي بداخلنا هي التي قد تجعلنا ننهض، هي التي قد تجعلنا نتحرك... لكن تأتي رسالة تافهة فتسكتُ كلّ شيء وتملء صدورنا بإحساس مزيف من الرضى، احساس يشعرنا بأننا قد فعلنا ما علينا وانتهى.

قم اعمل، واسعى، واجتهد... لا شيء يأتي بـ "زر"... لا شيء يأتي بالسهل... وصدّقني لن ينفعك "الزر" يومَ لا ينفع مال ولا بنون!!




رسائل البريد الإليكتروني رسائل بشرية وليست سماوية


كل من استلم هذه الرسالة في رقبته أمانة أن ينشرها قدر استطاعته و لو لخمسة أشخاص - من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم
أرسلها دون تردد فقد تنفعك بعد مماتك -كنز يعادل حياتك ب100 ألف مرة



استَحَثَّتني أمثالُ تلك العبارتين السابقتين على كتابة هذا الموضوع، وهي مقتبسةٌ من رسائلِ البريدِ الإليكتروني المحتوية على رسائل دينية أو مواعظ أو مُرَغِّباتٍ للعمل الصالح.

ومدار حديثنا ليس على هاتين العبارتين بوجه التحديد، ولكن مدار الحديث يستقصد تلك الرسائل الإليكترونية التي تحوي رسائل الترغيب والترهيب؛ يُرَغِّبون الناس بالجنة لمن أعاد إرسال رسائلهم، وربما يرهبونهم بجهنم وبئس المهاد لمن أهملها!

يا كُتـَّاب أمثال تلك الرسائل: أليس لنا عقول تنظر وتفكر وتمُحِّص في محتوياترسائلكم ؟!

فمن فضلكم، لا تحاولوا تعطيل عقولنا برسائلكم المتناغِمةَ مع عصر السرعة، فعندما تكتبون رسائلكم، فضعوا المضمون بدون رسائل الترغيب والترهيب، وحساب الحسنات والسيئات؛ لإعادة النشر، فرسائلكم رسائل بشرية وليست سماوية، فدعوا الناس ينظرون إليها أولاً، ولهم حرية الاختيار في الإرسال من عدمه.

الجانب الأكثر أهمية في هذا الموضوع؛ هو إعادة إرسال تلك الرسائل، فهناك من يستند على قاعدة إن لم تنفع فلن تضر.

أما أنا فأقول: هذه قاعدة خاطئة، فإن ضررها أكثر من نفعها، ومستندي في ذلك أن تلك الرسائل تُعطل دماغ الإنسان عن التفكير النقدي لمحتوى الرسالة، وتجعله يركز اهتمامه على عبارة الترغيب أو التحذير في نهاية الرسالة؛ والتي تشجعه على إعادة الإرسال؛ بدون تمحيص محتوى وهدف ومصادر تلك الرسالة.

أضف إلى ذلك ما تحتويه بعض هذه الرسائل – كما وصلني بعضها - من أمور مخالفة لديننا الحنيف، من أحاديث مكذوبة، وأدعية لا أصل لها، وربما يكون وراءها من يريد التدليس والابتداع في أمور الدين.




فهلاّ توقف الكُتَّـاب عن تقديس رسائلهم، وهلاّ توقف المستقبلون عن إعادة النشر بدون تمحيص!


بقلم رائد الغامدي




رسائل أكل عليها الدهر وشرب


أحيانا قد يكون مٌحتوى الرسائل الإنترنتية سليما غير أن توقيتها قد فات أوانه!

مثال على ذلك هو قصة فتاة اسمها "أماندا" كانت مريضة بالسرطان... فأرسل صديق للعائلة رسالة يطلب بها من الناس أن يدعوا للفتاة بالشفاء... وشُفيت الفتاة حقا بعام 1998.
لكن المضحك في الأمر أن الرسالة مازالت تدور في عالم الإنترنت ولا ندري فقد يكونٌ هناك شخص ما الآن –وأنا أكتب- يدعو لهذه الفتاة بالشفاء!!

نعم كما لاحظتم هذا عيب رسائل الإنترنت الأزلي:

لا يوجد بها تواريخ وبالتالي لا يدري المرء فقد يكون ينقل خبرا قد أكل عليه الدهر وشرب… فبعد نقرة "زر" واحدة تذهب الرسالة وتنتشر كالوباء ولا يمكن إيقافها أبدا.


أحد الإخوة أخبرني مرّة بأنه وصلته رسالة انتشرت منذ أكثر من سنة وهي تتحدث عن "نيّة جماعة بأن تحرق المصحف السبت المقبل!!".

أيضا، "قصة معجزة انشقاق القمر" التي تحدثت عنها مسبقا مكتوب بها بأن الرجل الذي بالقصة ينوي "خوض الإنتخابات المقبلة"! وأنا أتذكر بأن أول مرّة قرأتٌ فيها هذا الخبر كانت منذ أكثر من 7 سنوات على أقل تقدير!! فأية انتخابات مقبلة هذه التي سيخوضها هذا الرجل؟؟



متأكدة بأن هناكَ أمثلة أخرى كثيرة، فقظ دققوا فيما يصلكم من رسائل فمؤكدا ستجدون أن من بينها من أكل عليها الدهر وشرب
(هذا إن كانت رسائل سليمة المحتوى أصلا)!


الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله لل...


لو أردت أن تحصل على معلومة تاريخية عن أمر ما فإلى أي مرجع تذهب؟؟

تحضر الكتاب الفلاني الذي كتبه الدكتور العلاني

لو أردت أن تعرف أمرا ما فيما يخص صحتك؟؟

تذهب وتسأل الطبيب

ولو أردت أن تعرف أكثر عن النحو والصرف؟؟

تسأل مدرس اللغة العربية

و لكن ماذا لو أردت أن تستزيد في ثقافتك الدينية؟؟


فإلى أي مصدر تذهب ؟؟

الرسائل الإلكترونية و المنتديات ..

هذا هو الجواب !


نعم هذه هي الحقيقة التي أراها أمامي: بأن معظم الناس هذه الأيام يحصلون على معلوماتهم الدينية من الإيمايلات (و المنتديات التي هي ابنة عم الإيميلات)
هل يعقل أن وصل بنا الحد أن نتساهل في أمور ديننا لهذه الدرجة؟؟

ألا نسأل أنفسنا مرة ؟
من كتب هذه الرسائل والمواضيع؟

أهو شيخ أم دكتور أم عالم؟ أم أنه ليس أكثر من شخص عادي مثلك مثله بل ربما تعرف أنت في الدين أكثر منه بل ربما يكون لا يعلم شيئا أصلا !

أوصل بنا الحد إلى أن نتعلم عن ديننا من إيمايلات لا نعرف أكانت صحيحة أم خاطئة؟

أستحلفك بالله أن ترسل لكل من تعرف ..

و ينشرها المسكين طالبا الأجر و هو لا يدري بأنه قد يكون حصل على السيئات لأنه نشر معلومة كاذبة أو إشاعة أو أسوء من هذا كله حديث مكذوب عن الرسول صلى الله عليه و سلم !

هل يكون السبب العجز والكسل في التحري والتثبت والبحث في صحة ما هو مكتوب ((اللهم إني أعوذ بكَ من العجز والكسل))

أم أنه يكون برائة طفولية تــٌحسن الظن بكل ما تقرأ وتعتقد بأن الكذب على دين الله أمر كبير لا يمكن أن يتجرء على فعله أحد ..

أم تراه يكون تساهلا في قضايا ديننا؟؟

في الحقيقة يا إخوتي سنحاسب يوم القيامة على عجزنا أو برائتنا الطفولية أو تساهلنا..

"أنا أثق في صديقي الذي أرسل لي الإيمايل"
وكأني أسمعك تقول هذه الكلمات أخي القاريء..

لكن هل تثق في الشخص الذي أرسل الرسالة لصديقك؟؟

وهل تثق في الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله لصديقك؟؟

و هل تثق في الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي……………… أرسله لصديقك…… ؟؟

هل تثق في كل هؤلاء؟؟ هل تثق في هذه السلسلة الطويلة من البشر؟؟ ثم هل تعرفهم أصلا؟؟

لسبب أو لآخر ذكرتني هذه السلسلة بسند* الأحاديث النبوية.. وكيف قام علماؤنا بما يٌسمى "علم الرجال" فكانوا يتأكدون من سند الحديث ومن كل رجل رواه أيكون عدلا ضابطا... إلخ فيجب أن يتصف راوي الحديث بصفات معينة قبل أن تُقبل روايته!

يعني سبحان الله كله من ديننا! ثقافة التثبت التي نتحدث عنها ليست بأمر جديد اخترعناه!

فانتبهوا !

عندما تصلكَ رسالة فإن كنت غير متأكد من صحتها أماماكَ الخيارات التالية:

1) تبحث في صحتها فإن وجدتها صحيحة أرسلتها مطمئن القلب وإن لم تجدها صحيحة حذفتها مباشرة

2) لم تستطع البحث في صحتها لأي سبب من الأسباب فعليك حذفها مباشرة وعدم ارسالها مهما كانت تلك الرسالة لأن مصداقيتها غير معروفة!!


ولا تعتقد بأن تثبتك وبحثك تضييع وقت بل أنتَ تقوم بواجب ديني تؤجر عليه!




*السند هو سلسلة الرجال الذين رووا الحديث (روى فلان عن فلان عن فلان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال...)






م.ن
3
349

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

راقية الفكر
راقية الفكر
لااله الاالله
الامان بالله
الامان بالله
وزيدي عليها الي يرسلون لك ويقولون الله لايحللك اذا وقفت الرساله عندك وانواع الدعاوي والرساله بالاصل غير مفهومه او بدون تفاصيل
راقية الفكر
راقية الفكر
بارك الله فيك