koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

استبقوا الخيرات وابتعدوا عن التلفزيون .. رمضان شهر العبادة وجمع شمل الأسرة

الأسرة والمجتمع

سباق كبير بين قنوات التلفزيون الأرضي والقنوات الفضائية كلٌ يحاول الانفراد والتميز؛ والنتيجة في النهاية تفكيك شمل الأسرة في رمضان والتهام وقت العبادة؛ لتبقى الأم تتحصر على ضياع الشهر الكريم .

وتصور الدكتورة "مديحة خطاب" عميدة كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، الذكريات الماضية لرمضان منذ سنوات طويلة بأنها المشاعر الحقيقية للمودة والرحمة‏,‏ فلا عائق يمنع الزيارات ولا خطوات تسابق وقع العصر خلف الماديات فالأطفال يسعدهم امتلاك فانوس له شمعة مصنوع بأيد مصرية لا صينية‏..‏ فالكبار تجمعهم مائدة تجمع الجد والجدة وتنتهي بالأحفاد في ترابط أسري يتعلم منه الصغار معني العائلة‏،‏ لكن مع تغير الدنيا والسرعة وافتقادنا لطباعنا الجميلة نشعر بأن علينا إضافة الواقعية لحاضرنا‏,‏

وحتى لا تذبل المشاعر الإنسانية نعمل علي إحيائها في رمضان‏,‏ فأحرص علي اللقاء بأسرتي علي مائدة الأفطار وهو مالا يمكن تحقيقه طوال العام والالتقاء بالأقارب والأصدقاء لتقوية صلات الود والتراحم‏,‏ والملاحظ أن الخير يتدفق نهره في هذا الشهر الكريم من خلال التبرعات للمرضي والمسنين‏,‏ مما يؤكد أنه مهما اختلف الزمان فالأصالة موجودة والنفوس الكريمة بما تحمله من نفحات وروحانيات لا يغيرها الزمن‏.‏

و تؤكد الدكتورة "فوزية عبد الستار" أستاذة القانون الجنائي‏ - حسبما ورد بصحيفة الأهرام - أن هذا العصر فرض التفكك الأسري على جميع العائلات وإذا كان لدي البعض صعوبة في الزيارات بحجة المواصلات المرورية والانشغال بالأعمال تجدهم يستعينون في الشهر الكريم بالصلات الصناعية كالتليفون والنت غير مدركين ما هو الأثر من تبادل الحب والاتصال الروحي من جمع الأقارب والأهل علي مائدة الإفطار التي كنا نحرص عليها زمان ويشدد عليها كبار العائلة لتصفية النفوس وإشاعة الحب والترابط‏..‏ حقيقة أن الماضي بحياته البسيطة البدائية النقية الصافية لن يعود لكن تبقي سمات دائمة لرمضان فالشعائر الدينية مازالت تحرص عليها معظم الأسر كتلاوة القرآن وصلاة التراويح‏.

وترى الدكتورة "سعدية بهادر" عميدة معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس سابقا وأستاذة علم نفس الطفل من أجمل ذكريات الماضي لرمضان، أن الاستعداد لرمضان يكون بجلسة عائلية قبله بيومين يتم فيها ترتيب توزيع الشهر علي أفراد الأسرة والأصدقاء الذين يتم تصفية أي خلاف بينهم قبل بداية رمضان‏.‏ ‏وتسترجع الزمن الجميل بجمع الأقارب علي المائدة ثم جلسة دينية تمتد حتى صلاة التراويح التي يستعان فيها برجل دين يضيف المعلومة ويشرح ويفسر ما يصعب علي الموجودين فهمه وتستمر هذه الجلسات الدينية حتى نهاية الشهر وختم القرآن الكريم جماعة‏
وتستكمل الدكتورة سعدية ذكرياتها قائلة : وكنا برغم ذلك نحرص كشباب وقتها علي الذهاب للجامعة والانتظام‏,‏ وهو عكس ما يحدث الآن من البعض الذين يقضون رمضان نوما أو أمام التليفزيون غير مدركين بركات الشهر الفضيل.‏

وتضيف : برغم سفري لبلاد العالم إلا أن المبادئ والأصول التي تربيت عليها من جدتي وأمي أتبعتها في أي رمضان قضيته بالخارج‏..‏ والحرص علي جمع شمل الأسرة ضروري لأن الأحفاد يلتقطون الصور والحركات والشخصيات فتحفر داخلهم ولا يمحوها الزمن مهما حدث‏,‏ وحين يصلون لمرحلة الشباب يفعلون ما تعودوا عليه ورأوه من خلال علاقات الوالدين بعائلتهم فيعرفون مفاهيم الخير والرحمة والتكافل الاجتماعي والترابط والروحانيات‏..‏ وصغار الأمس هم رجال اليوم الذين يساعدون الناس ويأخذون بيد الضعيف ويكرمون المساكين‏,‏ ولا عجب أن تتعود الفتاة معني الود والرحمة منذ صغرها لأنها زوجة وأم الغد وعلاقاتها الحميمة مع أهل زوجها تضمن لها رضاء الله وسعادتها لذلك يجب ألا يمر رمضان إلا والكبار قدوة صالحة للأبناء أفعالا وسلوكا وبرا وتقوي ورحمة وعطفا من أجل مجتمع متصالح مع نفسه هادئ مطمئن‏.‏

وبرغم مرور سنوات مليئة الأحداث إلا أن ما يحفر في ذاكرة الدكتورة عائشة راتب وزيرة الشئون الاجتماعية السابقة وأول سفيرة مصرية ليالي رمضان التي تعتبرها زادا لكل إنسان بما فيها من رقي المشاعر وصدق النيات وحسن الطباع‏،‏ وزيارة العائلات واجتماعها المستمر حول الأفكار المفيدة والمساعي من أجل الخير وتصالح المتخاصمين والبحث عن سبل لمساعدة الآخرين في صورة رائعة للتعاطف‏. لم يكن يشغل جيلنا الجلوس أمام التليفزيون ساعات طويلة بل كان صيامنا فيه تذوق لحلاوة آيات القرآن وأحيانا قراءة كتاب علي موسيقي خفيفة‏..‏

وتستعيد الدكتورة عائشة عبارة سمعتها في ألمانيا من مسئول ألماني‏:‏ التليفزيون الألماني كسر لدينا الروابط العائلية وهذا يجعلها تطالب بألا يقضي الناس حياتهم الرمضانية أمام شاشات القنوات المختلفة التي تشتت الأسرة ففي كل حجرة فرد من أفراد الأسرة يشاهد مسلسلا معينا فانعدمت الصلات الأسرية وانتهي الحوار وزادت المشكلات وضعف لدي البعض الاهتمام بالروحانيات أمام التليفزيونات‏..‏ لذلك تدعو إلي أن تكون اجازة موظفي الحكومة خلال رمضان بدلا من نوم الطلاب والموظفين وإرتباك المرور وتحميل الدولة بأعباء عدم عمل الناس بحجة رمضان‏.‏

علما بأن الدين الإسلامي يقدر العمل وإتقانه والإخلاص له في رمضان وغيره‏..‏ ومعظم ما اتسم به الشهر الكريم زمان لم يعد له وجود الآن لظروف اجتماعية واقتصادية‏,‏ ولكن الثابت ولا يعلوه الصدأ هو المشاعر الدينية وصلاة التراويح التي يتمسك بها الصائمون.
0
412

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️