المقارنة في العلاقة الزوجية
عبدالرحمن القرعاوي
تقول له: أختي سافر بها زوجها إلى المكان الفلاني واستمتعوا في رحلتهم، ويقول لها: فلانة تجيد اختيار ملابس أطفالها، فيتضايق كل منهما، لأنه يعتقد هذا مقارنة، بينما المتحدث منهما يقسم الأيمان أنه قال ذلك من باب الإخبار، ولا يقصد المقارنة.
إنّ حرص كل منكما على أن يكون هو، وهو فقط من يتملك قلب الآخر، ويملأ عينه، جعله حساسا تجاه أي حديث لصاحبه عن أحد بني جنسه، لذا عليكما مراعاة ذلك في حديثكما، وتفهمه إن تحدث أزواجكم.
حينما تقارنها بأخواتك أو زوجات إخوانك، فأنت تدفعها لمقاطعتهن، وتزرع في قلبها كرههن، وحينما تقارنيه بإخوانك أو أزواج أخواتك، فأنت تبغضينهم إليه، وتجعلين زيارتك لأهلك أمرا غير محبب بالنسبة له، فيختلق المبررات لتأجيل الزيارات وترشيدها.
ولئن قيل «أنت تشتم المرأة إذا مدحت امرأة أخرى أمامها»، فإني أضيف «والرجل كذلك».
أيها الزوج، إن المرأة لا يروق لها أن يمدح زوجها امرأة أخرى أمامها، فضلا عن أن يتحدث عن الزواج بأخرى، هذا الحديث يؤذيها ولا ينفعك.
وأنت إياك أن تمدحي أمامه رجلا آخر، خاصة حينما يكون الحديث عن زوجك الأول -إن كان-.
إن ما تسمعونه في مجالسكم من ثناء أحد الزوجين على زوجه، ليس بالضرورة أن يكون صحيحا، وعلى فرض صحته، فهو جزء من الحقيقة، وليس كلها، هو الوجه المشرق لهذه العلاقة، التي لا تخلو بطبيعتها من منغصات، ومكدرات، فليس ما ذكر هو كل الحياة بينهما، فلا يزهدنكم هذا الثناء بأزواجكم.
هل تصدقون أن هناك من يبادلكم نفس المقارنة، فيقارن الجميل من حياتكم، بالنقص في حياتهم.
وليحذر أولئك الذين (يكثرون) من مدح أزواجهم في المجالس من أن ذلك ربما أعان الشيطان على أحد الحاضرين أو الحاضرات فاستشرفت نفسه للوصول إلى زوجك أو زوجتك بأي طريقة، ولقد وقفت على قصص مؤلمة من هذا النوع.
المقارنة تفسد الاستمتاع بالموجود.
المقارنة، واعتقاد المقارنة من معكرات صفو العلاقة الزوجية.
المقارنة تورث الغيرة لا الاقتداء، وتدعو للتنافر لا التنافس، هل تصدق أن بعض الأمهات تكره ابنتها من كثرة ثناء والدها عليها ومقارنتها بها، في طبخها أو خدمتها أو أخلاقها، وكذا الأزواج مع أبنائهم. ومما يخفف حساسية الزوجين تجاه موضوع المقارنات اعتيادهما على تبادل عبارات الثناء والشكر والامتنان.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
راقية الفكر @raky_alfkr_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
راقية الفكر
•
لااله الاالله
الصفحة الأخيرة