قصتي مع السكري والوقايه منه

الملتقى العام

" قصتي مع السكري "

د. صالح بن سعد الانصاري



أنا من عائلة "حلوة" لها تاريخ عريق مع داء السكري. وبعدما أكملت الدكتوراه من جامعة الملك فيصل في الدمام وعدت للمدينة المنورة، فوجئت بمشكلة إدرار بولي وتبول ليلي، فجاءتني كل الهلوسات المتعلقة بمضاعفات السكري، ذلك البعبع الذي يخيف من لا يعرفه جيدا، فكيف بطبيب يعرف ويرى آثاره في مهنته؟ قلقت كثيرا وشاورت أكثر، وقمت بفحص تحدي الجلوكوز (gtt) فجاء مطمئنا والحمد لله. إلا أن المشكلة استمرت حوالي شهر، كانت من أصعب ما مر علي في حياتي.

كنت وقتها في ال 33 من العمر، ومشرفا على برنامج للدراسات العليا لطب الأسرة في المدينة المنورة، فتأثرت كثيرا، وآلمني أن أستقبل الحياة بعد الدكتوراه بهذا المرض الذي لا يفارق الناس مدى الحياة. وشاورت د. زهير قزاز، وكان عائدا بالدكتوراه من بريطانيا متخصصاً فقط في السكري، فقال: حالتك تسمى "ما قبل السكري" وقد يهاجمك السكري خلال 6 أشهر أو سنين بالكثير، فكرهت أن أتقبل هذا السيناريو، وكررت الفحوص عدة مرات فكانت سليمة، مع استمرار كثرة التبول. قرأت كثيرا وبعمق أكبر في حالة "ما قبل السكري"، واطلعت كثيرا، باحثا عن إجابة السؤال، هل سيصيبني السكري؟ بل أيقنت من قراءاتي أني مصاب لا محالة.


شاورت زميلي في البرنامج، الأستاذ الأمريكي المسلم د. يوسف بار، وهو رجل نشط جدا كان يمارس الجري والمشي، بل لا ينقطع طويلا عن هواية صعود الجبال، وكان يصعد من حين لآخر قمة جبل أحد بالمدينة المنورة. وجاء الحل الذي كنت أبحث عنه عندما سألني: ماذا يخيفك من السكري؟ قلت: المضاعفات لو تأكد التشخيص (لا قدر الله) قال: تستطيع أن تقي نفسك من المضاعفات من الآن، ودون أن تحتاج لتأكيد التشخيص، وتستطيع أن تتحكم في المضاعفات بالعمل على حماية الأعضاء التي تخاف تلفها؛ القلب، الكليتين، العينين، الأعصاب، إلخ.... بل تستطيع أن تقي نفسك من معظم عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض المزمنة الأخرى من خلال إجراءين، التخلص من الكيلوات الزائدة، والانتظام في النشاط البدني.


كانت لدي آنذاك خبرة محدودة في المشي سبقت هذه القصة بخمس سنوات حين كنت أشارك د. زهير السباعي حفظه الله في المشي في الخبر وفي سفراتنا، وتعلمت منه حب المشي، إلا أن خبرتي تلك كانت غير ناضجة لكنها كانت كافية للبناء عليها، خصوصا وخلفي هذا "البعبع" الحلو والذي يطارد كل من تجاوز الثلاثين أو الأربعين من العمر في مجتمعاتنا الخليجية والسعودية.


انتهت الأعراض تلقائيا بحمد الله بعد شهر من الكرب والمعاناة النفسية، لكنها كانت حافزا لا يضاهيه حافز للانتظام في المشي. كنت ولا زلت أكرر الفحوص منذ ذاك كل 6 أشهر - سنة وكانت سليمة جدا ولله الحمد.


كان ذلك "البعبع" قد لحق بالوالد والوالدة رحمهما الله وأخ أصغر مني وأختي الكبرى وتوفاهما الله بأمراض القلب والدماغ، رحمهم الله جميعا. كما لحق المرض الشرير بكل إخوتي وأخواتي الأصغر والأكبر مني، ولا زال ممسكا بتلابيبهم، أسأل الله لهم العافية.


كتبت قصتي هذه بتفاصيلها، مع قصص اخرى عن محبي المشي من كبار الشخصيات في كتابي "صحتك في المشي" أقول لأحبابي عوامل الإصابة بالمرض موجودة لدى معظمنا وفي يدنا سلاحان المشي ومراقبة الوزن.
حفظ الله الجميع، ومتعنا وإياكم جميعا بالصحة والعافية

د. صالح بن سعد الانصاري

أستاذ مساعد في طب الاسرة والمجتمع

المشرف العام على مركز تعزيز الصحة
25
15K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورررده
ورررده


،

امووت برياضة المشي

لكني ما امشي :/

مو كسل

لكن الجو مايساعد..حر

اصدع بسرعة من الحر...واذا صدعت الاخلاق تقفل

شريت سير كهربائي..مانتظمت عليه..يقيد بالحركة..

مافي مثل المشي الحر..ينزل الوزن بشكل ملحوظ


لكن لاجارات يمشون معك..ولا زوج يطيعك تمشين بلحالك

وياقلب لا تحزن

:/

الحقيقه الساطعه
مرحبا بوردتنا ,فعلا كأنك تتكلمين عن نفس حالتي أحب المشي لكن ماأرتاح بالسير وجونا بالرياض جدا حار ومايساعد على المشي ,وعندنا أماكن مخصصه للمشي لكن صعبه أمشي لوحدي .
مالنا إلا نرجع للسير لو كان ممل ومتعب ,والله يعطيك العافيه على ذكر تجربتك.
بنت المؤمنين
بنت المؤمنين
على الطاري
قبل شوية جيت من الدكتورة وسكري منخفض مرة رغم اني فاطرة ،،
وشككتني اختي تقول مو زين الانخفاض يجيب السكر
وطمنتني صديقة لي

عاد الله يهدي هدوء
يوم قالت لي يمكن يجيك السكر وانا ما اشوف الاغباش قدام وجهي ،،

الله يعافي الجميع يارب
الحقيقه الساطعه
العزه وإياك وإن شاء الله بشتري كتاب الدكتور عن قريب ومشكوره على المشاركه.
الحقيقه الساطعه
ههههه وسوست فيك أختك يابنت المؤمنين ,الانخفاض يصيب الجسم من الإرهاق والتعب لكن مع الراحه وشرب السوائل إن شاء الله يزول ,وماقدامك إلا العافيه.