ملف متجدد / أحدث البرامج والمحاضرات على قناة المجد الفضائية

ملتقى الإيمان

اسم البرنامج : نسائم الإيمان

تاريخ بث البرنامج : 14/6/2004

مقدم البرنامج : الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني

موضوع الحلقة : الرجوع إلى الله (1)

nasaem@almajdtv.com بريد البرنامج :







بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين و أشهد أن سيدنا و نبينا محمد عبده و رسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين صلى الله على نبينا محمد كلما صدح الحمام و قوظت من منا الخيام وعلى آله و الأصحاب ما لمع سراب وهمع سحاب و قرأ كتاب أما بعد أيها الأخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته وبركاته و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم ممن إذا أوعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا أذنب استغفر فإن هذه الثلاث عنوان السعادة و مفتاحها أسأل الله عز و جل بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم من أهل السعادة و أن يجعل الإيمان ممتلئا في قلوبنا و أن يسعد أرواحنا و أرواحكم و أرواح جميع المسلمين بطاعته عز و جل و أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا و نور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا انه عز وجل جواد كريم أيها الإخوة والأخوات لعل من أعظم الأشياء التي نذكرها دائما من أقوال العابد الزاهد إبراهيم ابن أدهم رحمه الله هذا الأمام كان له مواقف جميلة مواقف تشرق لها القلوب وتسعد لها الأرواح والأفئدة مواقف رجل عاش في الأيمان واستظل بطاعة الكريم الرحمن عز وجل حياته كلها ذكر لله صمته فكر ورجاء فيما عند الله عز وجل فسبحان الله تجدون بعض العلماء من كثرة ما يداومون على قراءة القرآن ومن كثرة ما يطيعون الواحد الديان عز وجل تجد أن الله سبحانه وتعالى يشرح صدورهم وينير قلوبهم فينطقون بكلمات الصدق والإحسان ويظهرون معنى قول الله عز وجل (لا يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا) نحن كبشر كلنا مذنبون وعصاه ومقصرون لا يوجد رجل على وجه الأرض يدعي الكمال فإذا ادعى رجل أنه كامل فهذا دليل على النقص لأن الكمال لله سبحانه وتعالى وما دام أن الإنسان في هذه الحياة فلا بد أن يقع منه المعصية وأن يقع منه الزلل وأن يقع منه الخطأ وأن يقع منه السهو ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم( كل ابن أدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) وفي الحديث الأخر( كلنا ذو خطأ) إذاً نحن الأساس والأصل في ابن ادم أنه يخطئ وأنه يذنب وأنه يحتاج إلى أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى هذه القواعد لا بد أن تتقرر في أذهاننا جميعا بعض الناس تأتيهم تقول لها قد أسرف على نفسه بالذنوب وأكثر من المعاصي وفرط في جنب الله عز وجل فتقول يا أخي هلم إلى الطاعة أ قبل إلى الاستقامة أقبل على سعادة القلب أقبل على راحة الفؤاد أقبل على ما يسعد ك في الدنيا والآخرة اقبل على السعادة الحقة التي يشرق بها قلبك وتسعد بها فؤادك ماذا يقول يقول يا أخي أنا أخطأت كلنا نخطأ وكلنا نذنب ولهذا لما نزل قول الله عز وجل(( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرا يرى )) رأيتم الخطورة مثقال ذرة ليست ذنوب ومعاصي كبيرة(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يرى )) يعني الإنسان قد يقع يفعل معصية صغيرة فيجدها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم نحن الأن نستمع إلى هذه الآية نمر عليها مرور الكرام ولا نبالي ولا يتأثر البعض لكن هذه الآية لما نزلت على قلوب الصحابة رضي الله عنهم عرفوا أ ن هذه الدار دار ماذا دار عمل ليست دار مقر وأن الأخرة عند الله عز وجل يوم يجتمع الخلائق عند ذلك يحاسب الله سبحانه وتعالى ابن أدم الصحابة كانوا يخافون من ذلك اليوم وكانوا يعدون له العدة ففزعت قلوبهم وارتجفت أفئدتهم وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا إلى معلم الإنسانية ذهبوا إلى هادي البرية ذهبوا إلى الذي شرح الله به الصدور و أنار به الفلوب وقالوا يا رسول الله وأينا لا يعمل شراً من ذاالرجل الذي لا يخطئ من منا لا يقصر من منا لا يقع في السهو ولا في الخطأ فماذا قال صلى الله عليه وسلم أراد أن يهون على تلك القلوب الخائفة أراد أن يسعد تلك القلوب التي خافت من الله وما خافت من أحد إلا من الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم وهو يبين هذا الأمر قال عليه الصلاة والسلام إن الرجل ما يصيبه فإنه يعتبر كفارة له حينما أتى إليه أبو بكر قال يا رسول الله أينا لا يخطئ قال يا أبا بكر ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك ألأواه يعني المصائب قال بلى قال فذلك ما تجزون به هذه تكفر هذه ففرح أبو بكر رضي لببه عنه بهذه البشارة العظيمة



إذاً نحن بحاجة إلى أن يستقرفي أذهاننا تماما أننا سنخطئ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم قال لولا لم تذنبوا تأملوا في رحمة ربكم تأملوا في رحمة مولاكم تأملوا في رحمة خالقكم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم لولا هذه الأحاديث التي تبعث في قلب الإنسان الرجاء لخشي الإنسان والله من هول يوم القيامة نحن أصحاب ذنوب وأصحاب معاصي لكن بإذن الله رحمة الله عز وجل تدركنا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل احد منكم الجنة بعمله )) بعملك لا تظن انك ستدخل

الجنة ولهذا لما أتى ذاك الرجل من بني إسرائيل عمل أربعين سنة طاعة وعبادة لا معصية لا فجور أربعين سنة وهو مطيع لله سبحانه وتعالى فأتى فقال الله عز وجل اسألوا عبدي حينما مات يدخل الجنة بعمله أم برحمتي فالرجل فكر أربعين سنة ما عصيت الله أربعين سنة ما أذنبت إذاً ادخل الجنة بعملي فقال الله في قيسوا ما بين عمله وما بين نعمة واحدة وهي نعمة البصر فقاسوها فلم يجدوها تساوي شيئا فقال يا رب أدخل الجنة برحمتك إذاً نحن والحمد لله نحتاج لكن نحتاج أيضا الإنسان ما يغلف جانب الرجاء ويهمل جانب الخوف نبه عبادي إني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم فيحتاج الإنسان أن يعيش حياة التوازن حتى يصل إلى ما يريد قال صلى الله عليه وسلم(( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)) الصحابة قالوا إذا كان أحد سيدخل الجنة بعمله( من تتوقعون شخص مُعين سيدخل الجنة بعمله) قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم, قال (إن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا) محمد صلى الله عليه وسلم خير الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين الشافع المشفع يوم القيامة أول من يفتح أبواب الجنة وأول من يسجد تحت ظل عرش الرحمن عز وجل يأتي صلى الله عليه وسلم قالوا ولا أنت يا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم كان يا أخوة من كثرة عبادته و من كثرة خشوعه و خضوعه هو الذي علمنا العبادة كان يقوم في الليل حتى تتفطر قدامه تتشق تقول عائشة يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر معنى كلامها إن هذه عبادة رجل عصى الله عبادة إنسان يريد أن يكفر عن ذنوب ومعاصي أنت ليست لك ذنوب و لا معاصي قال صلى الله عليه وسلم قال(انظر إلى المنزلة العظيمة) يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا ) بعض الناس تقول يا أخي اتقي الله يقول يا أخي نحن متقين لله لا نحن نريدك أن تصل إلى مرتبة أعلى وأعظم انظر النبي صلى الله عليه وسلم تجاوز مرتبة أنه يكفر انتقل إلى مرتبة أنه يشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه بأنه يعبد الله عزوجل نعود إلى الحديث مرة أخرى قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته فأسأل الله أن يتغمدنا برحمته إذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم بكثرة عبادته وخشوعه وخضوعه لن يدخل الجنة بعمله وإنما يدخلها برحمته فأسأل الله أن تدركنا رحمة الله عز وجل.أتى رجل إلى الإمام إبراهيم ابن ادهم هذا الرجل كثير الذنوب وكثير المعاصي كلما قرر أن يتوب وأن يعود إلى الله عز وجل وإذا بالشيطان يقوده مرة أخرى وإذا بنفسه الأمارة بالسوء تقوده مرة أخرى وإذا بقرناء السوء يقدونه مرة أخرى رأيتم أعداء الإنسان لذلك يأتون في رمضان يقولون أن النبي في رمضان يقول تسلسل الشياطين وتصفد ومع ذلك يفعل الإنسان المعصية قال العلماء الإنسان لا يوسوس له الشيطان فقط الشيطان يدعوه إلى المعصية أليس كذلك النفس الأمارة بالسوء تدعوه إلى المعصية الشئ الثالث قرناء السوء تجد الإنسان مثلا يترك التدخين ويعترف ويقول هذا حرام ومضر بالصحة فيترك التدخين فيجلس مع أصحابه فيقولون له تفضل خليك راجل فيعود مرة أخرى ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من قرناء السوء فنحن ألان إمام ثلاثة أعداء لا بد أن يحذر منها الإنسان الرجل كلما أراد أن يتوب دعته نفسه إلى المعصية فذهب إلى إبراهيم ابن ادهم اسمعوا إلى العالم يعني سبحان الله ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا العالم الذين اهتدو والذين اهتدوا زادهم هدىً واتاهم تقواهم حينما تتعلم العلم الشرعي وحينما تجعل مع هذا العلم كثرة عبادة وخشوع وخضوع كلما يزداد علمك سبحان الله وكلما تزداد نورا وبصيرة على العلم الذي أعطاك الله عز وجل قال يا إمام إنني رجل كثير الذنوب والمعاصي أريد أن أتوب إلى الله أريد أن أقلع عن الذنوب أريد أن أتوب إلى علام الغيوب أسعفني بشيء انجدني بشي أتوب به إلى الله عز وجل قال له هذا العالم سأصف لك خمسة أشياء احفظوها إذا استطعت أن تنفذها فعلم أن معصيتك لله لا تضر ك تريد أن تعصي الله وتكون مطمئن الضمير قال نعم قال سأدلك على خمسة أشياء افعلها ولن يحاسبك الله عز وجل قال إلي بهم قال الأولى إذا أردت أن تعصي الله عز و جل فلا تأكل من رزق الله ماذا يعمل إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه الأكل الذي تأكله الشراب الذي تشربه من الذي ساقه إليك الله من الذي أنعم به عليك إنه الله سبحانه وتعالى إذاً إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه وإلا فيكف الآن الإنسان هل الإنسان يدخل الآن إلى بيت ملك من الملوك أو زعيم من الزعماء يأكل من أكله و يشرب من شرابه ومع ذلك يعصيه يستطيع؟ لا يستطيع ولله عز وجل المثل الأعلى تأكل من رزق الله و تشرب مما أعطاك الله ومع ذلك تعصي الله قال يا إمام و كيف لا آكل من رزق الله قال الإمام تريد أن تأكل من رزق الله و تعصي الله عز و جل قال الأخرى قال إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في شيء من بلاده هذه الأرض من الذي منَّ الله عز وجل بها علينا الله سبحانه و تعالى قال تريد أن تعصي الله فلا تعصي الله في هذا المكان قال وأين أذهب قال تسكن بلاده وتريد أن تعصيه قال الثالثة إذا أردت أن تعصي الله عز وجل وهي الأهم فاذهب إلى مكان لا يراك الله عز وجل فيه أين يذهب مهما اختفى الإنسان الله سبحانه وتعالى يرى دبيب النملة السوداء على الصفات الصماء في الليلة الظلماء لا يخفى عليه شيء خافية في الأرض ولا في السماء إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوته ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ما مضى ولا أنما ما يخفى عليه يغيب لهون لعمر الله حتى تتابعت علينا ذنوب بعدهن ذنوب فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توبتنا فنتوب إذاً الله سبحانه وتعالى يطلع على الإنسان بعض الناس إذا أراد أن يعصي الله عز وجل يتحين الليل وفي الظلام ثم بعد ذلك يغلق الأبواب ويرخي الستور يريد أن يعصي علام الغيوب الله عز وجل في هذه اللحظة إذا أراد أن يفعل فليتذكر أن الله يرى وليتذكر أن الله مطلع عليه فإذا استحى من الناس فليستحي من رب الناس الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ليس كمثله شئ وهو السميع البصير قال يا إمام أنت تقول إذا أردت أن تعصي الله فاعصي الله في مكان لا يراك الله فيه أين اذهب قال تريد أن تعصي الله وهو يراك قال الرابعة إذا أتاك ملك الموت فقل له انتظر قليلا أريد أن أتوب ثم بعد ذلك اقبض روحي قال أنى لي ذلك قال لا اتزكر ولان كل نفس ذائقة الموت إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون إذا حل أجلك لابد أن تموت إذا أتت منيتك لا بد أن تذهب فلذلك قال يا إمام وأنى لي ذلك قال أنت لا تعلم متى تموت ولا تعلم في أي ساعة تموت ألم يمت شباب كانوا بيننا يجلسون كان شباب في صحته و عافيته و مع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى فإن ملك الموت يستل روحه لاعب كرة قدم رأيناه قبل أشهر يلعب في الملعب و يذهب و يأتي في لحظة حل به الموت فسقط على الأرض لا يعلم الإنسان متى يموت و إلا فإن المسلم لو يعلم أن موته مثلاً الساعة العاشرة مساءً أين تجده العاشرة مساءً تجده ساجد لله تجده خاضع لله لأنه يعلم أن الله عز و جل لا يبعث ابن أدم على ما مات عليه إذا كان الإنسان يريد أن يقابل الله فسيقابله و هو ساجد لأنه أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد إذاً الإنسان لا يدري متى يموت قد يموت وهو ساجد قد يموت و هو خاضع قد يموت و هو خاشع قد يموت و هو يغني قد يموت و هو في ارتكاب فاحشة الزنا قد يموت و هو يشرب الخمر قد يموت في بأشياء كثيرة إذاً فليتخيل كل واحد منا الموتة التي يريد أن يقابل بها الله عز وجل والله عيب يا أخوة أن يقابل أحدنا ربه عز وجل و هو يغني أو يقابل الله سبحانه وتعلى و هو يشرب الخمر أو يقابل الله عز وجل وهو يأكل الربا أو يقابل الله سبحانه و تعالى و هو يفعل الفاحشة إذا كان الإنسان يستحي من الناس فلا يستحي من رب الناس عز و جل قال الخامسة إذا قبضت الملائكة موتك و أتت و الزبانية يأخذوك إلى النار فقل لهم لن أذهب معكم ولكن سأذهب إلى الجنة قال يا إمام لا أستطيع على هذا قال سبحان الله أنظر إلى رحمة العالِم يعني الدعاة و العلماء لا بد أن تكون في قلوبهم رحمة حتى يهتدي الناس قال سبحان الله تأكل من رزقه و تسكن أرضه و هو يطلع عليك ولا تستطيع أن ترد ملك الموت ولا تستطيع أن تمنع الزبانية و تريد أن تعصي الله عز وجل قال يا إمام جزآك الله خير والله أنني أعلنها توبةً إلى الله عز و جل و أعلنها رجوعاً إلى الله سبحانه و تعالى رأيتم هذا العالم ما أتى قال لا لا بد أن تترك المعصية أخذ معه و أعطى وبين له عظمة المولى سبحانه و تعالى فكفت نفسه عن المعصية و انزجر قلبه عن معصية الله سبحانه و تعالى فإذا به أحد التائبين الذين يقبلون على الله سبحانه و تعالى و يتوبون إلى الله سبحانه و تعالى و يعودون إلى الله عز وجل يا أخوة نحن نتعامل مع الكريم نتعامل مع الرحيم نتعامل مع المولى سبحانه و تعالى مهما أذنب الإنسان ومهما قصر فليعلم أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء الله عز وجل حينما نادى عباده بالتوبة و ماذا قال( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) يعني تأمل يعني لم يعصوا بل أسرفوا على أنفسهم عصوا وعصوا حتى تتابعت عليهم الذنوب هو لا يخاطب العصاةة فقط الذين يتوبون و إنما الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعصية انظر إلى الخِطاب قل يا عبادي ما أحلاه من خِطاب أجمل شيء في هذه الحياة وأحسن مرتبة ينالها المسلم أن يكون عبداً لله ومما زادني شرفاً و تيهة وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك ياعبادي و أن صيرت أحمد لي نبيا ولهذا بقول الله عز وجل يخاطب نبيه صلى الله عليه و سلم يقول (الحمد لله الذي أنزل على عبده )الكتاب و في الحديث( أفلا أكون عبداً شكورا) أعظم منزلة ينالها المسلم أن يكون عبداً لله عز وجل و مع هذا يأتي الله سبحانه و تعالى يخاطب المقصرين و الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والذنوب فيقول سبحانه و تعالى( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) عصيت الله فاعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ولهذا يقول صلى الله عليه و سلم( إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) و في الحديث الأخر يقول صلى الله عليه و سلم( إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر) ما لم تصل الروح إلى الحلقوم فإن الله يقبل التوبة و الإنسان في مهلة وفي ساعة من أمره يستطيع أن يقبل و أن ينوب و يتوب إلى الله سبحانه و تعالى يا أخوة تأملوا هذا الحديث بعض الناس يتوب إلى الله عز وجل ثم بعد ذلك يقع في المعصية مرة أخرى يريد أن يتوب يقول يا أخي كل شوي أتوب و أعصي و أستمر في المعصية من الذي يزين له هذا الشيطان استمعوا إلى هذا الحديث حديث من معلم الإنسانية حديث من هادي البرية حديث من نبي التوبة ألا تعلمون أن من أسماء النبي أنا أحمد و الماحي و الحاشر و نبي الرحمة و نبي التوبة ونبي الملحمة فمن أسمائه صلى الله عليه وسلم أن نبي التوبة يقول صلى الله عليه و سلم في حديث عقبة ابن عامر( أتى إليه رجل فقال يا رسول الله أرأيت أحدنا يذنب واحد منا يقع في المعصية فقال النبي صلى الله عليه وسلم تكتب عليه قال أرأيت إن تاب قال يستغفر الله قال أرأيت إن وقع في المعصية مرة ثانية قال يكتب عليه قال أريت إن تاب قال يغفر الله له أرأيت إن وقع في المعصية ثالثة قال يكتب عليه أرأيت إن تاب قال الله يغفر له إن الله لا يمل حتى تملون) ما الذي يمنعنا أن نقبل على الله ما الذي يمنعنا أن نتوب إلى الله سبحانه و تعالى نحن ما مدى عظمة الله عز وجل في قلوبنا ما مدى محبتنا لخالقنا سبحانه و تعالى كل إنسان يقول شيء لا يوصف و شيء لا نستطيع أن نصفه أعظم محبة في قلوبنا هي لمن هي لله سبحانه و تعالى طيب تأملوا في هذا الحديث يقول صلى الله عليه و سلم ( لـ الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم) الله سبحانه وتعالى أفرح بتوبة عبده من أحدكم ما صفات هذا الرجل رجل معه راحلته عليها متاعه وعليها زاده يسير تعب من السير فأوى تحت ظل شجرة فنام فلما استيقظ وجد أن الراحلة قد ذهبت كيف تتوقعون شعور هذا الرجل إحباط يأس هم غم ينتظر الموت و هو في الصحراء لا يرى شيئاً ولا يجد أحداً ومع هذا ذهب يبحث عن راحلته فلما عيا و تعب استظل تحت شجرة فلما فتح بصره و إذا بالراحلة عليها متاعه وعليها طعامه عند رأسه فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي و أنا ربك أخطأ من شدة الفرح كيف تتخيلون فرحة هذا الرجل فرحة غريق أنقذ من الموت فرحة إنسان في الصحراء لا يرى أحداً و فجأة و إذا بالحياة تقف أمامه مرة أخرى و مع هذا فإن الله عز وجل أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته الله عز و جل يا أخوة غني عنا الله سبحانه و تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائع لكن هذا لأنه غفور رحيم يقول النبي صلى الله عليه و سلم لله عز وجل مئة رحمة مئة رحمة لله سبحانه و تعالى أمسك تسعة و تسعين رحمة ونشر بين الخلائق رحمة واحدة هذه الرحمة هي التي ترحم بها الأم أبنائها و هذه الرحمة هي التي ترحم بها رجل إذا رأيته ميتا هذه الرحمة ترحم بها رجلً إذا رأيته فقيرا هذه الرحمة التي في قلوبنا جميعا هي رحمة واحدة و أمسك الله عز وجل تسعة و تسعين رحمة أفلا يدعونا هذا إلى التوبة ألا يدعونا هذا إلى الإنابة ألا يدعونا هذا إلى أن نترك الماضي و نقبل إلى الله سبحانه وتعالى ألا يدعونا هذا إلى أن نجدد حياتنا إلى أن تقبل إلى طاعة ربنا عز وجل كم بقا هنا في هذه الحياة سنة سنتين ثلاث عشر ستين ثم ماذا بعد ذلك أعمار أمتي مابين الستين و السبعين وقليل منهم من بتجاوز ذلك فالنقبل على الله لنتوب إلى الله لنجدد علاقتنا بالله مضى الزمان وولى العمر في لعب يكفيك ما قد مضى قد كان ما كان فالنقبل على الله و لنسعد أرواحنا بطاعة الله ولنسعد قلوبنا بما يحبه الله و يرضاه فإن هذا من علامة محبة الله سبحانه و تعالى لعبده فلنفرح بالتوبة و لنسعد بها و لنرجع و لنتوب إلى الله سبحانه و تعالى فإن الله عز وجل لا يقبل توبة عبده ما لم يغرغر وما لم تبلغ الحلقوم و لنتذكر دائماً شعار كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون أسأل الله عز وجل بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم من أهل التوبة اسأل الله سبحانه و تعالى بمنه و كرمه أن يسعد أرواحنا و صدورنا و قلوبنا بطاعته وأن يديم ألسنتنا بذكره وأن يجعل قلوبنا عامرة بحبه و بحب رسوله صلى الله عليه و سلم أسأل الله سبحانه و تعالى بمنه و كرمه أن يرزقنا قلوب تقية وأنسلًد نقية و أسأله عز وجل أن يرزقنا علماً نافعاً و عمل صالحاً ودعاء مستجاب ورزقاً طيباً متقبلا اللهم إنا نسألك قلوب خاشعة و السن ذاكرة و أعين دامعة نسألك عيش السعداء نسألك ردة الأتقياء نسألك ميتة الشهداء نسألك يا ربنا النصر على الأعداء سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين إلى لقاء قادم إنشاء الله والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته...
0
394

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️