koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

الأبناء هم الضحية غالباً .. مباراة غير متكافئة بين حزم الآباء و تدليل الأجداد

الأمومة والطفل

تربية الأبناء تحتاج استراتيجية خاصة،فهي الشغل الشاغل للآباء والأمهات حيث لا يستطيع كلاً منهم السيطرة على المتغيرات المحيطة بأطفالهم والتي تؤثر علي تربية الطفل وسلوكه خارج البيت وداخله!! وقد يستعجب البعض كيف يتغير الطفل وهو داخل المنزل؟
لا شك المقصود هنا هم الأجداد اللذين يعتبرون الأحفاد هم امتداد طبيعي لهم ،وينتظرونهم بفارغ الصبر ليمنحوهم الحب والرعاية والحنان والتدليل والمعرفة.

والأطفال كذلك يشعرون بهذا الحب والحنان المختلف عن حب وتوجيه الآباء،حيث يسعدون بقصصهم التراثية وحكاياتهم،في مقابل شدة وعنف الآباء الذين يعانون من الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية، بعكس الأجداد الذين زالت عنهم هذه الضغوط،ولذا فهم يتصرفون بهدوء وروية أكثر من الآباء، وقد يصل هذا الهدوء إلى حد التدليل الزائد وعدم مصارحة الأبوين بما يفعل الأحفاد من أخطاء، كما أن الأجداد يشعرون بسعادة وجود الأطفال معهم، لأنهم يقتلون عزلتهم ويشعرونهم بأهميتهم، ولكن بعض الآباء والأمهات يرفضون هذا الدور من الأجداد والجدات لأن في كثير من الأحيان يفسد الأجداد الأحفاد بتدخلهم السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم، كما أن ابناء يميلون بشدة نحو الجد والجدة .

والسر في ذلك هو أن كلاً من الأب والأم يختلط لعبه مع الابن برغبة في التوجيه،وإن الجد أو الجدة يملكان الرغبة في النزول إلى مستوى الطفل والحديث معه عما يسعده، ويمكنهما إقناعه بأن يأكل أو أن يرتدي الحذاء ،أو الابتعاد عن مصادر الخطر، كأزرار الكهرباء أو موقد النار أو أماكن حفظ الأدوية،لكن الآباء والأمهات ينتابهم عدم الصبر وضيق الوقت، فتنطلق الأوامر المختلطة بالتهديد للأبناء.

أما الأجداد يتعاملون مع الحفيد على أساس أنه صاحب الحق في الحياة، وأن طلباته مجابة ما دامت معقولة، ولكن تعتبر هذه مباراة غير متكافئة الطابع يمكن أن تتدخل في العلاقة بين الابن وجده وجدته كطرف، وبين الابن وأمه وأبيه كطرف آخر.

إن الجد والجدة قد يوحيان للوالدين برسالة غاية في الخطورة وهي "إنك يا ابني الذي أنجبت حفيداً لنا لست جديراً بأن تكون أباً، أو إنك يا ابنتي لست جديرة بأن تكون أماً".
إن الجد أو الجدة قد يعرفان حقائق عن الأطفال أكثر من الآباء والأمهات، لكن ليعلم الجد أو الجدة أن الطفل كائن غاية في الذكاء وهو يستطيع أن (يلعب) على تضارب السلطات جيداً، ولذلك فمن المهم عدم ممارسة سوء الاستغلال العاطفي،من المهم أن يعرف الجد والجدة أن مصدر السلطات بالنسبة للطفل هو أبوه وأمه،وقد قوم الجد أو الجدة بتوجيه التعليمات المتناقضة مع تعليمات الأم، وهنا يمكن أن يسبب الجد مشاكل لا داعي لها لابنه والد الطفل مع زوجته التي هي أم الطفل.

ويجب علي الأجداد أن يعلموا إن مصدر السلطات في حياة الطفل هو أمه وأبوه ولا داعي لإهداء كمية من التوتر للأسر الشابة،فيكفي ما عند الأسر الشابة من مشاكل في هذا الزمان المعقد.
أما الآباء والأمهات، وهم يرون الجدات والأجداد يستمتعون باللعب مع الأبناء ذاتهم،وينسوا أن معنى الوقت يختلف عند الأجداد عن معناه عند الآباء.

إن الطفل الصغير يحب الجد أو الجدة لأن له، معهما، مساحة من الحرية أكبر، ولأنه يستطيع أن يطلب بعض الممنوعات فتتم الاستجابة له. ولكن الطفل قد يرتبك عندما يتلقى الأمر الصادر عن الأب أو الأم بعصبية أو فتور أو استهجان،إنه يقع في دائرة التخيل فيظن أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن أباه وأمه قررا أن يتخليا عنه.
وهذا الارتباك قد يؤدي إلى عدم تنفيذ الأمر الصادر عن الأب أو الأم ولذلك نطلب من الآباء والأمهات أن يزرعوا الثقة النفسية في الأبناء،إن الأوامر يجب أن تكون حازمة وأن تتضمن اللهجة أيضاً قدرة الأب والأم على مساعدة الطفل، ،وفي عدم القيام بما نطلب منه من أعمال،علينا أن ننفذ عقاب الطفل إن أساء الأدب أو السلوك، لكن بشرط ألا يحمل العقاب صفة الانتقام.

ويعرف الآباء والأمهات أن الطفل الأول كائن يتمتع بمقدرة رهيبة على استكشاف آفاق الرضا والغضب عند الأب والأم، تماماً كحرصه على البحث في كل زاوية من أثاث البيت وفي دواليب الملابس، وكيفية تشغيل الغسالة الكهربائية وكيفية إضاءة الكهرباء،إنه كائن يتدخل في كل شيء ولا يترك شيئاً في مكانه.
ويمرّ العام الأول والثاني من حياة الطفل الأول كمرحلة مزعجة وممتعة من فرط عجز الأب والأم والتفاهم مع كتلة الإحساس والمشاعر والحركة التي غيّرت وجه حياتهما معاً.
إنهما عامان يعطيان كلاً من الأب والأم شهادة أن كلاً منهما جدير بمكانة الأب ومكانة الأم.
و يقول الأستاذ الدكتور محمد رفقي عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الكويت"إن بعض الآباء والأمهات يرفضون منح سلطاتهم ومسؤولياتهم لأحد مهما كان، ولكن من الممكن في حالة السماح النفسي الاستفادة من الأجداد لتحقيق بعض الأغراض، فمن منظرو الجد أنه ربى ابنه حتى رضي عن نفسه وفجأة وجده يستقل بذاته، وبالتالي فإنه يجد متعته في تربية أبناء الأبناء في الغالب، ويكون غير واثق من قيام ابنه أو زوجته بهذه المهمة، ويصعب عليه أيضًا أن يكون ذا سلطة في موقعه وينتهي به الأمر أن يفقد هذه السلطة فجأة، وهذا المحور النفسي هو القضية الأساسية لدى المسنين، فإذا كان التقاعد الوظيفي مدعاة للاضطرابات النفسية فإن التقاعد الأسري يؤدي إلى النتيجة نفسها تقريبًا".
ويذكر الدكتور عبد اللطيف خليفة عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس ـ جامعة الكويت "إن الاختلاف بين الآباء والأجداد حول تربية الأحفاد أمر ليس له حل نهائي، ولكن من الممكن التفاهم حوله، وأن يكون هذا التفاهم بعيدًا عن الأحفاد،ويجب معرفة أن دور الأجداد هو الرعاية النفسية والمشورة والتدليل المقنن، أما دور الآباء فهو التربية المتمثلة في الآتي .
1 ـ أن تدرك الزوجة أن زوجها الذي اختارته من بين كل الرجال قد ربته هذه الأسرة التي ترفض نصيحتها في تربية أبنائها وكذا الزوج.
2 ـ معالجة الأمور مع الأبناء سواء بالثواب أو العقاب بعيدًا عن الأجداد.
3 ـ إدراك أن ما يقوم به الأجداد مع الأبناء من تدليل يرجع إلى حبهم لهم كما يقول المثل الشعبي (أعز الولد ،ولد الولد).
4 ـ قرب الأحفاد من الأجداد أمر طبيعي ومن المفروض ألا يغضب الأبناء.
5 ـ في حال حدوث تعارض بين الأبناء والأجداد حول تربية الأحفاد لا يجوز أن يكون النقاش أمام الأبناء، ويجب أن يتم التفاهم مع الأجداد بالحسنى وأن ذلك في مصلحة الأحفاد والاتفاق على صيغة ثابتة حتى لا يتشتت الأحفاد.
6 ـ لابد أن تحاول الأم الاستفادة من الجدة أو الجد الموجود في البيت في رعاية الأطفال، لأنهما أكثر حرصًا عليهم من الخدم، وسوف يتعلمون منهم أصول دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم الحسن على العكس من تركهم للخدم.
1
655

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ميرلاند
ميرلاند
موضوعك جدا مفيد الله يعطيك العافيه