مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
الوصيـــــــــــة الثــــــــــــــانية :
لا تدع الخوف يفكر لك أو يشر عليك .. وطهر منه إرادتك وعـــــش قويا



لا أعرف عدوا للإنسان ، خرج عليه من غابات الزمن وملأ حياته بالشقوة والألم مثل الخوف .

ولسوف يحدثونا عن مزايا الخوف باعتباره المهماز الذي دفع عجلة التقدم الانساني ..



فخوف البشرية من المرض ، شحذا اهتمامها بالصحة وخوفها من الجهل ، حفزها إلى الاهتمام بالعلم


بيد أن هذه الأمثال لن تخدعنا عن حقيقة الخوف ، ولن نكون من السذاجة بحيث نرضى عنه أو نتخذ منه صديقا ..!


فهذا النوع من الخوف خوف الجهل والمرض والحرب ليس هو الخوف الذي نفرد للحديث عنه ..


فالمخاوف الماحقة هي تلك التي تنتاب الأفراد ، تلك التي يحملون وحدهم لأواها ومفازعها ، وتجعل منهم مأساة محزنة .!


صحيح أن في طبيعتها الإنسانية قدرا من الحاجة إلى الخوف نحاذر به الأخطار ونتقيها ، ونتوخى به سلامة خطانا وأمن


مصيرنا .


بيد أن هذه الحاجة يجب أن تلبى بحكمة ، فماتحتاجه نفسك من الحذر يجب أن لا يجاوز حده وعليك أن تفرق دائما بين


الحذر النافع الذي تقتضيه غرائزنا السوية والخوف المقلق الذي تفرزه الأوهام وتعقيدات العيش..


فحـــــرر نفسك من الخوف وكـــن قويا ..


ومهما تكن ظروفك ومقدرتك ؛ فإن في مكنتك أن تتفوق على كل عوامل الخوف


في استطاعتك أن تكون قيصرا من غير طغيان قيصر . وأن تكون هرقل من غير غروره ..!!


في استطاعتك أن تواجه الأمواج مبسوط الراعين وأن تبتسم للهول نفسه ، فإذا هـــــو هبــــاء !!


إن طبيعتك مزودة بقدر كافي من الطمأنينه والثقة فإذا تركته للبوار فإنك بهذا تبدد رصيدا ثمينا ..


ولـــــكن ..ماذا .. ولماذا نخاف ؟؟


إنك شاب يافع تحمل داخل إهابك نفسا أنت راض ، وبها واثق ..


فعلاقاتك بالناس والبيئة هي مركز الحساسية في طمأنينتك أو فزعك .. في سلامتك أوخذلانك ..


إن أعظــم ما يوفر لك الأمن والطمأنينة ، أن يربطك بالآخرين علاقات سديدة مستقيمة ..


كل فزع يغشانا ، يبدأ انطلاقه من هنا – من الخلل الذي يصيب علاقاتنا بغيرنا ..


ومن النس من يتمادى في الإخلال بعلاقاته الاجتماعية والإنسانية وهو بهذا يتلف جميع الخيوط التي تصله بالناس وتحمل


إليه ثقتهم ووحدبهم . وفجأة تحتوشه الوحدة والفزع ويقول : إني خائف !


أجل –أنت خائف – لا لأن الناس يخوفونك . ولا لأن المجتمع يفزعك .. بل لأنك أقصيت عن نفسك كل أسباب الأمن


والسكينة


فاجعل علاقاتك دائما في أحســن تقويم ..


واعلم أن كل عدوان تأتيه ، فإنما هو هاتف ينادي إليك الخوف والفزع .


فطهر نفسك من كل انتواء رديء وطعم روحك بنوايا الخير والقصد والحق . تجد الشجاعة والثقة تقف دائما إلى نجدتك ..!!


ما أصدق الحكمة التي قالها " كونفشيوس":


حياتي هي صلاتي ، والذي يعيش عيشة صالحة لا يخاف شيئا على الاطلاق ..!!


صحيح أن ثمة ناسا كثيرين يسيرون على هذا الصراط ثم لايسلمون من آفات الحياة ..!!
أجل .. ولكن آفات الحياة هذه ، لن تقدر أبدا على اخافتهم وتفزيعهم .. إنها لن تزيد عن كونها مضايقات ..


لقد وضعت هذه المضايقات في طريق جميع الذين اصطفتهم للقيادة والعظمة .. فلا تضق بها أبدا ..



إذا صححت علاقاتك بما حولك ، فالمخاوف كلها أمان ..

لكن، هل سينهي ذلك مخاوفك ..؟؟


أجل .. سينهي مخاوفك من الناس ..


ولكن ستبدأ مخاوف أخرى ..


الخوف من الغيب ..!


خوفك من المستقبل المحجوب ..


خوفك من الله ..


خوفك من الموت ..


ولا سبيل للتحرر من هذا الخوف إلا بنفس الوسيلة السالفة .. تصحيح علاقاتك واضاءتها بنور الفهم والخير ..


لقد صار الناس يتسلون بأصوات الرعد والبرق .. وبمنظر الشهب التي تخترم الفضاء بعد أن كانوا قديما يهلعون منها ويفزعون
فلماذا ..؟؟


لأنهم كانوا يجهلون حقيقتها وكانت علاقتهم بها وبالكون كله تستمد من هذا الجهل سلوكها فيربطونها بغضب الآلهةفلما


فهموا وعرفوا واستقامت علاقاتهم بها على جادة المعرفة والفهم ذهب الخوف منها إلى منفاه البعيد ..


صحح علاقتك بالغيب ..فإنك لن تفزع منه أبدا ..


- وصحح علاقتك بالمستقبل .. بأن تعمل له في سداد ..


إن المستقبل ليس غريبا عنك ,, إنه امتداد لحاضرك فاذا وفرت لعملك اليوم أقصى أسباب السلامة والإجادة ؛ فإن عملك


غدا سيكون سليما جدا ..


فدع التوقع للحوادث إنه للحي من قبل الممات ممات


وصحح علاقتك بالله بأن تحاول الاقتراب من فهم الله


فإذا خوفنا الله ولوح لنا بالعقاب فليس معناه أنه المنتقم ثم لا شيء


كلا ,, إنه الرحمن الرحيم , السلام , الغفور ، الودود ..


فأقم علاقتك به سبحانه على الحب والرجا والهدى ..!


فما الموت إلا انتقال إلى أفضل وأهنأ ..


ليس في الموت سوى ألم الفراق .. فليأخذ مكانه بين مضايقات الحياة .. ولتنح عن نفسك كل خوف من الموت والرحيل ..


والآن دعني أحدثك عن خوف آخر ، معوق ووبيل .. ذلك هو : الخوف من المسؤولية ..


وهنا أقدم إليك هذه الحكمة الجليلة ..



" افـــــعل ما تتهيبـــــه ، فإذا مـــــــوت الخوف محـــــــــقق "