حبه بندول
حبه بندول
جزاكم الله خيررررر
هجوره45
هجوره45
أفضل شئ كتاب الدعاء للقحطاني أدعيته ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي أحرى بالاجابة
&& عنود &&
&& عنود &&
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخياتي الأدعية التي أوردت ذكرها ستجدنها في( كتاب الأدعية من الكتاب والسنة) ل ( سعيد بن وهف القحطاني) وسأضع هنا نص الكتاب ورابطه

----------------------------------------------------------------

الدعاء
من
الكتاب والسنة
تأليف
الفقير إلى الله تعالى
د / سعيد بن علي بن وهف القحطاني



بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فهذا مختصر من كتابي "الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة" اختصرت فيه قسم الدعاء؛ ليسهل الانتفاع به، وزدت عليه أدعية وفوائد نافعة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
المؤلف
حرر في شعبان 1408 هـ


{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .
ومن هذه الأسماء ما يأتي:
الله – الأول – الآخر – الظاهر – الباطن – العلي – الأعلى – المتعال – العظيم – المجيد – الكبير – السميع – البصير – العليم – الخبير – الحميد – العزيز – القدير – القادر – المقتدر – القوي – المتين – الغني – الحكيم – الحليم – العفو – الغفور – الغفار – التواب – الرقيب – الشهيد – الحفيظ – اللطيف – القريب – المجيب – الودود – الشاكر – الشكور – السيد – الصمد – القاهر – القهار – الجبار – الحسيب – الهادي – الحكم – القدوس – السلام – البر – الوهاب – الرحمن – الرحيم – الكريم – الأكرم – الرءوف – الفتاح – الرزاق – الرازق – الحي – القيوم – الرب – الملك – المليك – الواحد – الأحد – المتكبر – الخالق – الخلاق – البارئ – المصور – المؤمن – المهيمن – المحيط – المقيت – الوكيل – الكافي – الواسع – الحق – الجميل – الرفيق – الحيي – الستير – الإله – القابض – الباسط – المعطي – المقدم – المؤخر – المبين – المنان – الولي – المولى – النصير – الشافي - مالك الملك - جامع الناس - نور السماوات والأرض - والجلال والإكرام - بديع السماوات والأرض(1).

فضل الدعاء
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة قال ربكم: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}" ، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً"،(2) وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذاً نكثر. قال: "الله أكثر".(3)

من آداب الدعاء وأسباب الإجابة(4)
1- الإخلاص لله.
2- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
4- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
5- حضور القلب في الدعاء.
6- الدعاء في الرخاء والشدة.
7- لا يسأل إلا الله وحده.
8- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
9- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.
10- الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
11- عدم تكلف السجع في الدعاء.
12- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
13- رد المظالم مع التوبة.
14- الدعاء ثلاثاً.
15- استقبال القبلة.
16- رفع الأيدي في الدعاء.
17- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
18- أن لا يعتدي في الدعاء.
19- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعاء لغيره.(5)
20- أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجل صالح حي حاضر له.
21- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
22- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
23- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
24- الابتعاد عن جميع المعاصي.

أوقات وأحوال وأماكن يستجاب فيها الدعاء:(6)
1- ليلة القدر .
2- جوف الليل الآخر.
3- ودبر الصلوات المكتوبات. 4- بين الأذان والإقامة.
5- ساعة من كل ليلة.
6- عند النداء للصلوات المكتوبة.
7- عند نزول الغيث.
8- عند زحف الصفوف في سبيل الله.
9- ساعة من يوم الجمعة.
وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة.
10- عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
11- في السجود.
12- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور في ذلك.
13- إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا.
14- عند الدعاء بـ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
15- دعاء الناس عقب وفاة الميت.
16- الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.
17- عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.(7)
18- دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
19- دعاء يوم عرفة في عرفة.
20- الدعاء في شهر رمضان.
21- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
22- عند الدعاء في المصيبة بـ "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها".
23- الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
24- دعاء المظلوم على من ظلمه.
25- دعاء الوالد لولده وعلى ولده .
26- دعاء المسافر. 27- دعاء الصائم حتى يفطر.
28- دعاء الصائم عند فطره.
29- دعاء المضطر.
30- دعاء الإمام العادل.
31- دعاء الولد البار بوالديه.
32- الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك.
33- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.
34- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.
35- الدعاء داخل الكعبة ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.
36- الدعاء على الصفا.
37- الدعاء على المروة.
38- الدعاء عند المشعر الحرام.
والمؤمن يدعو ربه دائماً أينما كان {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ولكن هذه الأوقات والأحوال، والأماكن تخص بمزيد عناية.

الدعاء من الكتاب والسنة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
1- {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
2- {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} .
3- {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .
4- {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
{وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} .
5- {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} .
6- {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} .
7- {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ، وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ، وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} .
8- {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} .
9- {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} .
10- {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
11- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} .
12- {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} .
13- {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} .
14- {لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} .
15- {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي} .
16- {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} .
17- {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} .
18- {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} .
19- {ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} .
20- {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} .
21- {رَبِّ زِدْنِي عِلْمَاً} .
22- {رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} .
23- {رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} .
24- {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .
25- {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} .
26- {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} .
27- {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} .
28- {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ، رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} .
29- {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} .
30- {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} .
31- {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} .
32- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .
33- {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} .
34- {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
35- {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .
36- {رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} .
37- {رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} .
38- {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} .
39- {رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} .
40- {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} .
41- {حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} .
42- {عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ} .
43- {رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} .
44- "اللهم رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" البخاري 7/163، ومسلم 4/2070 .
45- "اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم" البخاري 7/161، ومسلم 4/2078 .
46- "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات" البخاري 7/95 ، ومسلم 4/2079 .
47- "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء" البخاري 7/155 ، ومسلم 4/2080 ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
48- "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر" أخرجه مسلم 4/2087. 49- "اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى" أخرجه مسلم 4/2087.
50- "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". أخرجه مسلم 4/2088.
51- "اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد" أخرجه مسلم 4/2090 .
52- "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك" أخرجه مسلم 4/2097 .
53- "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل" مسلم 4/2085 .
54- "اللهم أكثر مالي، وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني" يدل عليه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس "اللهم أكثر ماله، وولده وبارك له فيما أعطيته" البخاري 7/154 ، ومسلم 4/1928. " واغفر لي" البخاري في الأدب المفرد برقم 653، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 2241، وفي صحيح الأدب المفرد ص244، وما بين المعكوفين يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل: من خير الناس؟ فقال: "من طال عمره وحسن عمله" الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2/271 وقد سألت سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن الدعاء به وهل هو سنة؟ فقال: (نعم).
55- "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم" البخاري 7/154، ومسلم 4/2092.
56- "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" أبو داود 4/324، وأحمد 5/42 وحسنه الألباني وغيره.
57- "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" الترمذي 5/295 والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/505 وانظر صحيح الترمذي 3/168 ولفظه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".
58- "اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي" أحمد 1/391، 452 والحاكم 1/509 وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، وصححه الألباني. انظر تخريج الكلم الطيب ص73.
59- "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" مسلم 4/2045.
60- "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" الترمذي 5/238 وأحمد 4/182 والحاكم 1/525 و528 وصححه ووافقه الذهبي، وانظر صحيح الجامع 6،309 وصحيح الترمذي 3/171. وقد قالت أم سلمة رضي الله عنها "كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم".
61- "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" الترمذي 5/534 وغيره ولفظه "سلو الله العافية في الدنيا والآخرة" وفي لفظ: "سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية" انظر صحيح الترمذي 3/180 و3/185 و3/170 له شواهد انظرها في مسند الإمام أحمد بترتيب أحمد شاكر 1/156 - 157 .
62- "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة" أحمد 4/181 والطبراني في الكبير، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/178 رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات.
63- "رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك رهاباً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي" أبو داود 2/83 والترمذي 5/554 وابن ماجه 2/1259 والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/519 وانظر صحيح الترمذي 3/178 وأحمد 1/127.
64- "اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله" الترمذي 5/537 وابن ماجه 2/1264 بمعناه.
65- "اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي" أبو داود 2/92والترمذي 5/523، والنسائي 8/271 وغيرهم. وانظر صحيح الترمذي 3/166 وصحيح النسائي 3/1108.
66- "اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام" أبو داود 2/93 والنسائي 8/271 وأحمد 3/12 وانظر صحيح النسائي 3/116 وصحيح الترمذي 3/184 .
67- "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء" الترمذي 5/575 وابن حبان، والحاكم، والطبراني، وانظر صحيح الترمذي 3/184 .
68- "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" الترمذي 5/534 تحقيق إبراهيم عطوه، مطبعة مصطفى الباني، وانظر صحيح الترمذي 3/170.
69- "اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك" أخرجه أحمد بلفظه 5/243 والترمذي بنحوه 5/369 والحاكم 1/521 وحسنه الترمذي وقال سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - فقال: هذا حديث حسن صحيح. وفي آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "إنها حق فادرسوها وتعلموها".
70- "اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر عبدك ونبيك. اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً" ابن ماجه 2/1264 وأحمد 6/134 ولفظ الزيادة الثانية له، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/521 ولفظ الزيادة الأولى له، وانظر صحيح ابن ماجه 2/327.
71- "اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً. اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك" الحاكم 1/525 وصححه ووافقه الذهبي، وانظر صحيح الجامع 2/398 والأحاديث الصحيحة 4/54 برقم 1540 .
72- "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا" الترمذي 5/528 والحاكم 1/258 وصححه ووافقه الذهبي، وابن السني برقم 446 وانظر صحيح الترمذي 3/168 وصحيح الجامع 1/400.
73- "اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر" البخاري مع الفتح 11/181.
74- "اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي" البخاري مع الفتح 11/196 .
75- "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت. فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" البخاري 1/302، ومسلم 4/2078.
76- "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون" البخاري 7/167، ومسلم 4/2086.
77- "اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار" الحاكم 1/525 وصححه ووافقه الذهبي، وانظر الأذكار للنووي ص340 فقد حسنه المحقق عبد القادر الأرنؤوط.
78- "اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني، وانقطاع عمري" الحاكم 1/ الحاكم 1/542 وانظر صحيح الجامع 1/396 والأحاديث الصحيحة رقم 1539.
79- "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي" أحمد 4/63 و5/375 وانظر صحيح الجامع 1/399.
80- "اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت" أخرجه الطبراني. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/159: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد وهو ثقة وانظر صحيح الجامع 1/404.
81- "اللهم إني أعوذ بك من التردي، والهدم، والغرق، والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً" أخرجه النسائي، وأبو داود 2/92 وانظر صحيح النسائي 3/1123.
82- "اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة" أبو داود 2/91، والنسائي 8/263، وابن ماجه وانظر صحيح النسائي 3/1112.
83- "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، والقسوة، والغفلة، والعيلة، والذلة، والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر، والكفر، والفسوق، والشقاق، والنفاق، والسمعة، والرياء، وأعوذ بك من الصمم، والبكم، والجنون، والجذام، والبرص، وسيئ الأسقام" الحاكم، والبيهقي، وانظر صحيح الجامع1/406 وإرواء الغليل برقم 852.
84- "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم" النسائي وأبو داود 2/91 وانظر صحيح النسائي 3/1111 وصحيح الجامع 1/407.
85- "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة؛ فإن جار البادية يتحول" الحاكم 1/532 وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه النسائي 8/274 وانظر صحيح الجامع 1/408 وصحيح النسائي 3/1118.
86- "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع. أعوذ بك من هؤلاء الأربع" الترمذي 5/519 وأبو داود 2/92 وانظر صحيح الجامع 10/410 وصحيح النسائي 3/1113.
87- "اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة" أخرجه الطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/144: ورجال رجال الصحيح. . وانظر صحيح الجامع 1/411.
88- "اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار" (ثلاث مرات) الترمذي 4/700 وابن ماجه 1453 والنسائي وانظر صحيح الترمذي 2/319 وصحيح النسائي 3/1121 ولفظه "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار".
89- "اللهم فقهني في الدين" يدل عليه رواية البخاري ومسلم في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما، انظر البخاري مع الفتح 1/44 ومسلم 4/1797.
90- "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم" رواه أحمد 4/403 وغيره وانظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني 1/19.
91- "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً" أخرجه ابن ماجه 1/92 وانظر صحيح ابن ماجه 1/47 .
92- "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً" أخرجه ابن ماجه 1/298 وانظر صحيح ابن ماجه 1/152 .
93- "اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم" النسائي بلفظه 3/52 وأحمد 4/338 وانظر صحيح النسائي 1/279 .
94- "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك " أبو داود 2/80 وابن ماجه 2/1268 والنسائي 3/52 والترمذي 5/550 وانظر صحيح النسائي 1/279.
95- "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد" أبو داود 2/79 والترمذي 5/515 وابن ماجه 2/1267 وأحمد 5/360 وانظر صحيح سنن الترمذي 3/163.
96- "رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور" أبو داود، والترمذي واللفظ له، والنسائي، وابن ماجه 2/1353 وانظر صحيح ابن ماجه 2/321 وصحيح الترمذي 3/153.
97- "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين" النسائي 3/54،55 وأحمد 4/364 وإسناده جيد، وانظر: صحيح النسائي 1/280 و1/281.
98- "اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب" أخرجه الترمذي 5/523 وحسنه. وقال الشيخ عبد القادر الأرنؤوط: وهو كما قال. انظر تحقيقه لجامع الأصول 4/341.
99- "اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد" النسائي 1/198 و199، والترمذي 5/515 وانظر صحيح سنن النسائي 1/86.
100- "اللهم إني أعوذ بك من البخل، والجبن، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر" النسائي 8/255 ولفظه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من البخل، والجبن، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر" وأخرجه أبو داود 2/9. وانظر جامع الأصول بتحقيق الأرنؤوط 4/363.
101- "اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، ورب إسرافيل، أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر" أخرجه النسائي 8/278 وانظر صحيح النسائي 3/1121.
102- "اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي" رواه أحمد 4/444 والترمذي واللفظ له 5/519 وإسناده عند أحمد جيد.
103- "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، وأعوذ بك من علم لا ينفع" ابن ماجه 2/1263، وانظر صحيح سنن ابن ماجه 2/327 ولفظه "سلوا الله علماً نافعاً وتعوذوا بالله من علم لا ينفع".
104- "اللهم رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر" أخرجه مسلم 4/2084 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
105- "اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتبع علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا" أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/265.
106- "اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني، وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجاتي، وتقبل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة، اللهم إني أسألك فواتح الخير، وخواتمه، وجوامعه، وأوله، وظاهره، وباطنه، والدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما أعمل، وخير ما بطن، وخير ما ظهر، والدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهر قلبي، وتحصن فرجي، وتنور قلبي، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم إني أسألك أن تبارك في نفسي، وفي سمعي، وفي بصري، وفي روحي، وفي خلقي، وفي خلقي، وفي أهلي، وفي محياي، وفي مماتي، وفي عملي، فتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين" أخرجه الحاكم عن أم سلمة مرفوعاً وصححه ووافقه الذهبي 1/520.
107- "اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأعمال، والأدواء" أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي 1/532.
108- "اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف عليّ كل غائبة لي بخير" أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/510 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
109- "اللهم حاسبني حساباً يسيراً" رواه أحمد 6/48 والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي 1/255 قالت عائشة رضي الله عنها: فلما انصرف قلت يا نبي الله ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله عز وجل به عنه حتى الشوكة تشوكه".
110- "اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك" الحاكم 1/499 وصححه ووافقه الذهبي وهو كما قالا وهو عند أبي داود 2/86 والنسائي في السهو 3/53 أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذاً أن يقولها في دبر كل صلاة.
111- "اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفذ، ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد" أخرجه ابن حبان (موارد) ص604 برقم 2436 عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً. ورواه أحمد عن طريق آخر 1/386،400 والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم 869.
112- "اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت، وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت" الحاكم 1/510 وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه أحمد 4/444 وقال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح.
113- "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء" أخرجه النسائي 8/265 وانظر صحيح النسائي 3/1113.
114- "اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة" النسائي 3/209 وابن ماجه 1/431 وغيرهما وانظر صحيح سنن النسائي 1/356 وصحيح ابن ماجه 1/226.
115- "اللهم متعني بسمعي، وبصري، واجعلهما الوارث مني، وانصرني على من يظلمني، وخذ منه بثأري" أخرجه الترمذي. وانظر صحيح الترمذي 3/188 وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه 1/523.
116- "اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح" زوائد مسند البزار 2/422 برقم 2177، والطبراني، وانظر: مجمع الزوائد 10/179 قال: إسناد الطبراني جيد.
117- "اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب؛ إله الحق " أحمد بلفظه 3/424 وما بين المعكوفين للحاكم 1/507، 3/23 - 24، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم 699 وصححه الألباني في تخريج فقه السيرة ص 284 وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري برقم 538 ص259.
118- "اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني" مسلم 4/2072 - 2073 وفي رواية لمسلم "فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك" وفي سنن أبي داود قال: "فلما ولى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد ملأ يديه من الخير" 1/220".
"... واجبرني وارفعني" انظر: صحيح ابن ماجه 1/148، وصحيح الترمذي 1/90.
119- "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا" الترمذي 5/326 برقم 3173، والحاكم 2/98 وصححه، وحسنه الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في تحقيقه لجامع الأصول 11/282 برقم 8847.
120- "اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلُقي" أخرجه أحمد 6/68، 155، 1/403 وصححه الألباني في إرواء الغليل 1/155 برقم 74.
121- "اللهم ثبتني واجعلني هادياً مهدياً" دل عليه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لجرير رضي الله عنه. انظر البخاري مع الفتح 6/161.
122- "اللهم آتني الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً" قال سبحانه وتعالى: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} .
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________________________
(1) انظر هذه الأسماء مع أدلتها من الكتاب والسنة في كتاب شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة للمؤلف.
(2) أخرجه أبو داود 2/78 والترمذي 5/557 وابن ماجه 2/1271 وقال ابن حجر سنده جيد. وانظر صحيح الترمذي 3/179 .
(3) الترمذي 5/566 و5/462 وأحمد 3/18 وانظر صحيح الجامع 5/116 وصحيح الترمذي 3/140 .
(4) انظر هذه الآداب وأسباب الإجابة مع أدلتها في الأصل ص88 إلى ص121 .
(5) قد ثبت عن النبي ( أنه بدأ بنفسه بالدعاء وثبت أيضاً أنه لم يبدأ بنفسه كدعائه لأنس، وابن عباس، وأم إسماعيل، وغيرهم. وانظر التفصيل في هذه المسألة في شرح النووي لصحيح مسلم 15/144 وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 9/328 والبخاري مع الفتح 1/218 .
(6) انظر هذه الأوقات والأحوال والأماكن مع أدلتها بالتفصيل في الأصل ص101-118 .
(7) انظر اسم الله الأعظم في حديث رقم 94، 95، 96 من هذا الكتيب.

------------------------------------------------------------------------------

رباط الحفظ هنا
&& عنود &&
&& عنود &&
الأدعية التالية من كتيب الدعاء باسماء الله الحسنى ل د.محمود عبد الرازق الرضواني (رابط الكتيب في الأسفل)


هو الله الذي لا إله إلا هو
الرَّحْمَنُ الرَّحِيم المَلِكُ القدُّوسُ السَّلامُ المؤمِنُ المهَيمنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المتكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المصَوِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَولَى النصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللطِيفُ الخَبيرُ الوِترُ الجَمِيلُ الحَيي السِّتيرُ الكَبيرُ المتعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَق المبين القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّوم العَلِيُّ العَظِيم الشَّكُورُ الحَلِيم الوَاسِعُ العَلِيم التواب الحَكِيم الغنِيُّ الكَرِيم الأحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المجيبُ الغفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتاحُ الشَّهيدُ المقَدِّم المؤخِّر المَلِيكُ المقتدِر المسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخلاقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرقيبُ المحْسِنُ الحَسيبُ الشافِي الرِّفيقُ المعْطي المقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَم الأكْرَم البَرُّ الغفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأعْلى الإلَهُ  .

1 - الرَّحمن 
قال الله :  قلِ ادْعوا اللهَ أوِ ادْعوا الرَّحمن أيّا ما تدْعوا فلهُ الأسْماءُ الحسْنى  . والرحمن  هو المتصف بالرحمة العامة حيث خلق عباده ورزقهم، وهداهم سبلهم، وأمهلهم فيما خولهم، واستخلفهم في أرضه، واستأمنهم في ملكه ليبلوهم أيهم أحسن عملا، ومن ثم فإن رحمة الله في الدنيا وسعتهم جميعا؛ فشملت المؤمنين والكافرين .
والرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل، وتبعث على صالح العمل، وتدفع أبواب الخوف واليأس وتشعر الشخص بالأمن والأمان .
ومن حديث أبي هريرة  أنه سمع رسول الله  يقول: (جَعل الله الرَّحمةَ مائَةَ جُزْءٍ فأمْسَكَ عِندَهُ تِسْعة وَتِسْعِين جُزْءًا وَأنزَل فِي الأرضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فمن ذلِكَ الجُزْءِ يَترَاحَم الخَلق حَتى ترفع الفرَس حَافِرَهَا عن وَلدِهَا خَشيَةَ أن تصِيبَهُ) ( ) .
ومن الدعاء الثابت باسمه الرحمن: اللهم إني أعوذ بِكَلِماتِ اللهِ التامةِ من شرِّ ما خَلق وَذَرَأ وَبَرَأ، وَمن شرِّ ما يَنزِل من السَّماءِ، وَمن شرِّ ما يَعْرُجُ فِيهَا، وَمن شرِّ فِتنِ الليْلِ وَالنهَارِ وَمن شرِّ كُل طَارِقٍ إلا طَارِقا يَطرُق بِخَيْرٍ يَا رَحمنُ ( ).
رَحمن الدنيا والآخِرَة ورحِيمهُما، تعطِيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحَمْني رَحمة تغنيني بها عن رِحمة من سِواك ( ).
اللهم أنت الرَّحمنُ المسْتعانُ على ما يَصِفُون .
وتوحيد الله في اسمه الرحمن يقتضي امتلاء القلب بالرحمة والحب والإيمان، فيحرص المسلم على ما ينفع أخاه الإنسان، سواء كان من المؤمنين أو غيرهم، فيحب للمؤمنين ما يحب لنفسه؛ يوقر كبيرهم ويرحم صغيرهم ويبقي رحمته موصولة إليهم، يفرح بفرحهم ويحزن لحزنهم . أما رحمته بالكافرين فيحرص على دعوتهم ويطفئ النار التي تحرقهم، ويجتهد في نصحهم والأخذ على أيدهم، وقد ثبت أن رسول الله  قال: (الرَّاحِمون يَرحَمهُم الرَّحمنُ، ارحَموا أهْل الأرضِ يَرحَمْكُمْ من فِي السَّماءِ) ( ).
2 - الرَّحِيم 
قال تعالى:  تنزِيلٌ من الرَّحمنِ الرَّحِيم  ، وقوله :  سَلامٌ قولا من رَبٍّ رَحِيمٍ  .
والرحيم  هو المتصف بالرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون في الدنيا والآخرة، فقد هداهم إلى توحيده وعبوديته، وأكرمهم في الآخرة بجنته، ومن عليهم في النعيم برؤيته، ورحمة الله لا تقتصر على المؤمنين فقط؛ بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم إكراما لهم .
ومن الدعاء باسمه الرحيم ما صح عن أبي بكر  أنه قال للنبي : (علمْنِي دُعاءً أدْعو به فِي صَلاَتِي، قال: قلِ اللهُم إني ظَلمْت نفسِي ظُلمًا كثِيرًا وَلاَ يَغفِرُ الذنُوبَ إلا أنت، فاغفِر لِي مغفِرَة من عِندِكَ وَارحَمْنِي إنكَ أنت الغفُور الرَّحِيم) ( ) .
وصح عن ابن عمر  أنه قال: (إن كُنا لنعدُّ لِرَسولِ اللهِ  فِي المجْلِس الوَاحدِ مائَةَ مرَّةٍ: رَبِّ اغفِر لِي وَتب علىَّ إنكَ أنت التوَّاب الرَّحِيم) ( ) .
اللهم إني عملت سوءا وظلمت نفسي، أتوب إليك وأستغفرك، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم . ربي إني مسَّنِيَ الضُّرُّ وَأنت أرحَم الرَّاحِمين، اللهم أدْخِلنا فِي رَحمتِكَ إنك أنت الغفور الرحيم .
وتوحيد الله في اسمه الرحيم يقتضي امتلاء القلب برحمة الولاء والحب والوفاء الذي يدفع النفس إلى حب المؤمنين والرأفة بهم والحرص عليهم، وقد كان النبي  رحيما بأصحابه حبيبا رفيقا قريبا صديقا.
وصح من حديث عياض t أن رسول اللهِ  قال: (وَأهْل الجَنةِ ثلاَثة: ذُو سلطَانٍ مقسِطٌ متصَدِّق موَفق، وَرَجُل رَحِيمٌ رَقِيق القلبِ لكُل ذي قربَى وَمسْلمٍ، وَعفِيفٌ متعفّفٌ ذُو عِيَال) ( ) .
3 - الملكُ 
قال تعالى:  فتعالى اللهُ الملِكُ الحَق لا إلهَ إلا هُوَ رَب العرشِ الكَرِيم ِ .
وصح من حديث أبِى هُرَيْرَة t أن رَسول الله  قال: (يَنزِل اللهُ إلى السّماءِ الدُّنيَا كُل ليْلةٍ حِين يَمْضِي ثلث الليْلِ الأوّل فيَقول: أنا الملِكُ، أنا الملِكُ، من ذَا الذي يَدْعونِي فأسْتجِيبَ لهُ ؟) ( ) .
والملِكُ سبحانه من له الملك، وهو الذي له الأمر والنهي في مملكته، يتصرف في خلقه بأمره وفعله، وليس لأحد فضل عليه في قيام ملكه وتدبير أمره، فلا خالق للكون إلا الله، ولا مدبر له سواه، فهو الملك الحق القائم بسياسة خلقه إلى غايتهم . فالملك من بيده الملك المطلق التام الذي لا يشاركه فيه أحد، قال سبحانه وتعالى:  تبَارَكَ الذي بِيَدِهِ الملك وَهُوَ على كُل شيْءٍ قدِيرٌ  .
ومن الدعاء باسمه الملك ما صح من حديث على  عن النبي  أنه قال: (اللهُم أنت الملِكُ لاَ إلهَ إلاّ أنت، أنت رَبِّي وَأنا عبدُكَ، ظَلمْت نفسي وَاعْترَفت بِذَنبِي، فاغفِر لي ذُنُوبِي جَميعًا، إنهُ لاَ يَغفِرُ الذنُوبَ إلاَّ أنت) ( ) .
وصح من حديث ابن مسعود t أن رسول الله  كان إذا أمسى قال: (أمْسَيْنا وَأمْسَى الملكُ للهِ، وَالحَمْدُ للهِ، لاَ إلهَ إلاّ الله وَحدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ، لهُ الملكُ وَلهُ الحمْدُ وَهُوَ على كُل شيْءٍ قدِيرٌ) ( ) .
ومن آثار توحيد الله في اسمه الملك تعظيم الملك الأوحد ومحبته، وموالاته وطاعته، وتوحيده في عبوديته، والاستجابة لدعوته، والغيرة على حرمته، ومراقبته في السر والعلن، ورد الأمر إليه، وحسن التوكل عليه، ودوام الافتقار إليه .
وأعظم جرم في حق الملك الأوحد منازعته على ملكه أو نسبة شيء منه إلى غيره، فمن الظلم العظيم أن يدعي أحد من الخلق ما ليس له بحق في أي معنى من معاني الربوبية، أو ينسب لنفسه الملك على وجه الأصالة لا على وجه الأمانة والعبودية، فالإنية الشركية كانت ولا تزال مصدرا للظلم وسوء الخاتمة، فالموحد يغار على الملك الأوحد أن يرى غيره يُعبد في مملكته، ولذلك كان الشرك أقبح شيء في قلوب الموحدين، وكان توحيد الله  زينة حياة الموحدين .
4 - القدُّوس 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الملِكُ القدُّوس  ، وقال :  يُسَبِّحُ للهِ ما فِي السَّماوَاتِ وَما فِي الأرضِ الملِكِ القدُّوسِ العزِيزِ الحَكِيم  .
والقدوس سبحانه هو المنفرد بأوصاف الكمال الذي لا تضرب له الأمثال، فهو المنزه المطهَّر الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه .
والتقديس خلاصة التوحيد الحق لأنه إفراد الله سبحانه بذاته وأوصافه وأفعاله عن الأقيسة التمثيلية والقواعد الشمولية التي تحكم ذوات المخلوقين وأوصافهم وأفعالهم، فالله  نزه نفسه عن كل نقص فقال:  ليْسَ كَمثلِهِ شيْءٌ  ، ثم أثبت لنفسه أوصاف الكمال والجمال فقال:  وَهُوَ السَّميع البَصِيرُ  ، فلا يكون التقديس تقديسا ولا التنزيه تنزيها إلا بنفي وإثبات .
ومن الدعاء باسمه القدوس ما صح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  كان يقول في ركوعه وسجوده: (سبوحٌ قدُّوسٌ رَب الملاَئِكَةِ وَالرُّوح) ( ) .
وصح عنها أيضا أنها قالت: (كَان رَسول اللهِ  إذَا هَبَّ من الليْلِ كَبَّرَ عشرًا وَحَمدَ عشرًا، وَقال: سبحَان الله وَبِحَمْدِهِ عشرًا، وَقال: سبحَان الملِكِ القدُّوسِ عشرًا، وَاسْتغفرَ عشرًا، وَهَلل عشرًا، ثم قال: اللهم إني أعوذُ بِكَ من ضِيقِ الدُّنيَا وَضِيقِ يَوم القِيَامةِ عشرًا، ثم يَفتتِحُ الصَّلاَةَ) ( ) .
ومن آثار توحيد الله في اسمه القدوس تنزيهه عن وصف العباد له إلا ما وصف المرسلون فيصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله  من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ويعلم أن ما وُصِف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي .
ومن آثار الاسم على المسلم أيضا أن ينزه نفسه عن المعاصي والذنوب، ويطلب المعونة من ربه أن يحفظه في سمعه وبصره وبدنه من جميع النقائص والعيوب .
5 - السَّلام 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الملِكُ القدُّوس السَّلام  . وصح من حديث أبي هريرة t أن النبي  قال: (‌إن السَّلام اسْم من أسْماء اللهِ تعالى فأفشُوه بَينكم) ( ) .
والسلام  هو الذي سلم من النقائص والعيوب، سلم في ذاته بنوره وجلاله، فمن جماله وسبحات وجهه احتجب عن خلقه رحمة بهم وابتلاء لهم، وهو الذي سلم في صفاته بكمالها وعلو شأنها، وسلم في أفعاله بطلاقة قدرته ونفاذ مشيئته، وكمال عدله وبالغ حكمته، وهو الذي يدعو إلى سبل السلام ودار السلام باتباع منهج الإسلام، فكل سلامة منشأها منه وتمامها عليه .
ومن الدعاء باسمه السلام ما صح عن ثوبان t أنه قال: (كَان رَسول اللهِ  إذَا انصَرَف من صَلاَتِهِ اسْتغفرَ ثلاَثا وَقال: اللهُم أنت السَّلاَم وَمنكَ السَّلاَم تبَارَكْت ذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَام) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه السلام أن يسلم المسلمون من لسانه ويده، وأن يأمن جاره من وأذيته، ويؤثر إخوانه على نفسه وحاجته . ومن ذلك أيضا أن يفشي السلام ويلتزم بتحية الإسلام، وأن يسلك سبل السلام التي تؤدي إلى دار السلام .
6 - المؤمِنُ 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الملِكُ القدُّوس السَّلام المؤْمنُ  .
والمؤمن سبحانه هو الذي أمن الناس ألا يظلم أحدا منهم، وأمن من آمن به من عذابه، وهو المجير الذي يجير المظلوم ويؤمنه من الظالم، وهو الذي يصدق المؤمنين ويشهد لهم إذا وحدوه، وهو الذي يصدق في وعده وهو عند ظن عبده لا يخيب أمله ولا يخذل رجاءه .
ومن الدعاء بمقتضى اسمه المؤمن ما ور في قول الله تعالى:  رَبَّنا آمنا بِما أنزَلت وَاتبَعْنا الرَّسول فاكْتبنا مع الشاهِدِين  ، وقوله :  رَبَّنا آمنا فاغفِر لنا وَارحَمْنا وَأنت خَيْرُ الرَّاحِمين  .
وصح عن عبد الله الزرقي t أن النبي قال : (اللهم إني أسْألكَ النعِيم يَوم العِيْلةِ، وَالأمْن يَوم الخَوفِ، اللهم إني عائِذ بِكَ من شرِّ ما أعْطَيْتنا وَشرِّ ما منعْت، اللهم حَبِّب إليْنا الإيمان وَزَيِّنهُ في قلوبِنا، وَكَرِّهْ إليْنا الكُفرَ وَالفُسوق وَالعِصْيَان وَاجْعلنا من الرَّاشِدِين، اللهم توَفنا مسْلِمين وَأحيِنا مسْلِمين وَألحِقنا بِالصَّالِحِين غيْرَ خَزَايَا وَلاَ مفتونِين، اللهم قاتلِ الكَفرَةَ الذين يُكَذبون رُسلكَ وَيَصُدُّون عن سَبِيلِكَ، وَاجْعل عليْهِمْ رَجْزَكَ وَعذَابَكَ، اللهم قاتلِ الكَفرَةَ الذين أوتوا الكِتابَ إلهَ الحَق) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المؤمن ثقته أن الأمن والأمان والراحة والاطمئنان مرجعها إليه الإيمان به، ويقينه أن ربه سينصر المظلوم ولو بعد حين، فيلجأ إليه معتمدا عليه مستغيثا به مفتقرا إليه أن يجيره من ظلم الظالمين وكيد الحاقدين، فوعد الله لعباده المؤمنين كائن لا محالة .
7 - المهيْمنُ 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الملِكُ القدُّوس السَّلام المؤْمنُ المهَيْمنُ العزِيزُ الجَبَّارُ المتكَبِّرُ .
والمهيمن سبحانه هو الرقيب المحيط بخلقه الذي لا يخرج عن قدرته مقدور، ولا ينفك عن حكمه مفطور، ملك على عرشه، لا يخفى عليه شيء في مملكته، يعلم جميع أحوالهم، ولا يعزب عنه شيء من أعمالهم، وهو القاهر فوقهم بعلو شأنه، محيط بالعالمين، مهيمن على الخلائق أجمعين، كل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، لا يعجزه شيء، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
ومن الدعاء بمقتضى الاسم ومعناه ما صح من حديث البراء t أن النبي  قال له: (إذَا أتيْت مضْجَعكَ فتوَضَّأ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثم اضْطَجِعْ على شِقكَ الأيْمنِ، ثم قلِ اللهم أسْلمْت وَجْهِي إليْكَ، وَفوَّضْت أمْرِي إليْكَ، وَألجَأْت ظَهْري إليْكَ، رَغبَة وَرَهْبَة إليْكَ، لاَ ملجَأ وَلاَ منجَا منكَ إلاَّ إليْكَ، اللهم آمنت بِكِتابِكَ الذي أنزَلت، وَبِنبِيِّكَ الذي أرسَلت، فإن مت من ليْلتِكَ فأنت على الفِطرَةِ وَاجْعلهُن آخِرَ ما تتكَلم به) ( ).
وثبت أيضا أن أعرابيا قال للنبي : (علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به قال: قل اللهم لك الحمد كله، وإليك يرجع الأمر كله) ( ).
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المهيمن أن يتقي الله فيما استرعاه وخوله لعلمه أن الله مهيمن رقيب مطلع على سره، ويجازيه على ظلمه وكبره، وأنه سيعاقبه عاجلا أو آجلا .
وربما رأى العاصي سلامة ماله وبدنه فظن أنه لا عقوبة، لكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، قال تعالى:  وَلا تحسَبَن اللهَ غافِلا عما يَعْمل الظالمون إنما يُؤَخِّرُهُمْ ليَومٍ تشخَصُ فِيهِ الأبصَارُ  .
والموحد لله في اسمه المهيمن يصدع بالحق ولا يخاف لومة لائم، فإن النفس قوامها بربها ومرجعها إلى خالقها، وهو مهيمن عليها وعلى الخلائق أجمعين؛ فيدفعه ذلك إلى أن يتعزز بعزة الله، ويعمل في مرضاته، ويخلص له النية ابتغاء وجهه، فيستعين به متوكلا عليه آخذا بأسباب القوة راضيا بقضائه وقدره .
8 - العَزيز 
قال تعالى:  يَا موسَى إنهُ أنا اللهُ العزِيزُ الحَكِيم  ، وقال :  وَإن رَبَّكَ لهُوَ العزِيزُ الرَّحِيم  .
والعزيز سبحانه هو الغالب على أمره، له علو الشأن والقهر في ملكه، وهو الملك على عرشه، المتوحد في اسمه ووصفه، المنفرد بأوصاف الكمال، عزيز لا مثيل له، متوحد لا شبيه له، فالعز إزاره، والكبرياء رداؤه .
ومن الدعاء باسمه العزيز ما ور في قوله تعالى: رَبَّنا لا تجْعلنا فِتنة لِلذين كَفرُوا وَاغفِر لنا رَبَّنا إنكَ أنت العزِيزُ الحَكِيمُ  ، وكذلك صح من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي  كان إذا تضور من الليل قال: (لا إلهَ إلا الله الواحِدُ القهار، ربّ السَّماواتِ والأرض وما بَيْنهما العزيز الغفار) ( ) .
وصح من حديث عثمان بن أبي العاص t أنه قال: أتيت النبي  وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول الله : (امْسَحهُ بِيَمينِكَ سَبع مرَّاتٍ وَقل: أعوذُ بِعِزَّةِ الله وَقدْرَتِهِ من شرِّ ما أجِدُ، قال: ففعلت ذَلِكَ، فأذْهَبَ الله  ما كَان بي، فلمْ أزَل آمرُ به أهلي وَغيْرَهُمْ) ( ) .
ومن الأدعية النبوية التي تناسب اسم الله العزيز: اللهم إني أعوذُ بِعِزَّتِكَ لاَ إلهَ إلاَّ أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لاَ يَموت، وَالجِن وَالإنس يَموتون، اللهم إني أسألك بعزتك أن تنجني من النار، اللهم أعز الإسلام والمسلمين .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه العزيز شعوره بمظهر العزة التي يشعر بها المسلم في توحيده لربه وعبوديته وحبه، وكل عمل يزيده من قربه، ويقينه أن العزة في إتباع أمره، وأنه سبحانه العزيز الذي جعل العزة لنبيه  وأتباعه وحزبه، ولا يرضى لنفسه بديلا عن عزة الإسلام وأهله .
9 - الجَبَّار 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الملِكُ القدُّوس السَّلام المؤْمنُ المهَيْمنُ العزِيزُ الجَبَّارُ المتكَبِّرُ  ، وصح من حديث أبِي سَعِيدٍ t أن النبِي  قال: (تكُونُ الأرضُ يَوم القِيَامة خُبزَة وَاحِدَة، يَتكَفؤُهَا الجَبَّارُ بِيَدِهِ، كَما يَكْفأ أحَدُكُمْ خُبزَتهُ فِي السَّفرِ، نُزُلا لأهْلِ الجَنةِ) ( ) .
والجبار سبحانه هو الذي يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق. وهو الجبار في علوه على خلقه، ونفاذ مشيئته في ملكه، فلا غالب لأمره، ولا معقب لحكمه، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن .والجبار اسم دل على معنى من معاني العظمة والكبرياء، وهو في حق الله وصف محمود من معان الكمال والجمال، وفي حق العباد وصف مذموم من معاني النقص .
اللهم اغفِر لِي وَارحَمْنِي وَاجْبرنِي وَاهْدِنِي وَارزُقنِي، سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الجبار الخضوع لجبروت الله، فينفي الموحد عن نفسه التجبر والاستكبار، ويلين للحق إذا ظهر نوره من غير إنكار، فهو دائم الانكسار والافتقار والتوبة والاستغفار، رغبة في ربه أن يجبر كسره وأن يغفر ذنبه، وأن يديم فقره إليه، وأن يُقوِّم نفسه إذا تمردت عليه .
10 - المتكبِّرُ 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الملِكُ القدُّوس السَّلام المؤْمنُ المهَيْمنُ العزِيزُ الجَبَّارُ المتكَبِّرُ  .
وبسند صحيح عن ابن عمر  عن النبي  عن رب العزة أنه قال: (أنا الجَبَّارُ، أنا المتكَبِّرُ، أنا الملِكُ، أنا المتعالِ، يُمجِّدُ نفسَهُ) ( ).
والمتكبر سبحانه ذو الكبرياء وهو الملك العظيم المتعالي القاهِرُ لعتاةِ خَلقِهِ، إذا نازعوه العظمة قصمهم .والمتكبر أيضا هو الذي تكبر عن كل سوء وتكبر عن ظلم عباده، وتكبر عن قبول الشرك في العبادة، فلا يقبل منها إلا ما كان خالصا لوجهه .
ومن الدعاء بمقتضى اسمه المتكبر ومعناه ما صح أن أعرابيا جاء إلى النبي  فقال: (علمني كَلاَمًا أقولهُ؟ قال قل: لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ اللهُ أكْبَرُ كَبيرًا، وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، سبحَان اللهِ رَبِّ العالمين، لاَ حَول وَلاَ قوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العزِيزِ الحَكِيم، قال: فهَؤُلاَءِ لِرَبِّي فما لي؟ قال: قلِ اللهُم اغفِر لي وارحمني وَاهْدِنِي وَارزُقنِي) ( ) .
ومن دعاء موسى  الذي يناسب الاسم:  إني عذت بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ من كُل متكَبِّرٍ لا يُؤْمنُ بِيَوم الحِسَابِ  . اللهم إني أسألك يا الله يا عزيز يا جبار يا متكبر، لا شريك لك، أسألك بهذه الأسماء أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المتكبر نفي الكبر عن النفس بالتواضع، ونفي الشرك عن الفعل بالإخلاص، وأن يخلع العبد عن نفسه أوصاف الربوبية؛ فلا يتعالى ولا يتكبر، ولكن يتواضع لله المتكبر، وصح عن النبي : (ألاَ أخبِرُكُمْ بِأهْل الجَنةِ، كُل ضَعِيفٍ متضَعِّفٍ لو أقسَم على اللهِ لأبَرَّهُ ألاَ أخبِرُكُمْ بِأهْل النارِ كُل عتل جَوَّاظٍ مسْتكْبِرٍ) ( ) .
وصح من حديث ابن مسعود t أنِ النبي  قال: (لا يَدْخُل الجَنةَ من كَان فِي قلبِهِ مثقال ذَرةٍ من كِبرٍ) ( ) .
11 - الخَالِق ُ 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الخَالِق البَارِئُ المصَوِّرُ لهُ الأسْماءُ الحُسْنى  .
وقد صح من حديث عمران  أن النبي  قال: (لاَ طَاعةَ لِمخلوقٍ فِي معْصِيَةِ الخالق) ( ).
والخالق سبحانه هو الذي أوجد الأشياء من العدم بمراتب القضاء والقدر، فأنشأها بعلمه، وكتبها في اللوح بقلمه، وشاء كونها بأمره، فتم وجودها بقضائه وقدره، فالله  خالق كل شيء تقديرا وقدرة، قدرها بعلمه تقديرا، ورتبها بمشيئته ترتيبا، وركبها بقدرته تركيبا .
ومن الدعاء بالاسم قوله :  إن فِي خَلقِ السَّماوَاتِ وَالأرضِ وَاختِلافِ الليْلِ وَالنهَارِ لآياتٍ لأولِي الألبَابِ الذين يَذْكُرُون الله قِيَاما وَقعودا وَعلى جُنُوبِهِمْ وَيَتفكَّرُون فِي خَلقِ السَّماوَاتِ وَالأرضِ رَبَّنا ما خَلقت هَذَا بَاطِلا سبحَانكَ فقِنا عذَابَ النارِ  .
وقال:  قل أعوذُ بِرَبِّ الفلقِ من شرِّ ما خَلق وَمن شرِّ غاسِقٍ إذَا وَقبَ وَمن شرِّ النفاثاتِ فِي العقدِ وَمن شرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ  .
وصح من حديث شداد  أن النبي  قال: (سَيِّدُ الاِسْتغفارِ أن تقول اللهُم أنت رَبِّى، لاَ إلهَ إلاَّ أنت، خلقتني وَأنا عبدُكَ، وَأنا على عهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتطعْت، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صَنعْت، أبوءُ لكَ بِنِعْمتكَ علىَّ وَأبوءُ بذنبي، اغفِر لِى، فإنهُ لاَ يَغفِرُ الذنُوبَ إلاَّ أنت . قال وَمن قالهَا من النهَارِ موقنًا بها، فمات من يَومهِ قبل أن يُمْسِىَ، فهُوَ من أهْلِ الجَنةِ، وَمن قالهَا من الليْلِ وَهْوَ موقِنٌ بها، فمات قبل أن يُصْبِحَ، فهْوَ من أهْلِ الجَنةِ) ( ) .
وصح من حديث ابن عمر t أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول: (اللهم خَلقت نفسي وَأنت توَفاهَا، لكَ مماتهَا وَمحيَاهَا، إن أحيَيْتهَا فاحفظهَا، وَإن أمتهَا فاغفِر لهَا، اللهم إني أسْألكَ العافِيَةَ، فقال لهُ رَجُل: أسَمعْت هَذَا من عمرَ ؟ فقال: من خَيْرٍ من عمرَ، من رَسولِ الله ) ( ) .
وصح أيضا أن النبي  قال: (من نزَل منزِلا ثم قال: أعوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التاماتِ من شرِّ ما خَلق، لمْ يَضُرُّهُ شيْءٌ حَتى يَرتحِل من منزِلِهِ ذَلِكَ) ( ).
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الخالق إيمانه بأن ما قدره الله وكتبه في اللوح كائن لا محالة، وأنه سيخلقه بمشيئته وقدرته، فيؤمن بتقدير الله ويعمل بشريعته، ولا يضرب أحدهما بالآخر، ويعلم أنه ميسر لما خلق له، ويستعين به على طاعته وتقواه، ويشكر الله بعد أدائها أن وفقه وهداه .
ومن آثار الاسم على العبد أيضا أن يشكر خالقه أن سلمه في كل جزء من بدنه، فقد صح أن النبي  قل: (خُلق كُل إنسَانٍ من بَنِي آدَم على سِتين وَثلاَثِمائَةِ مفصِل، فمن كَبَّرَ اللهَ، وَحَمدَ اللهَ، وَهَلل اللهَ وَسَبَّحَ اللهَ، وَاسْتغفرَ اللهَ، وَعزَل حَجَرًا عن طَرِيقِ الناسِ، أو شوكَة أو عظمًا عن طَرِيقِ الناسِ، وَأمرَ بِمعْرُوفٍ أو نهَى عن منكَرٍ عدَدَ تِلكَ السِّتِّين وَالثلاَثِمائَةِ السلاَمى، فإنهُ يَمْشِي يَومئِذٍ وَقدْ زَحزَحَ نفسَهُ عنِ النارِ) ( ) .
ومن أثر الاسم على العبد إيمانه بأن الخالق في ذاته وأوصافه يختلف عن المخلوق، فلا يُزينن له الشيطان أن يخضع الخالق لأحكام المخلوق، بل يستعذ بالله من نزغه ووسواسه، فقد صح أن رسول اللهِ  قال: (لاَ يَزَال الناس يَتسَاءَلون حَتى يُقال هَذَا خَلق اللهُ الخَلق فمن خَلق اللهَ فمن وَجَدَ من ذَلِكَ شيْئًا فليَقل: آمنت بِاللهِ) ( ) .
وكذلك لا يتشبه بالله فيما انفرد به من الخلق والربوبية؛ فيمثل التماثيل ويتشبه بالله في الخلق والتصوير .
12 - البَارئُ 
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الخَالِق البَارِئُ المصَوِّرُ لهُ الأسْماءُ الحُسْنى  .
والبارئ  هو السالم الخالي من النقائص والعيوب، الذي له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله، تنزه عن كل نقص، وتقدس عن كل عيب، لا شبيه له ولا مثيل، ولا ند له ولا نظير .
البارئ سبحانه هو الذي وهب الحياة للأحياء، وخلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التي أرادها، وخلق الإنسان للابتلاء، وهو الذي يُتِم الصنعة على وجه التدبير، ويظهر المقدور وفق سابق التقدير، وهو الذي أبرأ الخلق، وفصل كل جنس عن الآخر، وصور كل مخلوق بما ينساب الغاية من خلقه .
ومن الدعاء باسمه البارئ ما صح من حديث عبد الرحمن التميمي t أن جبريل  علم رسول الله  أن يقول: (أعوذُ بِكَلِماتِ الله التاماتِ التي لاَ يُجَاوزُهُن بَرٌّ وَلاَ فاجِرٌ من شرِّ ما خَلق وَذَرَأ وَبَرَأ) ( )، وصح أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كَان إذَا اشتكَى رَسول اللهِ  رَقاهُ جِبرِيل قال: بِاسْم اللهِ يبرِيكَ، وَمن كُل دَاءٍ يَشفِيكَ، وَمن شرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشرِّ كُل ذي عيْنٍ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه البارئ أن يبرأ إلى الله من كل شهوة تخالف أمره، ومن كل شبهة تخالف خبره، ومن كل ولاء لغير دينه وشرعه، ومن كل بدعة تخالف سنة نبيه ، ومن كل معصية تؤثر على محبة الله وقربه، ورضاه سبحانه عن عبده .
وينبغي على العبد أن يتقي الله  في عمله؛ فيخلص فيه ويتقنه ما استطاع، توحيدا وخشية لمن أبرأ صانعها، ومنحه قوة التفكير والإبداع، فالبارئ  له الحق المطلق في أن يعبد وأن يطاع .
13 - المصَوِّر  ُ
قال تعالى:  هُوَ اللهُ الخَالِق البَارِئُ المصَوِّرُ لهُ الأسْماءُ الحُسْنى  .
والمصور سبحانه هو مبدع صور المخلوقات ومزينها بحكمته، ومعطي كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته وحكمته، وهو الذي صور الناس في الأرحام أطوارا، ونوعهم أشكالا، وكما صور الأبدان فتعددت، والأشكال فتنوعت نوع أيضا في الأخلاق والسلوك والطباع والمواهب والأفكار والقدرة على الإبداع، وهو الذي صور المخلوقات بشتى أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية، فلا يتماثل جنسان، أو يتساوى نوعان، بل لا يتساوى فردان، فلكلٍ صورته وسيرته، وما يخصه ويميزه عن غيره .
ومن الدعاء باسمه المصور ما صح عن النبي  أنه كان إذا سجد قال: (اللهم لكَ سَجَدْت، وَبِكَ آمنت، وَلكَ أسْلمْت، سَجَدَ وَجْهِي للذي خَلقهُ وَصَوَّرَهُ وَشق سَمْعهُ وَبَصَرَهُ تبَارَكَ الله أحسَنُ الخَالِقِين أنت رَبِّي وَأنا عبدُكَ، ظَلمْت نفسِي، وَاعْترَفت بِذَنبِي، فاغفِر لِي ذُنُوبِي جَميعًا إنهُ لاَ يَغفِرُ الذنُوبَ إلاَّ أنت، وَاهْدِنِي لأحسَنِ الأخلاَقِ لاَ يَهْدِي لأحسَنِهَا إلاَّ أنت وَاصْرِف عني سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عني سَيِّئَهَا إلاَّ أنت) ( ).
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المصور أن يراعي العبد توحيد الله فيه، فلا يتشبه به فيما انفرد به من الربوبية، ويقع في شرك التصوير، وقد صح من حديث سعيد بن أبي الحسن أنه قال: (جَاءَ رَجُل إلى ابنِ عبَّاسٍ t فقال: إني رَجُل أصَوِّرُ هَذهِ الصُّوَرَ فأفتِنِي فِيهَا، وفي رواية أحمد قال: معِيشتِي من صَنعةِ يَدِي وَإني أصْنع هَذهِ التصَاوِيرَ، فقال لهُ: ادْنُ مني، فدَنا منهُ، ثم قال: ادْنُ مني، فدَنا حَتى وَضَع يَدَهُ على رَأْسِهِ، قال: أنبِّئُكَ بِما سَمعْت من رَسول اللهِ ، سَمعْت رَسول اللهِ  يَقول: كُل مصَوِّرٍ فِي النارِ يَجْعل لهُ بِكُل صُورَةٍ صَوَّرَهَا نفسًا فتعذبهُ فِي جَهَنم، وفي رواية أحمد قال: فرَبَا لهَا الرَّجُل رَبوَة شدِيدَة وَاصْفرَّ وَجْهُهُ، فقال لهُ ابنُ عبَّاسٍ: وَيْحَكَ إن أبَيْت إلاَّ أن تصْنع، فعليْكَ بهذَا الشجَرِ، وَكُل شيْءٍ ليْسَ فِيهِ رُوحٌ، وفي رواية أحمد: إن كُنت لاَ بدَّ فاعِلا فاصْنعِ الشجَرَ وَما لاَ نفسَ له) ( ) .
14 - الأوَّل 
قال تعالى:  هُوَ الأول وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شيْءٍ علِيمٌ  .
وصح من حديث أبِى هُرَيْرَة t أن النبي  قال: (اللهُم أنت الأوَّل فليْسَ قبلكَ شيء) ( ) .
والأول سبحانه هو الذي لم يسبقه في الوجود شيء، وهو الذي علا بذاته وشأنه فوق كل شيء، وهو المستغني بنفسه عن كل شيء، وأولية الله تقدمه على كل من سواه في الزمان، وتقدمه على غيره تقدما مطلقا في كل وصف كمال فلا يدانيه ولا يساويه أحد من خلقه لأنه سبحانه منفرد بذاته ووصفه وفعله، فالأول هو المتصف بالأولية، ووصف الأولية وصف ذاتي يدل على مطلق القبلية، وعلو الشأن والفوقية وليس ذلك لأحد سواه .
ومن الدعاء باسمه الأول ما صح عن النبي  أنه كان إذا آوى إلى فراشه قال: (اللهم رَبَّ السَّموَاتِ وَرَبَّ الأرضِ وَرَبَّ العرشِ العظِيم، رَبَّنا وَرَبَّ كُل شيء، فالِق الحَبِّ وَالنوَى، وَمنزِل التورَاةِ وَالإنجِيلِ وَالفُرقانِ، أعوذُ بِكَ من شرِّ كُل شيء أنت آخِذ بِناصِيَتِهِ، اللهم أنت الأوَّل فليْسَ قبلكَ شيء، وَأنت الآخِرُ فليْسَ بَعْدَكَ شيء، وَأنت الظَّاهِرُ فليْسَ فوقكَ شيء وَأنت البَاطِنُ فليْسَ دُونكَ شيء، اقضِ عنا الدَّيْن وَاغنِنا من الفقرِ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الأول معرفة العبد أن الله  هو الأول الغني بذاته وصفاته، فلم يكتسب وصفا كان مفقودا أو كمالا لم يكن موجودا، كما هو الحال بين المخلوقات في اكتساب أوصاف الكمال، فإذا علم المسلم أن أصله من طين وله بداية ونهاية، وحياته إلى وقت وحين أيقن أن ما قام به من الكمال مرجعه إلى رب العالمين، وأن طاعته تعود إلى توفيق الله وفضله، وأن الفرع لا محالة سيرجع إلى أصله .
أما أثر الاسم على سلوك العبد فيظهر من محبة الأولية في طلب الخير، وطلب الأسبقية في التزام الأمر، وحرصه على المزيد والمزيد من الأجر، فتجد توحيد الله في اسمه الأول باديا عليه عند مداومته على الصلاة في أول وقتها، وحرصه على الصف الأول، ومجاهدة الآخرين في استباقهم إليه، وكذلك يفعل في سائر العبادات أو المسارعة في الخيرات .
15 - الآخِرُ 
قال تعالى:  هُوَ الأوَّل وَالآخِرُ وَالظاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شيْءٍ علِيمٌ  ، وصح من حديث أبِى هُرَيْرَة t أن النبِي  قال: (وَأنت الآخِر فليْسَ بَعْدَكَ شيء) ( ) .
والآخر سبحانه هو المتصف بالبقاء والآخرية فهو الآخر الذي ليس بعده شيء، الباقي بعد فناء الخلق، يبقى ببقائه، وما سواه يبقى بإبقائه، وشتان بين بقائه وبقاء مخلوقاته، كالجنة والنار وما فيهما، فالجنة مخلوقة بقضائه وقدره وكائنة بأمره، وهي رهن مشيئته وحكمه؛ فمشيئة الله حاكمة على ما يبقى فيها وما لا يبقى، فالبقاء ليس من طبيعتها ولا من خصائصها الذاتية، بل من طبيعتها جميعها الفناء، والخلود ليس لذات المخلوق أو طبيعته، وإنما هو بمدد دائم من الله تعالى، وإبقاء مستمر لا ينقطع . أما ذاته وصفاته  كوجهه وعزته وعلوه ورحمته ويده وقدرته وملكه وقوته فهي صفات باقية ببقائه ملازمة لذاته، حيث البقاء صفة ذاتية لله  لأنه الآخر الذي ليس بعده شيء .
والآخر سبحانه هو تنتهي إليه أمور الخلائق كلها إيجادا وإمدادا، وبقاء والتجاء، وقضاء وتقديرا، فبيده سبحانه تصريف المقادير.
ومن الدعاء باسمه الآخر ما ثبت أن النبي  كان يدعو بهؤلاء الكلمات: (اللهم أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل ومن عذاب القبر، ومن فتنة القبر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله  في اسمه الآخر أن تجعله وحده غايتك التي لا غاية لك سواه، ولا مطلوب لك وراءه، فكما انتهت إليه الأواخر، وكان بعد كل آخر، فكذلك اجعل نهايتك إليه، فإن إلى ربك المنتهى، انتهت الأسباب والغايات فليس وراءه مرمى ينتهي إليه طريق .
والذي وحد الله في اسمه الآخر يعود بافتقاره إلى ربه، ويجعل المرجعية في فعله إلى ما اختاره لعبده، لعلمه أنه  مالك الإرادات ورب القلوب والنيات، يصرفها كيف شاء، فما شاء أن يزيغه منها أزاغه، وما شاء أن يقيمه منها أقامه، فهو سبحانه الذي ابتدع الخلق بقدرته ابتداعا، واخترعهم على مشيئته اختراعا، وهو الذي ينجي من قضائه بقضائه، وهو الذي يعيذ بنفسه من نفسه، والأمر كله له، والحكم كله له، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فسبحان من لا يوصل إليه إلا به، ولا يطاع إلا بمشيئته، ولا ينال ما عنده من الكرامة إلا بطاعته، ولا سبيل إلى طاعته إلا بتوفيقه ومعونته، فعاد الأمر كله إليه، كما ابتدأ الأمر كله منه، فهو سبحانه الأول والآخر .
16 - الظاهِر 
قال تعالى:  هُوَ الأول وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شيْءٍ علِيمٌ  ، وصح من حديث أبى هريرة t أن النبِي  قال: (وَأنت الظَّاهِرُ فليْسَ فوقكَ شيء) ( ) .
والظاهر سبحانه هو المنفرد بعلو الذات والفوقية، وعلو الغلبة والقهر، وعلو الشأن وانتفاء الشبه والمثلية، فهو الظاهر في كل معاني الكمال، وهو المبين الذي أبدى في خلقه حججه الباهرة، وبراهينه الظاهرة، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، فهو الذي ظهر فوق كل شيء، واستوى على عرشه فعلا عليه .
والظاهر أيضا هو الذي بدا بنور حكمته مع احتجابه بعالم الغيب، وبدت آثاره لمخلوقاته في عالم الشهادة، فالله  استخلف الإنسان في ملكه، واستأمنه على أرضه فاقتضى الاستخلاف والابتلاء أن يرانا ولا نراه .
وهو سبحانه أيضا الظاهر المعين الذي أقام الخلائق وأعانهم ورزقهم، ودبر أمرهم وهداهم سبلهم فهو المعين للخلائق على المعنى العام وهو نصير الموحدين من عباده على المعنى الخاص .
ومن الدعاء باسمه الظاهر ما ثبت من حديث البراء بن عازب t أن النبي  قال له: (إذَا أتيْت مضْجَعكَ فتوَضَّأ وُضوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثم اضْطَجِعْ على شِقكَ الأيْمنِ، ثم قلِ: اللهم أسْلمْت وَجْهِي إليْكَ، وَفوَّضْت أمْرِي إليْكَ وَألجَأت ظَهْري إليْكَ، رَغبَة وَرَهْبَة إليْكَ، لاَ ملجَأ وَلاَ منجَا منكَ إلاَّ إليْكَ، اللهم آمنت بِكِتابكَ الذي أنزَلت، وَبِنبِيِّكَ الذي أرسَلت، فإن مت من ليْلتِكَ فأنت على الفِطرَةِ وَاجْعلهُن آخِرَ ما تتكَلم به) ( ).
وصح من حديث شداد بن أوس t أنه قال: (كَان رَسول اللهِ  يُعلمنا أن نقول: اللهُم إني أسْألكَ الثبَات في الأمْرِ، وَأسْألكَ عزِيمة الرُّشدِ وَأسْألكَ شُكْرَ نِعْمتكَ وَحُسْن عبَادَتِكَ، وَأسْألكَ لِسَانًا صَادِقا وَقلبًا سَلِيمًا وَأعوذُ بِكَ من شرِّ ما تعْلم وَأسْألكَ من خَيْرِ ما تعْلم، وَأسْتغفِرُكَ مما تعْلم إنكَ أنت علاَّم الغُيُوبِ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الظاهر إيمانه بقدرة الله في الأشياء، وأنه الظاهر الذي استوى على عرشه في السماء، وأنه المهيمن على سائر الأشياء، وأنه سبحانه منفرد بالخلق والتدبير، وقائم بالملك والتقدير، وإذا نظر العبد إلى وجوه الحكمة في إظهار الأسباب وتصريفها وابتلاء العباد بتقليبها أخذ بها على وجه الضرورة واللزوم لإيقاع الأحكام على المحكوم، فمن وافق الشرائع والسنن استحق من الله الثواب، ومن خالف وابتدع استحق منه العقاب، وكل عبد سيلاقي ما دون في أم الكتاب .
وطالما أن الله  غالب على أمره وظاهر فوق خلقه، فإن مراده سينفذ في ملكه، ولن يخرج ذلك عن كمال عدله، فكان ابتلاء العباد من خلال دعوتهم للإيمان بتوحيد الربوبية من جهة، وإلزامهم بتوحيد العبودية من جهة أخرى .
17 - البَاطِن 
قال تعالى:  هُوَ الأوَّل وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شيْءٍ علِيمٌ  ، وصح أن النبِي  قال: (وَأنت البَاطِنُ فليْسَ دُونكَ شيء) ( ) .
والباطن سبحانه هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يرى في الدنيا، احتجب بذاته عن أبصار الناظرين لحكمة أرادها في الناس أجمعين، فالله يُرى في الآخرة ولا يرى في الدنيا لأنه شاء أن تقوم الخلائق على معنى الابتلاء، ولو رأيناه في الدنيا وانكشف عنا الغطاء؛ لتعطلت حكمة الله في تدبيره الأشياء، فكيف يتحقق الإيمان بالله ونحن نراه؟ وكيف تستقيم الشرائع إلا في الاتباع ومخالفة العبد هواه ؟
وإذا كان الله  لا يرى في الدنيا ابتلاءا فإنه يرى في الآخرة إكراما وجزاءا، إكراما لأهل طاعته، وزيادة في النعيم لأهل محبته، والله  مع أنه الباطن الذي احتجب عن أبصار الناظرين لجلاله وحكمته وكماله وعزته وسبحاته وعظمته إلا أن حقيقة وجوده نور يضيء بصائر المؤمنين، فهو القريب المجيب الذي يسمع دعاء الخلائق أجمعين .
ومن الدعاء باسمه الباطن ما تقدم في الأسماء السابقة، وكذلك الدعاء: اللهم اغفر لي مغفرة ظاهرة وباطنه لا تغادر ذنبا، اللهم احفظني في ولدي .. ويسمي ما يشاء .
وهذا دعاء نبوي رواه الترمذي وحسنه الألباني من حديث ابن عباس t أنه قال: (قال رَسول الله  لِلعبَّاسِ: إذَا كَان غدَاةُ الإثنيْنِ فأتني أنت وَوَلدُكَ حَتى أدْعوَ لهُمْ بِدَعْوَةٍ يَنفعكَ الله بها وَوَلدَكَ، فغدَا وَغدَونا معهُ وَأَلبَسَنا كِسَاءً ثم قال: اللهم اغفر للعبَّاسِ وَوَلدِهِ مغفِرَة ظَاهِرَة وَبَاطِنة لاَ تغادِرُ ذَنبًا، اللهم احفظهُ في وَلدِهِ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الباطن إقراره ويقينه أن الله  هو الذي يقدر الأمور ويدبرها، وأن الأسباب التي أظهرها بحكمته هي كالآلة بيد صانعها والله من ورائهم محيط، هو الباطن القادر الفاعل حقيقة الذي استتر عن خلقه بلطائف القدرة وخفايا المشيئة، فالموحد يشهد الأولية من الله في كل شيء، والآخرية بعد كل شيء، والعلو والفوقية فوق كل شيء، والقرب والدنو دون كل شيء.
سبق كل شيء بأوليته، وبقى بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماءُ سماءً، ولا أرضُ أرضا، ولا يحجب عنه ظاهرُ باطنا، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب، والسر عنده علانية، لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا .
18 - السَّميع 
قال تعالى:  ليْسَ كَمثلِهِ شيْءٌ وَهُوَ السَّميع البَصِيرُ  .
والسميع  هو المتصف بالسمع كوصف ذات والإسماع كوصف فعل. والسمع وصف ذاتي حقيقي نؤمن به على ظاهر الخبر في حقه، وظاهر الخبر في حقه ليس كالظاهر في حق البشر، لأننا ما رأينا الله  أو كيفية سمعه، وما رأينا مثيلا لذاته ووصفه، وهو سبحانه يسمع السر وأخفى .
أما الإسماع لغيره كوصف فعل لله  فلأنه يتعلق بمشيئته سبحانه كما قال:  إن الله يُسْمع من يَشاءُ  .
وقد يكون وصف الفعل على المعنى الخاص الذي فيه إجابة الدعاء، كما صح عن النبي  مرفوعا: (وَإذَا قال سَمع الله لِمن حَمدَهُ فقولوا رَبَّنا لك الحَمْدُ) ( ) .
ومن الدعاء باسمه السميع ما ورد في قوله :  رَبِّ هَب لِي من لدُنكَ ذرِّيَّة طَيِّبَة إنكَ سَميع الدُّعاءِ  :  رَبَّنا تقبَّل منا إنكَ أنت السَّميع العلِيم  .
وصح أن رسول الله  كَان إذَا قام من الليْلِ كَبَّرَ ثم يَقول: (سبحَانكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ وَتبَارَكَ اسْمكَ وَتعالى جَدُّكَ وَلاَ إلهَ غيْرُكَ، ثم يَقول: لاَ إلهَ إلاَّ الله، ثلاَثا ثم يَقول: الله أكْبَرُ كَبِيرًا ثلاَثا، أعوذُ بِالله السَّميعِ العلِيم من الشيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ وَنفخِهِ وَنفثِهِ، ثم يَقرَأ) ( ) .
وثبت أن رسول الله  كان يقول: (اللهُم إني أعوذُ بِكَ من قلبٍ لاَ يَخشع، وَدُعاءٍ لاَ يُسْمع، وَمن نفسٍ لاَ تشبَع، وَمن عِلمٍ لاَ يَنفع أعوذُ بِكَ من هَؤُلاَءِ الأربَعِ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه السميع يقينه أن الله  من فوق عرشه يسمع كل صغيرة وكبيرة في خلقه، وأنه سبحانه متوحد في سمعه وبصره، له الكمال المطلق في وصفه، عليم بسره ونجواه، فلا يسمع إلا ما يحبه الله ويرضاه ويراقبه ويخشاه، ولا يخاف من أحد سواه .
19 - البَصِير 
قال تعالى:  فاسْتعِذْ بِاللهِ إنهُ هُوَ السَّميع البَصِيرُ  .
والبصير  هو المتصف بالبصر، والبصر صفة من صفات ذاته تليق بجلاله يجب إثباتها لله دون تمثيل أو تكييف، أو تعطيل أو تحريف، فهو الذي يرى عالم الغيب والشهادة، ويرى الأشياء كلها مهما خفيت أو ظهرت ومهما دقت أو عظمت .
وهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة، يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويرى نياط عروقها ومجاري القوت في أعضائها .
وهو البصير الذي ينظر للمؤمنين بكرمه ورحمته، ويمن عليهم بنعمته وجنته، ويزيدهم كرما بلقائه ورؤيته، ولا ينظر إلى الكافرين إيقاعا لعقوبته، فهم مخلدون في العذاب محجوبون عن رؤيته .
ومن الدعاء باسمه البصير ما ورد في دعائه : (اللهم اجْعل فِي قلبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعل فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعل فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعل من خَلفِي نُورًا، وَمن أمامي نُورًا، وَاجْعل من فوقِي نُورًا وَمن تحتِي نُورًا، اللهم أعْطِنِي نُورًا) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه البصير هو ارتقاء العبد لمرتبة الإحسان، وتأثره الدائم بكمال المراقبة، كما صح من حديث عمر t أن النبي  قال عن الإحسان: (أن تعْبدَ اللهَ كَأنكَ ترَاهُ، فإن لمْ تكُن ترَاهُ فإنهُ يَرَاكَ) ( ).
فوجب على العبد أن يراقب ربه في طاعته، ويوقن أنه من فوق عرشه بصير بعبادته، عليم بإخلاصه ونيته، قال :  وَقل اعْملوا فسَيَرَى اللهُ عملكُمْ وَرَسولهُ وَالمؤْمنُون  ، ومن توحيد الله في اسمه البصير أن ننظر في خلق الله وآثار صنعته، وكمال قدرته وبالغ حكمته، وغير ذلك من الأسباب الظاهرة وأن نعتبر بفعله في الأمم الغابرة .
20 - الموْلَى 
قال تعالى:  وَاعْتصِموا بِاللهِ هُوَ مولاكُمْ فنِعْم المولى وَنِعْم النصِيرُ  .
والمولى سبحانه هو من يركن إليه الموحدون ويعتمد عليه المؤمنون في الشدة والرخاء والسراء والضراء .
والله  جعل ولايته للموحدين مشروطة بالاستجابة لأمره، والعمل في طاعته وقربه، والسعي إلى مرضاته وحبه، فقد صح في الحديث القدسي: (إن اللهَ قال: من عادَى لِي وَلِيًّا فقدْ آذَنتهُ بِالحَربِ، وَما تقرَّبَ إليَّ عبدِي بِشيءٍ أحَبَّ إليَّ مما افترَضْت عليْهِ، وَما يَزَال عبدِي يَتقرَّب إليَّ بِالنوَافِلِ حَتى أحِبَّهُ، فإذَا أحبَبتهُ كُنت سَمْعهُ الذي يَسْمع به، وَبَصَرَهُ الذي يُبصِرُ به، وَيَدَهُ التِي يَبطُشُ بها وَرِجْلهُ التِي يَمْشِي بها، وَإن سَألنِي لأعْطِيَنهُ، وَلئِنِ اسْتعاذَنِي لأعِيذَنهُ، وَما ترَدَّدْت عن شيءٍ أنا فاعِلهُ ترَدُّدِي عن نفسِ المؤْمنِ، يَكْرَهُ الموت وَأنا أكْرَهُ مسَاءَتهُ) ( ) .
ومن الدعاء باسم الله المولى قوله :  رَبَّنا لا تؤَاخِذْنا إن نسِينا أو أخطَأنا رَبَّنا وَلا تحمل عليْنا إصْرا كَما حَملتهُ على الذين من قبلِنا رَبَّنا وَلا تحَملنا ما لا طَاقةَ لنا به وَاعْفُ عنا وَاغفِر لنا وَارحَمْنا أنت مولانا فانصُرنا على القوم الكَافِرِين  ، وقوله:  قل لن يُصِيبَنا إلا ما كَتبَ الله لنا هُوَ مولانا وَعلى الله فليَتوَكَّلِ المؤْمنُون  ، وصح عن رسول الله  أنه قال: (اللهم إني أعوذُ بِكَ من العجْزِ وَالكَسَلِ وَالبخلِ وَالجُبنِ وَالهَرَم وَعذَابِ القبرِ، اللهم آتِ نفسي تقوَاهَا، وَزَكِّهَا أنت خَيْرُ من زَكَّاهَا، أنت وَلِيُّهَا وَمولاَهَا، اللهم إني أعوذُ بِكَ من قلبٍ لاَ يَخشع، وَمن نفس لاَ تشبَع، وَعِلمٍ لاَ يَنفع، وَدَعْوَةٍ لاَ يستجَاب لهَا) ( ).
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المولى أن يجاهد نفسه في طاعة مولاه، فلا يعصي له أمرا ولا يرد له خبرا، فيثبت ما أثبته الله لنفسه من كمال اسمه ووصفه، وما أثبته رسوله  وهذا مقتضى تعظيم العبد لربه في اسمه المولى .
ومن آثار الاسم على العبد تقوى الله فيمن ولاه عليهم وابتلاه بهم من الرعية، فقد صح أن رسول الله  قال: (إذَا صَنع لأحَدِكُمْ خَادِمهُ طَعامهُ ثم جَاءَهُ به وَقدْ وَلي حَرَّهُ وَدُخَانهُ فليُقعِدْهُ معهُ فليَأْكُل، فإن كَان الطَّعام منشفوها قليلا فليَضَعْ فِي يَدِهِ منهُ أكْلة أو أكْلتيْنِ) ( ) .
وصح أيضا أنه قال: (اللهم من وَليَ من أمْرِ أمتي شيْئًا فشق عليْهِمْ فاشقق عليْهِ، وَمن وَلي من أمْرِ أمتي شيْئًا فرَفق بهمْ فارفُق به) ( ) .
21 - النصِيرُ 
قال تعالى:  وَاعْتصِموا بِاللهِ هُوَ مولاكُمْ فنِعْم المولى وَنِعْم النصِيرُ  .
والنصير سبحانه هو الذي ينصر رسله وأنبياءه، وينصر أولياءه على أعدائهم في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وهو الذي ينصر المستضعفين ويرفع الظلم عن المظلومين، ويجير المضطر إذا دعاه، وهو حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه، يؤيد بنصره من يشاء، ولا غالب لمن نصره ولا ناصر لمن خذله، فمن تولاه وتولى شرعه واستنصر به، وتوكل عليه، وانقطع بكليته إليه تولاه وحفظه وصانه وحرسه، ومن خافه واتقاه آمنه مما يخاف ويحذر، وجلب إليه كل ما يحتاج إليه وأكثر .
ومن الدعاء باسمه النصير ما ورد في قوله تعالى:  رَبَّنا أفرِغ عليْنا صَبرا وَثبت أقدَامنا وَانصُرنا على القوم الكَافِرِين  .
وقوله:  رَبَّنا اغفِر لنا ذُنُوبَنا وَإسْرَافنا فِي أمْرِنا وَثبِّت أقدَامنا وَانصُرنا على القوم الكَافِرِين  .
وثبت أن النبي  كان يدعو فيقول: (اللهم أنت عضُدِي وَنصِيرِي، بِكَ أحُول وَبِكَ أصُول وَبِكَ أقاتِل) ( ) . (اللهم منزِل الكِتابِ وَمجْرِي السَّحَابِ وَهَازِم الأحزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانصُرنا عليْهِمْ) ( ). (اللهم متعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَاجْعلهُما الوَارِث مني، وَانصُرنِي على من يَظلِمنِي وَخُذْ منهُ بِثأْرِي) ( ).
(رَبِّ أَعِني وَلاَ تعِن علي، وَانصُرنِي وَلاَ تنصُر علي وَامْكُر لِي وَلاَ تمكُر علي، وَاهْدِنِي وَيَسِّر هُدَاي إلي، وَانصُرنِي على من بَغى علي) ( ) .
(اللهم اقسِمْ لنا من خَشيَتِكَ ما يَحُول بَيْننا وَبَيْن معاصِيكَ، وَمن طَاعتِكَ ما تبَلغُنا به جَنتكَ، وَمن اليَقِينِ ما تهَوِّنُ به عليْنا مصِيبَاتِ الدُّنيَا، وَمتعْنا بِأسْماعِنا وَأبصَارِنا وَقوَّتِنا ما أحيَيْتنا، وَاجْعلهُ الوَارِث منا، وَاجْعل ثأْرَنا على من ظَلمنا، وَانصُرنا على من عادَانا، وَلاَ تجْعل مصِيبَتنا في دِينِنا، وَلاَ تجْعلِ الدُّنيَا أكْبَرَ هَمنا وَلاَ مبلغ عِلمنا، وَلاَ تسَلط عليْنا من لاَ يَرحَمنا) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه النصير أن ينصر حزب الله ورسوله ، ليقينه بنصر الله لهم، وأن الغلبة كتبها لهم، ولو طال الامتحان والابتلاء، فالموحد يقرن نصره بصبره، ويثبت على منهج نبيه ، ولا ييأس من النصر مهما طال الصبر .
22 - العفوُّ 
قال تعالى:  إن اللهَ لعفوٌّ غفورٌ  ، وصح من حديث عائِشةَ رضي الله عنها أنها قالت: (يَا رَسول اللهِ أرَأيْت إن وَافقت ليْلةَ القدرِ ما أدعو ؟ قال: تقولِين: اللهُم إنكَ عفوٌّ تحِب العفوَ فاعْفُ عني) ( ).
والعفوُّ سبحانه هو الذي يحب العفو والستر، ويصفح عن الذنوب مهما كان شأنها، ويستر العيوب ولا يحب الجهر بها، يعفو عن المسيء كَرَمًا وإحسانًا، ويفتح واسع رحمته فضلا وإنعاما حتى يزول اليأس من القلوب، وتتعلق في رجائها بعلام الغيوب .
ومن الدعاء باسمه العفو ما ورد في قوله تعالى:  رَبَّنا لا تؤَاخِذْنا إن نسِينا أو أخطَأْنا رَبَّنا وَلا تحمل عليْنا إصْرا كَما حَملتهُ على الذين من قبلِنا رَبَّنا وَلا تحَملنا ما لا طَاقةَ لنا به وَاعفُ عنا وَاغفِر لنا وَارحَمْنا أنت مولانا فانصُرنا على القوم الكَافِرِين  .
ومن دعاء النبي : (اللهُم إنكَ عفُوٌّ تحِب العفوَ فاعْفُ عني) (اللهُم إني أسْألكَ العافِيَةَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، اللهُم إني أسْألكَ العفوَ وَالعافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنيَاي وَأهْلِي وَمالِي) ( ).
ومن دعاء النبي عند الصلاة على الميت: (اللهُم اغفِر لهُ وَارحَمْهُ، وَعافِهِ وَاعْفُ عنهُ وَأكْرِمْ نُزُلهُ، وَأوسِعْ مدْخَلهُ، وَاغسِلهُ بِالماءِ وَالثلجِ وَالبَرَدِ، وَنقهِ من الخَطَايَا كَما يُنقى الثوب الأبيَضُ من الدَّنسِ) ( ) .
ومن دعاء أبي بكر الصديق t: (أسْأل اللهَ العفوَ وَالعافِيَةَ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه العفو أن يعفو عمن ظلمه، ويعرض عن الجاهلين، وييسر على المعسرين طلبا لعفو الله عند لقائه، وقد وجه النبي  أئمة المسلمين وولاتهم إلى درء الشبهة عن المحكومين؛ لأن الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة .
23 - القدِير 
قال الله تعالى:  يَخلق ما يَشاءُ وَهُوَ العلِيم القدِيرُ  .
والقدير سبحانه هو الذي يتولى تنفيذ المقادير ويخلقها على ما جاء في سابق التقدير؛ فمراتب القدر أربع مراتب، العلم والكتابة والمشيئة والقدرة التي بها يخلق الأشياء، فالمرتبة الأولى تناسب اسمه القادر، والرابعة تناسب اسمه القدير فالقادر سبحانه هو الذي يقدر المقادير في علمه، أو هو الذي قدر كل شيء قبل تصنيعه وتكوينه، ونظم أمور الخلق قبل إيجاده وإمداده، فالقادر يدل على التقدير في المرتبة الأولى.
أما القدير فيدل على القدرة وتنفيذ المقدر في المرتبة الرابعة، فالقدير هو الذي يخلق وفق سابق التقدير، والقدر من التقدير والقدرة معا، فبدايته في التقدير ونهايته في القدرة وحصول المقدر، كما قال الله تعالى:  وَكَان أمْرُ اللهِ قدَرا مقدُورا  .
ومن الدعاء باسمه القدير ما صح من حديث عبادة بن الصامت t أنِ النبي  قال: (من تعارَّ من الليْلِ فقال: لاَ إلهَ إلا الله وَحدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ، لهُ الملكُ، وَلهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُل شيْءٍ قدِيرٌ؛ الحَمْدُ للهِ، وَسبحَان الله، وَلاَ إلهَ إلا الله وَالله أكْبَرُ، وَلاَ حَول وَلاَ قوَّةَ إلا بِالله؛ ثم قال، اللهم اغفِر لي، أو دَعا اسْتجِيبَ، فإن توَضَّأ وَصَلى قبِلت صَلاَته) ( ) .
وصح من حديث ابن مسعود t أن رسول اللهِ  كان إذا أمسى قال: (أمْسَيْنا وَأمْسَى الملكُ للهِ، وَالحَمْدُ للهِ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ، لهُ الملكُ وَلهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُل شيْءٍ قدِيرٌ، اللهُم أسْألكَ خَيْرَ هَذهِ الليْلةِ، وَأعوذُ بِكَ من شرِّ هَذهِ الليْلةِ وَشرِّ ما بَعْدَهَا، اللهُم إني أعوذُ بِكَ من الكَسَلِ وَسوءِ الكِبَرِ، اللهُم إني أعوذُ بِكَ من عذَابٍ فِي النارِ وَعذَابٍ في القبرِ) ( ) .
ومن الدعاء النبوي الثابت: (اللهم بِعِلمكَ الغيْبَ وَقدْرَتِكَ على الخَلقِ، أحيني ما علِمْت الحَيَاةَ خَيْرًا لي، وتوفني إذَا علِمْت الوَفاة خَيرًا لي، اللهم وَأسْألكَ خَشيَتكَ في الغيْبِ وَالشهَادَةِ، وَأسْألكَ كَلِمةَ الحَق في الرِّضَا وَالغضَبِ، وَأسْألكَ القصْدَ في الفقرِ وَالغِنى، وَأسْألكَ نعيمًا لاَ يَنفدُ، وَأسْألكَ قرَّةَ عيْنٍ لاَ تنقطِع، وَأسْألكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ القضَاءِ وَأسْألكَ بَردَ العيْشِ بَعْدَ الموتِ، وَأسْألكَ لذةَ النظَرِ إلى وَجْهِكَ وَالشوق إلى لِقائِكَ في غيْرِ ضَرَّاءَ مضِرةٍ وَلا فِتنةٍ مضِلةٍ، اللهم زَيِّنا بِزِينةِ الإيمانِ، وَاجْعلنا هُدَاة مهْتدِين) ( ) .
وثبت عن النبي  من حديث جابر  أنه قال: (كَان رَسول اللهِ يُعلمنا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأمورِ كَما يُعلمنا السورَةَ من القرآنِ يَقول: إذَا هَم أحَدُكُمْ بِالأمْرِ فليَركَعْ رَكْعتيْنِ من غيْرِ الفرِيضَةِ ثم لِيَقلِ اللهُم إني أسْتخِيرُكَ بِعِلمكَ وستقدرك بِقدْرَتِكَ، وَأسْألكَ من فضْلِكَ العظِيم، فإنكَ تقدِرُ وَلاَ أقدِرُ وَتعْلم وَلاَ أعْلم وَأنت علاَّم الغُيُوبِ، اللهُم إن كُنت تعْلم أن هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمعاشِي وَعاقِبَةِ أمْرِي فاقدُرهُ لِي وَيَسِّرهُ لِي ثم بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإن كُنت تعْلم أن هَذَا الأمْرَ شرٌّ لِي فِي دِينِي وَمعاشِي وَعاقِبَةِ أمْرِي فاصْرِفهُ عني وَاصْرِفنِي عنهُ، وَاقدُر لِي الخَيْرَ حَيْث كَان ثم أرضِنِي، قال: وَيُسَمي حَاجَتهُ) ( ).
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه القدير يقينه بأن القضاء والقدر أمر واقع محتوم، وذلك لا يعني أنه مجبر مظلوم، فهو في دار ابتلاء مخير في فعله، محاسب على ذنبه، وأن الابتلاء له وجهان: وجه يتعلق بقدرة الله وفعله بنا، ووجه يتعلق بفعلنا تجاه فعله، ومدى التزامنا بأمره وشرعه، فإذا أيقن العبد بذلك ظهرت آثار الإيمان على حركاته وسكناته، فلن يحتج بالقدر على عصيانه ومخالفاته، لعمله ويقينه أن التقدير المحكم لا بد بالضرورة أن يسبق التخليق والتصنيع، وأن الله  أحكم للمخلوقات غاياتها، وقضى في اللوح أسبابها ومعلولاتها، فلن يتغير بنيان الخلق إلا بعد استكماله وتمامه، ولن يتبدل سابق الحكم في سائر الملك إلا بقيامه وكماله، وتلك مشيئة الله في خلقه .
24 - اللطيفُ 
قال تعالى:  ألا يَعْلم من خَلق وَهُوَ اللطِيفُ الخَبِيرُ  .
وصح من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي  قال لها: (لتخبِرِينِي أو ليُخبِرَني اللطِيفُ الخبِيرُ) ( ) .
واللطيف سبحانه هو الذي اجْتمع له العلم بدَقائق المصَالح وإيصَالها إلى من قدرها له من خَلقه مع الرفق في الفِعل والتنفيذ، والله سبحانه لطيف بعباده رفيق بهم قريبٌ منهم، يعامل المؤمنين بعطف ورأفة وإحسان، ويدعو المخالفين إلى الإنابة والتوبة والغفران، مهما بلغ بهم الذنب والجرم والعصيان، وهو لطيف بعباده يعلم دقائق أحوالهم، ولا يخفى عليه شيء مما في صدورهم .
واللطيف أيضا هو الذي ييسر للعباد أمورهم ويستجيب منهم دعائهم فهو المحسن إليهم في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، فنعمه عليهم سابغة ظاهرة لا يحصيها العادون، ولا ينكرها إلا الجاحدون، وهو الذي يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون، كما أنه يحاسب المؤمنين حسابا يسيرا بفضله ورحمته، ويحاسب غيرهم من المخالفين وفق عدله وحكمته .
ومن الدعاء القرآني باسمه اللطيف ما ورد في قوله تعالى عن يوسف :  إن رَبِّي لطِيفٌ لِما يَشاءُ إنهُ هُوَ العلِيم الحَكِيم  ‌.
اللهم إنك لطيف لما تشاء، وأنت العليم الحكيم، ارفع عني البلاء والشقاء، وأعذني من الشيطان الرجيم .
(اللهم الطف بي في تيسير كل عَسير؛ فإن تيسير كل عَسير عَليك يَسير، وأسألك اليُسْر والمعافاة في الدنيا والآخرة) ( ).
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه اللطيف أن يتلطف للمسلمين، ويحنو على اليتامى والمساكين، ويسعى للوفاق بين المتخاصمين، وينتقي لطائف القول في حديثه مع الآخرين، ويبش في وجوههم، ويحمل قولهم على ما يتمناه من المستمعين؛ فإن الظن أكذب الحديث، وقد ذم الله أناسا من المنافقين اتهموا أم المؤمنين رضي الله عنها بفرية باطلة، فرفع الله قدرها ورد كيديهم لها، وقد كان النبي  لطيفا بأهله رحيما بهم .
وثبت أن رسول اللهِ  قال: (ألاَ أخبِرُكمْ بِمن يَحرُم على النارِ أو بِمن تحرُم عليْهِ النارُ على كل قرِيبٍ هَيِّن ليِّنٍ سَهْل) ( )، ومن حديث عبد اللهِ بن الحارث t قال: (ما رَأيت أحَدًا أكثرَ تبَسمًا من رَسول اللهِ ) ( ) .
25 - الخبيرُ 
قال تعالى:  وَهُوَ القاهِرُ فوق عِبَادِهِ وَهُوَ الحَكِيم الخَبِيرُ  .
والخبير سبحانه هو العالِم بما كَان، وما هو كائن، وما سيكون، وما لو كان كيف يكون وليس ذلك إلا لله ، فهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يتحرك متحرك ولا يسكن إلا بعلمه، ولا تستقيم حياته إلا بأمره .
ومن الدعاء باسمه الخبير: اللهم يا خبير يا بصير، سبحانك وبحمدك، توكلت عليك في مسألتي وأنت عليم بذنبي، فاغفر لي وعافني ويسر أمري .. ويسمي ما يشاء من حوائجه .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الخبير اعتماده على تدبير ربه في كل صغيرة وكبيرة من أمره، فطالما آمن العبد بأن الله خبير، سلم له في جميع شئونه مطلق التدبير، وهذا شأن أهل التوحيد واليقين ألا يخالفوا مراد الله وتدبيره، بل يسلموا إليه أمورهم ثقة في كمال تدبيره، سواء كان تدبيرا كونيا على مقتضى حكمته في ترتيب الابتلاء، أو كان تدبيرا شرعيا يتعلق بما أمرهم به أو نهاهم أو ندبهم أو دعاهم، فلا ينازعون الله في تدبيره وشرعه، ويسلمون بالرضا لقضائه وقدره؛ ليقينهم أنه  الملك الخبير القادر القدير، القابض على نواصي الخلق والمتولي شئون الملك، وتيقنهم مع ذلك أنه الحكيم في أفعاله وأنها لا تخرج عن العدل والحكمة والفضل والرحمة، فالذي وحد الله في اسمه الخبير يختار الله وكيلا كفيلا، والله  إذا تولى أمر عبد بجميل عنايته كفاه وأغناه وأسعده في الدنيا والآخرة .
26 - الوترُ 
قال رسول : (لله تِسعَة وتِسعُون اسمًا مِائَة إلا واحِدًا، لاَ يَحْفظهَا أحدٌ إِلا دَخل الجَنة، وهو وترٌ يُحِبُّ الوتر) ( ) .
وصح من حديث علي t أنه قال: أوترَ رَسُول الله  ثمَّ قال: (يَا أهل القرآنِ أوتِرُوا، فإِن اللهَ  وِترٌ يُحِبُّ الوِترَ) ( ) .
والوتر سبحانه هو الواحد الذي لا يتشفع بشريك، انفرد عن خلقه فجعلهم شفعا، لا تعتدل المخلوقات ولا تستقر إلا بالزوجية، ولا تهنأ على الفردية والأحدية، فالرجل لا يهنأ إلا بزوجته ولا يشعر بالسعادة إلا مع أسرته، فيراعى في قراره ضروريات أولاده وزوجته، ولا يمكن أن تستمر الحياة التي قدرها الله على خلقه بغير الزوجية، حتى في تكوين أدق المواد الطبيعية، كل ذرة تتزاوج مع أخواتها، سواء كانت سالبة أو موجبة، فهذه بناية الخلق بتقدير الحق، بنيت على الزوجية والشفع، أما ربنا  فذاته وصفاته وترية، وهو سبحانه العزيز بلا ذل، والقدير بلا عجز، والقوي بلا ضعف، والعليم بلا جهل، وهو الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام .
ومن الدعاء بما يناسب اسمه الوتر: (اللهمَّ إني أسألكَ يَا ألله بأنكَ الواحِدُ الأحد الصَّمَدُ الذِي لمْ يَلدْ ولمْ يُولدْ، ولمْ يَكُن له كُفوا أحدٌ أن تغفرَ لي ذنوبي، إنكَ أنت الغفورُ الرَّحِيم) ( ) .
الحمد لله الواحد الأحد الوتر الصمد الذِي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، اللهم إني أسألك باسمك الوتر أن تجعلني من الموحدين، وأن تلحقني بالصالحين .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الوتر محبته للتوحيد والوترية في كل قول أو فعل، فيغتسل وترا، ويستجمر وترا، ويستنثر وترا، ويجعل آخر صلاته بالليل وترا، وإذا اكتحل فليكتحل وترا، ويغسل الميت وترا، ويأكل التمرات وترا، ويشرب وترا، وصح أن رسول الله  قال لأنس : (إِذا اشتكيْت؛ فضَعْ يَدَكَ حيْث تشتكِي وقل: بسمِ الله أعُوذ بعِزةِ الله وقدْرَته مِن شرِّ مَا أجِدُ مِن وجعي هَذا، ثمَّ ارفعْ يَدَكَ، ثمَّ أعِدْ ذلكَ وِترًا) ( ) .
27- الجَميلُ 
صح من حديث ابن مسعود t أن النبي  قال: (إِن اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَال) ( ) .
والجميل سبحانه هو المتصف بالجمال المطلق في الذات والأسماء والصفات والأفعال، وصح عن النبي  أنه قال: (حِجَابه النورُ لو كَشفه لأحْرَق سُبُحات وجْهه مَا انتهى إِليْه بَصَرُه مِن خلقه) ( ) .
أما جمال الذات وكيفية ما هو عليه فأمر لا يدركه سواه ولا يعلمه إلا الله، وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرف بها إلى من أكرمه من عباده، وأما جمال صفاته فكلها صفات كمال، وأفعاله كلها حكمة، ومصلحة وعدل ورحمة، وأما جمال الأسماء فتبارك ربنا في أسمائه الحسنى .
ومن الدعاء بما يناسب اسمه الجميل: (اللهم اغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وأكرمني بالتقوى وجملني بالعافية) ( )، (اللهم َأسألكَ لذة النظرِ إِلى وجْهكَ والشوق إلى لقائِكَ في غيْرِ ضَرَّاءَ مضِرةٍ ولاَ فِتنة مضِلةٍ، اللهمَّ زَيِّنا بزينة الإيمَانِ واجْعَلنا هدَاة مهتدِين) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الجميل اتصافه بجمال المظهر والجوهر، أما جمال المظهر فقد صح أن النبي : (إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ويبغض البؤس والتباؤس) ( ) .
وجمال المظهر يفسده العجب والتكبر، أما جمال الجوهر فله الأسبقية على المظهر، وهو حسن الاعتقاد في الله، وأن الجمال الحقيقي أن يفهم العبد حقيقة الحياة، فيستعين بالله في كمال العبودية، ويرضى بما قسمه له في باب الربوبية، وأن الجلال المطلق القائم على الكمال والجمال إنما هو لله وحده .
28- الحَييُّ 
صح من حديث يَعْلى بن أمية t أن رسول الله  قال: (إن اللهَ  حيِىٌّ سِتيرٌ يُحِبُّ الحيَاءَ والسَّترَ فإذا اغتسَل أحدُكُمْ فليَستتر) ( ) .
وثبت من حديث سلمان t أن رسول الله  قال: (إن رَبَّكُمْ تبَارَكَ وتعَالى حيي كَريمٌ يَستحْيي مِن عَبْدِه إذا رَفعَ يَدَيْه إليْه أن يَرُدَّهما صِفرًا) ( ) .
والحيي سبحانه هو الذي تكفل بعباده وضمن أرزاقهم، يسمع دعاءهم ولا يخيب رجاءهم، وهو الذي يوفق أولياءه إلى الطاعة والإيمان، ويعصمهم من هوى النفس ووسواس الشيطان، وهو الذي يقبل توبة المذنبين من عباده مهما عظمت ذنوبهم ما لم تغرر النفس أو تطلع الشمس من مغربها، يحب الستر فيسترها عليهم، ويدعوهم إلى الحياء منه، لأنه ليس لهم ملجأ سواه، ولا رب لهم إلا الله، وحياء الرب تعالى لا تدركه الإفهام، ولا تكيفه العقول فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال .
ومن الدعاء بمقتضى اسم الله الحيي: اللهم إنك حيي كريم، رفعت يدي إليك فلا تردني خائبا، اللهم إني لا أمل من دعائك، ولا أيأس من رجائك فزدني من كرمك وعطائك، اللهم اغفر ذنوبي، واستر عيوبي، واحفظني بحفظك وحيائك فإنك حيي ستير تحب الحياء والستر.
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الحيي أن تكون حلية العبد وزينته ولباسه بعد تقوى الله الحياء، فقد صح أن رسول الله  قال: (مَا كَان الفحْشُ فِي شيْءٍ إلا شانه، ومَا كَان الحيَاءُ فِي شيءٍ إلا زَانه) ( ) .
وثبت عن ابن مسعود t أن رسول الله  قال: (استحْيُوا مِن الله حق الحيَاءِ، قلنا: يَا رَسُول الله إنا لنستحْيي والحمْدُ لله، قال: ليْسَ ذاكَ، ولكن الاِستِحْيَاء مِن الله حق الحيَاءِ أن تحْفظ الرَّأسَ ومَا وعَى، وتحْفظ البَطن ومَا حوى، وتتذكَّرَ الموت والبلى، ومَن أرَادَ الآخِرَة ترَكَ زينة الدُّنيَا، فمَن فعَل ذلكَ فقدِ استحْيَا مِن الله حق الحيَاءِ) ( ) .
29- السِّتيرُ 
صح عن النبي  أنه قال: (إن اللهَ  حليمٌ حيي سِتيرٌ، يُحِبُّ الحيَاءَ والسَّترَ) ( )، وتقدم الدليل أيضا مقرونا مع اسم الله الحيي .
والستير سبحانه هو الذي يحب الستر ويبغض القبائح، ويأمر بستر العورات ويبغض الفضائح يستر العيوب على عباده وإن كانوا بها مجاهرين ويغفر الذنوب مهما عظمت طالما كان العبد من الموحدين، وإذا ستر الله عبدا في الدنيا ستره يوم القيامة، وصح من حديث أبي هريرة t أن النبي  قال: (لاَ يَسترُ الله عَلى عَبْدٍ في الدنيَا إلا سَترَه الله يَومَ القيَامَةِ) ( ) .
وصح أيضا أنه  قال: (إن اللهَ يُدْنِي المؤمِن فيَضَعُ عَليْه كَنفه ويَسترُه فيَقول: أتعْرِف ذنبَ كَذا ؟ أتعْرِف ذنبَ كَذا ؟ فيَقول: نعَمْ أيْ رَب حتى إذا قرَّرَه بذنوبه، ورَأى في نفسِه أنه هَلك قال: سَترتها عَليْك في الدُّنيَا، وأنا أغفِرُهَا لك اليَومَ فيُعْطَى كِتابَ حسَناته، وأمَّا الكافِرُ والمنافِقون فيَقول الأشهَادُ هَؤُلاَءِ الذِين كَذبُوا عَلى رَبهمْ ألاَ لعْنة الله عَلى الظالمِين) ( ) .
ومن الدعاء باسم الله الستير ما صح من حديث ابن عمر t أنه قال: (لمْ يَكُن رَسُول الله  يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَواتِ حِين يُمْسِي وحِين يُصْبحُ: اللهمَّ إني أسألكَ العَافِيَة فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ، اللهمَّ إني أسألكَ العَفو والعَافِيَة فِي دِينِي ودُنيَاي وأهلي ومَالي، اللهمَّ استر عَورَاتِي وآمِن رَوعَاتِي، اللهمَّ احْفظنِي مِن بينِ يَدَي ومِن خلفِي، وعَن يَمِينِي وعَن شِمَالي ومِن فوقِي وأعُوذ بعَظمَتك أن أغتال مِن تحْتِي) ( ) .
(اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عني ديني) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الستير أن يستر على نفسه وغيره الحرمة، وأن يكثر من الطاعة والتهجد في الظلمة، وقد صح أن رسول الله  قال: (ومَن سَترَ مسلمًا سَترَه الله يَومَ القيَامَةِ) ( )، وقال : (كُل أمَّتِي معَافى إلا المجَاهرِين، وإن مِن المجَانة أن يَعْمَل الرَّجُل بالليْل عَمَلا، ثمَّ يُصْبح وقدْ سَترَه الله، فيَقول: يَا فلاَن عَمِلت البَارِحة كَذا وكَذا، وقدْ بَات يَسترُه رَبه ويُصْبحُ يَكْشِف سِترَ الله عَنه) ( ) .
وصح أن رسول الله  قال: (ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيْئًا ثمَّ سَترَه الله فهو إلى الله، إن شاءَ عَفا عَنه، وإن شاءَ عَاقبه) ( ) .
30- الكَبير 
قال تعالى:  عَالم الغيْب والشهَادةِ الكَبيرُ المتعال  ، وقال:  ذلكَ بأن الله هو الحق وأن مَا يَدْعُون مِن دُونه البَاطِل وأن اللهَ هو العَليُّ الكَبيرُ  .
والكبير سبحانه هو الواسع العظيم عظمة مطلقة في الذات والصفات والأفعال، فهو الذي كبر وعلا في ذاته، قال تعالى:  وسِعَ كرسِيُّه السَّمَاواتِ والأرضَ  ، وروي عن ابن عباس t أنه قال: (ما السماوات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم) ( ) .
وهو الكبير في أوصافه فلا سمي له ولا مثيل، ولا شبيه ولا نظير، وهو الكبير في أفعاله فعظمة الخلق تشهد بكماله وجلاله، وهو سبحانه المتصف بالكبرياء، ومن نازعه في وصفه قسمه وعذبه .
ومن الدعاء باسم الله الكبير: (لاَ إلهَ إلا الله وحْدَه لاَ شرِيكَ له الله أكْبَرُ كَبيرًا، والحمْدُ لله كثيرًا، سُبْحان الله رَب العَالمِين، لاَ حول ولاَ قوة إلا بالله العَزيز الحكِيمِ، اللهمَّ اغفِر لي وارحمني واهدِنِي وارزُقنِي) ( )، (الله أكْبَرُ كَبيرًا والحمْدُ لله كثيرًا وسُبْحان الله بُكْرَة وأصِيلا) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الكبير خضوعه لله بتوحيد بالعبودية، وأن يخلع عن نفسه أوصاف الربوبية، ولا ينازع ربه أو يتشبه به في الكبرياء والفوقية، فيرى ضآلة نفسه ووصفه مهما بلغت به الرياسة والحاكمية، ولا يغضب لأموره الشخصية، بل يغار إذا انتهكت حرمات الله ويتقبل النصح من آحاد الرعية، وأن يكون أمينا راعيا على قدر الأمانة والمسئولية .
وإذا أخذته العزة بأنه الكبير في أرضه والأمير على بلده تذكر أن الله  متوحد في اسمه ووصفه؛ وأنه الكبير الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك .
31- المتعَال 
قال تعالى:  عَالم الغيْب والشهَادَةِ الكَبيرُ المتعال  ، وصح من حديث ابن عمر t أن رسول الله  قال: (يَقول الله : أنا الجَبَّارُ، أنا المتكبرُ، أنا الملكُ، أنا المتعال، يُمَجِّدُ نفسَه) ( ) .
والمتعَالي سبحانه هو القاهرُ فوق عباده بقدرته التامَّةِ، فالاسم يدل على علو القهر وهو أحد معاني العلو، فالمتعالي هو المستعلي على كل شيء بقدرته، قد أحاط بكل شيء علما، وقهر كل شيء ذلا، فخضعت له الرقاب، ودانت له العباد طوعا وكرها، فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته، ليس فوقه شيء في قهره وقوته، فلا غالب له ولا منازع، ملك فوق عرشه علا بذاته وشأنه وقهره، قال تعالى:  مَا اتخذ الله مِن ولدٍ ومَا كَان مَعَه مِن إلهٍ إذا لذهَبَ كُل إلهٍ بمَا خلق ولعَلا بَعْضُهمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحان الله عَمَّا يَصِفون  .
ومن الدعاء بمعنى اسمه المتعال ما ورد في دعاء موسى :  إني عُذت برَبي ورَبكُمْ مِن كُل متكبرٍ لا يُؤمِن بيومِ الحِسَاب  .
وصح من حديث ابن مسعود t أن النبي  كان إذا خاف قوما قال: (اللهمَّ إنا نجْعلكَ فِي نحُورِهمْ ونعُوذ بكَ مِن شُرُورِهمْ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المتعال أن يخضع بفقره وذله لربه، فهو لله على الدوام ذليل خاضع، وفي جناب عزه مسكين متواضع لعلمه أن المتعال لا يدفعه عن مراده دافع، وليس له شريك ولا منازع، لا يخلع الموحد عن نفسه رداء العبودية لينازع ربه في القهر والشأن والفوقية، أو يشاركه في العلو والكبرياء وعظمة الأوصاف والأسماء، فالعلو والعظمة والعزة لا تليق إلا بالمتوحد المتعال .
32- الوَاحِدُ 
قال الله سبحانه وتعالى:  يَومَ تبَدل الأرضُ غيْرَ الأرضِ والسَّماوات وبَرَزُوا لله الواحِدِ القهار  .
الواحد سبحانه هو القائم بنفسه المنفرد بوصفه الذي لا يفتقر إلى غيره أزَلا وأبَدا، وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، كان ولا شيء معه ولا شيء قبله، ومازال بأسمائه وصفاته واحدا أولا قبل خلقه، فوجود المخلوقات لم يزده كمالا كان مفقودا، أو يزيل نقصا كان موجودا، فالوحدانية قائمة على معنى الغنى بالنفس والانفراد بكمال الوصف ، خلق الخلق بلا معين ولا ظهير، ومن انفرد بالخلق انفرد بالملك، فليس لأحد في ملكه شرك، وصلاح العالم بأسره قائم على وحدانيته في تدبير خلقه، فلو كان للعالم إلهان ربان معبودان لفسد نظامه واختلت أركانه .
ومن الدعاء باسم الله الواحد ما صح أن رَسُول الله  دَخل المسجِدَ إذا رَجُلٌ قدْ قضى صَلاَته وهو يَتشهَّدُ فقال: (اللهمَّ إني أسألكَ يَا ألله بأنكَ الواحِدُ الأحدُ الصَّمَدُ الذِي لمْ يَلدْ ولمْ يُولدْ ولمْ يَكُن له كُفوا أحدٌ أن تغفِرَ لي ذنوبي إنكَ أنت الغفورُ الرَّحِيم، فقال رَسُول الله : قدْ غفِرَ له ثلاَثا) ( ) .
وصح أيضا أن النبي  كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: (لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شرِيكَ له، له الملكُ وله الحمْدُ وهو على كل شيْءٍ قدِيرٌ، اللهمَّ لا مَانِع لما أعْطيْت ولا معْطِي لما مَنعْت، ولا يَنفعُ ذا الجَدِّ مِنك الجَدُّ) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الواحد أن يتجلى توحيده لله في كل قول أو فعل، فيكثر من ترديد الشهادة والذكر عملا بما ورد عن رسول الله  أنه قال: (مَن قال لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شرِيكَ له، له الملك وله الحمْدُ وهو على كل شيْءٍ قدِيرٌ فِي يَوم مِائة مَرَّةٍ، كَانت له عدْل عشرِ رِقابٍ وكتِبَ له مِائة حسَنة ومحِيَت عنه مِائة سَيِّئةٍ، وكَانت له حِرزًا مِن الشيْطانِ يَومَه ذلكَ حتى يُمْسِي، ولمْ يَأْتِ أحدٌ بأفضَل مِمَّا جَاءَ به إلا رَجُل عمِل أكْثرَ مِنه) ( ) .
وكذلك يكون المسلم ثابتا في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، اعتقادا منه أن أموره ترجع إلى الله  وحده لا شريك له، فيتوكل عليه، ويلجأ إليه، ويستعين به، ويعتمد عليه، فالله  هو المنفرد بالوحدانية وعلو القهر وله كمال القدرة والحكم والأمر، فمن وحد الله في هذا الاسم أدرك الغاية من خلقه، وأحسن التوكل على ربه، ولا يضره إعراض الخلق ثقة في وعد الله تعالى .
33- القهَّارُ 
قال تعالى:  قل الله خالق كل شيْءٍ وهو الواحِدُ القهار  .
والقهار سبحانه هو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء، أو باعتبار نوعية المقهور، فالله  أهلك قوم نوح وقهرهم وقهر قوم عاد وثمود، وقهر فرعون وهامان والنمرود، وقهر قوم لوط، وقهر أبا جهل والمشركين، وقهر الفرس والصليبيين، فهو سبحانه قهار لكل متكبر جبار، كثير القهر للظالمين، يقهر من نازعه في ألوهيته وعبادته وربوبيته وحاكميته وأسمائه وصفاته، وقهره سبحانه عظيم أليم .
ومن الدعاء باسم الله القهار ما صح عن رسول الله  أنه كان إذا تقلب من شدة الألم وتضور من الليل قال: (لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه القهار قهر النفس على الطاعة والإيمان، فيقهرها بالاستغفار والتوبة، ويقهر وسواس الشيطان بالاستعاذة، ويقهر الشبهة والجهل باليقين ونور العلم، ويقهر كل ظالم جبار بالاستعاذة بالله الواحد القهار . ومن أثار الاسم على المسلم أن يلين للفقراء والمستضعفين، ويحنوا على اليتامى والمساكين، ويعفو عند المقدرة عن المسيئين، وثبت أن النبي  قال: (ثلاث والذِي نفسُ محمَّدٍ بيدِه إن كنت لحالفا عليْهن، لا يَنقصُ مَال مِن صَدَقة فتصَدقوا، ولا يَعفو عبْدٌ عن مَظلمةٍ يَبْتغي بها وجْهَ الله إلا رَفعه الله بها عِزا يَومَ القيَامَةِ، ولا يَفتحُ عبْدٌ بَابَ مَسألةٍ إلا فتح الله عليْه بَابَ فقر) ( ) .
34- الحَق 
قال تعالى:  فتعالى الله الملكُ الحق لا إلهَ إلا هوَ رَبُّ العرشِ الكَرِيم  .
والحق سبحانه هو المتصف بالوجود الدائم والحياة والقيومية والبقاء، فلا يلحقه زوال أو فناء، وكل أوصاف الحق كاملة جامعة للكمال والجمال والعظمة والجلال، وهو الذي يحق الحق ويقول الحق، وإذا وعد فوعده الحق، ودينه حق وكتابه حق، وما أخبر عنه حق، وما أمر به حق، وهو الذي يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .
ومن الدعاء باسم الله الحق ما صح أن النبي  كان إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهمَّ لكَ الحمْدُ أنت قيِّم السَّمَاواتِ والأرض ومَن فِيهن، ولكَ الحمْدُ لكَ ملك السَّمَاواتِ والأرض ومَن فِيهن، ولكَ الحمْدُ أنت نورُ السَّمَاواتِ والأرض، ولكَ الحمْدُ أنت الحق، ووعْدُكَ الحق ، ولقاؤُكَ حق ، وقولكَ حق، والجَنة حق، والنارُ حق، والنبيون حق، ومحمَّدٌ  حق، والسَّاعة حق، اللهمَّ لكَ أسلمْت وبكَ آمَنت، وعليْكَ توكَّلت، وإليْكَ أنبْت، وبكَ خاصَمْت، وإليْكَ حاكَمْت، فاغفِر لي مَا قدمْت ومَا أخرت، ومَا أسرَرت ومَا أعْلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤَخرُ، لا إلهَ إلا أنت) ( ) .
وكذلك ما ورد في قوله تعالى:  رَب احْكمْ بالحق ورَبُّنا الرَّحْمَن المستعان على مَا تصِفون  ،  رَبَّنا افتحْ بيننا وبين قومِنا بالحق وأنت خيْرُ الفاتِحِين  .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الحق التزامه بالحق في أموره كلها، وأولها التزامه بحق الله عليه وهو توحيد العبادة لله، والله  وعد عباده تفضلا منه وتكرما ألا يعذب من وفى منهم حقه ولم يشرك به شيئا، أما العباد فليس لهم حق على ربهم لأنه لا فضل لأحد عليه، لكن الله  حق، وقوله حق ووعده صدق، فلو أن عبده وحده ودان دين الحق فقد نال الفضل وأزيد من العدل .
ومن أثار الاسم أيضا على سلوكه أن يقول الحق وأن يشهد بالصدق ولا يكذب أبدا، وكذلك يصبر على الحق، ويتواصى به ثقة وتوحيدا في اسم الله الحق، وأن يصدع بالحق ولا يستحيي منه، ولا يخشى في الله لومة لائم .
35 - المبينُ 
قال تعالى:  يَومَئِذٍ يُوفيهم الله دِينهم الحق ويَعْلمون أن اللهَ هو الحق المبين  .
والمبين سبحانه هو المنفرد بوصفه المباين لخلقه، وهو الملك على عرشه، الرقيب على ملكه، القريب من عبده، يسمع كلامه ويرى أفعاله، ويعلم سره ونجواه، له مطلق العلو والفوقية، وهو الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده وغايته، وأبان لهم طلاقة قدرته مع بالغ حكمته، وأبان لهم الأدلة القاطعة على وحدانيته، وأبان لهم دينهم بأحكام شريعته، ولا يعذب أحدا من خلقه إلا بعد بيان حجته، خاطب عباده بكل أنواع البيان، وأقام حجته بكل أنواع البرهان .
ومن الدعاء بما يناسب اسم الله المبين ما صح عن النبي  أنه قال: (اللهمَّ رَبَّ جِبْرَائِيل ومِيكَائِيل وإسرَافِيل، فاطِرَ السَّمَاواتِ والأرض عالم الغيْب والشهَادَةِ، أنت تحْكم بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانوا فِيه يَخْتلفون، اهدِنِي لما اخْتلف فِيه مِن الحق بإذنك، إنك تهدِي مَن تشاءُ إلى صِرَاطٍ مستقيم) ( ) .
وكذلك يدعو المسلم به طلبا لبيان ما أغلق عليه من الأمور والمسائل العلمية، أو ما خفي عليه أو ضاع منه مما لا يجده من أموره الشخصية، فيقول: اللهم بين لي كذا، أو بين لي في مسألة كذا .. ويسمي ما يشاء .
وقد صح أن النبي  دعاء فقال في شأن المتلاعنين: (اللهمَّ بين) ( )، ودعا عمر بن الخطاب  في الخمر فقال: (اللهمَّ بين لنا في الخمْرِ بيانا شِفاءً) ( ) .
ومن ثم فالمسلم يدعو بما شاء مما يناسب اسم الله المبين، لاسيما إن كان مظلوما ولا يجد دليلا لبراءته، أو كان عاجزا عن بيان حجته؛ فالدعاء بالاسم أن يذكره في دعائه يتقرب به إلى ربه طلبا لحاجته، كقوله: اللهم أنت الحق المبين، فرج كربي، وارفع الظلم عني .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه المبين مجاهدته لنفسه ليبقى باديا بسمت الإيمان وأخلاق القرآن، كما أنه يصدع بالحق ولا يخاف جائرا ولا سلطان، لأن غير الله أيا كان بقاؤه بإبقاء الله وقدرته، فالموحد لله في اسمه المبين يحب ظهور الحق ولو على لسان خصومه، كما قال الإمام الشافعي: (ما ناظرت أحدا وأحببت أن يخطئ، بل أن يوفق ويسدد ويعان، ويكون عليه من الله رعاية وحفظ، وما كلمت أحدا قط وأنا أبالي أن يظهر الحق على لساني أو لسانه) ( ) .
36- القويُ 
قال تعالى:  الله لطِيفٌ بعِبَادِه يَرزُق مَن يَشاءُ وهو القوِيُّ العزيزُ  .
والقوي  هو الموصوف بالقوة المطلقة، لا يغلبه غالب ولا يمنعه مانع، ولا يرد قضاءه راد ولا يدفعه دافع، وهو القادر على إتمام فعله القوي في بطشه وأخذه، له الخلق والأمر في ملكه، قوي في ذاته لا يعتريه ضعف أو قصور، قيوم لا يتأثر بوهن أو فتور، ينصر من نصره ويخذل من خذله، كتب الغلبة لنفسه ورسله وجند وحزبه .
ومن الدعاء بما يناسب اسم الله القوي ما صح عن النبي  أنه قال: (مَن تعارَّ مِن الليْل فقال: لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شرِيكَ له، له الملك وله الحمْدُ وهو على كل شيْءٍ قدِيرٌ؛ الحمْدُ لله، وسُبْحان الله، ولا إلهَ إلا الله، والله أكْبَرُ ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثمَّ قال: اللهمَّ اغفِر لي، أو دَعا استجِيبَ، فإن توضَّأ وصَلى قبلت صَلاته) ( ) .
وثبت من حديث أنس t أن رسول الله  قال: (مَن أكَل طعامًا ثمَّ قال: الحمْدُ لله الذي أطعمني هَذا الطعامَ ورَزَقنِيه مِن غيْرِ حولٍ مِني ولا قوةٍ غفِرَ له مَا تقدمَ مِن ذنبه ومَا تأخر، ومَن لبسَ ثوبًا فقال: الحمْدُ لله الذي كساني هَذا الثوبَ ورَزَقنِيه مِن غيْرِ حولٍ مِني ولا قوةٍ غفِرَ له مَا تقدمَ مِن ذنبه ومَا تأخر) ( ) .
و