"الغفلــــــة" الشهــــــرية!

الأسرة والمجتمع




بسم الله الرحمن الرحيم

.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



موضوعنا حساس ومهم .. وأتوقع استخدام الفصحى في مثل هذا القسم "الفرفوشي" ما راح يكون مقبول ... فاسمحوا لي أتكلم معكم بلهجتنا المعتادة ... لعل الكلام يكون أقرب للنفس

لما خلق الله سبحانه وتعالى الرجل والمرأة .. خلق كل واحد بصفات تساعده على أداء المهام المُعدّ لها .. ورغم وجود تشابه بين طبيعتهم -كونهم من البشر- .. لكن ما أحد ينكر الاختلافات النفسية والجسدية . <<< أتفلسف
واحد من هذي الاختلافات "الجذرية" اعتبره البعض صفة نقص ... بينما هو في حقيقته صفة كمال ... لأنه يدل على أن هذي المرأة مكتملة الأنوثة ... وقادرة على إنجاب "الكتاكيت".

الأيام اللي "يحتلها" هذا التغير من حياة المرأة .. غالباً ما تكون أيام غفلة ... تنقطع فيها العبادة بشكل كبير ... وربما بشكل "تام" ... وبالتأكيد هذا خطأ كبير نقع فيه كلنا -إلا من رحم الله- ... وبما إني "التقطت" مجموعة أفكار من اللي حولي كانوا ينبهون فيها على هذي الأوقات المهدرة ... ويقترحون فيها اقتراحات تساعد على إنها تكون أيام "عبادة" حقيقية لا أيام "غفلة" ... حاولت أجمع هذي الأفكار والتنبيهات لعل الله تعالى ينفعني وينفعكم بها ... خاصة في مثل هذي الأيام المباركة ...

الأيام "الحرجة" فيها كنوز عظيمة ما يوفّق لها إلا من وفقه الله تعالى ... تعالوا نشوف بعضها:



(1) الاحتســـاب:

أختي الغالية مين اللي أمرنا بترك الصلاة والصوم والقرآن وعبادات ثانية خلال الأيام الحرجة؟!
رب العالمين طبعاً ... طيب هل فكرتِ في "احتساب" للصلاة والصيام والقرآن -خلال هذي الفترة- عند الله تعالى؟!
تركتيها طاعة لله؟! إذاً احتسبي أجر تركها عنده سبحانه وتعالى ... فبالتالي تكونين "مأجورة" على عنها طول هذي الأيام.
واحتسبي بعد بسماتك .. كلمة طيبة تقولينها .. مساعدة تقدمينها لأي شخص ممن حولك مهما كانت بسيطة .. احتسبي كل عمل تعملينه في كل لحظة من حياتك وتذكري إن السلف كانوا يحتسبون حتى الأمور العادية مثل النوم والأكل ... إلخ ... كما قال أحد السلف رحمه الله تعالى.


(2) الرضـــــا:

أولاً: الرضا عبادة من العبادات القلبية ... وهي درجة "أعلى" من درجة "الإيمان بالقضاء والقدر" ... وتدل على إيمان أعمق!
بعض البنات تكون ناوية تصوم العشر مثلاً وتستغلها في طاعة الله ... أو العشر الأواخر في رمضان .. أو عاشوراء ... إلخ .. ثم تتفاجأ بالمانع اللي يمنعها من تنفيذ ما خططت له ... هنا يضيق صدرها ... وممكن تبكي .. والبعض الله يهديهم تبدا تسب وتدعي على "المانع" ... وتظن بذلك أنها "محسنة" بينما هي بكل تأكيد :مسيئة" ...
أختي حنا ما نعبد رب ظالم ولا بخيل سبحانه ... ربنا رحمن رحيم كريم منان ... يعطينا أجر على الحسنة بمجرد "نيتنا" عملها ... بينما ما يحملنا إثم على المعصية بمجرد نية ارتكابها ...
لما تنقطعين عن الصوم والصلاة والقرآن في رمضان عدة أيام فهذا في حقيقته "مكسب" وليس "خسارة" ...
أجرك على صيام هذي الأيام وقيامها تأكدي إنك أخذتيه كاملاً لأنه ما منعك عنه إلا أمر من ربك ... وبعد رمضان ترجعين تصومين ما فاتك وتاخذين أجرها كاملاً -صيام الفرض أعظم أجراً من صيام النافلة- ... فكأنك صايمة رمضان 35 أو 36 يوم ... وغيرك ما صام إلا 30 يوم بس ... إذاً أنتِ الفائزة ... !!!
بل ربما يكون العذر رحمة من الله لك ... تكونين ناوية تسوين وتسوين وتسوين في العشر مثلاً ... وربك تعالى يعلم إنك ما راح تسوين كل اللي ناوية عليه ... وممكن تتكاسلين ... فيرحمك بهذا المانع ... ويكتب لك نية أعمالك كاملة ... بالله في أرحم من كذا؟!
قال صلى الله عليه وسلم: متفق عليه.
نفس الكلام ينسحب على كل عبادة كنتِ تنوين عملها ومنعك عنها العذر ... مهما كانت ... فافرحي واستبشري برحمة ربك ... ولا تكوني من القانطين!


(3) المداومــــــة:

ذكروا لي إن امرأة تحرص إنها تصحى في نفس الوقت اللي متعودة تصحى فيه لقيام الليل ... كل ليلة ... حتى في أيام العذر!!! وتقضي هالوقت المبارك في ذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء ... عشان ما تواجه صعوبة في إنها تصحى بعد كذا (تحافظ على نظام ساعتها البيولوجية) .. بالإضافة إلى استغلالها للساعات اللي ما يوفّق لاستغلالها إلا ذو حظٍ عظيم ... فإذا نزل ربها سبحانه وتعالى للسماء الدنيا وبسط يده للسائلين والتائبين والمستغفرين ... كانت معهم فكانت من الفائزين ...
فحافظي على نظامك المعتاد في الأيام العادية ... عشان ما تواجهين شيء من الصعوبة في الرجوع بعد أيام العذر.
ولا تغفلين عن العبادات الصغيرة اللي كانت مرتبطة بالصلاة مثلاً ... وواظبي عليها كل وقت وكل يوم ... واحذري من النوم الزائد عن الحاجة ... لأنه "يسرق" وقتك ... ويلخبط نظامك.


(4) الذكــــــر:

كنز عظيم نغفل عنه للأسف في حياتنا ... في أيام العذر وغيرها ... مع إنه ما يكلفنا شيء ... ولا يشترط له وضوء أو طهارة ... ولا وضع معين ... ولا أي مجهود بدني ... لكنا نتكاسل عنه!
ألسنتنا خفيفة ومنطلقة في الكلام الفارغ والسوالف اللي ما منها فايدة ... لكنها تستثقل ذكر الله سبحانه وتعالى!
مع أن كله "كلام" ... نؤديه بنفس الطريقة .. ونستخدم له نفس الأعضاء .. لكن واحد منهم بمجرد ما تلفظينه يكتبه لك "مَلَك اليمين" ... والثاني ممكن يكتبه "عليك" ملك الشمال!
... .
أحد السلف مرّ بجوار بناء ... أول مرة يشوفه .. فقال: متى بُني هذا البيت؟ ... انتبه إلى إنه حرك لسانه بكلام غير مفيد ... وتدخل فيما لا يعنيه ... وترك ذكر الله لسبب تافه ... فصام سنة كاملة كفارة!!!!
واظبي على ذكر الله سبحانه وتعالى ... اذكريه بقلبك ولسانك ... لا تغفلين عن أذكار الصباح والمساء ... بل وش اللي يمنعك تقولين "أذكار بعد الصلاة" حتى لو ماكنتِ مصلية؟ ... عشان تنالين أجرها العظيم ... رددي الاستغفار والتسبيح ... وأكثري من التهليل والتحميد والتكبير في هذي الأيام المباركة ... وتذكري إن أكثرنا يشتكون من سوء الحالة النفسية خلال هذي الأيام ... وهذا طبيعي من الناحية "الفسيولوجية والسيكولوجية" <<<رجعنا للفلسفة ... وأيضاً ممكن جداً يكون نتيجة طبيعية لقلة ذكر الله سبحانه وتعالى.
.


(5) العلــــــم:

العلم الشرعي خير في الدنيا والآخرة...
للأسف نغفل كثير عنه في دوامة الحياة ... وما نجد وقت لقراءة شرح حديث أو تفسير آية ... أو الاستماع لدرس علمي يملأ قلوبنا بالإيمان قبل ما يملأها بالعلم...
أيام العذر يكون فيها "فائض زمني" اللي هو الوقت المعتاد لأداء العبادات اليومية ... فلنفرض إن أداء الصلوات وقراءة حزب من القرآن تاخذ من وقتك يومياً ساعة أو ساعة ونصف ... إذاً معك 60 - 90 دقيقة كل يوم من أيام العذر ممكن تستغلينها في زيادة علمك الشرعي ... وتذكري إن هذا العلم من أقوى الأسلحة في زمن الفتن ... والله المستعان!
واحتسبي عند الله تعالى طلبك لهذا العلم ... حتى يكون لكِ عبادة.
أو على الأقل استغلي هذا الوقت في قراءة جادة مثمرة تفيدك في حياتك وتزيد محصولك الثقافي وتكسبك خير مهما كان صغير ... أفضل من تضييع هذي الأوقات بالملهيات المعتادة ... أو بنوم زائد عن الحاجة يتعبك ولا ينفعك!


هذي "الومضات" اقتبستها من بعض اللي حولي ... وقفت أمامها كثير ... وودّي أبدأ بتطبيقها بشكل فعلي ... فليتنا نتعاون مع بعض على هذا الشيء ... والمرء كثيرٌ بإخوانه ...
وقال تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن و الإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) .

أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق لكل خير ... وألا يجعلنا من الغافلين .. وصلى الله على نبينا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول عشان خاطر عيونكم :D

جزى الله الأخت نورة بنت محمد خير الجزاء


45
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رابية نجد
رابية نجد
الله يجزاك خيررر
موضوع رائع ومفيد حقا
نسأل الله أن لا يحرمك أجره
المتفائله بالخير
الله يجزاك خير

واستأذنك اختي اني اطبعه واوزعه كي يستفيد الجميع
~..رجاوي..~
~..رجاوي..~
روعه الموضوع..
يزاج الله خير..

وفعلا موضوع في وقته ...سبحان الله الرحمن الرحيم... اللهم اعطيني على قد نيتي وجازني برحمتك يا ارحم الراحمين..

:)..

يزاج الله خير على الموضوع مره الثانيه..
o0oالـ غ ــلاo0o
o0oالـ غ ــلاo0o

رابية نجد

هلاوين يالغلا

اللهم آآآآآمين




المتفائله بالخير

هلا عيوني

الدال على الخير كفاعله

الله لا يحرمنا جميعاً الأجر




~..رجاوي..~

حياكِ يا غاليه

الدعاء اللي بتوقيعك حيييييل مؤثر

اللهم آآآآآآآآآآمين
زين** نجد
زين** نجد
موضوووووووووووووووووووووووع هادف بجد

مشكورة يالغالية على النقل000