اخواتي في الله من فترة طويلة نزلت موضوع في قسم الاسرية عن الوالدين وصحبتهما بالمعروف وبما ان هناك فعالية تتحدث عن البر
ارتايت ان انزل نفس الموضوع و الذي يتحدث عن اية "وصاحبهما في الدنيا معروفا" لكن مع تغيير في المضمون لاني في الموضوع السابق اشرت مجرد اشارة الى الموضوع
وهنا ساتكلم باذن الله باستفاضة اكثر
قال الله عز وجل في سورة لقمان:" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"15
نعم اخواتي الله عزوجل من فوق سبع سموات يقول لي و لك و لكل مسلم و مسلمة"وصاحبهما في الدنيا معروفا" ولكن فلننظر ان الاية جاء قبلها النهي عن طاعتهما في الشرك بالله ثم امر بمصاحبتهما بالمعروف ، رغم شركهما بالله ،وكلنا يعرف ان الشرك بالله امر عظيم يغفر الله كل الذنوب الا الشرك و الكفر به رغم ذلك يامرنا عزوجل بالاحسان اليهما فما بالك بمن كان ابواه مسلمين ،فكم ارى اخواتي من المشاكل امي لا تحبني، ابي يكرهني امي تدعي علي .... و غيرها كثير
الوالدان ليس مثلهما احد انهما بابان من ابواب الجنة في الارض ان لي حسنات كثيرة في برهما وحتى ان كرهاني لماذا لا يعتبر كل واحد معاملتهما بالاحسان جهاد الم يقل حبيبنا المصطفى صل الله عليه و سلم لمن اراد الجهاد و له والدان يحتاجان اليه: ففيهما فجاهد
اخواتي اننا نعتز بصحبتنا مع الغرباء و نقربهم الينا و نعطف عليهم ونساعدهم و نتودد اليهم و هذا لا ينافي ما جاء به ديننا الحنيف لان الاخوة في الله هي من اهم الصحبة في الدنيا ولها ثمرات كثيرة يوم القيامة
و لكن هلا اعطينا جزء من هذه الصحبة لاحق الناس بحسن مصاحبتنا ؟
و هذه الاية نزلت في سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه :
روى الحافظ (ابن كثير) في تفسيره عن (سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه أنه قال: (كنتُ رجلاً براً بأمي، فلما أسلمتُ، قالت يا سعد: ما هاذ الدين الذي أراك قد أحدثت! لتَدَعن دينك هذا، أو لا آكل، ولا أشرب، حتى
أموت فتعيّر بي، فيقال: يا قاتل أمه، فقلتَ لها: يا أمّهْ لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء أبداً)!! قال: فمكثتْ يوماً وليلة ولم تأكُلْ، فأصبحتْ وقد جَهِدت، فمكثت يوماً وليلة أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتدّ جهدها.. فلما رأيتُ ذلك جئتُ إليها فقلت: يا أُمّهْ، تعلمينَ واللَّهِ، فإن شئتِ فكلي وإن شئت فدعي.. فلما رأت صلابته في دينه أكلت فأنزل الله عز وجل: {وَإِن جاهداك على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدنيا مَعْرُوفاً واتبع سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ...} الآية.
اما معنى المصاحبة بالمعروف فان للمفسرين في ذلك عدة معاني منها :
ابن كثير :وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها} أي إن حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا { معروفاً} أي محسناً إليهما
الجلالين : فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } أي بالمعروف البر والصلة
الطبري { وَصَاحِبهمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا } يَقُول : وَصَاحِبهمَا فِي الدُّنْيَا بِالطَّاعَةِ لَهُمَا فِيمَا لَا تَبِعَة عَلَيْك فِيهِ فِيمَا بَيْنَك وَبَيْنَ رَبّك وَلَا إِثْم
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي:
وتأمل عظمة الأسلوب في { وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً.. } فلم يقل مثلاً أعطهم معروفاً، إنما جعل المعروف مصاحبة تقتضي متابعتهما وتفقُّد شأنهما، بحيث يعرف الابن حاجة أبويْه، ويعطيهما قبل أنْ
يسألا، فلا يلجئهما إلى ذُلِّ السؤال، وهذا في ذاته إحسان آخر.
اختاه عاملي والديك بالاحسان و الصبر على ذلك فلماذا نصبر على امور كثيرة و اذا تعلق الامر بهما فقدنا الصبر ، ان الحياة الدنيا قصيرة واننا لا بد يوما راحلون وسياتي يوما نفارقهما او يفارقونا ان فراقهما طعمه مر، ويعلم ذلك من رحلا والداه عن هذه الحياة، لذلك اغتنمي فرصة وجودهما الى جانبك فانها لا تعوض
والمصاحبة بالمعروف تشمل الملاطفة, والمشاورة, والمداراة. و مراعاة أدب المحادثة معهما، و قضاء حوائج الوالد -أباً أو أماً- بكل ارتياح ونشاط ، و علاجهما عند المرض و الحرصُ على إدخال السرور عليهما, والبعد عن كل ما يكدر خاطرهما الى غيرها من اعمال البر و المصاحبة بالمعروف في حياتهما، وبعد مماتهما لا ننساهما من الدعاء والاستغفار و الصدقة و الحج عنهما و غيرها ...وقد اجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم احد السائلين عن احق الناس بحسن صحبته انهما الوالدان و الام اكثر بثلاث درجات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال: أمك ، قال ثم من ؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال : أبوك» رواه البخاري ومسلم.
اويس القرني وبره بامه الذي جعل الرسول صل الله عليه وسلم يذكره للصحابة :
أويس القرني رحمه الله: وهو سيد التابعين، منعه من الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بره بأمه، فعوضه الله عما فقده من الهجرة أن كان مجاب الدعاء والاستغفار.
عن أسير بن جابر قال: "كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم؛ قال: من مراد ثم من قَرَن؟ قال: نعم؛ قال: فكان بك برص، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم؛ قال: ألك والدة؟ قال: نعم؛ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن، من مراد ثم من قَرَن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بار، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)، فاستغفر لي؛ قال: فاستغفر له؛ فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة؛ قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؛ قال: أكون في غُبُرَّات الناس أحب إلي؛ قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، قال: تركته رث الهيئة، قليل المتاع.
فأخبره عمر بحاله، فعندما رجع إلى الكوفة قال لأويس: استغفر لي؛ قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم؛ فاستغفر له، قال: ففطن له الناس، فانطلق على وجهه، قال أسير: وكسوته بردة، وكان كل من رآه قال: من أين لأويس هذه البردة".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ وَلَهُ وَالِدَةٌ وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ))
لقد كانت هذه الخيرية لاويس رضي الله عنه لانه كان بارا بامه
اخواتي اصل الى نهاية هذه المقتطفات عن مصاحبة الوالدين بالمعروف و اسال الله عز وجل ان ينفع بها ما كان من كمال فهو من عند الله و ما كان من نقصان فمن نفسي و الشيطان اللهم اغفر لي و لوالديي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب
اللهم اغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون.
" امي حب دايم "
على انتقائك الممتع
ونفعنا الله بسردك القيـّم
وجعله في موازين حسناتك
ورزقنا الله واياك بر والدينا
وبر أولادنا