
الســـــــــــــلام عليكــــــــــــــن ~
في القران الكريم تناسق جميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله
وحركة هذا الكون...
وذلك لمن يعيش بفطرة سليمة متناغمة مع السنن الكونية .
والقرآن الكريم كتاب الله الذي نجد فيه لنا :
سلام ورحمة ..وهداية ونعمة..
في ظلاله نحيا هادئي النفس ، مطمئني السريرة
ذلك لأن آيات الله تسكب في الضمير السلام بقوة إيحائها وتأثيرها في
نفوس المؤمنين .
*****
والقرآن الكريم معجزة سماوية تتحدى البشر على أن يأتوا بمثلها
ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ..
لأنه من صنع الرحمن ..
فهو إعجاز في المضمون .. اعجاز في المعاني والتراكيب .. إعجاز في وقع تأثيره على القلوب..!
ألم تنبهر أمام سماعه نفوس المشركين .. فيقروا أنه ليس من صنع البشر ؟!
بلى عرفوا ذلك في قرارة نفوسهم .. ولكن عزة العناد والصلف والكبرياء انتصرت فيهم
فما كان لهم إلا أن يجدوا منفذا يبرروا به عدم إيمانهم به ..
فقالوا : هذا سحر عظيم ..! !لقد جحدوا بالآيات واستيقنتها أنفسهم ...ظلماً وعلواً.
....
القرأن ...إعجاز لايحاط بكله .. والزمن يظهر لنا آيات من إعجازه كل حين..
في الآفاق ، وفي أنفسنا .. حتى يتبين لمن يعتريه شك أنه الحق من ربنا ..!
ولن تنقضي عجائبه ..!!
إعجـــــــــــاز البيــــــــــــــــان في القـــــــــــــــــــــــرأن ~
والحديث هنا عن اكتساب البلاغة من القرآن ليخط القلم حسن البيان .
ويكمن سر بلاغة الأديب المسلم في تأثره بالقرآن والاقتباس منه في الكتابة
وذلك ليضفي على أسلوبه جزالة وقوة وجمالاً في التعبير
مترجماً من خلال ذلك قوة إيمانه وتعلقه وسعة ادراكه ..
في الاستعانة بكلمات ومعاني القرآن في الارتقاء بلغة حرفه ..
فكتاب الله يحقق للطالب دروساً في كل مجالي الحياة لايتحقق مثلها بغيره ..
*****
والاستشهاد في الكتابة بأمثلة من القرآن ..
وحسن استخدام المرادفات والمعاني من كتاب الله في النص الأدبي ..
يؤثر بقوة في الأسلوب البياني للطالب ، ويكسبه متانة وعمقاً ...
كما أنه يؤثر في مشاعر القارئ وتلقيه ..
فيستجيب له ، ويشد اليه حواسه ، ويستثير اعجابه ،
فيشهد للكاتب بالمقدرة والفصاحة ..!
....
على أن يكون الطالب للاقتباس من القرآن على علم بكتاب الله ، ومعانيه
ويعرف أين ..وكيف.. يضع الكلمة في موضعها الصحيح لترقي بنصه .
....
لكن من جهة أخرى فإن المبالغة في حشو النص بكلمات القرآن
يعد نوعاً من الجهل..!
فهنا يظهر الكاتب وكأنه يحرف بالقرآن ، ولا يصح ذلك أبداً ..
****
ولو نظرنا إلى معظم أدباء هذا الجيل نراه متأثراً بالأسلوب الغربي
غير المترابط ..المبهم الذي يجنح إلى الرموز ، ويختصر الحقائق ..
مبتعداً تماماً عن الأسلوب البياني الساحر الذي تتميز به لغتنا العربية
والثروات الهائلة من المعاني والكلمات والمشاعر التي تضمها حروفه الثمانية والعشرون..
وما تفعله هذه الحروف إن صفت بأقلام الشعور ..
ووزنت بميزان العقل والتفكير ..
الكلمة العربية هي الكمال والإعجاز متمثلاً في الرافد العظيم ..
الذي يمدها بماء معين ...
ويحيل المساحة الجرداء إلى عرائس مروج وأفواف زهر ..
وكوناً يضج بالحياة ...
وهي تكمن كلها في كلمة واحدة : القــــــــــــــــــــــــرأن ..
فتبارك الرحمـــــــــــــــــــــــــــــــــن ..!
هناك بعض الفروق اللغوية لكن دلت على معاني أخر ..
يستفيد الكاتب منها في جعل حروفه أكثر بلاغة ورصانة
فيضع الكلمة المناسبة
لسياق ماكتب ...
....
ومِن هنا اقتبست لكن بعض مفردات البيان في بلاغة القرآن..
كي نستفيد منها جميعاً :
****
الريــــــــــــــــــــــــــــــــــح والريَــــــــــــــــــــاح ..
إحدْاهما جَمْع والأُخْرى مُفْردة ..
لكِن فِي مَعنَاهَا فِي القُـــــــــــران الكَرِيْـــــم
تَنعَكِس تَمَامــــــــــــــــــــاًَ ..
....
فَأينمَا وَردَت فِي القُران الكَريْم لَفظَة ( الريح مفردة ) دَلَت عَلَى ريح عَذاب ..
و َأينمَا وَردَت فِي القُران الكَريْم لَفظَة ( الرياح مجموعة ) دَلَت عَلَى ريَاح رَحمة ..
....
قال الله تعالى :
( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) الذاريات 41
هذه اللفظة ( الريح ) أتت مفردة أي دالة على العذاب
وهذه ( الريح ) أرسلت على قوم عاد ، ومعروف أن الله سبحانه عاقبهم بها ،
فهي تعقم ما مرت به ، وهي لا تلقح ولا خير فيها ...
وقال الله تعالى في آية أخرى : " وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء
فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين " الحجر22
....
لفظة ( الرياح ) هنا دلت في هذه الآية على الرحمة ، فهي لواقح وليست عقيما ..
إلا فِي آيَة وَاحِدة ذَكَر فِيْه ( الريح ) ولَكِن دَلت عَلى ريَاح الرَحمة الطَيبَة ...
ولَمْ يَكُن إلا لِسبب وَقَيْمة فِي المَعَنى ومناسبة للسياق
وهِي فِي قوله تَعالى في سورة يونس 22:
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى
إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ....)
....
في هذه الآية دلت لفظة ( الريح ) على الرحمة ،
والسبب في ذلك أن السفينة ( الفلك ) لا تسير إلا بريح واحدة ،
ولو اختلفت عليها الرياح لتصادمت وتقابلت
وهو سبب الهلاك .فالمطلوب هنا ريح واحدة لا رياح لذلك اقتضى السياق
لفظة (طيبة ) لدفع التوهم أن تكون ريحا عاصفة .
فالريــــــــــــــح والريــــــــــــاح...
إن كُنا استَعرنَا فِي نصِنا وخواطرنا بَلَفظَتهم دَليْلا عَلى شخص طيب وذورحمة ..
كتبنا ( ريَاح ) لا ريْح حَتى نُبيْن كَما بَيْن القُران على معنى طيب ..
****