انتشرت رسالة بعنوان : ( الطاقة السلبية في البيت ) و نُسبت إلى الشيخ عائض القرني

وهذا تنبيه لما فيها من أخطاء :
أولاً: ما صحة نسبتها إلى الشيخ عائض ؟
فإنه بين الفينة والأخرى تنتشر هذه الانحرافات والمزاعم باسم أحد المشايخ المحبوبين لكي يتقبلها الناس ، وقد جاءت نفس هذه الرسالة تماماً منذ مدة باسم الشيخ سعود الشريم وأنكرها في حسابه بتويتر ، ولو بلغت الشيخ عائض القرني لرأينا رده عليها !




ثانياً: بعض الأمور الواردة في الرسالة هي شكاوى حقيقية وتحتاج إلى حلول ، و لكنّ ربطها بسبب باطل هو المرفوض ، وتعليق الناس بأسباب وهمية شركية هو سبب كتابة هذا التنبيه ، فمثلاً المكان غير النظيف أو الذي تتراكم فيه أشياء غير مستعملة هو في الحقيقة أمر غير محبب للنفوس ويجلب لها الضيق سوء هذه المناظر لا كونها تبعث ما سمي ب "طاقة سلبية" .
وكذلك الورود تحبها بعض النفوس فليضعها في بيته من يحبها دون تحديد مكان أو نوع وليتركها من لا تروق له دون تأنيب ولوم ، فالاعتقاد بأن أنواعاً محددة منها تزيل الطاقة السلبية هو من الأديان الشرقية القديمة ولا علاقة له بالعلم الحديث وكذلك الاعتقاد بشؤم كثرة المرايا في البيت أو شؤم الشيء المكسور على النفوس فهذا من صميم عقائد الشرقيين الوثنيين فضلاً عن نهي النبي ﷺ عن التطير بأي شيء ( التطير : التشاؤم ).
ثم إن الناس قد أرهقهم تنظيف بيوتهم من الأتربة المرئية فكيف يُلزمون بتتبع الأتربة غير المرئية لأجل هذا الاعتقاد الوهمي ؟!




ويقاس على هذا كل ما ورد في الرسالة من تنبيهات فما يحبه الإنسان أو يوافق العقل فليعمله ، وما يكرهه فليتركه ، وما يجده سبباً طبيعياً ثابتاً علمياً فليعمل به طلباً لنتيجته بتوفيق الله وتيسيره دون ربطه بخرافات لا يقبلها من له عقل سليم لكيلا يقع في " شرك الأسباب " وهو اعتقاد ما ليس بسبب (شرعي) ولا (علمي) سبباً ، فهذا يجعل نفسه مسبباً من دون الله سبحانه وتعالى .




ثالثاً : مصطلح " الطاقة " المذكور في هذه الرسالة وأشباهها هو مصطلح فلسفي مأخوذ من الأديان الشرقية "الطاوية والهندوسية والبوذية" وليس له أي علاقة بالطاقة العلمية المعروفة والمثبتة والتي لا يختلف اثنان على وجودها في الإنسان وما حوله .
وقد وقف عدد من الفيزيائيين في أنحاء العالم ضد من يروجون لهذه الخرافات المبنية على انحرافات اعتقادية ، فكيف بأهل الإسلام الذين يفترض بهم أن يكونوا أغنى الناس عن أساطير الوثنيين وخزعبلات الملحدين .





رابعاً : أن في الكتاب والسنة ما يغني عن هذه الأباطيل ، فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية الشرعية وبالأذكار الصحيحة التي فيها الفلاح في الدنيا والآخرة ، و في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يبعث في النفس انشراحاً .. وفي القرآن أمثال ذلك ، ومن حزبه أمر فلا ينبغي أن يحيد عنهما إلى غيرهما










ختاماً :
رتبوا بيوتكم ونظفوها وطيبوها فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، و يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ، و قد جبل النفوس على محبة الجمال والطيب ولنا في نبينا ﷺ أسوة حسنة في التطهر والتجمل والتطيب .
لكن دون اعتقادات باطلة تفسد علينا ديننا ودنيانا.