المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

بالعلم تسمو الحياة... ملتقى الايمان

ملتقى الإيمان



من اعظم نعم الله تعالى ان يتفضل على عبده ويرزقه علماً
ينفع به الناس ،
أنه من أفضل القربات لله تعالى فهو الحقيقة التي ميزت الإنسان
عن بقية الكائنات ، وفضلته تفضيلا .
لأن العلم يكتسب بالعقل ،
والعقل هو هبة الله تعالى للناس .


بالعلم النافع يعلو الإنسان في الدنيا والآخرة،
وإن الجاهل والعالم الذي ينفع الناس بعلمه لايتساويان عند الله :
( قُل هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
***
وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على طلب العلم فيقول :
(طلب العلم فريضةٌ على كلّ مسلم ) .
***
العالم هو صفوة المجتمع وعماده وبه يرجى تقدم الأمم ورقيها ..
ولذا كرم الله عز وجل صاحب العلم وجعل له المنزلة الرفيعة
فقد قال عز وجل في كتابه العزيز:
( يَرْفَع اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا منكم وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
لقد أولى الإسلام العلم كله عناية شاملة ،
فهو لم يقتصر بالتوجيه على طلب العلم الشرعي فقط؛
بل دعا إلى طُرقِ أبوابِ العلوم الأخرى التي فيها مصلحة البشرية،
وتيسير أمور حياتها؛
فنرى أن الشارع الإسلامي قرر حكماً خاصاً بطلب العلوم غير الشرعيّة؛
وذلك باتفاق قول الجمهور على الحكم بطلب العلم على أنّه فرض كفايه.


أثر العلم في حياتنا:
قدم العلم نظريات رائعة في نشأة الكون والإنسان،
قد تتفق وما جاء في الكتب السماوية، وقد تختلف،
إلّا أنّها إجمالاً أسهمت في طرح نظريات وعبرت عن جهود بشرية متعددة،
لكن نظرة الإسلام الواضحة البينة كما جاء في القرآن هي الفصل في
بيان العلوم المرتبطة بحقائق الكون والخلق ،
وتلك الحقائق التي وردت في كتاب الله والتي كانت موجودة بين طياته
ظهرت دلالاتها ومعانيها في الاكتشافات العلمية في الكون ..
وفي خلق الإنسان وما أودعه الله فيه من مظاهر الإعجاز .. ..
وهناك أشياء لم يقرها العلم سيأتي بها الزمان وسنرى معاني القرآن .
قد دلت عليها وأشارت إليها ..
وكل ذلك بفضل الله وبتوفيقه فيما يشاء أن يكشف عنه الحجب للإنسان
يقول تعالى :
( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ).
في هذا العصر الذي واكب التقدم العلمي
حدثت ثورة ضخمة في عقل الإنسان،
حيث تطورت نظرته الشمولية إلى كل ما حوله،
فاستطاع أن ينظر بمنظار أكثر اتساعاً وعمقاً ،
عما كان عليه قبل ذلك،
ومما زاد في هذا الأمر خروجه عن نطاق الغلاف الجوي،
إلى الكون الواسع،
الأمر الذي جعل الإنسان يعي حجمه الطبيعي في هذا الكون،
فيتواضع ..
ويعرف أنه لازال بحكم الجاهل بأسرار مايحيط به
وما يعلوه ..
وما أحسن أن يزيده ذلك إيماناً وتقديراً لعظمةالخالق وقدرته .!
حكاية عن طلب العلم :
يحكى في قَديمِ الزّمانِ أن رجلاً يُقال لهُ (يَحْيى النَّحويّ)،
وكانَ يعملُ ملاّحاً يحمل النّاسَ في مَرْكبه الصَّغيرِ
وينقُلُهُمْ عَبْرَ النّهرِ مِنْ ضِفّة إلى أُخْرَى ..
كان قدْ بلغَ أربعينَ سنةً من العمر ، واعْتادَ أنْ يركبَ معَه في قَاربِهِ
عالمانِ يَجْلِسانِ في مُؤخّرتِه ، وهو يُجدّف بالمجداف يسْتمِع لحَديثِهِما
وهُما يَنظرَانِ في كُتبهما ويتبادَلان الحديثَ ..
وذاتَ مرّةٍ قال لهُمَا :
كلامُكُما رَائِعٌ جدّاً، وقدْ أعْجبَني.. وأنَا أُحِبُّ أنْ تَركَبَا معيَ كُل يومٍ
لأستفيدَ مِن عِلمِكُمَا ..
ردَّ عليْهِ أحدُهُمَا قائلاً:
هذَا حسنٌ يا أخِي .. وعليْكَ ألاّ تتردَد في طَلبِ العلمِ..
وبعْدَ إيصَالِهِما وعوْدتهِ جلسَ على ضِفّةِ النّهرِ يتأمَّل ويُفكّرُ
في كلامِ الرّجُلِ العَالمِ ..
قالَ يُحدّث نفْسَهُ :
إلى مَتَى أُضَيّعُ عُمْرِي هكَذَا .. لا بُدَّ أنْ أتعلّمَ .. فالعلمُ زينة الرّجالِ ..
ثُم قال:
ولكنِّي أصْبَحْتُ كبيراً في سنّ الأرْبَعين ..
فكيفَ أتعلّمُ ؟ لا لا .. لنْ أسْتطيعَ طلبَ العلمِ في مِثْلِ هذهِ السِنِّ ..
وفي أثْناءِ ذَلِكَ مرَّتْ بالقُربِ منْ يحيَى نملةٌ
تحملُ نواة تمرةٍ، وتُحاولُ الصعودَ بِهَا عَلى صَخْرة..
فنظَرَ إليْهَا يحيَى وجعلَ يتأمّلُهَا، ويقولُ:
يَا لَهَا مِنْ نَملةٍ نَشِيطةٍ .. إنّها تُحاولُ رفعَ شيءٍ أثقلَ مِنْ وزْنِها مئات المرَّات ،
وكُلّمَا سقَطَت النَّواةُ عادتْ لترْفَعَهَا مرَّة أخْرَى ..
***
في اليومِ التَّالي انطلقَ يحيَى لطلبِ العِلمِ تاركاً قاربَهُ قابعا مكانَهُ ..
وهو يقول : يجبُ أنْ أطلب العلمَ ..
فالعلمُ لا يعرفُ صغيراً ولا كَبيراً .. والكلُّ أمامَ العلم سَوَاء ..
وهكَذا صارَ يحيَى يتردَّدُ على حلقاتِ العِلمِ مع النَّاسِ
يستمعُ لشيخٍ هُنَا وشيخٍ هُناكَ ويدوّنُ مَا يتعلّمُه في كَرّاستهِ ..
وفي جَلسَةٍ عِلميَّةٍ سمعَ الشّيخَ وهُوَ يقول لتلاميذِهِ:
واعْلمُوا يَا أعزّائِي أنَّ أغْلبَ أصحابِ النبيّ صلى اللهُ عليه وسلّمَ
تعلّمُوا العلمَ وهُمْ كِبارٌ في السنّ ..
شعرَ يحْيى بالسّعَادة لذلكَ،
وواصلَ طلبَهُ للعلمِ حتّى صار عالما مشهوراً يعلم الناس
وفي إحْدى جلْساته العلميّة وكانَ يُلقي على طُلابِه دُروسَه فقال :
الحمدُ لله الذي علّم بالقلم،
علّمَ الإنسانَ مَا لمْ يعلَمْ .. اطلبُوا العلمَ ما دُمْتُم أحياءَ ..
ولا تقولُوا : أصْبَحْنا كِباراً ولَسْنا أهْلا للعِلْمِ ..


وهكَذا فإنّ طلبَ العِلمِ واجبٌ على كلّ مُسلم ومُسلمةٍ،
وأخذُهُ في الصّغر أفضلُ،
وصدقَ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل حينَ قال:
( مع المِحْبرةِإلى المَقْبرَة).
ان الإسلام قد ركز كثيرا على قضية العقل والعلم
فكان أن أعلى من شأنيهما ورفع من مكانتيهما وقيمتهما
فالعلم والعقل لهما دور كبير في حسن إسلام المرء
وذلك لأنّ من يعبد الله عز وجل على علم
ليس كمن يعبده على جهالة
فالذي يعبد الله على علم يقف عند الحدود التي رسمها الله تعالى
ويدرك أن لاحدود لقدرته ، ويرقى بمستوى خلقه بالعلم
وكلما تعمق في علمه كلما ازداد إيماناً وخشية لله
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )


لذلك خص الله عز وجل طُلاب العلمِ وأهله بمنزلة عالية
جعلت لهم حق الطاعة، وربط الإسلام طاعتهم بطاعة الله ورسوله ،
وأشار إليهم بأولي الأمر ..
وهذا لا يقتصر على الحكَّام والأمراء فقط،
بل هو يشمل طلاب العلم،
فاتِّباع أمْر هم المبني على طلبِ العلم الشرعي هوَ اتِّباع لأمْر الله عز وجل.
العلم وجد لتيسير حياة البشر لا لحرقها،
هذه هي رسالة العلم السامية التي يجب أن تسري في كل أرجاء الأرض،
ليعم السلام والعمار،
ويسود الأمان و الازدهار في بلاد الله كلها
فالإنسان خليفة الله تعالى في الأرض للنهوض والبنيان
في ظل العلم الذي دعا إليه الإسلام ..
العلم الذي يخدم البشرية
وينضوي تحت لواء الطاعة للخالق العظيم .
17
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
أحسنت الطرح نون
ووفيت المضمون حقه ٠٠
بالعلم ترتقي الأمم
وتبلغ شأواً بعيداً من التقدم والحضارة
سلمت يداك وطاب مسعاك
وبارك الله عطاءك الجميل
عاشقة الصداقة
عاشقة الصداقة
موضوع روعة مترابط نون قلبي اجدتي الله يكتب اجرك
MSSK-AR
MSSK-AR
طرح جمييل جدآ


جزاك الله خيرآ
دونا
دونا
الله يجزاك الجنة
موضوع مزهر ..
احببت القصة كثيرا فيها من العبر الكثير
امل وكفاح وطموح وعزم وعلم..
اسال الله ان يرزقك علم نافع ويرزقك الانتفاع به وينفع به امة محمد ويجعله لك حسنات جاريات ليوم الدين .
امي حب دائم
امي حب دائم
محاميتنا نون احسنت الاختيار

بالفعل بالعلم تسمو الحياة

وبالعلم تستمر الحياة وتستقر وتتطور ويزداد الايمان

وتزدهر الامم والحاضرات ويعبد الانسان ربه حق العبادة

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم
بارك الله فيك

وجعل ما تقدميه من موضوعات

في ميزان حسناتك يوم القيامة