راىع اخواتي 😊

الحمل والإنجاب

مقال اكثر من رائع أخواتي
اهدوه لبناتكم وزوجات ابنائكم
قد يكون صعب تطبيق ما فيه ولكن على الاقل المحاوله والاستفاده ولو من بعضه
تمنيت لو اهدي لي في زمن حاجتي اليه
دور الامومة
سارة صالح الشايع كاتبة سعودية جزاها الله خير :
كم أتمنى أن أعيد دور الأمومة في حياتي فقد مر سريعا وهو دور رغم صعوبته لكنه من أجمل فترات العمر لم أكن وقتها اعلم أنها فترة ذهبية في حياتي ،
وأن أجمل دور نمارسه في الحياة أن هو أن نساهم في تكوين إنسان ، لا أدري لماذا لا نعرف قيمة الزمن حتى يصبح ماضيا ،
تثقفت عندما حملت أول مرة ، بكل شئ كيف أجهز اللباس ، الغذاء ، السرير ، الضيافة وجميع المظاهر ، التي تخصني وتخص المولود وتركت الأهم وهو الثقافة التربوية ،
والاستعداد نفسياً لتنشئة هذا القادم ،
لم أكن وقتها اعلم أن تربية الطفل تبدأ قبل أن يوجد ، وذلك بالدعاء ،
رب هب لي من الصالحين ، وطوال مدة الحمل رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء ، رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ، وغيرها من الأدعية ،
لم اكترث لتغذيتي ولو كنت في نضجي الآن لتغذيت أغذية صحية لكي أرضع أبنائي سنتين فلا يوجد أجمل ولا أغنى من حليب الأم الذي يحوي نكهة لا يوفرها أي منتج وهي نكهة الحنان ،
لو كنت في نضجي الآن ، لأدركت أن الأمومة رسالة ، وأمانة عظيمة ، ولجعلتها في قائمة أولياتي ، ولقضيت مع أبنائي أوقات أكبر ، ولما خرجت من بيتي إلا للضرورات ،
ولعرفت أن التعليم المبكر يبدأ من أول يوم يرى فيه المولود النور ،
وأن التعلم بالقدوة العملية هو أقصر الطرق فالأطفال لا يحسنون الاستماع لكن لديهم براعة في التقليد ،
ولو عادت تلك الفترة لاهتممت بتوجيه أبنائي والحوار معهم أكثر من اهتمامي بملابسهم وأحذيتهم ( صحيح أن المظهر مطلوب ، ولكن ليس على حساب الجوهر )
و لأعطيتهم حرية التعبير ، والاكتشاف ، ولما استصغرت عقولهم ، ولاهتممت بأسئلتهم ، ومناقشتهم بهدوء وبدون صراخ ، حتى أعلمهم ما هو أهم وهو الحلم ،
ولما أغدقت عليهم الألعاب والهدايا فكثرتها تفقد قيمتها ، وينشأ الطفل على الإسراف واحتقار الأشياء ، تعلمت أن أجمل هدية تقدمها لطفلك هو وجودك وتفاعلك معه ،
ولكنت ربيتهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية ، ووفرت لهم بيئة العاب تعليمية تحترم عقولهم وتنميها ،
ولابتسمت دائما في وجوههم ، فالطفل لا يطلب أكثر من التفاتة و ابتسامة ،
كم أتمنى أن تعود مرحلة طفولة أبنائي الجميلة ، لأشاركهم ألعابهم ، ولأعطيهم من وقتي الكثير ،
ولكنت فرغت رأسي من الهموم الخارجية التي تبدو لي اليوم تافهة ، وقد كنت في وقتها أعطيها اكبر من حجمها ، لأعيش معهم طفولتهم البريئة ،
ولو عادت طفولة أبنائي :
لعاملتهم كالكبار ، وخففت من تدليلهم ، ولعلمتهم كيف يعتمدون على أنفسهم في كل شئ ، ويثقون بقدراتهم ، وكيف يهتم كل واحد منهم بشئونه الخاصة ، يرتب سريره ، و يجمع ملابسه المتسخة ، بل يغسلها بنفسه ، ويكويها ، ويغسل صحنه ، وعندما يدخل المدرسة يتعلم كيف يحل واجباته بنفسه ، ويرتب أغراضه ،
كل ذلك بإشراف مني ، ولكن عن بعد ، إن أهم ما تقدمه لأبنائك هو أن تدفعهم للعمل ،
ولعلمتهم استغلال الوقت بما يفيد ، فلا يسافر أحدهم إلا ومعه كتاب يحوي العاب تعليمية عن الكلمات والحروف والأرقام والألوان ،
ولعظمت من نجاحاتهم ، ولو كانت بسيطة ، ولأكثرت من مدحهم ، وتشجيعهم بشكل يدفعهم لحب التعلم والعمل ،
فالطفل لديه قدرات وطاقات تخرج لمن يعرف كيف يستثمرها ويحولها إلى إبداع ، بشرط أن يكون الاستثمار في وقت مبكر جدا ، وبدون محاولة سيطرة وتحكم ،
ولو عاد الزمن لتحدثت معهم باحترام حتى ينشئوا محترمين لأنفسكم ، بشكل يدفع الآخرين لاحترامهم ، ولينشئوا أقوياء محبين للضعفاء ومحبين لفعل الخير والحلال ، ومترفعين عن فعل الحرام ، والكذب ، والخيانة بالفطرة ،
ولكنت تجنبت الاستهزاء بتصرف أحدهم ، أو مقارنتهم بغيرهم ، أو نقل أخبارهم للآخرين ، ولحافظت على أسرارهم الصغيرة ، ولأخفيت ما استطيع اختفائه من أخطائهم حتى عن والدهم ، ولا إلتمست لهم الأعذار دائماً .
للأسف أننا نعيش في مجتمع متصحر عاطفيا ، كل الأمهات من حولي كن يمارسن نفس الأسلوب ، إن لم يكن بعضهن أسوأ فترى من تصرخ على ابنها وتؤدبه في مجلس يمتلئ بالنساء ، ليشعر الطفل بحرج شديد ، ومع الوقت يتبلد حسياً وينشأ عدوانياً ،
وهناك من تتشكى منهم ، أو تخرج أسرارهم أمام الناس ، كنت ألاحظ نظرات أبنائها البريئة ، وخجلهم الواضح من حديثها الذي يعتبرونه فضيحة كبرى ، وهي مسترسلة في الحديث ،
لا تعي ما تسببه من تدمير و أضرار نفسية تهز أعماقه ،
وهناك من تنعت ابنها بصفات سيئة ليصدق الابن أمه فهي اعرف منه ويتوقف عن إصلاح نفسه ، ويعتقد انه لا فائدة ترجى منه ، فهو كما وصفته أمه ،
كنت لاأعلم أن أكثر الأبناء عنادا هو من يستحق المزيد من الحب وليس كما كنا نعتقد ،
لم يكن لدينا طموح :
أتذكر أني حضرت دورة تربوية فسألتنا المدربة ماذا نتمنى أن يكون أبناءنا في المستقبل فكانت إجابتي تقليدية قنوعة كإجابة غيري وهي انه ما يهمنا فقط أن يكونوا صالحين ،
عندها صدمتنا عندما قالت لماذا لم تقلن أن يكونوا صالحين ومصلحين في نفس الوقت ؟
لماذا لا يوجد لديكن طموح لتربيتهم ، زعماء ، قادة ، مفكرين ، مخترعين ؟
اكتشفت بعدها أن تربيتنا لأبنائنا قاصرة وأن لدينا قناعة في غير محلها وتذكرت حديث الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ( إذا سألت فاسأل الفردوس الأعلى )
لكنها الحياة تعاكسنا فعندما تصبح لدينا عقول وخبرات ومخططات يكون قد انتهى دورنا في التربية ،
لذلك أتمنى أن تصل خواطري هذه إلى كل امرأة مقدمة على أهم وأجمل أدوارها .
0
254

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️