يوميات مديرة ( 4 ) من أكفكم روينا

الأدب النبطي والفصيح

اليوم هو آخر يوم في الأسبوع , وقبل أن يعطينا الجرس إذنا بالإنصراف بساعة تقريبا خرجت من إحدى الصفوف بعد حضوري لدرس ألقته معلمة اللغة العربية . أحسست بجفاف في حلقي وجلست على أحد المقاعد المتناثرة هنا وهناك في الساحة . نظرت حولي ولم أر شيئا .وكأنني كنت أبحث عن شيء ما لم أدر كنهه . تملكني إحساس بالخواء لا لا أظن ... ربما بالوحدة لا لا أعتقد فهذا ليس بجديد علي فأنا أدفع هذه الضريبة يوميا كلما جلست على كرسي الإدارة !
إذن ما الأمر ؟ رفعت بصري إلى السماء وإذا بغيوم رمادية خفيفة تلف المكان تحجب الشمس الدافئة و تترك أرواحنا باردة جافة لا تستطيع التحليق فتذوي .
وبينما أنا أنظر هنا وهناك علني أروي عطش تساؤلي إذا بطير صغير يحط على الشجرة القريبة , حزنت لحاله فحتى الورود كانت تبحث معي في السماء عن شيء ما .. فلن تستفيد منها شيئا ايها الطير المسكين !
وظللت أراقبه وهويرفع رأسه ويخفضها في حركات متناغمة وأنا أعجب من إصراره على الوقوف على الغصن وتأدية هذه الحركات . وفجأة طار إلى غصن أعلى فقد رأى طفلا يركض باتجاهه , راقبت التلميذ الصغير يسكب على الأرض الترابية اسفل الشجرة زجاجة ماء صغيرة , ليعود فيملؤها من الصنبور ويركض باتجاه الصفوف وهو بين الفينة والأخرى يختلس النظر إلي ويرشقني بابتسامة رطبة .
لم يلهني الصبي الصغير عن مراقبة الطير الذي طار الى بقعة الماء وأخذ يرشف منها ... ثم حلق إلى السماء .. ثم اقترب مني ثم حلق بعيدا وسعيدا.
خفضت رأسي ثم رفعتها إلى السماء ثم طرت إلى معلمة التربية الإسلامية وهمست في أذنها عبارات أشرق لها وجهها , انطلقنا إلى الصفوف ,جمعنا من كل صف خمسا من التلميذات , فرشنا الساحة بالسجاجيد , ولبى النداء من المعلمات من استطاع . رطبنا وجوهنا وايدينا وأرواحنا بماء الوضوء الطهور , وطارت الأرجل الصغيرة تتسابق لترص الصفوف
وكبرت المعلمة( لصلاة الإستسقاء )
وصلينا , ودعى الجميع أن يقبل الله مناولم نكد ننتهي حتى سكبت الغيوم أولى قطراتها على أكف الصغار .صاح الجميع فرحين وبدات التلميذات يقفزن تحت المطر الخفيف يرددن لقد استجاب الله لنا , لقد استجاب الله لنا . وبقيت جالسة على سجادتي والمطر على وجهي وفي عيوني . وروحي تحلق مسبحة شاكرة ولم أشعر أنني كنت وحدي في المدرسة إلا بعد أن أعلمتني العاملة بذلك . وتلفت لأجد المطر قد غسل كل شيء وروى النفوس .
9
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
الارتواء معان جمة ..

وبين يدي معلمة مخلصة مثلك يتحقق الكثير من تلك الأنواع ..

استوقفتني كثيرا جملة وردت في ثنايا الحديث :

ربما بالوحدة لا لا أعتقد فهذا ليس بجديد علي فأنا أدفع هذه الضريبة يوميا كلما جلست على كرسي الإدارة !


وشعرت أن هذه الجملة تستحق أن يفرد لها حديث خاص بين هذه اليوميات ..

ما الذي افتقدته الأستاذة صباح بجلوسها على كرسي الإدارة ..؟؟

ورغم عجز كلمات الشكر ولكن لا بد منها فكل الشكر لك .
صباح الضامن
صباح الضامن
كل الشكر لزيارتكن لي في هذا اليوم من يومياتي وللأخت مشرق النور أقول لها أن الشرف لي في الكتابة في منتدى حواء ولولا بريق صفحاته لما استطعت الكتابة بارك الله فيك
صباح الضامن
صباح الضامن
الأخت الغالية بحور
يسرني توقفك ودخولك ومساهمتك في كل ما أكتب وللحق أنه يسعدني دائما أن تتوقفي أنت وكل أخت للنقد فمن مفرداتكن تنمو جملنا وتزدهر . أما بالنسبة للعبارة التي ذكرت فإجابتها لا يتسع له المجال وكنت أريد من الأخت تيمة أن تضيفه إلى قائمة الحزن التي نشرتها وأبدعت فيها .
وقد أخرج وحدتي إلى الورق وأكتب عنها إن رضي الورق أن يستضيفها ويتحمل ألمها....
بحور 217
بحور 217
عاشـ الإمـ ظبي ـارات ـقة
بســــم اللـه الـــرحمن الــرحيـــم

سلام عليكم



تسلمين والله على هذه النسمات المخملية لليوميات مديرة .. ونحن على أحر من الجمر بانتظار يوميات مديرة

وكوني على ثقة أننا على تواصل دائم بهذه النسمات التي تفوح من خلالها عبر وتعاليم مسروده سرد غير مباشر..

تحياتي لكم









عـــاشقــ ظـــبي ــــــة