عطاء

عطاء @aataaa_1

عضوة شرف في عالم حواء

لماذا هويت القراءة000000؟؟؟؟؟

الأدب النبطي والفصيح

يقول العقاد في كتابه((أنا)):


أول مايخطر على البال - حين يوجه هذا السؤال إلى أحد مشتغل


بالكتابة - إنه سيقول : إنني أهوى القراءة لأنني أهوى الكتابة!


ولكنني لن أقول ذلك!!

كلا0000لست أهوى القراءة لأكتب ’ ولاأهوى القراءة لأزداد عمرا في تقدير

الحساب00

وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا , وحياة واحدة

لاتكفيني , ولاتحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة 0


والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر


الإنسان الواحد , لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق , وإن كانت

لاتطيلها بمقادير الحساب 00

فكرتك أنت فكرة واحدة00

شعورك أنت شعور واحد00

خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك00



ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى , أو لاقيت بشعورك شعورا آخر , أو


لاقيت بخيالك خيال غيرك 00 فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين



أو أن الشعور يصبح شعورين , أو أن الخيال يصبح خيالين


كلا00 وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق


والامتداد0


والمثل على ذلك , محسوس في عالم الحس والمشاهدة , ومحسوس في


عالم العطف والشعور0



ففي عالم المشاهدة يجلس المرء بين مرآتين فلا يرى إنسانا واحدا أو


إنسانين اثنين , ولكنه يرى عشرات متلاحقين في نظره إلى غاية ما يبلغه



النظر في كل اتجاه0


وفي عالم العطف والشعور نبحث عن أقوى عاطفة تحتويها نفس الإنسان فإذا


هي عاطفة الحب المتبادل بين قلبين 00 لماذا؟ لأنهما لايحسان بالشيء


الواحد كما يحس به سائر الناس 0

0
لايحسان به شيئا ولاشيئين ,وإنما يحسان به أضعافا مضاعفة لاتزال تتجاوب

وتنمو مع التجاوب إلى غاية ماتتسع له نفوس الأحياء


هكذا يصنع التقاء مرآتين , وهكذا يصنع التقاء قلبين 00 فكيف بالتقاء

العشرات من المرائي النفسية في نطاق واحد؟


وكيف بالتقاء العشرات من الضمائر والأفكار؟

إن الفكرة الواحدة جدول منفصل


أما الأفكار المتلاقية فهي المحيط الذي تتجمع فيه الجداول





جميعا,والفرق بينها وبين الفكرة المنفصلة كالفرق بين الأفق الواسع









والتيار الجارف ,وبين الشط الضيق والموج المحصور



لاأحب الكتب لأنني زاهد في الحياة



ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لاتكفيني 00 ومهمايأكل الإنسان فإنه


لن يأكل بأكثر من معدة واحدة , ومهما يلبس فإنه لن يلبس على غير


جسد واحد , ومهما يتنقل في البلاد فإنه لن يستطيع أن يحل في مكانين


ولكنه بزاد الفكر والشعور والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر


واحد , ويستطيع أن يضاعف فكره وشعوره وخياله كما يتضاعف الشعور


بالحب المتبادل , وتتضاعف الصورة بين مرآتين))اه بتصرف:34: :34: :34:
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صباح الضامن
صباح الضامن
رائع , بوركت يا عطاء على هذا الإختيار وعلى حسن التصرف .
وكم نحن بحاجة لأن نقرأ بعد أن فرضت علينا الثقافة المسطحة ( التلفاز ) ولن تستطيع اية كاتبة أن تنمي مقدرتها الكتابية إلا بالقراءة . وفق الله الجميع
سنوكة حنين
سنوكة حنين
غاليتي عطاء
رائع هذا الموضوع الذي أثريت به عقولنا
أرى الكتاب أصبح للزينة
للمظهر
وما إلى ذلك
ركن على الرفوف
وبدل بثقافة العصر
النت والتلفاز كما أضارت صباح الضامن

لكن يمكن أن ننكر أنه خير صديق
وخير جليس
وأفى ما يكون للعقل والفكر والقلب والقلم

بارك الله فيك ولك

تقبلي تقديري واحترامي
تــيــمــة
تــيــمــة
ذاك كان في زمانه يا عطاء .. زمان الابداعات والاهتمام الشديد باللغة والتأليف .. زمان الخيال والحكمة والشعور ..

في زمانه فقط كان لا يسأل شخصا لم يقرأ الا وقال له لكي أكتب !!!!!!!!

فليرحم الله ذاك الزمان .. فمن الذي يقرأ الآن ليكتب ؟؟؟؟ وأين هي كتاباتنا مهم بلغت من تفوق من كتابات ذلك العصر ؟؟

والله لسنا نقرأ الا للمتعة والتسلية .. والدليل انتشار القصص السخيفة والتافهة بين أيدي الشباب وخمول دور الكتب العريقة والمجلدات .. وان قرئت فللتسلية أيضا .. لكن من أشخاص أوعى ..

ترى ماذا يقول العقاد لو عاش في زماننا ؟؟ هل سينتقد وينزعج ممن يقرأون ليكتبوا ؟؟
بحور 217
بحور 217
تصوير العقاد للفكرة رائع ..

القراءة تعطي للعمر عمقا وتجعل اللحظة الواحدة تحمل أعواما طويلة ..

وقد يكون هناك حقا من يقرأ للمتعة فقط ولكنه بذلك يبتلع الطعم ..

وهو أفضل حتما ممن لا يقرأ أبدا ..

القراءة طعم من يبتلعه لا ينجو أبدا من سحره وسيجد يوما تغيرا في التوجه والاهتمام ..

وتبقى مسؤولية من يكتب ومن ينشر ومن يهدي كتابا للقراءة ومن يشرف على صغير يقرأ أن يساهموا في تغيير مثل هذا التوجه ..

شكرا يا عطاء على منحنا هذه المساحة من عمر العقاد ..
Raheel
Raheel
الحمد لله

كتب العقاد كثيراً عن العبقريات ....فهل هناك من كتب عن عبقرية العقاد؟!!

شكراً يا عطـــاء...