"الشَبَّه" كريستال طبيعي يزيل الرائحة غير المستحبة في الصيف

تؤثر رائحة الجسد غير المستحبة في علاقة الشخص بزملائه، وتسبب إحراجاً له، خاصة لمن يعمل في مهن تقتضي التعامل مع الجمهور، وأحياناً كثيرة يكون لهذه المشكلة نتائج سلبية على العلاقات الزوجية، وتكون سبباً من أسباب النفور الزوجي، وتكثر هذه الحالة عادة في فصل الصيف حيث التعرق والحر والرطوبة التي تساعد على نمو البكتريا والفطريات في ثنايا الجسم وتحت الإبطين، وتلعب الوراثة دوراً، بالإضافة إلى عوامل أخرى كنقص بعض الإنزيمات والمعادن والفيتامينات.
وفي دراسة أجرتها اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة ريم عبدالعليم الدش تمت دراسة أسباب انبعاث رائحة كريهة في الصيف، وتناولت طرق علاجها والتغلب عليها، حتى يستطيع الرجل والمرأة استعادة ثقتهما وممارسة حياتهما بشكل طبيعي، ونوهت بأهمية خبراء الصحة والتجميل للتخلص من هذه المشكلة المزعجة.
تقول الدكتورة ريم "في فصل الصيف تساعد درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة والتعرق الشديد على إفراز ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين غدة عرقية، وترك العرق على سطح الجلد وبين ثناياه دون تنظيف يهيئ الظروف لنمو البكتريا والفطريات التي تسبب الرائحة الكريهة".
وعن أسباب زيادة التعرق تقول "غالباً ما يزيد التوتر النفسي والإجهاد العصبي من انبعاث رائحة كريهة من الجسم بشكل مزعج، بسبب التعرق الغزير من الغدد العرقية والسمنة الزائدة وبعض الأدوية كالعقاقير المنشطة، والإفراط في تناول الدهنيات، وبعض أنواع الطعام كالبصل والثوم وشرب الشاي والقهوة والكحوليات، وأيضاً هرمون الغدد الدرقية المعروف بزيادة إفراز العرق".
وتشير الدكتورة الدش إلى وجود أشخاص يعملون في بيئة عمل واحدة، ويخضعون لأحوال مناخية مشابهة، ويتعرقون بنفس الدرجة، إلا أن التعرق وائحته يختلف من شخص لآخر، وترجع أسباب ذلك إلى الكيمياء الحيوية الداخلية في الجسد نتيجة نقص في إنزيمات الهضم والفيتامينات والمعادن، تقول "بسبب الفروقات في الكيمياء الحيوية بين مختلف الأشخاص تفوح رائحة توابل وأعشاب محددة مثل الثوم حتى لو تناولها الإنسان في اليوم السابق، بينما تفوح عند بعض الأشخاص بغض النظر عن نوع الطعام".
وتشير اختصاصية الأمراض الجلدية إلى وجود براهين طبية تؤكد أن العوامل الوراثية تؤثر في رائحة الجسد وفي زيادة إفرازات العرق مثل تعرق الوجه عند الخجل أو الخوف خاصة الجبهة والأنف وفي الكفين والقدمين، مضيفة أن هناك عوامل أخرى ومتعددة يمكن أن تغير من رائحة الجسم مثل الإصابة بالأمراض الجلدية الفطرية والإمساك وانخفاض مستوى السكر في الدم، وحالة نادرة تبعث فيها رائحة كريهة من الجسم تسمى عوارض رائحة السمك المتعفن، وهي متصلة بنقص في موروث في إنزيمات أو خمائر الجسد الذي يتفاقم باضطرابات البكتريا المعوية الحميدة نتيجة لبعض الأطعمة.
وللقضاء على هذه المشكلة تنصح الدكتورة الدش بحسن اختيار الطعام، لكون الجسم يحتفظ ببعض مستخلصات البروتين والزيوت والتوابل، ويستمر في إفرازها لساعات طويلة وذلك عند تناول أكلات معينة منها الأسماك والكمون والبصل والفجل، وعلى الشخص الاحتفاظ بهدوئه والابتعاد عن التوتر والقلق والإثارة، مشيرة إلى الأعشاب تفيد في علاج العرق الزائد، ويتم ذلك بنقع جذور الأرقطيون في كوب ماء مغلي لمدة 15 دقيقة، ويصفى ويشرب ثلاث مرات يومياً.
و تقدم اختصاصية التجميل اللبنانية زينة عبدو مجموعة من النصائح للتخلص من رائحة الجسد غير المستحبة، تقول "يجب الاغتسال بحمام أو دش في الصباح والمساء، واستخدام صابون مناسب، لأن الصابون القلوي يجعل رائحة الجسد أسوأ، لتأثيره على نشاط البكتريا التي تعيش على الجلد والبشرة، وتتوافر في الصيدليات أنواع عدة من الصابون الحمضي والمصنوعة من الأملاح المعدنية، ويمكن استعمال الزيوت العطرية المخصصة للتعطر بعد الاستحمام، ويجب أن تكون الملابس قطنية ومصنوعة من ألياف طبيعية، فالصناعية تعيق الوظائف الطبيعية للبشرة، وتقلل من توافر الأكسجين، وتشجع البكتريا على النمو وإفراز الرائحة الكريهة".
وعن مستحضرات إزالة التعرق تقول "مزيلات العرق الموجودة في الصيدليات قد تفي بالغرض عند معظم الأشخاص، لاحتوائها على مواد كيماوية تقتل البكتريا، لكن لأن الجلد لا يحتملها يمكن استعمال "الشبه" وتشترى من العطارين، وتسمى الكريستال الطبيعي، ومن أفضل العطور للقضاء على العرق رائحة الصنوبر