سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

العزلة الاجتماعية.. كارثة على صحة المسن!!

الأسرة والمجتمع

كشفت دراسة أكاديمية حديثة عن وجود علاقة‏ ‏بين الصحة الجسمية الخاصة بفئة المسنين من جهة وبين علاقاتهم الاجتماعية المتمثلة‏ ‏بمقدار الدعم الاجتماعي الذي يتلقونه وبشعورهم بالعزلة الاجتماعية من عدمه من جهة ‏ أخرى .‏ ‏

وأبرزت الدراسة التي أعدها أستاذ قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية ‏ ‏العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور يعقوب يوسف الكندري أهمية دور الوضع‏ ‏الاجتماعي والأسرة المتمثل في وجود شريك الحياة بالنسبة للمسن في تحقيق صحة جسمية ‏ ‏أفضل مقارنة بالمسنين الأرامل والذين فقدوا أزواجهم خلال فترات حياتهم.‏ ‏وتهدف الدراسة، حسب وكالة الأنباء الكويتية، إلى الكشف عن مدى تأثير المحيط الثقافي والاجتماعي الذي يعيش به ‏ الإنسان وارتباطه بصحته الجسدية إضافة إلى تأثير العزلة الاجتماعية على صحة المسن ‏ ‏ودور الأسرة والأصدقاء ومحيط الفرد في لعب الدور السلبي أو الإيجابي على صحته.‏ ‏

وأجريت الدراسة على عينة حجمها 130 مسنا كويتيا ( 62 ذكور و 68 إناث ) من فئة ‏ ‏المتزوجين والأرامل وقد بلغ متوسط العمر لأفراد العينة 66 عاما من خلال استبانة ‏ ‏إضافة إلى المقابلة المباشرة مع أفراد العينة نظرا لعدم إلمام كثير من هذه الفئة ‏ ‏العمرية بالقراءة والكتابة أو لظروف أخرى.‏ ‏

وعززت الدراسة من أهمية الدعم الاجتماعي عند أفراد المجتمع بشكل عام وعلى هذه ‏ ‏المرحلة العمرية بشكل خاص إذ تكمن أهميتها في تقديم العون والمساعدة المعنوية ‏ ‏لكبار السن وذلك نتيجة لابتعادهم بهذه الفترة عن الحياة الاجتماعية المتاحة ‏ ‏للجميع والمتمثلة بفترة العمل في الدوائر والمؤسسات المتعددة .‏ ‏

وأضافت أن شبكة العلاقات الاجتماعية تقل بصورة كبيرة لديهم عند فقدانهم‏ ‏لوظائفهم نتيجة للتقاعد وترك العمل لذا فإن البحث عن علاقات اجتماعية أخرى وداعمة ‏ ‏له التأثير الكبير على الجانب النفسي والفسيولوجي على المسن.‏ ‏وأوضحت الدراسة أن هناك علاقة إيجابية بين العزلة الاجتماعية كأحد ‏أبعاد الاغتراب الاجتماعي وبين صحة الجسم لفئة كبار السن بمعنى أنه كلما زادت ‏العزلة الاجتماعية للمسن زادت معه الأعراض الجسمانية التي يشتكي منها وكلما زاد ‏ ‏مقدار الدعم الاجتماعي الذي يتلقاه المسن من محيطه الاجتماعي قلت هذه الأعراض .‏ ‏

وأفادت الدراسة أن هناك علاقة عكسية بين الدعم الاجتماعي وعدد الأولاد الذين‏ ‏يسكنون مع المسن في المنزل نفسه من جهة وبين الأعراض الجسمانية من جهة أخرى أي ‏ ‏أنه كلما تواجد الأولاد مع المسن داخل المنزل نفسه وتواصلوا معه له التأثير ‏ الإيجابي على وضعه الصحي كما يقل معه الشعور بالشكوى من الأمراض والأعراض ‏ ‏الجسمانية.‏ ‏وأضافت أن عدد الأولاد بحد ذاته لا يرتبط بعلاقة مع الوضع الصحي للمسن إنما ‏ ‏التواجد مع المسن وتقديم الخدمات والمساعدة والعون ذلك يعد دعما اجتماعيا.‏ ‏

كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة عكسية بين تكرار الاتصال بين المسن‏ ‏والأخوة والأصدقاء وبين الأعراض الجسمانية إضافة إلى وجود علاقة عكسية بين قوة ‏ ‏علاقة المسن مع إخوته وأقاربه وأصدقائه وبين الأعراض الجسمانية التي يشتكي منها ‏ ‏بمعنى أنه بازدياد التواصل والاتصال وقوة العلاقة مع الأخوة والأصدقاء تقل ‏ ‏الأعراض الجسمانية التي يشتكي منها المسن.‏

وأكدت الدراسة أهمية وجود الصحبة والأصدقاء في حياة المسن خاصة عند المتقاعدين ‏ ‏والذين فقدوا حجما من العلاقات الاجتماعية بعد تركهم للعمل إذ يؤثر التكيف ‏ ‏بالوضع الاجتماعي الجديد بشكل مباشر على الوضع النفسي للمسن.‏ ‏ وأضافت أن فقدان الدور والتواصل اليومي المتكرر مع مجموعة من الزملاء قد يترك ‏ ‏تأثيرا سلبيا على حياته الاجتماعية وأكدت أن المحافظة على شبكة العلاقات‏ الاجتماعية خارج نطاق الأسرة له تأثير إيجابي على صحة الجسم بالنسبة للمسن. ‏ ‏

‏وأوضحت الدراسة أهمية وجود الزوج والزوجة في حياة المسن حيث إن فقدان أحدهما ‏من الممكن أن يؤثر سلبا على وضعه الصحي والجسمي إذ يمثل ذلك فقدانا لأهم العناصر ‏الداعمة في حياته نظرا للارتباط العاطفي بين الزوجين والذي يؤثر سلبيا في كل ‏ ‏منهما عند فقد أحدهما للآخر.‏ ‏ وأضافت أن المسنين الذين ليس لديهم أزواج أو زوجات بحكم وفاتهم يتعرضون للشكوى ‏من الأعراض الجسمية أكثر مقارنة بالمسنين الذين يعيشون مع أزواجهم عند أفراد ‏ ‏العينة.‏ ‏

وتعطي هذه النتائج مؤشرا إلى أن نوعية العلاقة ودرجتها هي أهم من تكرار حدوثها ‏ ‏فقط أي أن الأعراض الفيزيقية المرضية التي يتعرض لها المسن تتأثر بنوعية العلاقات‏ ‏الاجتماعية وليس بحجم هذه العلاقات. ‏

كما تشير نتائج عدد من الدراسات التي استشهدت بها الدراسة الحالية إلى أن أبرز ‏مشكلات المسنين في الكويت تتمثل في المرض والأرق وضعف البصر والسمع والحساسية نحو ‏ ‏بعض الأطعمة والتعب وضعف القدرة العقلية العامة والاضطراب الانفعالي والخوف من ‏ ‏الله والإحساس بالوحدة والتعصب للرأي وغيره.‏ ‏

ومما لاشك فيه أن ارتفاع معدلات العمر في مجتمع ما هي من المؤشرات المهمة ‏ ‏لتقدم هذا المجتمع وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن نسبة معدل الحياة سوف ‏تزداد لتصل من 68 سنة في عام 1998 إلى ما يقارب 73 سنة في عام 2025 وأن نسبة ‏ ‏الأفراد الذين سيتجاوزون سن 65 عاما سوف يرتفع من 6ر6 بالمائة في عام 1997 ليصل ‏ إلى 10 بالمائة في عام 2025 مما يعكس تحسنا في مستوى الرعاية الصحية التي يتلقاها ‏ ‏الفرد في المجتمع المعاصر وخاصة في الدول المتقدمة.
0
2K

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️