يوميات مديرة 14 ألأنني ... أحبك ؟؟!!

الأدب النبطي والفصيح

كنت قد كتبت هذه اليومية على جزأين ولكني دمجتها هنا حتى لاتنقطع أفكار القاريء
اكتمل القمر بدرا الليلة في مخيلتي , فما كنا في منتصف الشهر ولكنني أردت أن يكتمل عندي كل ما أحب , فذلك الترقب والأمل الذي أيقظ كل حواسي كان يستسلم لدغدغات الوهم فيطلق صورا لونها الوردي يرشو ذاك الترقب والتوهم بكلمتين (( أغدا ألقاك !! ))
وتصبح نفسي مع أول إشراقة فجري المزعوم تغرد مع الطيور رغم أنها كانت ترنو إلي بعيون مودعة غفل القلب عن قراءة ضمنية فاستسلم للغناء , والإشراق , وترقب اللقيا ..
وكان الجميع من الأهل والصحب ينتظر ختم قصة طالت أيامها .
ولأن الترقب الآمل يشعل جذوة في النفس فترى نفسي تجمع بين لذة هذا الإنتظار ولذة ما بعده . واقتربت دقات الوصول إلى أول حدود ثمر انتظاري ..
وكطفلة جذلى , حمت حول تللك الحدود أبحث عن هذا الحنان المنتظر . وكالمعتاد فتحت بوابة مدرستي بنفسي ودخلت , تملكتني رعشة خفيفة وظننت أنه البرد يسمعني أولى مفردات الصباح الشتوي , فرفعت رأسي لأرى الغيوم فإذا بالقمر البدري لا زال فوق رأسي وتلك الطيور الجميلة ترسم بأجنحتها أشكالا استقرت في زاوية من القلب , فتلاشت الرعشة و شعرت بالدفء , وأسعدني ذاك الشعور .
دلفت غرف المدرسة الواحدة تلو الأخرى أشغل تفكيري , ولكن الغد الآن فكيف أنشغل ؟ أأنشغل بغير ما جاء به القمر يحادثني عنه الليلة والآن , وبغير ما جاءت به الطيور تحادثني عنها الليلة والآن ؟؟
استعذبت فكرة الإنتظار رغم قساوتها فكلما زاد الألم كلما استحلى القلب ذوقان ثمر الصبر بالنهاية .
دقت الساعة التاسعة .. الموعد
غادرت المدرسة للإستقبال
واشتركت دنياي كلها لترحب بالقادم الغائب, وامتلأت ردهات القلب من براعم صغيرة استقرت على صفحاته كل برعم يحكي قصة لم تكتمل , ليظل برعما يحلم بأن يستيقظ ولو مرة واحدة ويكمل الحكاية .. وتدافعت أنداء شوق في العيون يحاول اخضرارها أن يطغى بلونه فلا يظهر للرائي تدافع الدموع ..و ,,,,
ظهر الغائب ونظرت إليه !!
ما بال القلب لا يدق تلك الدقات القديمة
وما بال الندى لا يتساقط من على أوراقه الخضراء
أو ذلك الغياب هو صاحب تداعي الفرحة وذوبانها أم أن الحب يموت إذا لم يسلم صبحا على فجر وليلا على بدر مع محبيه ؟؟
.. وكان يتحدث ..
وسلمت فقدان الوعي لإغماءات من سمعي , وبصري , ووجيب قلبي , وتدافع من دمائي , وكل حواسي , ولم أسمع شيئا إلا جملة واحدة :
- - سأسافر .. فهل معي ستذهبين؟؟؟
الجزء الثاني :
-- سأسافر فهل معي ستذهبين ؟؟
وعدت إلى المدرسة
والساعة تدق العاشرة , احتوتني غرفتي , كانت باردة وخاوية إلا من أوراق هنا وهناك ونبتتي الوحيدة قابعة بلا أمل من توأمة روح , ومكتبي القاتم يعكس كل شيء في داخلي . ونال مني جهد التفكير مأربه فأسلمني إلى اللاوعي , فلا قمر بدري الآن يصاحبني في ظلمة تفكيري بل تلك الطيور فقط ترنو إلي من بعيد من على شجرة الحور الباسقة ..وتنتظر
ورغم تدافع الأحداث المدرسية واصطحاب الكل لمشاكلهم أمام عيوني , ورغم ابتسامات الصغار وتلميحات الكبار , إلا أنني كنت غائبة عن وعي ذاك الحاضر الضاج بالحياة ومستسلمة لترديد عبارة واحدة
--سأسافر ..فهل معي ستذهبين ؟
ودقت الساعة الواحدة ثم الثانية ثم الثالثة وأنا لا زلت على مكتبي لم أتحرك أنجز أعمالي ببطء وتثاقل . وخشيت الخروج من المدرسة , كنت أعتقد أن المواجهة الصعبة ستبرز لي في كل زاوية من دنياي خارجا.
كيف ؟؟ وبدأت بالتفكير
كيف سأترك حياتي هنا ؟ كيف سأضحي بكل ما عملت من أجله وأختزل سني كلها لأضعها في قفصه الذي طالما حلمت بالولوج إليه .
أي عالم هذا الذي يدعوني إليه ؟ لا أعرفه لا أتقن لغته فهو خارج حدود آمالي بعيد ..بعيد .
وخرجت إلى الفناء , لم يكن فارغا رغم انتهاء الدوام وهيء لي أني أسمع جرس المدرسة يقرع والصغار يتدافعون من حولي أحدهم يمسك بيدي قائلا :
- أحبك هذه لك .. ووردة صغيرة ذابلة من كثرة تنقلها بين أنامله الصغيرة ولكنها أجمل ما يستطيع .
- وأخرى تطلب مني أن أحكم غطاء رأسها لأنها تريد نفس الطريقة التي أفعل ..
أما الأخرى فترنوإلى من بعيد تبتسم خجلة وهي تجلس على مقعدي المفضل في الساحة فأجلس بجانبها تحادثني , توشوشني , تحكي لي سرا , تشكو , تبتسم , تغرد ضاحكة فأتركها وهي أسعد من في الوجود .
وتقودني رجلاي لغرف الصفوف الفارغة لأرى الوجوه الصغيرة تسلم علي وترتفع الهامات الواعدة كل واحد منهم يحاول أن يختلس النظر إلي كي أنتبه له .ورسوماتهم الجميلة تزين المكان , تلك التي كانوا يحرصون أن يكون أول توقيع عليها هو اسمي ، كلها كانت تتحدى في الشوق أن تعانقها عيناي كل مرة أنظر إليها .
وأعود معرجة على غرفة الإذاعة لأرى أصواتا مجلجلة داعية إلى خير , وأقلاما واعدة ترتفع أمامي وتمد يديها نحوي أن امسكي بنا و لا تتركينا .
ويرتفع أذان العصر يشق عباب السماء فأيمم نحو المصلى ولم أكن وحدي فخيال الطالبات كان حولي يحرك مشاعري , يتحلقن حيث أجلس يطلبن قصة أو طريقة تلاوة أو تفسير آية , أو يعرضن مشكلة أو رأيا . وأرى بعضهن يعلقن ملصقات وأخريات يحفظن الصغار أيات الذكر الحكيم . أما تلك فكانت تنظف المصلى وترفض المساعدة .. وتلك تدمع عيناها وهي تدعو ثم تقترب مني قائلة وكأني أسمعها الآن :
__ الحمدلله لقد تحجبت أمي بعدما قلت لها ما طلبت مني , الحمدلله أنا أمشي بجانبها الآن فخورة بها .
وأعود .. مصطحبة فرحة هذه وتلك رافعة رأسي للسماء ولم يكن القمر من يضيءبل تلك الشمس الساطعة . أما تلك الطيور فلم أرها واقتربت من شجرة الحور فإذا بفراخ صغيرة تحاول الطيران حول المدرسة وتنظر إلي مترقبة . فكان لا بد وأن أعينها على طيرانها .
وحيث كان .. وحيث جاء بالعهد القديم الذي بيننا ليطرحه أمامي أجبته مستجمعة كل قواي :
_ لن أسافر معك
فأنا دائما مسافرة , فتلك القلوب هي الحدود التي عبرتها, وبيتي هو ذاك البيت الذي جعلت من ابتسامات الصغار جدرانه
وذاك الأمل الذي عشت ارقبه طوال الفترة السابقة هو ذاك المحراب الذي يخرج منه أمثال تلميذاتي
وحبي قد تعدى نفسي إلى تلميذاتي ومعلماتي ,
ورغبتي .. قد تجاوزت حدود صحبتك لرفقة أدوم وأثمر وأحوج ..
كنت أتمنى أن ألقاك في هذا الغد , في غدي أنا , حيث أنا , أصنع وإياك فيه ألف غد وغد ولكن ! قلبي كبير جدا وأنت لن تملأه وحدك
فعذرا ولن أقول (( أغدا ألقاك !! )) بل
……أغدا تفهم …!!!!
9
828

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غداً ألقاك
غداً ألقاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي صباح
أدمت سهامك الجرح فنزف
وتسارعت نبضات القلب لتعزف سيمفونية إعجاب وتقدير
صفق لها الجناح الكسير ورقص علي أنغامها القلب الجريح
عشت المشهد بادق تفاصيله0000000
أحسست ببركان من المشاعر المتداخلة ((أمل –ألم ، حنين –صد،،،،،،،،،،،))
أبرزت هذه المشاعر إحساسا بالشفقة
لا تستحقها أختي الكبرى 0000000000
فلياليك دائماً بدرية 00وصباحك مهما تلبد بالغيوم دائماً مشرق 00وبراعمك دائما خضراء ندية
(((أنت في الجنة دائماً)))
ولكن هو من يستحق الشفقة 000000
لأنه خرج من جنة أحلامك لنار الغربة اللامتناهية !!!!!!
ترى هل فهم حقيقة خسارته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
همسة
وغدا تمتلئ الجنة انهار وظلا
وغداً ننسى فلا نأسى علي ماض ٍتولي
نــــور
نــــور
أعذره ... نعم إنني أعذره
معه الحق ،،وكل الحق
بأنانيته تجاهك
من حقه أن يأخذك و يسافر بعيدآ
ولا يشاركه فيك أحد

أي عاقل في هذه الحياة يتنازل عن درة مكنونة
وجوهرة ثمينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لكنني حزينة ...
على تلك الأجيال المحرومة

من نعمة تواجدك بينها!!!!
بحور 217
بحور 217
في الدنيا لايمكن أن نحصل على كل شيء ..

وأنت قد اخترت ..

واختيارك يدل على أن عاطفة الأمومة هي أقوى ما لديك ..

ولكني كنور الشمس أعذره .!!

أسأل الله أن يجمع لنا و لك ألوان النعيم التي لاتزول في الجنة .
عطاء
عطاء
أو لم يكن اختياراً صعباً؟؟؟!!

لاأشك أبداً أنه كان من أكثر الاختيارات صعوبة,ولكنك اضطررتِ للاختيار

ولابد من الموازنة!!


أحياناً ياعزيزتي نضطر أن ندهس قلوبنا ونطؤها بأقدامنا

لأننا نحب!!!

أحياناً ,من أجل الحب نفعلُ ذلك!!

من نحب؟؟ وكيف نحب؟؟ ليس هذا موضع السؤال0

لكننا أمام حقيقة لاندعيها, أننا مافعلنا بعض الأمور التي قد تكون في حكم الآخر قسوة

إلا لأننا نحب,ولذلك كانت تصرفاتنا ضمن هذه الدائرة,فعلنا مافعلنا لأجل الحب!!!

تحياتي لقلمك ياعزيزتي صباح

لقد أثرتِ شبح الماضي وذكرياته والآن هذه صوره تتراءى أمامي00
صباح الضامن
صباح الضامن
اختي الصغرى غدا القاك
وغدا تمتليء الجنة انهارا وظلا ..
حقا فذاك ما كان وإن شاء الله سيكون
وذاك الجرح الذي أثير لم يكن جرحا بل كان من خطوات مشيناها على رمل فجاءت أول هبة فذرتها
أخيتي
لا يأسف الإنسان على أي شيء يفقده إلا دقيقة ضاعت في غير عبادة

بارك الله بك
همسة
وغدا تزهر حياتك فلا ووردا لأنك مرج خصب من العاطفة ويمرح فيها من يستحق أن يشم طيبها


يا نور الشمس لأنك يا غالية ذات قلب كالطفل بريء , وكالسماء صاف , وكالحلم جميل تعذرين
فهنيئا لك بهذا القلب
لي معك وقفات
انتظريني حتى يعود لقلمي لونه فأنا أفقده هذه الأيام

بحور
ويحتضن قلبي دائما هذا الإختيار وأنأى به عن كل ما حوله فهو أجمل نعمة

وجمعنا في جنة الخلد بإذن الله

تذكري أنك دائما
تتقين اختيار لب الموضوع
فهنيئا لأغلى أخت

عطاء أختى العزيزة

إلى التي استطاعت أن تحرك بقلمها مياه الحبر الذي سكب حروفا في تلك اليومية فسال دفقا من فكرها النير
نعم لقد كان اختيارا وصعبا ولكنه لله وفي الله وقد وهبني الله زوجا حبيبا لو خيروني بين كنوز الدنيا وبينه ما رضيت إلا بصحبته ذالك التقي النقي المحب. فمن أجل ذالك الحب في مدرستي أتاني حب زوجي لنصنع مع بعضنا غد كل من عاش معنا .

جزاكم الله خيرا

أفتقد الغالية أحلام
لا تجيبي يا أحلام
ولا تردي على مواضيعي
ولكني أرى هنا بحرا على صفحات حواء كل واحدة تحدث دائرة فيها
وأفتقد دوائرك
؟؟