تجنب المقليات والإكثار من الألياف الغذائية يحدّ من تصلب الشرايين

لوحظ مع التغيرات الكثيرة التي بدأت تظهر في هذه الايام انتشار امراض عديدة لم تكن معروفة من قبل ويأتي في مقدمة هذه الامراض تصلب الشرايين والذي يعرف ب Arteriosclerosis وهذا المرض هو حدوث انسداد في مجرى الدم والذي ينتج من تصلب الشرايين والذي ينتج بطريقتين هما:
1- تصلب الشرايين والذي ينتج من تكون رواسب مكونة من الكالسيوم حيث يؤدي هذا إلى حدوث مقاومة وصلابة في الشرايين وهو تغيير في طبيعة مرونة الشريان مما يجعله غير سهل وغير مرن عند زيادة ضخ الدم من خلاله.
2- تصلب الشرايين الدهني حيث تكون الرواسب أو المواد التي تعلق وتترسب على جدار الشرايين عبارة عن مواد دهنية.
ويتفق هذان النوعان من انواع تصلب الشرايين في تأثيرها وعلاقتهما في نظام الدورة الدموية وسريان الدم من خلال هذه الدورة والتي تنقل الدم إلى معظم اجزاء الجسم.
كما يتصف هذان النوعان بانهما يتسببان في رفع ضغط الدم والذي بدوره يرتبط بالذبحة الصدرية والذي من اعرضه ألم في الصدر ينتج من بذل أي مجهود أو زيادة في النشاط، كما يتسببان في النوبة أو الذبحة القلبية وكذلك في السكتة الدماغية (Strok) والذي يؤثر كذلك على حدوث موت مفاجيء للقلب في حالة عدم وصول الدم للقلب بشكل جيد أو عند انقطاعه بشكل نهائي.

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالتصلب

مما لاشك فيه ان تصلب الشرايين أو عدم قابلية الشريان للاستجابة عند ضخ الدم أو عدم مرونته يؤدي بشكل مباشر في ارتفاع ضغط الدم. ولكن لوحظ كذلك ترسب أي مواد وخصوصاً الكالسيوم والدهون يؤدي بشكل مباشر إلى حدوث الضغط وكذلك إلى زيادة ارتفاع الضغط إذا كان في بداياته.
حيث يلاحظ ان التجمعات والترسبات من الدهون وغيرها تحدث في مناطق يكون فيها الشريان في ضعف أو بمعنى آخر ان هناك تجمعاً لهذه المواد وترسب في الاماكن والنقاط التي يضعف فيها جدران الشريان لذلك فإن طبيعة الشريان الذي يحدث من هذا العرض يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة في ارتفاع الضغط والذي ربما يكون في بداية الارتفاع مما يجعل الأمر اكثر سوء وتعقيداً، وكما هو معروف ان الشرايين في هذه الحالة تصبح أقل قابلية للمرونة وللاستجابة لزيادة الضخ أو كذلك اقل نفاذية مما يؤدي بشكل غير مباشر إلى نقص في الاكسجين الذي يغذي الخلايا والذي يحدث نتيجة لعدم كفاءة ونشاط الدورة الدموية.

احتشاء عضلة القلب
مما لاشك فيه ان لعضلة القلب عمل جبار حيث انها - وبقدرة الله تعالى سبحانه وتعالى - تعمل على ضخ الدم الذي يحمل الاكسجين والغذاء إلى جميع اجزاء وأنسجة واعضاء الجسم وكذلك تقوم هذه العضلة (القلب) بضخ كمية من الدم النقي والمحمل بالاكسجين والغذاء اليها نفسها، فالقلب يغذي الجسم جميعه وكذلك يغذي نفسه، لذلك فانه وعند انسداد احد الشرايين التاجية والتي تقوم بتغذية القلب نفسه فإن عضلة القلب سوف تواجه وتعاني من نقص شديد في الاكسجين وتزيد هذه المشكلة في حالة زيادة ترسب كمية من الدهون أو الكالسيوم في الشرايين التي تغذي القلب، وعند حدوث نقص في الاكسجين والذي ينتج من "انسداد في الشرايين التاجية" فإن الشخص يصاب بنوبة قلبية أو ما يعرف ب "احتشاء في عضلة القلب".

السكتة الدماغية

كما ذكرنا سابقاً فإن القلب يضخ الدم الجيد والغني بالاكسجين وبالمواد الغذائية إلى جميع اجزاء الجسم وخصوصاً المهمة ومن أهم هذه الأجهزة المخ (الدماغ) ففي حالة انسداد وتخثر وصول هذا الدم للمخ فإن ذلك سوف يؤدي إلى قطع الغذاء والاكسجين اليه مما يؤدي إلى حدوث الاصابة بالسكتة الدماغية ومما لاشك فيه ان حدوث هذه السكتة يؤثر بشكل كبير في الفرد مما يجعله معاقاً نصفياً أي يحدث له شلل نصفي مما يؤثر عليه بشكل كبير.

تصلب الشرايين الطرفي

يلاحظ ان هناك بعض الحالات والتي تؤثر على تصلب الشرايين أو الأوعية التي تنقل الدم إلى الاطراف السفلية (الساقين والقدمين) وهذه الحالة تكون ناتجة من ترسب الدهون على هذه الشرايين والتي تنقل الدم إلى الاقدام والساقين هذا الانسداد قد يؤدي إلى فقدان هذه الاطراف وعدم القدرة على الاستفادة منهما لذلك لابد من التأكد من الاعراض التي تسبق الاصابة بمثل هذا العرض ومنها:
- تعب في هذه الاطراف وارهاق لها.
- ألم في العضلات متكرر.
- هناك بعض الشد في العضلات وخصوصاً الساق والكاحل وهذا الشد يكون مشابه للالم الناتج من الشد العضلي.
-كما ان هناك امراض مثل التنميل والضعف والشعور بثقل في الساقين.
كل هذه الاعراض تنتج بشكل مباشر أو غير مباشر من قلة كمية الدم التي تمر خلال الشرايين المصابة بتصلب فيها وهي توشك على الانسداد وهذه الظاهرة تكون ناتجة بسبب قلة الاوكسجين الذي تحتاجه الاطراف.
أسباب حدوث تصلب الشرايين
هناك العديد من العوامل التي ترتبط بشكل كبير في حدوث تصلب الشريان وتكون الدهون والكالسيوم في جداره ويأتي منها ما يلي:

اولا: التدخين:
يعتبر عادة التدخين من اسباب حدوث تصلب الشرايين بالدهون والكالسيوم حيث ان مادة الدخان تحتوي على العديد من المركبات الكيميائية الدقيقة والتي قد تدخل وتنتقل في مجرى الدم والذي بدورها تؤدي إلى حدوث جروح في الطبقة الداخلية للشريان مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخل الطبقة الداخلية هذه الجروح تعتبر النقطة الحرجة والتي يتم فيها تجمع المواد المختلفة مثل الكالسيوم واجزاء الدم والدهون في حالة زياد تركيزها في الدم.

ثانياً: ضغط الدم:
مما لاشك فيه ان ارتفاع ضغط الدم له تأثير مباشر في عملية حدوث احتكاك اجزاء الدم مع الطبقة الداخلية للشرايين مما يؤدي إلى حدوث تشققات وجروح داخلية في الشريان هذه النقاط يحدث فيها تجمعات للكالسيوم والدهون والكوليسترول.

ثالثاً: ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم:
ان مادة الكوليسترول وكما نعلم تلعب دوراً حيوياً في جسم الإنسان حيث تعتبر مهمة في العديد من الوظائف الا ان زيادته عن الحدود الطبيعية تجعل نسبة تراكمه والتصاقه على جدران الشرايين اكثر احتمالا وخصوصاً في حالة حدوث ارتفاع للضغط أو التدخين.

رابعاً: الداء السكري:
يلاحظ ان الاصابة بمرض الداء السكري يؤدي إلى حدوث التصلب الشرياني لان مريض السكري يكون في اغلب الاحيان مصاب بارتفاع الدهون وخصوصاً الدهون الثلاثية في الدم. لذلك فإن عملية مراقبة مريض السكري بشكل جيد تؤدي إلى المحافظة على مستوى الدهون في الدم.

خامساً: قلة النشاط الحركي (الرياضة):
مما لاشك فيه ان للرياضة والحركة ارتباط مباشر في الحد من مشاكل تصلب الشرايين حيث تؤدي بشكل مباشر في زيادة تحمل القلب في حالة حدوث أي نسبة من الانسداد للشرايين المغذية له لان الرياضة والحركة تقويان القلب وتجعلانه يتحمل أي مشاكل لا قدر الله، كما ان الرياضة تقلل من الاصابة بارتفاع الكوليسترول وكذلك تحد من الاصابة بالضغط.

خطوات للحد من الاصابة بتصلب الشرايين

الاقلال من الدهون والمقليات:
ان من أهم الخطوات الايجابية المهمة في عملية الحد من تصلب الشرايين الاقلال من الاغذية الغنية بالدهون والمقليات حيث ان لها ارتباطاً مباشراً بارتفاع وزيادة تصنيع وتركيز الكوليسترول داخل الدم لذلك فإن عملية عمل برنامج غذائي قليل الدهون أمر مطلوب.

المحافظة على وزنك:
ان زيادة الوزن تؤثر على عمل القلب مما يجعل القلب يضخ كميات كبيرة من الدم ويتعبه ويؤثر على حيويته لذلك لابد من العمل على الحد من زيادة الوزن والسمنة.
متابعة الضغط والحد من ارتفاع ضغط الدم لان عملية السيطرة على ضغط الدم أمر مطلوب وضروري لان اهمال الضغط يؤثر على حدوث تصلب الشرايين.
الحد والامتناع من التدخين لاننا كما ذكرنا التدخين يحتوي على مركبات تؤثر على الشرايين وتقوم كذلك بأكسدة وتغيير تركيبة الكوليسترول السييء مما يجعله اكثر عرضة لحدوث التصلب في جدار الشريان.
تناول اغذية عالية بالالياف الغذائية لانها ترتبط بشكل مباشر في الحد من ارتفاع الكوليسترول وارتفاع الدهون في الدم، ومن أهم مصادر هذه الالياف الغذائية هي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مثل البر.
زيادة تناول الاغذية التي تحتوي على نسبة جيدة من فيتامين ه مثل المكسرات والخضروات.
استخدام كميات مناسبة من زيت "الزيتون" لان زيت الزيتون يؤدي إلى الحد من ارتفاع الكوليسترول في الدم.

العناصر الغذائية التي تساعد في الحد من تصلب الشرايين:
فيتامين ج - يعمل كمضاد للأكسدة مما ينظف الدم من المواد الناتجة من التدخين ومن الدهون
الثوم - ينظم الدهون ويحد من ارتفاعها
زيت الزيتون - يؤدي إلى خفض الكولسترول ويحد من ضغط الدم ويزيد من مرونة الأوعية الدموية
الألياف الغذائية - تعمل على تقليل تركيز الكولسترول وتقلل من الدهون.

الرياض