وأقبل النسيم ( يوميات مديرة 15 )

الأدب النبطي والفصيح

في حبة القلب نار قد تجللهـــا ............................. سافي الرماد فمن ذا سوف يذكيها

ألقيت نفسي في هوى النوم إلقاء حتى يلائم حالة العجز التي أعيشها ..
لم أستنهض همتي ؟ وماذا ستفعل بي هذه الإرسالات من عقلي تحثني على النهوض فما أنا إلا إنسانة عاجزة تحتضن الوهن وترى الألم حولها وتكتفي بالتأوه0
وهذا القلم الذي يسكنني في متاهات وهم أني أفعل شيئا ما هو إلا سلاح أداري به ضعف الهمة , وعجز الحركة والفعل وما ذاك ما أريد 000 وما ذاك يكفي , فهمتي مغامسة في الهروب إلى سرير منعم أبيض اللون يفترشه قلمي ويسكب فيه أحلاما ... أحلام في أحلام تضيق وتضيق بي كتلك الأثواب التي جرر تها لأد س فيها نفسي , أخفي وراءها انهزام ألروح
ولكنها للأسف ضيقة جدا رغم نحول الجسد تحاول أن تفشي سري 0وثان وثالث جربا ... والشعور بضيق الأثواب يتزايد يخنق حرية الهروب من سكون الإنهزام إلى ضجة الإنهزام !
ورضيت بأقلها ضيقا لأقودها وإياي إلى بوابة مدرستي..
وتلاحقت الصباحات والتحيات وإجاباتي إيماءات لأصل لأول مقعد في مكتبي وأدفن ذاك الجسد الفاني في برودته ووحشته000
في اللا شيء سبحت طلبا لراحة , وحبست هوائي الكامن في داخلي وشارفت على الإختناق 0
حتى سمعت طرقا على الباب..
طلاب الصف الرابع الإبتدائي 000ذاك ما كان ينقصني !!
إن أردتم رؤية إعصار فانظروا إليهم 00 فوضى فهم وكلاؤه 000مشاغبة هم صانعوها !
زحفت للمكتب وتدفقت الوجوه الصغيرة تلاحقني و00
النسيم يقودهم !!!!!!!
اسمه نسيم وهو أبعد ما يكون عن محاكاة هذا الجمال , ويقولون أنه لكل من اسمه نصيب إلا هذا الغلام0 تقدم بجرأة وقال:
-- طلاب صفي فوضوني التحدث إليك و 00
-- ما داموا قد فوضوك فلم تجر جيشا وراءك ؟
أشرت لهم بالإنصراف 00 تلكأوا00 فرمقتهم بنظرة غاضبة فإذا بنيرانها تحرق كل الهواء بيننا وتشعل فيهم حماس الإنطلاق فاختفوا في لحظات 0
--ماذا تريدون؟ سألته بضيق00
-- نريد أن نثبت أننا لسنا عاجزين
آه ما أقسى هذه الكلمة!! ألم أقل لم يكن ينقصني إلا طلاب الصف الرابع؟ 0
ولم يترك لي مجالا للرد انبثق من فمه ألف لسان ولسان وقطرات تتراشق هنا وهناك ووجهه ينتفخ ويحمر 00ثم اجهش بالبكاء ومن بين الدموع فهمت عبارات متقطعة
--هم يموتون صبح مساء يموتون يرمون الحجارة ويموتون ونحن هنا 00نحن هنا نموت من الشبع والضحك0

ونزلت دموعي المنحبسة أمامه, لم أستطع مداراتها , كانت تسقي نضوب روح , وضاعف هبوب كلمات نسيم عجزي وألم جرحي اللذين جررتهما صباحا معي 000
وتلعثمت مني كلمات أسمعها هنا وهناك وأغص بها
--لا تحزن فنحن معهم ونمدهم بالمال , كلمات ثقيلة باردة لم تحاكي هذا الحماس الذي يلتهب أمامي وهذا النسيم الذي يتحول إعصارا 0
--- نحن فكرنا, أن نعمل يوما للرسم نرسم فيه كل شيء عن الإنتفاضة , ونرسم خارطة فلسطين تكون كبيرة جدا نضع فيها أسماء مدن فلسطين , ومعالم فلسطين الأقصى وغيره وندعو أهالينا في يوم الإجازة ليشاركونا ويشتروا انتاجنا ونعطي المال لصندوق فلسطين لإطفال فلسطين 00 واسترسل وابتدأت أسمعه كنسيم ابتدأ هواؤه يوقظني
فهل كنت أنتظر اقبال النسيم علي ليشعرني مدى عجزي
أو كنت أنتظر النسيم ليشعرني مدى قوتي
أو كنت أنتظر النسيم لأرى أن ثوبي كان فضفاضا , ونفسي وروحي ليستا عاجزتان بنسيم وإعصاره ؟
وتبعثرت أوراقي كلها وكأنها امتطت عاصفة هوجاء فدارت ودارت ودارت وألقت بها مرة أخرى في أرضي معيدة لي كل ورقة حسبتها غير ذات نفع مبعدة ذاك الشعور العاجز , فخورة بإعصارظننته مؤذ ومزعج , فإذا به نسائم ذو أجنحة طيفية كل لون فيه, نور ونار 0
وخرج الغلام بوعد مني 00
لا لم يخرج بل أقبل 00 أقبل النسيم وقد أقبلت علي نفسي التي كادت اليوم أن تكسر أقلامها وتمحي حروفها 000
11
994

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

مرور للسلام قبل القراءة

فأنت تعرفين ظروف دوامي

وفقك ِ الله
نــــور
نــــور
وكأننا اتفقنا على هذا الموضوع
فلســـــــــــــــطــــــــــــين
ولم لا فهي دائمآ في أعماقنا !!

وهذا الفتى - نسيم -
كأنه أصبح لسان حالنا
ولكن شجاعته قد فاقت حدود شجاعتنا
لعل الله تعالى قد سخره في تلك اللحظة اليائسة
ليشعل ومضة من نور ..
في قلبك الذي قد أثقلته الجراح ..
وهذه النار التي تشتعل في جوفه
كانت تغلي في قلبك كالبركان ..
وقلوبنا ...................
هل من نسيم يحرك كومة الرماد القابعة فيها !!!
و ينير لها صفحة من أمل متجدد
بهذا الجيل المتوثب ..
للحظة الانتصار
نسيم الصباح اليوم قد أخجلني ....
وحجب بمشاعره الفياضة نور شمسي !!!!!
قطر الغمام
قطر الغمام
قبل أن أقرأ لهذا النسيم الذي شابه الإعصار ، كنت قد فقت الأمل أو كدت أن أفقده في أطفال اليوم كما فقدته حقيقة في رجالها
ولكن قرأت كلماتك أستاذتي الفاضلة ووضع نفسي مكانك ..... من المؤكد أنك أحسست بالفخر والزهو لخروج أمثال ذاك النسيم الإعصار
من بين يديك
واليوم أقول :
مهما نامت أعين الجبناء ، وودع الرجال الشيمة والمروءة ، ومات في قلوبهم حب دينهم الذي أرتضاه لهم الله تعالى،
ومهما تناسوا مسجدنا الغالي ، وأرضنا السليبة ،
ومهما ، ومهما ، ومهما .....
سأقول لكل هؤلاء لم تعقم الأمهات أن تنجب أمثال النسيم الذي تلفحنا ريح إعصاره
لكل أقول :
هناك عمر يتربى بين أحضاننا
وهناك صلاح الدين يمتطي صهوة حصانه ، ويمسك برأس سيفه ، يستعد للقدوم نحو الأقصى

أستاذتي الفاضلة :
إكبارا لكلماتك يتوقف حبري

لكِ كل المحبة والسلام
صباح الضامن
صباح الضامن
دائما أحلام تعيشنا في الحلم مدة طويلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

قد لا نستيقظ ياأحلام من أحلامنا

وإلى نور الشمس
يا غالية أليس الجرح واحد

ومنذ متى ونور الشمس يحجب فهو دائما مشرق حتى في ظلمات الليل لأننا نعلم أنه في مكان آخر يضفي لونا رائعا ويكتسي بحمرة جميلة ليعود لنا صباحا وكأنه ما ودعنا 0
لا لم يحجب ومشاعري مستمدة من نورك

تلميذتي النجيبة
قطر الغمام

إكبارا لكلماتك ينحني قلمي
ويسيل مدرارا إعجابا بتلك الروح المتوثبة
التي ستنجب يوما أمثال صلاح وعمر ووو....
وستحسن تربيتهم
وسنظل نحمل هم كل من ظلم وكل من أسر وكل من سلبت أرضه في هذا القلب إلى أن يأذن الله بنصره
فيدي بيدك يا بنيتي نخط ولو قليلا من حبر على ورق الجهاد
بحور 217
بحور 217
لا أدري لماذا ربطت بين موضوع نسيم .. وموضوع تيمة ..

رسالة من أم لطفلها ؟؟

ربما تفكيري بتربية نسيم ..

حتى يكون كنسيم ..

وربما لأن كل ما يذكرني بمسؤولية الأبناء يثير عندي نفس الإحساس ..

الألم .. والحزن خوفا من التقصير ..

والحماس والإصرار .. رغبة في تحقيق الحلم ..

ولكن يبقى الجرح ينزف ونحن نرى أجيالا تكبر ولا يزيد بها إلا الغثاء !!

أعتذر عن إضافتي الحزن لهذه الصفحة المشرقة بالضياء ..

ولكني عجزت عن إضافة غيره ..