نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

علامات قبول التوبة

ملتقى الإيمان

* هناك علامات تدل على صحة التوبة وقبولها، وهي مما يستأنس به التائب ويفرحه، لأنه بوقوعها يعلم أنه يسير في الطريق الصحيح الموصل إلى النجاة والفوز يوم القيامة، ومن هذه العلامات:
· أولاً: أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فإذا كان بعد التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة، دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.
· ثانياً: ألا يزال الخوف ومراقبة الله تعالى مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه المستمر إلى أن يسمع قول الملائكة الموكلين بقبض روحه ألا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ( فهناك يزول خوفه ويذهب قلقه. * قال أبو بكر رضي الله عنه: لو أن قدميَّ في الجنة ما أمنت مكر الله !!، ولعل هذا استشعار لقول النبيr ( القلوب بين إصبعين من إصبع الرحمن يقبلها كيف يشاء)).
· ثالثاً: أن تحدث له التوبة انكسار في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وهذا الانكسار والذل أنفع للعبد من طاعات كثيرة يمن بها على ربه كما قيل: رب معصية أورثت ذلاً وانكساراً، ورب طاعة أورثت كبراً وغروراً.
· رابعاً: أن يستعظم الجناية التي صدرت منه وإن قد تاب منها: ويكون ذلك بتعظيم الأمر والآمر والتصديق بالجزاء: قال تعالى )ذَلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائرَ الله فَإِنَّهَا من تَقْوَى الْقُلُوَبِ ( . وقال ابن مسعود رضي الله عنه ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا). ولذلك قال بعض السلف: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت!!.
· خامساً: من علامات قبول التوبة أيضاً:
1. أن يحذر التائب من أمر لسانه: فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابة.
2. أن يحذر من أمر بطنه: فلا يأكل إلا حلالاً.
3. أن يحذر من أمر بصره: فلا ينظر إلى الحرم، ولا إلى الدنيا بعين الرغبة فيها.
4. أن يحذر من أمر سمعه: فلا يستمع إلى معصية كآلات طرب ولهو، ولا كذب وغيبة.
5. أن يحذر من أمر يده: فلا يمدها إلى الحرام، وإنما يمدها إلى ما فيه طاعة الله عز وجل.
6. أن يحذر من أمر قدميه: فلا يمشي بهما إلى مواطن الملاهي و المعاصي، بل يمشي بهما إلى المساجد والجهاد ومواطن الطاعات.
7. أن يحذر من أمر قلبه: فيظهره من العداوة الدنيوية و البغض من أجل الدنيا، ويطهره من الحسد وسائر الآفات، ويجعل فيه الشفقة و النصيحة، والحب في الله والبغض في الله.

8. أن يحذر من أمر طاعته: فيجعلها خالصة لوجه الله عز وجل، ويجتنب الرياء والسمعة.
الأسباب الداعية إلى التوبة والاستمرار عليها : إذا أراد الله بعبده خيراً يسرَّ له الأسباب التي تأخذ بيده إلى مقام التوبة وتعينه عليها، وتزين له الاستمرار ومتابعة السير وعدم الانقطاع، ومن هذه الأسباب:
# محاسبة النفس: وهي منزلة التمييز بين ما للعبد وما عليه، وهي تعين العبد على التوبة، وتحافظ له عليها بعد وقوعها. قال ابن القيم: ( ومن منزلة المحاسبة يصح له نزول منزلة التوبة، لأنه إذا حاسب نفسه عرف ما عليه من الحقّ فخرج منه، وتنصل منه إلى صاحبه، وهي حقيقة التوبة. والتحقيق: أن التوبة بين محاسبتين: محاسبة قبلها تقتضي وجوبها. ومحاسبة بعدها تقتضي حفظها. .
# تدبر عواقب الذنوب: فالمرء إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد، دعاه ذلك إلى ترك الذنوب من البداية، والتوبة إلى الله أن كان اقترف شيئاً منها. قال ابن الجوزي: إنما فضل العقل بتأمل العواقب، فأما القليل العقل فانه يرى الحال الحاضرة ولا ينظر إلى عاقبتها. فان اللص يرى اخذ المال وينسى قطع اليد!! وكذلك شارب الخمر يلتذُّ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا والآخرة. وكذلك الزنا، فان الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحدّ، فقس على هذه النبذة وانتبه للعواقب، ولا تؤثر لذةً تفوت خيراً كثيراً.
# تدبر القران: فالقرآن كتاب الله المبين، فيه الهدى والنور والمخرج من كل فتنة سواء في ذلك فتن الشهوات أو الشبهات، ومن تدبر القرآن حق تدبره أورثه ذلك علماً نافعاً، وتوبة صادقة، وبصيرة نافذة، وزهداً في الدنيا، وإقبالاً على الآخرة، وبغضاً للمعصية، وحباً للطاعة، وإجلالاً للرب جل وعلا. قال تعالى: ) وَنُنَزّلُ منَ الْقُرْآن ما هُوَ شفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزَيَدُ الَظَّالِميِنَ إِلاَّ خَسَاراً ( .
# الحرص على صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار: وهذا أيضاً مما يعين المرء على التوبة واستمرارها، فإن الطبع يسرق من خصال المخاطبين، قال تعالى: ) الأَخلاَّءُ يَوْمَئذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ عَدُوٌ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ( . وقال النبي r (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )) .
# ومن أسباب استمرار التوبة: مفارقة موضع المعصية: إذا كان وجوده فيه سبباً في وقوعه في المعصية مرة أخرى. قال تعالى أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واَسِعَةً فَتُهَاجرُوا فِيهاَ( .
# ومن أسباب استمرار التوبة: ذكر الله تعالى ودعاؤه واستغفاره: فإن الذكر حياة القلوب، والدعاء سلاح المؤمن، والاستغفار من دلائل التوبة والإنابة، وكل ذلك يوقظ القلب وينبهه، ويطرد عنه واردات القسوة والغفلة والتعليق بالدنيا.
# ومن أسباب استمرار التوبة: قصر الأمل وذكر الموت: وتذكر منازل الآخرة، وزيارة القبور وتشييع الجنائز، وكلها أمور تعمل على يقظة القلب وعدم غفلته.
# ومن أسباب استمرار التوبة: تحري الحلال في المأكل والمشرب والملبس والمركب في كل شيء.
# ومن الأسباب كذلك: التخلص من المحرمات الظاهرة بإتلافها مثل المسكرات وآلات اللهو والصور والأفلام المحرمة والقصص الماجنة، والتماثيل والدش وغير ذلك.
2
759

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الأحبة
طيف الأحبة
بارك الله لك وجزاك الله كل خير
الداعيـــة
الداعيـــة
جزاك الله خير .. وبارك فيكم

أسأل الله أن يقبلنا ويتقبل منا ..