أثبـــاج

أثبـــاج @athbag

عضوة شرف عالم حواء

*)*(* زهـــور تحت الركــــــــــــــــــام *)*(*

الأدب النبطي والفصيح




بسم الله الرحمن الرحيم



أستوحيت قصتي من مشكلة قرأتها منذ سنوات في إحدى المجلات ..
طلبت فيها صاحبتها إستشارة دينية ..
وبقيت معلقة في ذاكرتي .

.................................

ليتنا يتامى الأم والأب ..
تلك أمنية لثلاث فتيات التصقت بهن عبر سنين طوال ..
لاتحكمو عليهن بعد.. فليس بهن عقوق ولا جان ..
كانت بدايتها سن الطفولة
ونهايتها ليست كنهايات القصص التي تملأ واحتنا الأدبية أو أرفف مكتباتنا ..
فـــ ياترى كيف كانت حياتهن ليحملن هذه الأمنية الحارقة في صدورهن ..
تحية .. ذات العشرة أعوام هي الأخت الكبرى والأولى في تلقي الصدمـــات تبدو في الوهلة الأولى للناظرين شخصية قوية لكنها في دخيلة نفسها هشة وفارغة ..
إستيقظت مبكرا في أحد ايام العطل وأخذت دراجتها لتلهو بها في فناء منزلهم ..
راحت تفكر ماذا تصنع والكل نيام ...
اممممممم وجدتها ..سألعب لعبة البحث عن الكنز ..
جابت أطراف البيت الكبير علَها تكتشف أشياء غريبة لتخبر بها أخواتها الصغار بعدما يستيقظن من نومهن ..
وبينما هي غارقة في رحلة الإستكشاف سقطت عيناها البريئتان على منظر غريب
لأول مرة في حياتها تشاهده.. كان بالنسبة لها مخيف ومقزز ..
شعرت بالغصة في حلقها وذرفت اللأليء من عينيها بحرقة وأخفضت رأسها ذلاً..
كل شيء حدث بسرعة البرق لكنها تداركت نفسها بحكمة الأبرياء وهربت من المكان لئلا يسمع أحد خفقات قلبها الصغير ..
أسرعت الى غرفتها بجوار أختيها النائمتين أحلام وحياة ..
أمسكت بالغطاء متزملة به من شدة الخوف والهلع والإضطراب ..
توشح ذلك النهار بالسواد ..وأخذت الأسئلة تتوارى في ذهنها الصغير السؤال تلو الآخر وهي ترمق أختيها النائمتين ..( لن أخبرهن بشيء فهن مساكين لايستطعن الإحتمال )
أمتلئت بالدموع الى ان سرقها النوم ليريحها ويخفف عنها إلى حين ..
وبعد ساعتين أستيقظت على صوت أمها الغاضب ..
تحية ..تحية ,,استيقظي ياكسولة لقد تأخرت كثيرا هيا انهظي لتساعدي أخواتك في تحضير الإفطار ..
أستيقظت الصغيرة من نومها مثقلة كأن على أكتافها جمل ..
منذ ذالك اليوم وبعد رحلتها الأستكشافية وهي تحمل هما كبيرا أكبر من أن يتحمله بشر ذو ضمير .
أخذت تمشي على ثقل وتجتر معها خطواتها إجتراراً الى المطبخ ..
هائمة وضائعة وفي حيرة من أمرها ..
مرت الإيام ثقيلة ولم تعد عندها القدرة على الأحتمال وقررت أخيرا ان تخبر أختها أحلام التي تصغرها بسنة بما إكتشفت لعلها تخفف عنها وتشاركها أحزانها وهمومها ..


تحية: أحلام سأخبرك بشيء مهم ..لكن عليك ان تعيديني ان يبقى سرا بيني وبينك مدى الدهر.
أحلام : ولا حتى أختنا الصغرى حياة .
تحية : ولا حتى حياة فهي مازالت صغيرة ولا تستطيع الإحتمال .
أحلام : أعدك ياتحية قولي مالأمر لقد شغلتي قلبي .
تحية : اولا قولي لي هل تحبين أمنا .
أحلام : أحبها واشعر دائما بالشوق اليها واتوق لإن تضمني الى صدرها وتمسح على رأسي بيديها كحال صديقاتي مع امهاتهن ولكنها لاتعطينا الفرصة ابدا
ودائما ماتبدوا غاضبة وعنيفة وقاسية وكثير ماتوبخنا وتضربنا على اتفه الاسباب ..
اتصدقين احس في كثير من الأحيان بانها ليست امنا ونحن لسنا بناتها ..
في حين ذالك أخبرت تحية أختها أحلام بما رأت ..
وقع الخبر على أحلام كما وقع على تحية ..
أمتلئت الغرفة بالنحيب ..
وأخذت الصغيرتين في تبادل الكلمات اليائسة الممزوجة بالدموع والعبارات الخائفة من المستقبل


ياألله ماذا لوعلم ابي بالأمر ...؟
ماذا لوعلم الناس والجيران ..؟
منذ متى وامي ترى هذا الرجل الغريب في بيتنا ..أهو فقط ام غيره كثير ..؟
ولماذا تتقاضى منه المال ..؟
منذ متى وامي على هذا الحال ..؟
هل نحن ابنائها من ابي ام .........؟
هل نخبر ابي بالأمر ويفتضح امر امي ..؟

فضلن الإنعزال والأبتعاد عن الأقارب والأهل والأصدقاء ..لئلا يشعر أحد بشيء ويفتضح أمرهم ..

الى ان جاءت حياة الأخت الصغرى بسر آخر لتخبر به اخواتها الكبار ..
تحية ...أحلام ..
لقد رأيت ابي مع الخادمة ريتا قرب الفجر والله على ماأقول شهيد ..

ضممن حياة بسرعة البرق الى صدريهما الحنون ..وأخذت الدموع تتساقط من مقلتيهم
وتملكهم الحزن بكل ماآوتي من قوة ..
عصفت بهن الريح ..
وذبلن كما تذبل الزهور..
وانكسرن كما تنكسر الأغصان ..
وآه ه ه ه آآ ه ه ه كم بدت الحياة قاسية على هؤلاء الصغيرات في تلك اللحظات اليائسة
كما الركام حين يطيق فجئة على الأجساد الضعيفة والغضه ولا يستطعن الحراك ، ولا حتى التنفس ..

وأستمر هذا الحال طويلا ..
واشتدت علاقتهم ببعضهم البعض ..
بعد أن ضاقت عليهم بقاع الأرض ...


نمت الزهور ملفوفة بصمت مطبق ونمت معهم همومهم وأحلامهم الهزيمة .
لكن عين الحي القيوم كانت معهم تحفظهم وترعاهم ..
امسكو كتاب الله بقوة في ريعان شبابهم ..وتعرفوا على النجدين ..وأختاروا طريق اليقين ..
قاطعوا كل ماتقدمه أمهم من زاد او لبس و كماليات ..
صبروا على مايؤمنه لهم والدهم من قليل ...

الحلال بين والحرام بين ..هذا مبدأهم في الحياة .

بعدما وصلو سن المراهقة قرروا ان يواجهوا والدتهم بالأمر ...
نصحا وإنكارا ..وغيرة على دين الله ..
زلزت الدار ذالك الوقت وأرعد فيها صوت الأم ..
فما تلقو الا الضرب والصفعات والتهديد بالخروج من البيت ...
أتجهوا الى والدهم البعيد القريب ...
لكن أسكتهم على الحال وقاطعهم وهرب الى مزرعته ..
وبعدها بإيام رجع وكأن ماكان لم يكن ..
وعادت المياه الى مجاريها القذرة .

ضدان إجتمعا في بيتهم
الهدى والفسق
في أصعب مراحل الحياة ..
عصفت بهم الأزدواجية ..
تارة تشتتهم وتارة تلملهم ..
لكنهم كانو خير مثال لفتيات بارات بوالديهم مع ان المشاعر تجاههم...صفر
تضرعو الى الله ان يهدي والديهم وان يستر عليهم ..
لكنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء .
ضاعت آمالهم وأحلامهم ..
لم يبقى الا نور الله يضيء دروبهم ..

في يوما ما حل الليل والوقت نهار ..
طرق طارق الباب يريد القرب ..
أحلام : ِلم لا ياتحية .
تحية وقد غار ماء عينيها : لاأستطيع وهذا قدرنا .. مابالك انسيت ماتعاهدنا عليه منذ سنوات ..
أحلام : لكنه مستقبلك ..
تحية : مستقبلي هو انتم ..

تداركتهم الأيام رغماً عنهم ...
ظروفهم لم تساعدهم على البقاء ...
أكتنفتهم بيوت الزوجية ..
وتلاشت ذكرياتهم في دروب النسيان ..

هذه هي حياة الأنسان ..

تهاوت صحة زوج تحية ..الى ان أخذ الله أمانته ..
انا لله وانا اليه لراجعون ..
أنحرق قلبها لفراق العزيز ..
وحملت حقائبها وغادرت هي واطفالها دارهم ..
الى دار الأحزان والذكريات الغابرة ..


في يوم توارت فيه الشمس ..
أفاقت تحية على صراخ برعمها الصغير ..
ياآلهي حرارته مرتفعة ..
ماذا عساي ان افعل ..

الدواء

نعم الدواء

أين الدواء ...

توقفت فجاْة عن البحث ..

انعصرت قطرات الآمها فوق الزبد ،أصبحت كالمعلقة في الهواء بحبل حول عنقها..

نظرت الى أمها في اشمئزاز وقالت ..

ماذا يرجى منك وقد بلغتِِ الخمسين ..

ياليتني يتمية الأم والأب .

.................................................

أنتهت
ودمتم بنقاء وخير
أختكم في الله
أثير

12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
يا للمرارة ..

قصتك يا أثير جرعتني الألم .. خصوصا أنها مستوحاة من واقع !

لكنها بنظرة أعمق ترينا كيف تختبئ رحمة الله بين المحن ..

كيف تكون قمة البلاء هي ذاتها أعظم النعم ..

أو كانت الفتيات الثلاث سيعرفن طريق الله ويسلكن دربه لولا مصيبتهن ؟؟

ربما نعم وربما لا..

أسلوبك في القصة جميل وأحداثك متناسقة ..

بورك قلمك يا أثير وجزاك الله خيرا على المشاركة .
أثبـــاج
أثبـــاج
أشكر حضورك يابحور ..
وأعانك الله دوما .
فتاة اللغة العربية
قصة مؤلمة مستوحاة من واقع أشدّ إيلاما
أسلوبك جيد ، وصياغتك موفقة لكن هناك بعض الأخطاء اللغوية أحببت تصويبها :
1- " لا تحكمو" الصواب : لا تحكموا .

2- كتبت همزة الوصل همزة قطع والعكس في بعض الكلمات ، مثل : إستيقظت ، الإستكشاف ، الى ان سرقها النوم ، الإضطراب ، الإستكشافية ، الأحتمال ، إكتشفت ، اشعر ، اليها ، اتوق ، امهاتهن ، امي ، ابدًا ، اتفه ، الاسباب ، اتصدقين؟، احس ، أستمر، الإزدواجية، انسيت ، انتم ، اطفالها ، افعل ، ابي ، الإنعزال ، الإبتعاد ، ام ... الصواب : استيقظت ، الاستكشاف ، إلى أن سرقها النوم ، الاضطراب ، الاستكشافية ، الاحتمال ، اكتشفت ، أشعر ، إليها ، أتوق ، أمهاتهن ، أمي ، أبدا ، أتفه ، الأسباب ، أتصدقين؟، أحس ، استمر، الازدواجية، أنسيت؟ ، أنتم ، أطفالها ، أفعل آبي ، الانعزال ، الابتعاد ، أم ...

3- " كان بالنسبة لها مخيف ومقزز "
الصواب " كان بالنسبة لها مخيفًا ومقززًا ؛ فكلمة " مخيفا " خبر كان منصوب ، و" مقززًا " معطوفة عليها منصوبة مثلها .

4- " امتلئت " الصواب : امتلأت


5- " عليك أن تعيديني أن يبقى ..." الصواب : عليك أن تعديني

6- " مالأمر " الصواب : ما الأمر .


7- استخدمت ضمير جماعة الذكور ( واو الجماعة ) لجماعة الإناث وذلك خطأ ، مثل قولك :
" أخذت الدموع تتساقط من مقلتيهم ، وتملكهم الحزن ..." الصواب : أخذت الدموع تتساقط من مقلتيهن ، وتملكهن الحزن ...

8-" فجئة" الصواب : فجأة .

9- " ياآلهي" الصواب : يا إلهي .


أتمنى لك التوفيق .
أثبـــاج
أثبـــاج
شكرا اختي فتاة اللغة العربية على التصحيح , والحمد لله اني بعيدة كل البعد عن النحو والصرف ..

لاأدي منذ الصغر وانا اكره القواعد ..
عموما ..
كانت محاولة ..ولاأدري هل سأكررها او لا ..

لكن ..ستتبقى الكتابة بالنسبة لي همـــــــــــــــــــــاً :)
كلمة سر
كلمة سر
إيـــــــــــــــــه !!
ياللأسى ،،
غشى النفوس فأوقدت للحق نار !!
و أنشأت للدين فيها دار ..
رغم الظلام ..
و الإنحدار !
ظهر الوميض فأشرقت شمس النهار!



قصة رائعة و حزينة ،
حقا رب ضارة نافعة !
و لعلها حكمة الله ، تأثرت كثيرا لأنها من الواقع ،،
أثابك الله عليها خيرا و بارك فيك