أوراق الزمن

أوراق الزمن @aorak_alzmn

عضوة شرف بعالم حواء

نظارات جديدة.. تغنيك عن طبيب العيون

الصحة واللياقة

نظارات طبية ستصحبك طوال العمر دون حاجة للتغيير كل فترة.. أمل رائع وحلم جميل لملايين الأشخاص بالدول النامية الفقيرة ممن يحتاجون إلى نظارات طبية ولا يستطيعون الحصول عليها.. لكن بفضل العدسات الطبية التي تعيد ضبط نفسها، والتي ابتكرها د. جوشوا سيلفر Joshua Silver أستاذ الفيزياء في جامعة أكسفورد البريطانية.. سيتمكن هؤلاء من الاستغناء عن أطباء العيون ربما للأبد.

قدرت منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للرؤية الصحيحة الذي أقيم في جنيف 10 أكتوبر 2002 عدد المحتاجين لتصحيح الرؤية بما يقرب من بليون شخص حول العالم، 10% منهم من تلاميذ المدارس.. أي ما يقرب من خمس أي مجموعة من البشر، كما قدرت أن هناك 40 إلى 45 مليون شخص حول العالم مصابون بالعمى: 9 من كل 10 في الدول النامية، وبزيادة متوسط الأعمار وعدد السكان ستزيد هذه الأعداد إلى الضعف في 2020.

هذه الإحصائيات تبدو مفزعة إذا تخيلنا كم معاناة هؤلاء الملايين، حيث لا ينالون حظا وافرا من النشاط الاجتماعي والاقتصادي، خاصة في الدول النامية.. كما يؤثر ذلك أيضا على فرص التعليم بالنسبة للأطفال والكبار. بل إن الدول المتقدمة ذاتها تتأثر بمشكلة ضعف النظر، حيث يضطر الكثيرون من المستويات التعليمية المتميزة إلى إنهاء الخدمة في أعمالهم والإحالة إلى المعاش مبكراً بسبب ضعف النظر حسبما ذكرت جريدة الإندبندنت في 15 ديسمبر 2002.

فالمشكلة تزداد تعقيداً يوما بعد يوم، حيث يصاب إنسان بالعمى كل 5 ثوان، ويصاب طفل بالعمى كل ثانية؛ ما يجعل المعدل سنوياً يصل إلى 7 ملايين شخص. ولكن من المؤسف حقاً أن 80% من هذه الحالات يمكن تجنبها وعلاجها إذا تضافرت الجهود والتكنولوجيا معاً.

يزيد من تفاقم المشكلة في الدول النامية قلة أعداد أطباء العيون.. ففي بلد مثل غانا التي يقدر عدد سكانها بـ 20 مليونا.. هناك ما يقرب من 50 طبيباً للعيون فقط لا غير! ما يجعل ابتكار مثل تلك النظارة السهلة الضبط من الشخص نفسه حلاً مثالياً لمثل هذه المشكلات المعقدة.

فكرة النظارة المطورة

ونظارة العدسات المطورة تشبه النظارة العادية.. وتعمل بطريقة مماثلة للوظيفة البصرية لعدسات العين.. يستطيع من يرتديها التحكم في أسطح العدسات المنحنية من خلال مقبضين على جانبي الإطار.. هذه العدسات يملؤها زيت السيليكون.. وقوتها تتغير بتغيير كمية السائل في العدسات.. حيث تسحب المضخة الممثلة في المقبض السائل حتى يرتاح الشخص إلى أفضل رؤية ممكنة سواء كان يعاني من طول النظر أو قصر النظر.. حيث تتراوح قوتها بين "6+" و"6 –" ديوبترس Dioptres (وحدة قياس النظر).

بدأ "سيلفر" العمل في هذا الاختراع منذ 17 عاماً، ورغم أن تقنية استخدام السوائل في العدسات ترجع إلى القرن 18 فإنه أخذ وقتاً طويلاً ليصبح الاختراع في متناول الملايين؛ حيث تباع النظارة بما يقرب من 6 جنيهات إسترلينية من خلال شركة A.E.L Adaptive eyecare limited التي أسسها د. سيلفر عام 1996 لأبحاث تطوير وتصنيع العدسات الطبية المطورة.. وقد تم تجربتها بالفعل في عدة دول أفريقية وآسيوية بمساعدة شركة د. سيلفر،وبالاشتراك مع إدارة التطور الدولي في الحكومة البريطانية.

ومن المنتظر أن تتعاقد الشركة المصنعة مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي حتى يتم تسويق هذا المنتج في البلاد النامية خصيصاً. وبالفعل يخطط د. سيلفر الآن لبيع ملايين النظارات المطورة إلى غانا وجنوب أفريقيا.

ولا ينوي د. سيلفر التوقف عند هذا الحد، بل يخطط لتصنيع عدسات أكثر تخصصاً في المستقبل لقصر النظر بسبب الشيخوخة Presbyopes في الدول المتقدمة.. ولمجالات أخرى متعددة لم يكشف عنها النقاب بعد.

بلا شك هي ثورة تكنولوجية في عالم النظارات.. ستتدخل في حل مشكلات عديدة في عالم الفقراء مثل محو الأمية، وقلة الأطباء.. بتكلفة بسيطة ومناسبة.
0
518

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️