ربع السعوديين مهددون بالإصابة بداء السكري !!

داء السكري من الامراض المستشرية والمنتشرة انتشاراً واسعاً في انحاء العالم على تفاوت كبير في نسبة حدوثه بين المجتمعات المختلفة، ولبلادنا نصيب كبير اذا تقدر نسبة حدوثه في عموم المجتمع بنحو 13% واما اذا نظرنا الى نسبة الذين لديهم ما يسمى بحالة "عدم تحمل السكر" وهي حالة مبكرة تنذر بحدوث وشيك للسكري فإن النسبة في هذه الحالة تقفز الى الضعف. وهناك دراسات حديثة لم تنشر بعد تشير الى نسبة حدوث للسكري تقدر بنحو 24% من عموم المجتمع أي ربع عدد السكان تقريباً. وهذه النسبة وهذا التسارع في حدوث السكري يتوافق مع ما هو ملحوظ عالمياً من تزايد مطرد في الاصابة بالسكري والجدير بالذكر ان التزايد في هذه النسبة يحصل اساساً في البلدان النامية اكثر من البلدان المتقدمة.
جاء ذلك في حوار مع د. عطا الله الرحيلي استشاري الغدد الصماء والسكري بالمستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود والمشرف على الانشطة الأكاديمية بمركز السكري في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، فإلى نص الحوار:
الأسباب
@ ما هي أسباب داء السكري؟
- الاسباب عديدة ومن اهمها تغير نمط الحياة الذي ادى إلى زيادة وزن الجسم، وقلة الحركة البدنية، والافراط في الاغذية وكذلك هناك عوامل وراثية خاصة عند تزاوج الاقارب كما ان للتعدد الكثير في مرات الحمل بالنسبة الى النساء دور في زيادة نسبة الاصابة بسكري الحمل الذي بدوره قد يؤدي الى السكري بشكل مستمر.

الرعاية الصحية
@ هناك تفاوت وقصور في مفهوم الرعاية الصحية لمرضى السكري من حيث الطريقة والمتطلبات الاساسية ما هو المفهوم الصحيح في نظركم؟
- وفقاً للمفاهيم العلمية والاساليب العالمية المتبعة في الرعاية الصحية لمرض السكري ينبغي ان تكون الرعاية مبنية على أسس علمية صحيحة وان تتوافر فيها الشمولية والتكاملية والاستمرارية، فلم يعد الموضوع مجرد متابعة لمستوى السكر في الدم وصرف بعض الادوية الخافضة للسكر كما يتصور البعض. وهناك اربعة عناصر ضرورية للرعاية الصحيحة لمريض السكري:
1- المريض: وهو محور التركيز وبؤرة الاهتمام ينبغي ان يتلقى التثقيف الصحي الشامل عن كل ما يتعلق بالسكري ومخاطره وعلاجه وطرق الوقاية من مضاعفاته وينبغي ان يفعل دور المريض ليس كمتلق للعلاج بل كمسؤول بالدرجة الاولى عن تنفيذ العلاج ومتابعة الخطة العلاجية.
2- الفريق الطبي: الطريقة الصحيحة والحديثة في رعاية مرضى السكري تتطلب فريقاً طبياً متكاملاً يشمل الطبيب الاختصاصي وجهاز التمريض والمثقف الصحي واختصاصي التغذية العلاجية والصيدلي والاختصاصي الاجتماعي والنفسي وكذلك التخصصات الطبية الاخرى مثل طبيب القلب والكلى والاعصاب.. وغير ذلك.
كل ذلك من اجل تقديم رعاية صحية تشمل الانسان المريض بأكمله وليس الداء بمفرده.
3- المركز او العيادة: بهذا التصور من الشمولية وبحجم متطلبات الرعاية الصحيحة لا يمكن تنفيذ الرعاية السكرية بشكل عملي إلا من خلال "مركز سكري" او عيادات شاملة ترتبط مكانياً ونظامياً بمستشفى تتوافر فيه الخدمات الطبية المختلفة. اما ان تكون متابعة مرض السكري من خلال عيادة عامة او باطنية دون توفير هذه المتطلبات فذلك خطأ وخطر في تصور اختصاصي السكري في هذا العصر الزاهر الذي يشهد تطوراً طبياً لم يسبق له مثيل.
4- النظام او الخطة: لابد للفريق الطبي الذي يرعى مرضى السكري ان يؤدي مهامه من خلال نظام شامل ومتكامل يسعى للوصول بالمريض الى تحقيق اهداف محددة ويصر على الحصول على معايير معينة للتأكد من بلوغ العلاج اهدافه من حيث مستوى السكر في الدم وضبط ضغط الدم بصورة دقيقة وتصحيح مستويات الدهون والكولسترول في الدم والعمل على مراقبة مضاعفات السكري وحماية الاعضاء المعرضة له كالعين والكلية والقلب والاعصاب والقدم.
كل ذلك من خلال نظام وخطة ترسم وتتبع في المركز او العيادة. ويكون هذا النظام وتلك الاهداف واضحة المعالم لكل من الفريق الطبي وللمريض الذي ينبغي ان يعرف ما له من حقوق وما عليه من مسؤوليات.
@ ماذا بشأن دورة السكري التي تقام من حيث اهدافها والغاية منها؟
- دورة السكري للاطباء هذه هي السادسة من نوعها في مركز السكري بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي وهي دورة سنوية مكثفة على مدى اسبوعين. ويركز برنامج الدورة على الجوانب النظرية والعملية في جميع ما يخص الرعاية السكرية. والهدف من هذه الدورة تحديث معلومات الاطباء وتزويدهم بآخر ما وصلت اليه التطورات الطبية في مجال رعاية مرضى السكري. وهذه الدورة معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بما يعادل 30ساعة دراسية. وفي نهاية الدورة يعقد امتحان ويمنح المتخرج شهادة تؤهله لعلاج السكري بجدارة وتهيئ الطبيب لمواصلة تطوير خبراته ومتابعة المستجدات في هذا المجال.
المركز
@ هل لكم أن تحدثوا عن مركز السكري الذي تشرفون عليه؟
- يقوم مركز السكري بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي/ جامعة الملك سعود بالرياض ومن خلال قسم الانشطة العلمية والأكاديمية التي اتشرف بالاشراف عليه، يقوم بالعديد من الدورات على مدار العام. وهذه الانشطة توجه الى شرائح مختلفة من المجتمع ممن يعنون بداء السكري، فهناك برامج للاطباء ودورات لمستشفى السكري وتشمل البرامج بقية المهنيين الطبيين كالصيادلة والفنيين واختصاصي التغذية العلاجية. ومن ابرز البرامج الدورية الثابتة:
- دورة السكري للاطباء (سنوي).
- دورة مثقفي السكري (سنوي).
- برنامج مركز السكري الجامعي (متنقل بين مناطق المملكة).
- نادي السكري الشهري في الرياض.
- الملتقى العلمي السنوي بمناسبة اليوم العالمي للسكري.
وغير ذلك كثير، كما ان المركز يقوم بتدريب اطباء وممرضين ومثقفين صحيين في مجال السكري من خلال العمل في المركز لفترات معينة حسب الطلبات التي ترد الينا باستمرار.
ويوجد في المركز قسم آخر خاص بتوعية المجتمع العام وتوعية المرضى وهذا القسم له برامجه الخاصة وينظم لقاءات ودورات ومخيمات توعوية للشباب ويصدر مطبوعات ونشرات تثقيفية كثيرة. ويقوم قسم التثقيف الصحي السكري بدور بارز وهام في خدمة مرض السكري ومساندة الرعاية الصحية لهم.
كما ان مركز السكري يقدم الخدمات الطبية لمرضى السكري والتي تشمل التقويم الشامل والفحوصات الدورية للمراجعين والعلاج للسكري وما يصاحبه من حالات مرضية ومضاعفات اخرى. كما يقوم ببرامج توعوية موجهة لجميع الشرائح المعنية بداء السكري. وهذه البرامج - كما اشرت اليها - تنفذ بصور وانماط عديدة كالمحاضرات واللقاءات وحلقات النقاش والدورات والاصدارات التوعوية.
كما يجري المركز الابحاث السريرية الخاصة بالسكري ويشرف على بعض الرسائل العلمية.
ولا تقتصر البرامج العلمية على مدينة الرياض وحدها ولكن هناك تنسيقاً وتعاوناً مع مؤسسات طبية ومراكز اخرى. كما ان هناك برنامجاً علمياً ينفذ كل اربعة اشهر في منطقة من مناطق المملكة للاطباء والمثقفين الصحيين والممرضين.

الرياض