فتــن و أحـداث عصيبـة ... فكيـف لنـا ان نثبـت ... !!؟؟

الملتقى العام







اخوتي اخياتي في الله ...

نظرا لوضع المجتمعات الحالية التي يعيش فيها المسلمون وأنواع الفتن والمغريات

التي بنارها يكتوون وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريبا


فنال المتمسكون به مثلا عجيبا ...

" القابض على دينه كالقابض على الجمر "

ونظرا لتقلب القلوب ...

كما ضرب لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا بقوله :


" إنما سمي القلب من تقلبه ,

إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن "


فتثبيت هذا التقلب برياح الشهوات والشبهات أمر خطير

يحتاج لوسائل جبارة تكافئ ضخامة المهمة وصعوبتها ...


ومن رحمة الله جل وعلا بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه

وفي سيرته وسائل كثيرة للثبات نضع بين أيديكم بعضا منها

فاسمحوا لأعينكم بالمرور عليها ولقلوبكم أن تعيها

سائلة المولى أن تجدون بها مبتغاكم وان تصلون عبرها

لتلك الراحة النفسية والطمأنينة الذاتية ولذلك الثبات الهام



11
767

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

إشراقة أمل
إشراقة أمل
وســائـل الثبــات

~ أولا / الإقبال على القرآن ~



فالقرآن العظيم وسيلة التثبيت الأولى وهو حبل الله المتين والنور المبين

من تمسك به عصمه الله ومن اتبعه أنجاه الله

ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ..

نص الله على أن الغاية التي من أجلها أنزل هذا الكتاب منجما مفصلا هي التثبيت ...

فقال تعالى في معرض الرد على شبه الكفار :


" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا *

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا "




لكن لماذا كان القرآن مصدرا للتثبيت ... ؟؟

1-

لانه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله .

2-

لأن تلك الآيات تنزل بردا وسلاما على قلب المؤمن ,

فلا تعصف به رياح الفتنة ويطمئن قلبه بذكر الله .


3-

لأنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة

التي يستطيع من خلالها أن يقوم الأوضاع من حوله ...


4-

أنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين

كالأمثلة الحية التي عايشها الصدر الأول ومن هذه النماذج :


~ مثــال ~

ما هو أثر قوله تعالى :

" ما ودعك ربك وما قلى "

على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال المشركون :

( ودع محمد ... ) ؟

أليس تثبيتا على تثبيت وربطا على القلوب المؤمنة

وردا على الشبهات و إسكاتا لاهل الباطل ... ؟ ...


بلى وربي ...

فمن هنا نستطيع أن ندرك الفرق بين الذين ربطوا حياتهم بالقرآن

وأقبلوا عليه تلاوة وحفظا وتفسيرا وتدبيرا منه ينطلقون وإليه يفيئون

وبين من جعلوا كلام البشر جل همهم وشغلهم الشاغل .

وياليت الذين يطلبون العلم يجعلون للقرآن وتفسيره نصيبا كبيرا من طلبهم .
إشراقة أمل
إشراقة أمل
~ ثـانيـا / تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل ~



والدليل على ذلك قوله تعالى :

" وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك

وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين "


فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

للتلهي والتفكه وإنما لغرض عظيم

هو تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفئدة المؤمنين معه .




~ قصـــص ~

1-

-فلو تأملت يا أخي قول الله عز وجل :

" قالوا حرقوه وانصروا ءالهتكم إن كنتم فاعلين *

قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم *

و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين "


قال ابن عباس رضي الله عنهما :

( كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار :

حسبي الله ونعم الوكيل )


ألا تشعر بمعنى من معاني الثبات – أمام الطغيان والعذاب –

يدخل نفسك وأنت تتأمل هذه القصة ... ؟؟


2-

لو تدبرت قول الله عز وجل في قصة موسى :

" فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون "

ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقة الظالمين

والثبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر هذه القصة ... ؟؟


3-

لو استعرضت قصة سحرة فرعون ذلك المثل العجيب

للثلة التي ثبتت على الحق بعدما تبين ...

ألا ترى أن معنى عظيما من معاني الثبات يستقر في النفس

أمام تهديدات الظالمين وهو يقول :


" ءآمنتم له قبل أن ءآذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر

فلأقطعن أيديكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل

ولتعلمن أينا أشد عذابا و أبقى "


ثبات القلة المؤمنة التي لا يشوبه أدنى تراجع وهم يقولون :

" لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا

فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا "


وهكذا قصة المؤمن في سورة يس ومؤمن من آل فرعون

وأصحاب الأخدود وغيرها يكاد الثبات يكون أعظم دروسها قاطبة .
إشراقة أمل
إشراقة أمل
~ ثـالثـا / ذكر الله ~



وهو من أعظم أسباب التثبيت ..

وتأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل :


" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا "

فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد ...



~ رابعـا / الـدعـاء ~

من صفات عباد الله المؤمنين

أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم :

- ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..

- ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا ...


ولما كانت ( قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن

كقلب واحد يصرفه حيث يشاء )


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول :

" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "




~ خـامسـا / التزام شرع الله والعمل الصالح ~

قال الله تعالى :

" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء "
إشراقة أمل
إشراقة أمل
~ سـادسـا / الالتفات حول العناصر المثبتة ~



فمن صفات تلك العناصر ما اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم :

( ان من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر)

فالبحث عن العلماء والصالحين والالتفاف حولهم معين كبير على الثبات

فقد قال ابن القيم رحمه الله عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت


( وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض

فما هو إلا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا

وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة )




~ سـابعـا / ممارسة الدعوة الى الله عز وجل ~

فالدعوة الى المنهج الصحيح ببذل الوقت وكد الفكر وسعي الجسد

وانطلاق اللسان بحيث تصبح الدعوة هم المسلم وشغله الشاغل

يقطع الطريق على محاولات الشيطان بالإضلال والفتنة

فتكون الدعوة بالإضافة لما فيها من الأجر العظيم

وسيلة من وسائل الثبات ...
إشراقة أمل
إشراقة أمل
~ ثـامنـا / الثقة بنصر الله وان المستقبل للإسلام ~



نحتاج الى الثبات كثيرا عند تأخر النصر ..

حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها ...

قـال تعـالـى :


" و كأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله

وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين *

وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا

وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين *

فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين "


ولما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يثبت أصحابه المعذبين

أخبرهم بأن المستقبل للإسلام في أوقات التعذيب والمحن


فمــاذا قــال... ؟؟

جاء في حديث خباب مرفوعا عن البخاري :

" وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت

لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه "


فعرض أحاديث البشارة بأن المستقبل للإسلام على الناشئة

مهم في تربيتهم على الثبات ...




~ تـاسعـا / معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به ~

قال تعالى :

" لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد "

تسرية عن المؤمنين وتثبيتا لهم ...

وقوله تعالى :

" فأما الزبد فيذهب جفاء "

عبرة لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له ...