الوردة القرمزية
إليـكَ...
يـا مـن أضـمُ إلـى صـدري الآن...
يـا مـن حدثتنـي البارحـة...
أتذكـرْ...
عندمـا أخبرتنـي ذلـك اليـوم... بسـرك الصغيـر...
قلـت...

أنـا راحـل غـداً...
أوصيـك بأمـي... أخوتـي... أخواتـي...

سـمعت كلماتـك... لـم أفهمهـا... إلا الآن...

رأيتـك تـودع مقعـد الدراسـة...
تُفـرِغ حقيبتـك مـن الكتـب...
تسـتبدلها بالحجـارة... بسـكين صغيـرة...
خرجـت كعادتـك فـي الصبـاح...
قبلـت يـد أمـك وانطلقـت...
إلـى المدرسـة...
لا...
لـم تذهـب يومهـا إلـى المدرسـة...

رأيتـك...
أحسـسـت بخطواتـك... الصغيـرة...
بيـن هامـات الرجـال الواقفيـن هنـاك...
إلـى أيـن ترحـل...؟؟؟ معهـم...؟؟؟
إلـى أيـن...؟؟؟
لـم تجبـنِ عندهـا...

وغطـى الليـل السـماء...
وضجـت داركـم... بحـث الجميـع عنـك...
إلا هـي...
قالـت: لا تخافـوا... لقـد رحـل...
سـمعت كلماتهـا... لـم أفهمهـا... إلا الآن...

وأخيـراً... عـدت...
عـدت إلـي... عرفتـك...
لـم تعـد خطواتـك كمـا كانـت... صغيـرة...
لكننـي لـم أنسـى رائحتـك يومـاً...
هـذه المـرة ارتميـت فـي أحضانـي...
بجسـدك الدافـئ...
لكنـك لـم تحدثنـي بشـيء...
سـألتـك... لـم تجـب...
واصطبـغ صـدري بلـونٍ أحمـر...
لـون دمـك...
يـا إلهـي... أهنـاك كنـت...؟؟؟

وجاءنـي الـرد أخيـراً...
حدثتنـي تلـك القطـرات الحمـراء...
نطـق دمـك...

كنـت هنـاك... مـع الأبطـال...
ذهبـت لأجلـك...
لأجـل أمـي... شـرفي...
اشـتقت لأبـي... نادانـي... فلبيتـه...

كنـت هنـاك...
أطـرد مـن يريـد يسـلبك منـي...
مـن يريـد أن يسـلبني حريتـي...
شـرفي... عقيدتـي...

كنـت هنـاك...
قاتلتهـم...
أنـا لـم أكـن خائفـاً...
قتلـت منهـم الكثيريـن...
رأيتهـم هنـاك... كانـوا كثـر...
لـم يكـن علـي التفكيـر كثيـراً...
وضعـت طوقـاً مـن الغـار علـى صـدري...
طوقـاً... تشـبثت بـه القنابـل...
صرخـت... الله أكبـر...
وعـدت إليـكِ...

وضممتـك إلـى صـدري...
أيهـا البطـل الصغيـر...
أيهـا الشـهيد...
لقـد حفظـت أمانتـك...
هاهـي دارك... هاهـم أهلـك...
كمـا غادرتهـم...
لكـن يـوم عودتـك... ليـس كيـوم رحيلـك...
اليـوم... الآن...
تضـج دارك بالزغاريـد... بعـرس كبيـر...
عرسـك يـا صغيـري...
هـل تراهـم...؟؟؟
إنـه كعـرس أبيـك مـن قبـل...
وهاأنـذا... أحتضنـك كمـا احتضنتـه مـن قبـل...
وسـأودعك... كمـا ودعتـه أيضـاً...
سـأودعك... لأننـي سـأسـتقبل غيـرك...
بـارك الله بـك يـا بنـي...
اذهـب... الحـق بإخوانـك...
وعـدك الله الخلـد... وعـدك الجنـة...
وسـتلقى الآن مـا وعـدك...

***********************
أختـي نـور...
أخواتـي...
كلماتـي... إذا اعتبرتموهـا رسـالة...
فهـي ليسـت رسـالة أم... أو أخـت... أو ابنـة...
هـي رسـالة الأرض...
تصورتهـا هكـذا... وكتبتهـا...
أحببـت أن أشـارك بهـا فـي واحتكـم...
وإن كانـت متواضعـة جـداً... أمـام كلماتكـن ورسـائلكـن...
نــــور
نــــور
أيتها الوردة الجميلة جمال الإيمان
العميقة عمق اليقين
الرائعة روعة الزهور المتفتحة في الربيع
دائمآ تطلين علينا في واحتنا
وتسكبين مشاعرك شلالآ هادرآ أسمع صوته من بعيد
وعندما أقترب
تأخذني الدهشة بنقاءه ورقته و صفاءه
منذ البدية ..
نجحت في أن تنتزعي من عيني دمعة
ومرت الأيام وأنت تمرين كطائر جميل
تمرين فوق أرضنا
لتنتزعي دمعة أخرى
وهكذا سيتشكل بحر من دموع محبة وإعجاب وتأثر بما تكتبين
شكرآ لمشاعرك التي فاض عبقها في واحتنا ..
نــــور
نــــور
يكفي الشهيد من الدنيا شهادته ****
**** أن الشهادة فوق الشعر و المنطق

وحتى نقدر للشهادة قيمتها ................
..............

أعينوني على شفتي *** فقد أدميتها عضآ
أعينوني على رأسي *** فأرفع هامتي رفضآ
أعينوني على قلبي **** أعبد دربكم نبضآ
أعينوني على حلمي *** فأحرم مقلتي الغمضا
أعينوني على نفسي **** فأجمع بعضي البعضا
أعينوني على الدنيا **** فأقلب طولها عرضآ
أعينوني على وطني *** فأفتح فيكم الأرضا


من شعر ابراهيم الخطيب
نــــور
نــــور
عدنا إلى الروائع التي كتبتموها هنا
سأبدأ بها واحدة تلو الأخرى .. وسأتخير أروع الكلمات التي أعجبتني من كل نص :

1- الرائعة صباح الضامن أبدعت حينما كتبت لابنها الاستشهادي :

سأصنع لك من جدائلي حبلا تخنق الطغاة
سأصنع لك من عباءتي شراعا تبحر فيه في بحرهم تشتم ريح أمك إن وهنت عزيمتك
سأنام في العراء أبيع بيتي أشتري لك فيه بندقية تقتل أعداء الله

2- قاصة الواحة دونا شجعت بمشاعرها الفياضة أبطال العروبة و الإسلام وكتبت بقلمها المميز:
يا فارسي أني أنتظر تاجك الذي و عدتني أن تقلدني إياه..
تاج الكرامة و الفخر..
أنتظر أن تلبسني ثوب العرس الأحمر...
الذي يفوح منه عبير الدماء..
فهنيئاً لأمتي بك...


3- كعادتها فتاتنا كانت لها هنا إطلالة مميزة وجهت بها الحديث لوالدها البطل و قالت :

يتناثر دمك الحار المشتعل بنيران الغيرة على الدين
يتناثر على وجهي
التفت أرى عربيدا كافرا
ارتمي عليه بكل قوة
أشق صدره بقبضة يدي
انتزع قلبه
أقطع رأسه
ألقي به على الأوغاد
علهم أن يظهروا لي
أقاتلهم ، ثم استشهد
لآلحق بك.


كلمات تنبض بالعزة و القوة
اللهم اجعلهم عزة للإسلام و المسلمين
نــــور
نــــور
4- ثم أطلت علينا ملاكنا الصغير .. ووجهت نداءآ شاملآ لأبطالنا المسلمين في عالمنا العربي و الإسلامي .. وما أروعه من نداء حين قالت :

...فالأرض حتى لو احترقت تحت أقدامنا سوف تنبت لنا من قلب الحريق و الرماد زهرا وحبا وأفراحا عظيمة ...و إن المستقبل المشرق لهذا العالم هو ملك للشعوب المكافحة ... لذلك عهدا علينا أن تبقى عزائمنا مشدودة ... و أن نسير إلى الأمام ... حتى يرفرف علم النصر عاليا في كل بقعة مغتصبة...

5- أديبة الواحة كلمة سر .. شجعت على الجهاد و الشهادة في سبيل الله و ذكرت منزلة الشهداء العظيمة عند الله فقالت :
اليوم موعدنا ..
اليوم فرحتنا ..
اليوم حنظلة .. يزكي مرابعنا ..
طوبى لبيع سمت في الكون رايته ..
طوبى لمن جعل الرضوان غايته ..
طوبى لمن عُطرت بالمسك ساحته ..
طوبى لمن يشتري بالقرب راحته ..

6- وردتنا القرمزية كتبت باسم الأرض المتشوقة لتغمر الشهيد بحبها فقالت :
وأخيـراً... عـدت...
عـدت إلـي... عرفتـك...
لـم تعـد خطواتـك كمـا كانـت... صغيـرة...
لكننـي لـم أنسـى رائحتـك يومـاً...
هـذه المـرة ارتميـت فـي أحضانـي...
بجسـدك الدافـئ...
لكنـك لـم تحدثنـي بشـيء...
سـألتـك... لـم تجـب...
واصطبـغ صـدري بلـونٍ أحمـر...
لـون دمـك...
يـا إلهـي... أهنـاك كنـت...؟؟؟





في النهاية أقول
شكرآ لكل من أطلت هنا .. شكرآ لكل من كتبت .. شكرآ لكل من قرأت
فالقضية قضيتنا .. والوطن وطننا .. و العزة عزتنا .. و الشهداء شهداؤنا

نسألك اللهم منازل الشهداء في الجنة

كل محبتي لكم ....
..

أختكم

نـــــــــــــور