2=50باذن الله اذا اخلصتي النية

بسم الله وكفى والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى

قصة حقيقية ارويها لكم على لسان صاحبتها لها تكون عبرة لي ولكم باذن الله
تقول السيدة :
انا ارملة غير كويتية اسكن في منطقة الاندلس ولي عدد من الاطفال وليس لي من الدخل الا ما يجود به اهل الخير علي وقليل من الدنانير هي اجرة لعمل بسيط اقوم به وقد اصبت بمرض مزمن في الكلى يتطلب مني اخذ ابرة كل اسبوعين وثمن هذه الابرة دينارين اذخرها من مدخولي المتواضع حتى اصلب بها طولي لاسعى بعد ذلك بعون من المولى على رزق اطفالي
وفي اليوم المحدد لاخذ الابرة استأجرت وانيت لاخذي لمستشفى الفروانية ولم يكن في جيبي في ذلك الوقت غير اربعة دنانير قد خصصت دينارين اجرة للوانيت ودينارين ثمن للابرة وما ان وصلت الى المستشفى حتى طلبت من سائق الوانيت ان ينتظرني لمدة 10 دقائق لاخذ الابرة ثم العودة معه الى البيت ووافق جزاه الله خيرا على الانتظار ودخلت الى المستشفى وتوجهت الى الكاتبه التي طلبت مني ان ادفع الرسوم اولا واجلب معي الطابع لتسمح لي باخذ الابرة وفعلا توجهت الى المكينة وادخلت بها الدينارين واخذت الطابع وانا على استعجال حتى لا اتأخر على السائق وبينما انا متوجهة الى الكاتبة واذا بامرأة عجوز تبكي وتتوسل للكاتبة وتقول لها : والله ياابنتي ليس معي ولا فلس وانا اتألم بشدة ويجب ان اخذ الابرة والكاتبة ترفض ان تعطيها اي وصل لاخذ الابرة قبل ان تستلم الطابع والسيدة تشتكي وتترجى وتبكي وتتلوى من شدة الالم هالني هذا المنظر ووضعت يدي في جيبي اتلمس الدينارين الباقيين اللذين خصصتهما اجرة للوانيت وانا اقول لنفسي هل ادفع النقود لهذه السيدة ام اعطيها لسائق الوانيت وبعد تردد وجدت يدي تمتد الى مكينة الطوابع وتدخل الدينارين وتسحب الطابع وتعطيه للسيدة التي نظرت الى نظرة امتزجت بها كل معاني الدهشة والامتنان واخذت بيد السيدة وتوجهنا معا الى غرفة الممرضات وتأكدت انها قد اخذت علاجها ثم ودعتني شاكرة داعية لي وبعد ان اخذت الابرة توجهت الى باب المستشفى وانا اقدم خطوة وأأخر الاخرى ولسان حالي يقول ( ماذا ستقولين لسائق الوانيت الذي اتى بك من البيت وهاهو ينتظر في الخارج على امل استلام اجرته ) توكلت على الحي الذي لا يضيع عبيده وركبت الوانيت وما ان تحرك بي حتى وجدت دموعي تنهمر بغزارة وانا احاول ان امنعها وبدأ بكائي يكون شديدا لدرجة ان سائق الوانيت شعر بي فرق لحالي وسألني ( هل اشعر بالم او توعك ) فرددت عليه لا انا بخير والحمد لله فسكت السائق ولكن شدة بكائي جعلته يبادرني مرة اخى بالسؤال عن سبب كل هذا البكاء فقلت له ( والله لا ادري ماذا اقول لك ولكن الاجرة التي كنت قد خصصتها لك قد اعطيتها لسيدة فقيرة كانت باشد الحاجة اليها وانا الان ليس لدي اي نقود لاعطيها لك )
سكت السائق واكمل طريقة الى منزلي وانا انتظر ردة فعله هل سيذهب بي الى الشرطة ؟ ام انه في احسن الاحوال سيوقف السيارة ويطلب مني النزول
ولكن السائق استمر في السير حتى اوصلني الى بيتي ثم التفت لي وهو يمد يدة في جيبه ويخرج مبلغا من المال ويعطينه اياه عقدت الدهشة لساني ولكن ما ان رأيت ابتسامته حتى قلت له ما هذا المال فرد على : انه رزقك ساقه الله لك فاليوم صباحا وانا خارج من بيتي استوقفني احد الاصدقاء واعطاني 50 دينارا وطلب مني ان اعطيها لاول محتاج يقابلني وكنت انت اول من ركب في سيارتي فهذا رزقك ورزق عيالك بارك الله لك فيه، لم ادري ما ذااقول لهذا الرجل غير جزاك الله خيرا وركضت الى البيت وانا اشكر ربي على عطاياه
واقول سبحان من يجزي الحسنة بعشرة امثالها الى سبعمائة ضعف .

اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر واستعملنا لخدمة دينك وعبيدك ولا تجعلنا من الغافلين