almortariba

almortariba @almortariba

عضوة نشيطة

نصيحة مهمة لأخواتي التاجرات

ملتقى الإيمان

خطورة الكذب في البيع والشراء


يبين النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من الناس ممن امتهنوا مهنة يغلب عليهم في مزاولتها الكذب، فكانوا بسبب الكذب فجاراً، قال عليه الصلاة والسلام: (التجار هم الفجار) أي: التجار الذين يمارسون عمليات البيع والشراء هم الفجار، وهي هنا على التغليب ليس على الإجمال أو الكلية، لأن هناك من التجار من يخاف الله ويؤمن به، ولكن الغالب دائماً أن يكون التاجر عنده نوع من الفجور: (قيل له: يا رسول الله! أليس الله قد أحل لهم البيع؟ قال: نعم. ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون) وهذا واقع عند الناس، فقليل من التجار من يصدق في تجارته، قليل جداً، فإذا قلت له: ما نوع هذه السلعة؟ يقول إنها سلعة أصلية، وهو يعرف أنها ليست بأصلية، فتجده يقول: هذه ممتازة جداً أو أصلية؛ لأنه لو قال لك: لا أدري، لدخل في نفسك شك، وهذا كذب، فيقول: لا أدري، وهو يدري أنها تقليد، لأنه لو قال لك: تقليد، لتركته وذهبت لآخر غيره، فهو من أجل أن ينفق سلعته يخدعك بقوله: أصلي.. ليس هناك أحسن منها.. مجربة وعلى مسئوليتي وعهدتي.. الناس لا يأخذون إلا منها، وهذا أحسن ما في السوق؛ من أجل أن ينفق سلعته. (التجار هم الفجار، قيل: يا رسول الله! أليس الله قد أباح لهم البيع؟ قال: نعم، ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون) فيقعون في جريمتين: الحلف الذي ينفق السلعة -لأنه إذا حلف للإنسان اقتنع- والكذب الذي يجعل الناس يقتنعون بصحة معلومات مقدمة لهم عن هذه السلعة، والحديث رواه الإمام أحمد، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، ورواه أيضاً الإمام البيهقي ، والحديث صحيح. فالذي لديه تجارة عليه أن يراجع نفسه في كيفية معاملته للناس، حتى لا يكون من أهل هذه الطائفة، ليس هناك داعٍ للكذب، حتى لو كنت تاجرَ خُضْرةٍ، أو أي نوع آخر من أنواع التجارة، بل يجب عليك أن تكون دائماً صادقاً. إلا من صدق وبيّن، فالصادق في الكلام والمبيّن للعيب إن كان في السلعة عيب يقول: السلعة هذه بخمسة وثلاثين ريالاً -أصلي أم لا؟- يقول: ماركتها تايوان، وهذه ماركتها ليست (ياباني) ولا (إنجليزي) ولا (أمريكي) ونوعها كذا. فإذا سألته: هل في السوق أحسن منها؟ قال: نعم. في السوق أفضل منها، لكن لكل شيء ثمن، هذه بخمسة وثلاثين ريالاً، لكن التي في السوق تجدها بستين أو بسبعين ريالاً، فالصادق يعطي الحقيقة ولا يكذب، فإن الكذب وإن أنفق السلعة إلا أنه يمحق البركة. ......

عقوبة من أنفق سلعته بالحلف الكاذب


إذا طُلِبَتْ منك اليمين وأنت تبيع فلا تحلف نهائياً، لا تحلف على البيع والشراء، لا تحلف بأي حال من الأحوال لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد من حلف على السلعة بوعيد شديد فقال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب عظيم -من هم الثلاثة؟- المنان -أي: الذي إذا أعطى شيئاً ثم جلس بعد ذلك يمن به- والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمسبل إزاره) وهذا الحديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه، والمسبل إزاره هو: الذي يرخي الثوب أو يرخي (البشت) أو (البنطلون) أو أي شيء من الملابس التي يلبسها أسفل من الكعب، فهذا لا يجوز، حرام في دين الله، وصاحبه متوعد بأن الله عز وجل لا ينظر إليه يوم القيامة، فمن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، وما أسفل من الكعب من الإزار ففي النار. فإذا فَصَّلْتَ ثوبك قل للمفصِّلِ: اجعله من فوق الكعب؛ لأن أزرة المسلم إلى نصف الساق، فإن أرخى فإلى الكعب، وما تحت الكعب ففي النار، لا تستطيع يا أخي أن تتحمل أن يوقد عليك نار بمقدار ملابسك التي تحت كعبك، ولكن ارفع الثوب فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك تبارك وتعالى.


ثلاثة يبغضهم الله: منهم التاجر الحلاف


قال أبو ذر رضي الله عنه -والحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الإمام أحمد و النسائي -: (ثلاثة يحبهم الله: رجل كان في فئة -أي في معركة وفي ناحية وفي ثغر من ثغور المسلمين- فنصب نحره دونهم حتى قتل، ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه، حتى فرق الله بينهما بالموت أو بالظعن -إما أنه رحل أو مات، فهذا يحبه الله- ورجل كان معه قوم في سفر أو في سرية، فأطال السرى -في الليل- حتى أعيوا -أي تعبوا- ثم أعجبهم مكانٌ فأمسوا فيه، فخشي هو أن تفوتهم صلاة الفجر فتنحى عنهم وقام يصلي في الليل حتى أيقظهم لصلاة الفجر) فهذا رجل عظيم جداً ، هذا يحبه الله تبارك وتعالى؛ لأنه حرص على نفسه وعلى إخوانه في هذه الليلة. (وثلاثة يكرههم الله ويبغضهم ويشنؤهم -الأول- التاجر الحلاف ...) هذا التاجر الحلاّف يكرهه الله ويبغضه ولو كان صادقاً، فإنه إذا حلف مرة وصدق فيها، فإنه يحلف تسعة وتسعين مرة ويكذب فيها، فلا تحلف على سلعة لا صدقاً ولا كذباً، فإذا قال لك شخص: بكم هذا؟ قل: بكذا. فإذا قال لك: والله؟! فقل: لماذا تحلفني يا أخي، أنا ما أخذتك غصباً، أنا أخذتك بأنفك من السوق، فإذا شئت فاشتر وإلا فاترك، لا تحلف لي ولا أحلف لك، هذا هو سعري. وبعد ذلك الذي يفرض على الناس أن يأتوك ليس هي الدعاية ولا اليمين، بل تقواك لله أولاً، ثانياً: تعاونك معهم في سعر السلعة، فإذا جعلت مثلاً سعراً للسلعة بثلاثين ريالاً وأنت تعرف أنها في السوق كله بخمسة وثلاثين، ثق تماماً أن الناس سوف يشترون منك، لأن الناس يريدون الرخيص مهما كان. لكن كونك تحلف بالله وتقول: والله إنها بأربعين ريالاً، والله إنها بأربعين ريالاً من بطن جدة ، وأنه ليس معنا إلا التعب.. أخذناها من هناك.. وجئنا به إلى هنا.. هل سيصدقك؟ لا. لأنه سيقول: لماذا إذاً تبيع وتشتري؟! أين أجرتك؟! وأين إيجار الدكان؟! وأين إيجار الصبي؟! وأين المكسب؟! وأين مصاريف البيت؟! هي في الحقيقة بعشرين وذاك باعها بثلاثين فربح عشرة، لكن بيمينك ربحت عشرين ريالاً، لكنك أنفقت سعلة ومحقت بركة، فتأخذ أربعين وتخرج من ظهرك أربعمائة في أمر آخر، لماذا؟ لأنك حلفت بالله فاجراً. هذه الأولى: (ثلاثة يبغضهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال..) أي: هو فقير ويتكبر، ليس لديه شيء وهو متعالٍ، سبحان الله! يا أخي تواضع؛ لأن الكبرياء ليست طيبة لا للغني ولا للفقير، ولكنها في حق الفقير أعظم جرماً، بعض الناس اليوم لا يوجد لديه ما يتعشى به، لكنه يلبس أحسن لباس، ويركب أحسن (موديل) بالدين، ويفرش البيت بالدين، ويفعل كل شيء بالدين، وبعد ذلك يصبح مسكيناً مهموماً، هذا فقير مختال متكبر، وإذا جاء شخص وأعطاه من رزق الله بدون شيء، قال:لا. أنحن فقراء؟! وهو رزق يسوقه الله إليه فيرده، وهذا من الكبرياء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ساق الله له رزقاً فليقبله) إذا ساقه الله لك من غير إشراف نفس ولا سؤال، يعني: أنك لم تسأل الناس ولا استشرفت نفسك هذا المال، وإنما الله عز وجل قذف في القلوب رحمة بك، فجعلها تعطف عليك وأعطاك فلا تتكبر، فتقول: لا. لا نأخذها، فإذا تكبرت يصرف الله الرزق عنك، ولا تجد بعد ذلك من يرحمك، وإنما إذا ساق الله لك رزقاً فقل: جزاك الله خيراً، وادعُ له وتواضع، ومد رجليك على قدر فراشك، فإذا كان فراشك قصيراً فلا تمد رجليك حتى تضع رجليك في البرد، بل مدها وتكفف على قدرها، فافرش بيتك بمقدار راتبك، وغير سيارتك بمقدار دخلك، أما أن تأخذ بالدين، لكي يقال: كُلْ ما يعجبك والْبَسْ ما يعجب الناس! حسناً أجبت الناس في هذا الكلام، لكن من الذي سيقضي عنك الدين؟ من الذي سيكفيك قضاء الدين؟ فالناس سيقولون: ما هذه السيارة، الله أكبر! ويقولون: ما هذا البيت! لكن هل تنفعك هذه الكلمات في قضاء الدين؟ هل تستطيع أن تجمع كل هذه الكلمات في ورقة ثم تذهب بها لصاحب السيارات وتقول له: والله يا أخي اشتريت منك سيارة بستين ألفاً والناس أثنوا علي وقالوا والله هذه سيارة جميلة، فأريد منك أن تخصم لي عشرة آلاف، هل يقبل بذلك؟ لا. سيقول: هات المال، أثنوا عليك أو ذموك. فلا ينفعك يا أخي! ولا يكون في السوق إلا الصدق، أما الكذب والدجل والمفاخرة والمكابرة، هذه ليست للمسلمين، فالفقير المختال يكرهه الله. والمنفوخ ليس له وزن ولا حقيقة، ولذلك فإنه يتلاشى بأقل دقة إبرة، وكذلك المتكبر الذي ليس لديه شيء. والثالث: قال: (والمنّان)، نعوذ بالله من المنّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى فلا تمنّ على أحد، وإذا عملت جميلاً في إنسان يوماً من الأيام فانسه، فلا تقل له كلما لقيته: هل تذكر يوم أن ذهبت معك إلى المدير ويوم أن أوجدت لك وظيفة! ويوم أن أعطيتك مالاً! أو صدقة أو ديناً؟!! أو تقول له: كيف السيارة التي أعطيناك ثمنها إن شاء الله تكون جيدة نعم. لا تنسَ أني أنا الذي أقرضتك ذاك اليوم؟! اعلم أن المنّ يكسر خاطر المسلم، ويجعله ضعيفاً وفي موطن احتقار، فلا تفسد قلب أخيك المسلم، ولا تكسره بهذا، فإن المنّ يبطل أجر الصدقة أو القرض. يقولون: كان هناك رجل يعيش في البادية، ورجل آخر يعيش في المدينة -في الحاضرة- فقام الحضري وذهب وزار البدوي في قريته، فذبح له البدوي تيساً سميناً جميلاً فحنذه وطبخه، فأكل الحضري فلما انتهى وسر منه رجع إلى مدينته، وبعد يومين أو ثلاثة جاء البدوي، بحكم المدينة فإن البدوي يأتيها كل يوم، ولكنّ الحضري لا يذهب إلى القرية إلا مرة في السنة، أو في السنين كلها، فأهل البادية يترددون على المدن والقرى والحواضر يومياً؛ لأن مصالحهم ومراجعاتهم وبيعهم وشراءهم هناك، فنزل هذا البدوي عند صاحبه الحضري، فقام الحضري وذبح له خروفاً وليس تيساً، يقول: أكرمنا نكرمه، فلما شبعوا وانتهوا، قال البدوي: يا فلان قال: نعم. قال: تذكر ذاك التيس والله ما ذقت أفضل منه ولا أطرى من لحمه! وأنا وحدي وذبحت لي خروفاً بتيس، وقال: جزاك الله خيراً، فتغدى وذهب. وبعد أسبوع جاء فذبح له الحضري خروفاً، فلما انتهى قال: أبداً أبداً أنا ما قد ذقت مثل ذاك التيس أبداً، كم قد أكلت من الخرفان والتيوس ولكن ذاك التيس له طعم خاص، فقال الحضري: (الله يقلعك ويقلع تيسك) هذا الذي لم يكفه خروفان. فجاء للمرة الثالثة فذبح له خروفاً ثالثاً، فلما انتهى قال: أما أنا فمن يوم أن خلقت لم أذق مثل ذاك التيس إلا مرة واحدة، فقال الحضري: والله ما تجاوزت هذا الباب بعد هذا، ثلاثة خرفان لم تعدل تيسك! أي نعم. فلا ينبغي للمسلم أن يكون منّاناً على أخيه المسلم، بأي جميل يعمله.
15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الله يخليلي ماما
بارك الله فيك وحرم وجهك النار ورزقك الفردوس الاعلى
( البرقاويه )
( البرقاويه )
جزاك الله الجنة..
الشامخة الخالدي
zain...21
zain...21
شكراً وجزاك الله خير
&أوركيدا&
&أوركيدا&
جزاكي الله خير ياقمر

اللهم أسعدنا بتقواك وأجعلنا نخشاك كأننا نراك

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك