السلسلة الثانية من يوميات مديرة (( الرفق ..... الرفق ))

الأدب النبطي والفصيح

من حبكم
تعلمت الحــــــــب
ومن يستغني عمن يحب
يستغني عن ضروب كثيرة من الأفكار والتعابير فتشتبه عليه الأيام
فلا يدري أيعيشها أو يعد ساعاتهــــــــــــــا
ما وقفت مرة عند جدران أقبلها إلا لأن تواقيع الأحبة عليهـــــــــــا
أو ليس وقوفي وفاء في زمن الضجيج
وعندما خف الطرق
رسمت خطوطي من جديد
من الصميم إلى الصميم
فهلا أمسكتم بطرفهــــــــــــــــــــــــا

لك يا عطائي الحبيب هذه الكلمات
.............

.... يختال الربيع أمامنا في المروج ويغري النفس لتسكنه الدواخل فالطبيعة الخضراء أمامي تنسجم مع الأمل الذي حدى بي اليوم أن أحل وثاقي .....

تركت السيارة وسرت بين الشقائق في طريق مدرستي الحبيبة وكأن حمرة الشقائق الوهاجة خدود براعم بقيت في رحم الأرض شتاء وما أن أقبل الربيع حتى أخذت تغذ السير وتركض خارجة على المرج فاكسبها ذاك الجري تلك الحمرة الجميلة و استقرت في جو مفعم بالحياة و أوسعت لها زهور النرجس البيضاء مكانا فتناغمتا . وعزفتا على أوتار القلوب لحنا ارتفع ليلحق بنبض المدينة الخفاق ويشعل الحياة ....
كانت تلك الشقائق الحمراء الجميلة تسلب يقظتي و يجتاح مدها العارم ارادتي ..
فأرخيت ابتسامة رضى وتحول نظري خطابا هامسا لكل شقيقة فرأيت كأن كلماتي منقوشة على حمرتها تربط بين جمالها وقلبي وترسم خطوطا متضرجة بكلام وهاج ...... نطقا ومعاني فحديث الروح لروح الجمال تناسم مع تلك الهبات الصبحية الجميلة.
و لقد ظننت أن الحركة التي أراها بين نبات الشقائق من أثر انفعالها لمرور الهواء . ولكن ظني لم يكن بمحله فقد كانت هناك حركة غريبة وقوية أحيانا تحرك سيقان النرجس والشقائق حتى أفزعتني فارتددت إلى الوراء....
وكدت أن أطير مولية الأدبار وابتدأت بالفعل
قطعت قليلا من الأمتار
ثم هززت رأسي وعدت أدراجي اقتربت من المصدر
واقتربت حتى قفزت إلى الوراء ثانية لما رأيت !!!!
كان على الأرض بين النبات كيسا صغيرا من قماش مربوطا بإحكام وفي داخله شيء يتحرك .
وهنا حاكى قلبي صوت المدينة خلفي وارتفع خفقانه حتى بت أسمعه ,
وضعت يدي على الكيس فتحرك .....
وبدون تفكير فضضته....... وإذا بشيء يقفز في وجهي
ألقاني أرضا و ألقى بنفسه علي ,
قطة صغيرة
بيضاء اللون بنقاط حمراء جميلة ....وجمالها لم يخف ألمها فقد كانت يدها اليسرى مربوطة بخيط قوي خلف ظهرها ومن قوة الربط نزفت دما وبقع الدماء الحارة الحمراء تناثرت على جسدها الرقيق
وابتدات تلعق ثوبي وتئن حتى أحسست بالدمع الذي لم يفدها بشيء بتهاطل ..
وسريعا
عدت بها الى المدرسة وأسعفت
وما ان استرد ت قليلا من حيويتها , حتى صرت أراها تلاحقني بين الصفوف وفي الساحات لتنشأ بيننا لغة لم يفهمها إلا انا وهي
وتبقى جملة لم أعرفها
من فعل بك هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
من هذا الذي أوثق الرقة والضعف والجمال والكون مليء بكل معنى , فرويحاته الفجرية والمسائية تزيدنا رقة لا عنفا ......
مهما اتسعت لغة المعرفة في الذهن فتبقى أشياء لا توصف ولا تفهم
و ظللت أفكر طوال النهار من ذا الذي فعل بك هذا؟؟؟؟؟؟؟؟

وقررت شيئا لاكتشافه
وتوقدت في ذهني فكرة فانتظروني في الجزء الثاني بإذن الله
__________________
الجزء الثاني
وأقترب أحيانا من اليأس

فرغم تداخل الألوان في حياتي فاليوم لون واحد هو المسيطر , يرفع من وتيرة القلق لدي حتى تحمر الحروف وأراها تتزلزل منذرة ببركان ....
كم أتمنى أن يصيبني احيانا مرض النسيان فأودع قلقي على من حولي غياهب بعيدة ولكن ......
أعود فأقول إن ساعة يقظة واحدة تنفع أهم من أيام نوم ونسيان لا يتحمل من المعاني شيئا .....
حملت هم العنف الذي أدمى جسد هذا الحيوان الرقيق في قلبي وفكري
فكم كانت الصورة غريبة أن أرىمن بين الجمال في طبيعة بكر لم تمتد إليها يد الانسان ..ان أرى هذا العنف لحيوان لا حول ولا قوة له
وتسلحت بالصبر ربما يكون قائدا لاراحة جيوش القلق العاتية التي هبت على نفسي

حملت القطة الصغيرة في نفس الكيس ووضعته في مكانه مع نسائم الفجر وانتظرت علني ارى من فعل بها ذاك العمل القاسي
ولكن.......صحبت الفجر وظلاله
صحبت الشقائق وتهاديه بين أناملي
صحبت تعانق النرجس مع شفافية الروح
ولم أصحب العنف الذي انتظرته .....
وعدت أدراجي وقطتي يائسة مسلمة أمري لله
وما أن دخلت باب المدرسة حتى رأيت معركة دائرة بين معلمة وطفل في الصف الأول !!!!!
معركة غير متكافئة فالطفل يركض بشكل دائري هستيري في الفناء والمعلمة تدور وراءه تحاول السيطرة عليه
وتخونها رجلاها
ويقف الطفل أمامي بلا حراك ينظر إلى القطة الصغيرة والدموع في عينيه
وقبل أن يفكر في الفرار جلست أرضا , مددت له يدي وكأني سمعت دقات قلبه الصغير كدقات قلب تلك القطة الخائفة المتألمة
وللحظات ظننت أنني سأبقى مادة ذراعي له دون استجابة ولكن كل ذاك تلاشى وانطوى الهواء بيني وبينه في تلك الضمة القوية التي ضمني إياها وراجفات صدره كانت أعلى لغة بيننا .....

وبعد هدوء العاصفة وسقوط كل الأوراق الهابة في جحري علمت أن الطفل يكتب بيده اليسرى وأن أمه وأباه يوسعانه ضربا ويربطان يده اليسرى حتى لا يكتب بها
وتأتي المعلمة لتنفذ أوامرهما وتكمل مهمتها في تعنيفه إن استعمل القلم بيده اليسرى

غياب الفطنة
غياب الفهم
غياب التفهم

جعلوا من صغيرنا أعنف ما يتخيل الانسان
ربطوا يده الصغيرة التي تكتب بغير ما يكتبون
فقام بربط يد القطة
نعم هو من قيد القطة
أسقط ألمه عليها
مارس عليها ما عذب به
قدروا عليه فقدر على اضعف منه
والدائرة تدور
كما دارت بي لما اعترف لي انه من قيد القطة

كم حزنت لما سمعت
ذلك الأسلوب القاهر الذي قهر به الرقة وأعمل في ضعف ذاك الحيوان هيجان ألمه كان أكبر مما يحتمل الواحد منا

والتقينا أنا وهو على لغة محبة فهمناها وحدنا
كما فهمت تلك القطة لغتي وتناغمت مع تلاقيها

وبعد فراق طويل بينه وبين الألفة
تلاقى
أعطيته القطة كي يعتني بها
قبلها
وأعنت والديه على تقهم قدراته

وكنت كلما أنظر إليه أعلم
كم من ألم يورث عنفا
وكم من ألم يورث رقة ......

ورفقا .....


...........
5
596

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سحــابه الخــير
الرفق ... الرفق..
فلقد ملئت القسوة حياتنا وقلوبنا
لم يعد هناك قلوباً رحيمة كل قلبك أمي
ذلك القلب الحنون الرقيق المعطاء ...
اللهم نعوذ بك من قلب لا يخشع
...............

تابعي أمي سلسلتك فكلنا شوق إلى متابعتها
بوركتي
نــــور
نــــور
مع أن الكلمات مهداة لعطاء
إلا أنني أحب أن أقرأها
وأستمته بما تخطه أيدي الصباح
نحبك أيتها الغالية ونحب أن نقرأ لك في كل مكان:24:
بحور 217
بحور 217
لم أعد أجد ما أرد به عليك يا صباحنا ...

بات قلمي يعجز عن وصف ما تشعلينه داخل القلب ...

هل من الممكن أن يكون العنف في العالم نتيجة لأخطاء

من عدم الفهم

وعدم التفهم !!

أو تدمى قلوبنا كل يوم وينحرنا الألم بسبب هذا الغباء من الأهل ??

أو يقضى على معالم الإنسانية داخل قلب طفل شيئا فشيئا ممن أحبوه ؟؟؟

كيف يا صباح بالأطفال الذين لم يلتقوا بمن يفتح لهم ذراعيه ويعلمهم الرفق ؟؟؟

كيـــــــــــــــــــــــــــــف؟؟؟؟؟؟؟
صباح الضامن
صباح الضامن
مع أني تأخرت بالرد على الأحبة فلأن الرد بات معروفا دقاته
وباتت كلماته تسمع حتى ولو لم تكتب

لكل من كتب العذر على التأخر في الرد
فالجميع يعلم السبب

أحبكم
زهرةالايمان
زهرةالايمان
كم من ألم يورث عنفاً وكم من ألم يورث رقة ورفقاً
إني أرى ذلك مصداق قواه تعالى{ رب اغفرلى ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}
أشكر أستاذتنا العظيمة على ماأتحفتنا به من درروطبعاً لن يوفيها ثنائي جزءاً من فضلها
ولكن للاعتراف بالجميل فقط أسطر إعجابي وتحيتي